هناك شرخ رقمي بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة في مجال التجهيز واستخدام تكنولوجيا الإعلام والمعلوميات . إنها هوة لن ولم تكف عن الاتساع ، ما دامت الدول الفقيرة لازالت سائرة نحو تراكم شروط التأخر والتخل عن الركب.
فلازال أكثر من 91 % من مستعملي الأنترنيت يقيمون بالبلدان المتقدمة ، علما أن هذه البلدان لا تحتضن إلا 19 % من ساكنة العالم . ولتقريب الصورة يمكن الاستئناس بمثل القارة الإفريقية التي تحتضن 13 % من ساكنة العالم، لكن لا يوجد بها سوى أقل من 1 % من المتعاملين مع الأنترنيت .
إذن إن الهوة لن تزيد إلا استفحالا في هذا المجال رغم أن ولوج تقنيات الإعلام والاتصال أضحى يشكل المفتاح الأساسي للتنمية المستدامة. وبالتالي فإن الدول الفقيرة دول الجنوب عموما لا يمكنها أن تحلم بتحقيق تنمية إلا عبر توفير الوسائل لردم الهوة الرقمية بينها وبين دول الشمال، وذلك في إطار بناء مجتمع ذي بعد إنساني يساعد على التنمية وينعش تطورها المستديم الكفيل بتحسين نوعية عيش البشر في كل مكان من العالم. إلا أن هذا المبتغى يبدو صعب التحقيق حاليا، لاسيما وأن دول الجنوب لازالت بعيدة جدا عن الإسهام في بلورة وتطوير تكنولوجيا الإعلام والاتصال وفي مجال تقاسم المعرفة والابتكار والتطور المستدام. إنها ما زالت مطوقة بمشاكل حيوية واقعة في أسفل سلم الحاجيات الأساسية . فما زال عليها أن تواجه مشكل التغذية وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والصحة والتعليم.
ومهما يكن من أمر لا يزال هدف تقليص الهوة الرقمية بين الشمال والجنوب مجرد حبر على ورق.