لا أدري من أين أبدأ بالحديث عن عالم شاب نهض بمستقبل أمة، إنه أحمد زويل الحائز على نوبل للكيمياء عام 1999، وعنوان مقالتي آخر الفراعنة هو لقب أسبغه عليه أحد أساتذته ومجايليه في جامعة كالتك في الولايات المتحدة الأمريكية، فرغت للتو من قراءة كتابه الأثيـــر (عصر العلم) وفي نفسي أشياء كثيرة تمنيت أن أستطيع سكبها على الورق، ولكنها كثيرة جدا وإن ادّعيت إحصاءها فلن أكون منصفا لقامة علمية مثل زويل.. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى كتاب آخر لأحد الفراعنة من أساتذة زويل وهو الدكتور طه حسين الذي ما وجدت معلومات دقيقة عن شخصه وعلمه وفكره وفلسفته وميوله مثل ما وجدتها في كتاب (معك) لزوجته سوزان الفرنسية الأصل المسيحية المذهب المصرية الإقامة والممات أيضا.. كانت لغة سوزان أقرب للأدب بوصفها قارئة لزوجها عندما كان يدرس في مونبلييه في فرنسا، فقد قرأت إعلانا في الصحف للبحث عن موظفة مرافقة لكفيف فاختارت الدرب دون أن تعلم نهايته من أنها ستقترن بقامة أدبية أخرى بحجم مصر آنذاك.. سأحاول جاهدا أن أعقد مقارنة بين الكتابين أي بين حياتي قطبين مصريين وهرمين كبيرين ملآ الدنيا أدبا وعلما، بيد أن التلميذ حاز على نوبل وخدمته الظروف بينما اكتفى الأستاذ بلقب عميد الأدب العربي.
في كتاب (معك) وتحت هذا العنوان اندرجت العبارة التالية:
قصة حب خارقة من فرنسا إلى مصر سوزان وطه (1915-1973) ويقع الكتاب في أكثر من 360 صفحة أخذت منه الهوامش والإحالات والإشارات لإيضاح ما ورد في الكتاب قرابة 80 صفحة، وهو من ترجمة بدر الدين عرودكي ومراجعة محمود أمين العالم، وقدمت له أمينة طه حسين المعروفة بـ (أوكادا). وجدت في الكتاب حشدا من أسماء الأماكن والمقاهي والشوارع والمباني والأرقام والجوائز والمسابقات والتراجم والسير والمقالات والكتب والنشرات والقصص والروايات وأسماء لشخصيات بارزة عالميا في كل مجالات الحياة على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، ذلك لأن بزوغ نجم مثل طه حسين أنار العالم وهو مغمض العينين، وأفاض في رحابه سيلا من المعرفة والأدب، معاركه التي خاضها بصمت وشراسة، وإصراره وتمكنه وثقته بنفسه والمناصب التي تقلدها كرئاسة الجامعة ووزارة المعارف(التربية والتعليم) ورئاسة تحرير ومحرر في (كوكب الشرق) و(الوادي) وسواهما والمناكفات التي كانت تضج بها جريدة الأهرام بين الحين والحين.
لقد صورت سوزان حياة طه حسين من الداخل كزوج وأب وأديب وجد وقريب ومغترب ومترجم وناقد وحائز على عدة أوسمة وشهادات وجوائز، كما صورت رحلات برية وبحرية وجوية طويلة، فتنقل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، تحدثت زوجه عن البيوت التي سكناها معا، والخيبات التي حصداها معا والمفاجآت السارة وغير السارة التي تلقياها معا، تشعر وأنت تقرأ الكتاب بحرارة الكلمات وصدق التعابير لدى زوجة وفية تحمل مخزونا ثقافيا هائلا حول تجربة زوجها، مرورا بشخصيات هامة كرّمته والتقت به. عاش طه حسين متنقلا بين القاهرة ومونبلييه وباريس والإسكندرية ومرسيليا وأثينا وبيروت والرباط وإسبانيا والمملكة المتحدة والبرتغال وتونس وسواها.. فتحت سوزان الظروف المغلقة على الرسائل والخطب والمحاضرات التي ألقيت والتراجم والكتب التي أبصرت النور والتي لم يكن لها أن تبصره، واستمر الحديث عذبا صافيا رائقا من فم النبع، والأسماء الكثيرة التي وردت في ثنايا الكتاب من رفاق القلم والكفاح مثل أحمد لطفي السيد وباشوات مصر آنذاك.. حتى أن طه من أولئك القلائل الذين حصلوا على لقب الباشوية .
