يدندنون على موّال الطاقة الإيجابية؛ السعادة؛ الأمل؛ كُن جميلًا وابتسم، ويحاربون مشاعرَ الحَزن بكلّ ما أوتوا من قوةٍ.
كلّ كتب تطوير الذات ودورات التنمية البشرية؛ تحث على استجداء مشاعر الفرح والتفاؤل، وقد استهلكت عبارات الأملِ والعيش بسلام.
لكن، لم يعرّج أحدٌ علىٰ أنّ من أهم أسباب الإحباط والشعور السلبي؛ هو مبالغتنا في التفاؤل، مُكابرتنا على مشاعر القلق، ادعاءاتنا اللامتناهية على أنّنا لن نستسلم للضيق وإن كسرنا وأُحبِطنا وفشلنا.
إنّ مكابرتنا على مشاعر الحزن يجعلنا نتهاوىٰ عند أدنىٰ ظرف، فأيّ حدثٍ طارئٍ سيكون لنا كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
لذا كان من الأجدر أن نُشبعَ مشاعر الحزن والألم والضيق، نحترمها ونعيشها بتفاصيلها لكن بحدودِ المعقول، فالقلب السليم بحاجةٍ لأوقاتٍ يرفه فيها عن نفسه، وهذا الوقت لن يأتي إذا كان القلب مملوءًا بمشاعر مكبوتةٍ داخله.
استجمع مشاعر القلق والضيق، استشعرها، أشبِع شعورك فيها، وفي لحظةٍ أفرغ ما في قلبك كله، ستجد روحك أكثر خفةٍ، أكثر مرحًا، أكثر تقبلًا للظروف العابرة، ومن ثمّ فلتعش بسلامٍ.