يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} سورة الرحمن
بالفعل سيرحل كل إنسان عن الحياة الدنيا ويبقى عمله وسيرته.
يبقى العمل فإذا كان صالحا أصبحت سيرة الإنسان طيبة عطرة وعاش بين الناس بعمله الصالح وسيرته الطيبة العطرة حتى بعد مماته.
وإذا كان العمل غير صالح أصبحت سيرة الإنسان غير طيبة وغير عطرة وعاش بين الناس بعمله غير الصالح وسيرته غير الطيبة وغير العطرة حتى بعد مماته.
يقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)} سورة الجاثية
أتذكر هذا المشهد العظيم في هذه الأيام المباركة التي توافق الذكرى السادسة للراحل بجسده الذي يعيش بيننا بعمله الصالح وسيرته الطيبة العطرة والدنا وأستاذنا الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن رحمه الله الذي وافته المنية في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1436 هجريا الموافق التاسع من يوليو 2015 ميلاديا.
يقول الشاعر:
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
وأتوقف قليلا عند معنى العمل الصالح، فالعمل الصالح في أبسط معانيه هو الذي فيه صلاح لك ولغيرك وليس فيه إضرار لك أو لغيرك، وبالضد نعرف معنى العمل الصالح، فالعمل غير الصالح هو الإثم وهو ما وصفه الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه أحد، إذا فالعمل الصالح هو الذي لا يحيك في صدرك ولا تكره أن يطلع عليه أحد، وهو كل قول أو فعل طيب تقصد به وجه الله تعالى.
تقول الحكمة: اغرس يا ابن آدم شجرة تنام في ظلها غدا
ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ سورة النحل (97).