تكشف عن تفاصيل الرحلات التي كانت تجمعهما والتي كانت تبعدهما، فكانت سوزان النور الذي يبصر من خلاله طه حسين بقلبه لا بعينيه طريق المستقبل، جُوبِه من عدة جهات حكومية وأفراد، فقديما كان في الناس الحسد..
واستمر العنوان على الشاكلة نفسها (معك) إلى ما بعد منتصف الكتاب ليدخل في عناوين جانبية من مثل (مصر الفرنكفونية) و(الألوان) وسواها، ثم ذيلته بفصل للصور التي التقطاها مع شخصيات هامة سياسية وأدبية بارزة على المستوى المحلي والعالمي.. عندما تغرق في تفاصيل رحلة حياتيهما تجد كنزا دفينا بين دفتي كتاب.. حتى توقف قلبه النابض بالحب والأدب والجمال، مات ولم يعرف طريقا إلى نوبل في العام 1973، توقف قلبه عن النبض رغم محاولات الطبيب اليائسة لإنعاشه، وبعده انتقلت سوزان إلى الدار الآخرة في العام 1989 وتركت هذه المذكرات الجميلة وهذه الحياة المليئة بالقصص والمتاعب.
وأما كتاب (عصر العلم) لأحمد زويل فقد وثق فيه أهم مراحل حياته ومنعطفاتها في طريق حافل بالعلم والمعرفة مليء بالجوائز والمفاجآت، ويبدو أنه كان أوفر حظا من أستاذه طه حسين ومن نجيب محفوظ أيضا الذي يثني عليه في أحاديثه وكتاباته أيضا بصفته سابقه إلى نوبل للأدب.. يقع الكتاب في 260 صفحة وقدم له مقدمة أدبية قصيرة شيقة الأديب نجيب محفوظ وتمت طباعته اثنتي عشرة طبعة أولاها عام 2005 وآخرها عام 2010، وربما هناك طبعات أخرى لم أستدركها بعد.. بينما استفاض الكاتب أحمد المسلماني في الحديث عن زويل العالم المصري والعربي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس حتى أمس القريب، فتحدث المسلماني بإسهاب عن أهمية العلوم في حياة الناس، وقارن بين نظريات علمية، وذكر شخصيات علمية مرموقة كأرسطو وابن خلدون وإينشتاين والفارابي وابن الهيثم وغاليلو وسواهم، وفاض في الحديث عن إنجازات أحمد زويل، وقال لو كان للعلم عمداء لكان أحمد زويل عميدا له كما أن طه حسينا كان عميدا للأدب العربي. وقد قسم المؤلف الكتاب إلى قسمين: البدايات وما بعد نوبل.. وكان القاسم المشترك بينه وبين أستاذه طه حسين هو الجمع بين العلم والفلسفة لدى زويل والجمع بين الأدب والفلسفة لدى طه حسين.. ومما دفعني للمقارنة بينهما أيضا تشابه نشأتيهما البسيطتين والتحاقهما بحلقات تحفيظ القرآن الكريم كطفلين مسلمين، وقد أتم طه حفظ القرآن كاملا، كما انتظم زويل في حفظه ولم يتبين لي أنه حفظه كأستاذه طه، أضف إلى ذلك العالمية والنجومية التي رافقت ظهورهما في حقول العلم والأدب والمعرفة، على أن الفوارق بين كلا الرجلين كبيرة من حيث الحفاوة التي وجدها زويل داخليا وخارجيا، في حين كان طه حسين من المغضوب عليهم في كثير من الأحيان ولاسيما ذلك الجدال الذي أعقب ولادة بعض كتبه نحو (في الأدب الجاهلي).
