نحوَ 1001 اختراع لعلماء مسلمين تمّ عرضها في معرض لندن المقام في الفترة ما بين 21 من يناير الماضي إلى 25 من إبريل، هذا المعرض الذي يسعى إلى تعزيز التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الغرب؛ استعان بفريق من الباحثين الأكاديميين من مختلف التخصّصات والخلفيّات الثقافية، فضلاً عن مجموعة من العلماء والمؤرخين والمهندسين والمعماريين والأطباء من المسلمين وغير المسلمين؛ من أجل إعداد وحصر كل الاختراعات الإسلامية بحيادية ونزاهة تامة.

إن ذلك مدعاةٌ للفخر للإسلام والمسلمين، هذا المعرض والذي حوى بين جنباته أكثر من ألف إختراع هو نتاج لأبحاث المسلمين في الفترة ما بين القرن السابع إلى القرن السابع عشر، أثار إعجاب جميع زائريه،

 

واهتمّت معظم وسائل الإعلام بنقل هذا الحدث الكبير، حيثُ ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية: إن هذه الإختراعات الإسلامية "شكلت العالم المتقدم" وأنها كشفت للغرب أن معظم ما يستخدمونه في حياتهم اليومية من أبسط الأشياء إلى أعقدها هي من اختراع المسلمين.
فقبلَ اختراع معجون الأسنان بدهور كان النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" يُعلم المسلمين كيفية تنظيف أسنانهم بالسواك، وقد ثبت حديثًا احتواء السواك على مواد تُفيد في حماية الأسنان وتطييب النَّفَس.
كما أن أول من أنشأ المستشفيات بالصورة التي نراها الآن هم: المسلمون، فقد تم بناء أول مستشفى منظّم في القاهرة عام 872هـ وهو مستشفى "أحمد بن طولون" الذي كان يقدم العلاج والدواء مجانًا لجميع المرضى، وكان به مكتبة ثرية، وقسم خاص للمرضى النفسيين، وكان لكل مريض سجل طبي خاص.
وأن المسلمين هم أول من أنشأ مدرسة للصيدلة في العصور الوسطى، وهم كذلك أول من أجرى عملية لإزالة المياه البيضاء، وأن "أبو القاسم الزهراوي" الجرّاح المسلم هو رائد جراحات التجميل.
وأن معظم الأدوات التي اخترعها، ما تزال إلى اليوم تستخدم في جراحات التجميل.

أما في مجال التعليم، فقد سبق المسلمون غيرهم في تأسيس نظام تعليميّ حديث، حيثُ ظهرت أولى الجامعات منذُ أكثر من ألف عام مضت، عبر المساجد، وتُعد "فاطمة بنت محمد الفهري" هي مؤسِّسَة أول جامعة في تاريخ العالم، وهي: جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب.

وكان المسلمين هم أول من أنشأ أسلوبًا خاصًّا لقراءة المكفوفيين، والذي سبق لويس برايل بـ 600 عام، على يد العلامة السّوري الأعمى "زين الدين العميدي".

كما واهتم المسلمون بعلم الفلك حتى كانت لهم إنجازات كبيرة في هذا المجال مهدت كثيرًا للتطوّر الذي طرأ بعد ذلك على هذا العلم في أوروبا؛ فكان أول مرصد إسلامي بُني في عهد الخليفة "المأمون"، وهذا المرصد يُعد الأول في العالم وفي التاريخ.

1001 إختراع لن نستطيع حصرها من خلال هذه السطور، ولكنني أعود وأكرر بأن ذلك مدعاةٌ للفخر والإعتزاز لكل مسلم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ألم يأن الأوان أن نُعيد هذا المجد من جديد؟

إن آراء إبن سينا التربوية أو ما يسمى بـ " التربية السيناوية" دعت إلى ضرورة تربية الطفل منذُ لحظة الولادة إلى كل ما من شأنه أن يكّون شخصيته، ويساهم في تكاملها العقليّ والجسديّ والإنفعاليّ، مستمدّة كل ذلك من تعاليم الدين الحنيف والسيرة النبوية الشريفة، فلماذا لا يكون هناك منهج يُدَرِّس الإختراعات وسير المخترعين للأطفال؟ فيُصبح لديهم حُب للإختراع، ويكون لكل طفل قدوة لِواحد أو أكثر من المخترعين. ومن يدري؟! لعله يخرج من بين هؤلاء الأطفال ابن سينا جديد

ففي أمريكا -مثلا- اهتمام ضخم بالاختراعات والابتكارات، وهي تخطط حاليًّا لإدراج ذلك في مناهجها الدراسية، فضلاً عن المعرض القومي للمخترعين الأمريكيين الصغار الذي تقيمه سنويًّا، والذي تطمح من خلاله أن يخرج آينشتاين جديد من بين هؤلاء الأطفال العباقرة التي أثارت إختراعاتهم الذكية دهشة زوار المعرض.

واليوم نقف أمام مسؤولية كبيرة من أجل تثبيت أسبقيتنا وريادتنا الحضارية والعلمية، وأن نترك الخمول الذي ساد أمتنا العربية، والسير وراء أضواء الحضارات الغربية، فهذا العصر هو عصر الإكتشافات والاختراعات، ولا مكان للخامل أو الكسول بيننا. قال تعالى:" قل هل يَستوي الذين يعلَمُون والذين لا يعلَمُون إنّما يتذكر ألو الألباب". 9: الزمر.

 

المصادر:

عبد السلام السيد، موسوعة علماء العرب، 2005م. ط1.

www.al-watan.com

www.hdrmut.net

www.vb.arabseyes.com

 

التدقيق اللغوي لهذه المقالة: أفنان الصالح

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية