إلى أستاذ الفلكيين العم الدكتور صالح العجيري رعاه الله

اعذرهم سيدي حينما يستغرب الناس معاني روزنامتك (التقويم الفلكي للأرصاد الجوية).

اعذرهم حينما يستغربون أن ارتفاع درجة حرارة الأرض درجة واحدة في الربيع تذيب ثلوج أعالي الجبال، فتغرق الهند وأفغانستان وأوروبا في فيضانات عارمة.

اعذرهم حينما لا يفهمون أن انحباس الغاز تحت بشرة الأرض في الجبل يجعل البراكين تزأر، فيزحف الطمي المصهور بالمعادن للأودية كما في (كولومبيا 1971) و(جلاريوس المكسيك 1993م) ويسبب كوارث لا حصر لها.

اعذرهم حينما يستغربون أن تحرك شيطان الأرض -كما يسميه الناس في اليابان- سبع درجات يزلزل الأرض في دقائق، ثم يتحرك مرة أخرى في إيران فيقلب عاليها سافلها.

اعذرهم فهم لا يفهمون الحروب التي تنتظر العالم بسبب نقص مصادر المياه، وذلك حينما تتعكر أمزجة الطقس، فيجف الماء في مكان، ويجمد في مكان آخر، ثم يذوب في مكان ثالث.. ولا يفهمون حينما تتعكر أمزجة الطقس مرة أخرى فتعصف بأمريكا وأستراليا عواصف Tornadoes .

سيدي أنت تقرأ، وتتمثل الآية الخامسة من سورة يونس، إذ يقول تبارك وتعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدَّره منازل) وهم لا يعرفون الفرق بين الضياء والنور.

إن الضياء مرتبط بالشمس؛ لأنها نجم مضيء، والنور هو انعكاس الضوء من القمر، والقمر جسم صلب غير مضيء يدور حول الأرض، ولذلك كان الضوء للشمس والنور للقمر.

سيدي، أنت تقرأ القرآن وترى الفَلك، وهم يختمون القرآن عشرات المرات، فيقرؤون سور (القمر والشمس والليل والتكوير والفجر والضحى والفلق والغاشية).

هم يقرؤون سورة (الدُّخان) ولا يعلمون ماذا يفعلُ الضباب شتاء حينما يحجب رؤية الشمس في شمال الكرة الأرضية بالبشر.

إنهم ينتحرون.. وهو فعلاً الدّخان الذي يغشى الناس، وإنه لعذاب أليم.

إنهم يقرؤون سورة (الطارق) ولا يعرفون النجم الطارق The resonant star.

سيدي عذراً لن أتحدث عن) تسونامي) ففيه كل المواعظ قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).

تُسائِلُني ابنَتي (مَريمُ): وهَلِ الكَونُ مُخيفٌ؟

الإهْداءُ إلى أستاذِ الكويتِ الفَلكيِّ العَمِّ د.صالح العجيري حفِظَهُ اللهُ

(البحر البسيــط)

رأيتُ عِلمَكَ للأجْواءِ مَمْلكةً *** نَجْماً بنَجْمٍ وأسْراباً لِأحياءِ

مَلائِكٌ برَقَتْ في كُلِّ ذي قَبَسٍ *** بِليلةٍ وأنارَتْ كُلَّ أنحاءِ

وَطَلّةُ الماسِ والأسْرارُ باقيةٌ *** للشُّهبِ بينَ أساطيرٍ وجَوزاءِ

تُهدي إلى الكَونِ والدُّنيا جَواهِرَها *** شَمساً لشَرقٍ ومِحراباً لإيواءِ

عَقْدُ الفَضاءِ بِنجماتٍ يُرَصِّعُها *** بَدْراً بِهالاتِهِ يبدو كَعَدّاءِ

تَوَضَّأ النّورُ منْ آياتِ طَلّتِهِ *** مِن ثَمَّ صَلّى على طُهْرٍ وأضْواءِ