تبدأ الرحلة من دلتا مصر الخصبة التي تنتج أشجارا وعقولا مبدعة أيضا في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، لتستقر في جامعة كالتك Caltech أعرق الجامعات الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، وهي اختصار لاسم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا حيث الأبحاث والمختبرات والأوراق العلمية التي قدمها زويل وفريق البحث الخاص به، ليتمكن من الحصول على نوبل في الكيمياء عام 1999 وسط مباركة عالمية وفرحة عارمة جاءت نتيجة ولادة عصر جديد من العلم وهو عصر الفيمتو ثانية حيث تتجزأ الثانية إلى ملايين بل بلايين الأجزاء، وهو زمن حاول زويل تبسيطه بعرض نظريته في كتابه بكل السبل، كتب زويل بلغة العالم الحريص على إفادة تلاميذه وقرائه ومستمعيه، حاول أيضا في وسائل الإعلام توضيح فكرته بكل بساطة فشبه الجزيئات والذرات بالناس الذين يسيرون في الشوارع مع إمكانية اختلاف توجههم إلى اتجاهات عدة.
وقد أبرز زويل جانب الزوجة كداعم وسند ومربية وأم وزوجة ورفيقة درب؛ فقسم عمره على زوجتين الأولى أنجبت له "مها" و"أماني" وهي مصرية ممن زاملنه في دراسته في جامعة الإسكندرية، والثانية طبيبة سورية تدعى ديما الفحام وهي ابنة وزير التعليم السابق في سوريا د. شاكر الفحام وأنجبت له "هاني" و"نبيل"، وقد انفصل عن الأولى في الولايات المتحدة وسط إضراب مسكوت عنه وأسباب لم يعن زويل بإيضاحها لأحد وظل متحفظا تجاهها حتى في وسائل الإعلام، وعاش لسنوات أعزب نذر نفسه للعلم والابتكار إلى أن جمعته الأقدار بزوجته الثانية إبان احتفالهما بالحصول على جائزة الملك فيصل العالمية في الرياض في العام 1988 حيث قدمت ديمة مع والدها لاستلامه جائزة الملك فيصل للأدب في الوقت الذي كرم فيه زويل بالجائزة ذاتها للعلوم، أثمرت الجائزة عن زواج ناجح ظل زويل يدين له بكثير من الحب والتقدير.. ويمضي الكتاب في وصف رحلة العلم والتميز والجوائز التي تنهال عليه يمينا وشمالا عربية وعالمية كجائزة بينامين فرانكلين وقلادة النيل العظمى إلى نوبل في العام 1999 وهو حدث أشغل الدنيا آنذاك وجعل الأنظار تتجه إلى العالم العربي الشاب، ثم أعقب ذلك المحاضرات والأبحاث وأوراق العمل التي قدمها في عدد من المؤتمرات والرحلات العلمية التي قادها داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية والتجارب التي أراد أن ينسج على منوالها في بلاده مصر من خلال إنشاء جامعة العلوم والتكنولوجيا حيث وئد الحلم في مهده وزحف إليه المشيب مبكرا بين بيروقراطية العالم الثالث وعزوفه عن مواكبة البلدان المتقدمة.
أصيب زويل في أواخر عمره بسرطان في النخاع الشوكي وظل منافحا عن العلم مطالبا بإحداث نقلة نوعية للبلاد العربية على كل الصعد ولا سيما في مصر التي أنجبته طفلا واحتضنته جثة مسجاة، وفي الثاني من أغسطس 2016 وصل جثمانه من الولايات المتحدة ليدفن في تراب مصر..
أعود للمقارنة مجددا لأقول إن الظروف التي أحاطت بزويل أفضل بكثير من ظروف طه حسين حيث كان الأخير فقير الحال محاربا في مجال عمله، ولكن مشروعه أثمر بصبره وثقته بما لديه فحصل على مجانية التعليم الجامعي، وهو القائل إن التعليم مثل الهواء والماء لكل إنسان، واهتم به في الوقت الذي كانت فيه مصر والعالم العربي تغرق في ظلمات الجهل، وخلص العلم من فكر الشيخ الرجعي إلى الفكر العلمي المتطور بمزاوجة بين التطور الغربي والتراث الإسلامي بعلمانية مدروسة ما زالت مأخذا عليه لدى عدد لا يستهان به من الدارسين. على الرغم من ذكر طرف من معاركه مع مجايليه، إلا أن شيئا منها لم يذكر ما كان بينه وبين طالبه في السنة الثانية في كلية الآداب محمود شاكر الذي ناكف أستاذه بدعوى سرقة بعض محاضراته من مقالة لمستشرق يهودي حاقد يدعى مرجليوث، وأعني بذلك ما دار حول أصل الشعر الجاهلي حيث ذهب مرجليوث وطه حسين إلى أن الشعر الجاهلي هو من نحل الرواة، ورأى شاكر أن ذاك انتقاص من تراث هذه الأمة ووصف لها بالتخلف وتفضيل الحضارة الغربية عليها ككل، فألف كتابه(المتنبي..رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)، وألف طه حسين كتابا آخر على الشاكلة نفسها ينافح فيه عن رأيه، غير أن شاكرا قد اتهمه أنه سار على نهج كتابه السابق واستقى أفكاره منه أيضا..على أي حال ربما لكثرة المعارك التي كانت تفور على الساحة الأدبية آنذاك لم تجد سوزان بدا من إغفال بعضها، ولا ندري..
تخرج زويل من جامعة الإسكندرية وحصل على درجة الماجستير فيها، ورأس طه حسين الجامعة ذاتها وطور فيها الكثير والكثير، ولعل هذا الأمر من القوائم المشتركة بين القطبين.
كان زويل في (عصر العلم) يتحدث بلسانه هو ونحى زوجتيه جانبا، ولا يفوتني هنا أن أذكر قارئي العزيز بأن طه حسينا ربما هو أول من كتب في أدب السيرة الذاتية كما في كتابه (الأيام) ولكنني آثرت المقارنة بينه وبين زويل من خلال ما كتبت زوجته لا ما كتبه هو، وذلك لأنني لمست في كتابتها صدقا أكثر وحيادا تجاه كثير من القضايا التي تمس الشأن الأدبي والسياسي معا؛ بينما كانت سوزان طه حسين هي التي تشرّح لنا حياته بالتفصيل فجاء كتابها (معك) أشبه باليوميات تذكر فيها أدق التفاصيل التي عاشتها مع زوجها طه أو بعيدا عنه، إذ كانت تقرأ له الكتب وترافقه في الرحلات وفي المهرجانات ولدى استلام الجوائز حتى أنها أرّخت لتلك الأيام التي ما فتئت تدونها في كتابها بقولها:
16 مايو، 18 مايو، 21 مايو، وربما كانت تدون الأيام التي تشهد حركة وصخبا ونشاطا لرفيق دربها أو جزءا من المعارك التي كانت حاضرة في ساحة الأهرام والساحة الثقافية في عموم مصر..
ومن الفوارق أيضا أن زويل رجل يميل للحياة الاجتماعية بشكل أكبر فقد تزوج مرتين، وأنجب أربعة أبناء ابنتين وابنين عاشا معه في الولايات المتحدة الأمريكية وآثرا العيش خارج مصر حتى الساعة، بينما اكتفى طه حسين بمؤنس وأمينة وكان لكل منهما لقب آخر غربي وعاشا أيضا خارج مصر لفترات طويلة بحكم دراستهما وأعمالهما..
عاش زويل منعما لم يعتمد على دخله الوظيفي كمدرس في جامعة كالتك.. يلتقي الوفود ويزور الساسة وكبار العلماء والقادة وزعماء الدول، فتنقل بين أمريكا وفرنسا والصين والسويد والهند وسنغافورة وماليزيا وبلجيكا واليابان، وبقي طه حسين على دخل الوظيفة المتأرجح بين كل فترة يفصل فيها من عمله وبين الفترة التي يعاد فيها إليه أو إلى المهمة التي توكل له حتى صار أستاذا غير متفرغ، وكاتبا صحافيا لامعا في كبرى الصحف المصرية، هذا الدخل الذي بالكاد يكفي لتأمين أبسط مستلزمات العيش الكريم، كان لطه سكرتير يكتب له، ويرافقه أحيانا في أسفاره، وهو أحد طلبة العلم كان يهيئ نفسه لنيل الدكتوراه في الحقوق وتوفي، ثم ما لبث أن شغل أخوه مكانه.. وكان لزويل أكثر من سكرتيرة في مكتبه في جامعة كالتك ومرافقون له في سفره أيضا.. ومرد ذلك ربما إلى البيئة التي نشأ بها كل منهما ومدى حفاوتها وتقديرها للعلم وأهله.
تعب طه حسين في تنقلاته برا وبحرا وجوا كتعبه من عاهة العمى التي كان يشفق عليه من خلالها الآخرون، ولا يعنيني هنا بعض آرائه التي دحضها كثير من المفكرين ولا بعض توجهاته الفكرية والدينية التي سبقت كتابه(على هامش السيرة) حيث وقف يقبل الحجر الأسود ويبكي، وفهم بعض النقاد أنها توبة عما كان عليه، وقد عرجت سوزان على تلك الرحلة التي منعت من مرافقة طه حسين فيها ولا سيما أنه متوجه إلى بلد مسلم كالسعودية يرفض دخولها كمسيحية إليه آنذاك..
ولعل القاسم المشترك الأكبر بين النجمين أنهما قدما للأمة علما وأدبا وفكرا راقيا وحظيا باحترام ومكانة وأهمية في الأوساط العلمية والأدبية والسياسية، غير أن الفرق أن نوبل كانت من نصيب التلميذ لا من نصيب الأستاذ، على أن أحد تلامذة طه حسين وهو نجيب محفوظ قد حاز على نوبل للأدب في العام 1988، وهو أول عربي يحصدها في هذا المجال.
كتب زويل في آخر صفحة من كتابه يحث طالب العلم على المضي قدما في سبيل تحصيل المزيد والاستفادة منه في تطوير نفسه ومجتمعه عبارة للدكتور طه حسين يقول فيها:
(ويل لطالب العلم إن رضي عن نفسه).
عندما قرأت الكتابين لا أدري ما شدني للمقارنة بينهما ولو بشيء يسير من السطور إذ إن ما كتبته لا يعدو كونه نقطة في بحر كليهما، ولا شك أن تلك المقارنة تحتاج إلى صفحات كثيرة تتعدى الكتاب والكتابين.
واستنتجت أنه من المؤسف أن يتم تكريم علمائنا وأدبائنا ومفكرينا في الغرب أكثر مما يحتفى بهم في الأوساط الثقافية العربية، بينما يحارب المبدعون على تراب أرضهم في البلدان العربية، وأن البيئات الغربية أكثر خصوبة لاحتضان المواهب وهذا ما دفع زويل للاستقالة من وظيفة أستاذ مشارك في جامعة الإسكندرية بعد أن هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتوفي على أرضها وقضى ريعان شبابه وجزءا من كهولته هناك، بينما تشبث طه حسين بأرض مصر أكثر وانهالت عليه الجوائز وقصده طلاب العلم والأدباء و المفكرون من كل حدب وصوب..
التدقيق اللغوي: حميد نجاحي