كلما قرأت عن سيرة اليهود على كثرة جرائمهم وتقززي منها ..شأني شأن أي مسلم له خلفية مسبقة حول مسار حياة اليهود على مر العصور .. إلا ووجدت نفسي محتارا بين خطنا كأمة تدعي أنها خير من الناس وان لها منهج رباني متميز عن كل المناهج وبين خط اليهود الذين أوصلوا الفكرة إلى قاع الفعل ومازجوا بين النظرية والتطبيق.. فسادوا ثم سوَّدوا حياة الآخرين.وعلى تلفيقات هذا الجنس الذي عوّم لدنيا بجرائم اقترفها .. فسيرته يمكن أن تكون محل دراسة لنا بل قدوة لنا ومن غير تحفظ .ولست أقصد تلك القدوة العقائدية ولكن تلك القدوة الفاعلة الفعَّالة .بين الحربين العالميتين كان اليهود من أضعف الخلق مقارنة باليوم .. وقد حرموا حتى من التعليم في المدارس خصوصا في ألمانيا.وفي بعض الدول أين يتواجدون لم يكونوا يتعمّدون الصياح أو التنديد كل ما كان يشغلهم هو كيف التخلص من هذا الوضع والعمل على تحقيق الفرصة المواتية للتموضع من جديد في هذا العالم فكانوا يشكلون زمرا داخل مغاراتهم ينظمون أنفسهم بالتعلم وبالانتظار الفرصة المواتية.وحققوا المراد بعد ذلك فجاء وعد بلفور على طبق من ذهب كمحصلة لمجهودهم الجبار ..وشكلوا أدوات العمل فيما بعد كيلا لا تتكرر محرقة الهلوكوست كما يدعون.وانتبهوا إلى سر القوة فتوسعوا في العلم واستحوذوا على محاصيل العالم المالية ،وامتهنوا الإعلام ومارسوا السياسة الفعلية داخل السرايا المختلفة وعلى أوجه مختلفة ولو بتغيير المعتقد ظاهريا.فكل ما وصل إليه اليهود كان مرده جهدهم في تحويل المصائب إلى مكتسبات.والغريب في أمرهم أنهم لا ينددون أو يتوعدون علنا فكل ما يفعلونه لا يظهر إلا عند الحادثة.وهنا تستوقفني دعوة حركة حماس من أجل الانتقام للشهيدين أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وكنت أتمنى من هذه الحركة التي شرَّفت المسلمين في زمن غرز الجميع رؤوسهم في الرمل أن تكون على نفس موجة اليهود الصهاينة في ترتيبهم لكل عمل يقومون به لا حقا.فالجهد الكلامي يُضيَع الجهد الفكري ومنه العضلي وإذا سبق الكلام عند الصدمة الأولى سيضعف التوجه ويعطي الخصم فرصة الوقاية.إن تهمة عدم التحضير تطالنا جميعا نحن المسلمين .فكم من مصيبة مستنا ،وما استطعنا أن نخرج منها.. أو حتى التفاعل معها فضلا عن التعامل معها بتفكير صائب .فكل مصائبنا قصمت ظهورنا حتى ظننا أنفسنا أنها قدرا مقدورا لا مفر منها .بل هي مكفرة لذنوبنا بحكم أننا مسلمون وإسلامنا أفضل الديانات.دورنا يجب أن ينطلق من حيث بدأ اليهود وانتهوا إليه .فعصرنا خدمهم وعصرهم خاننا والحقيقة أننا خنا أنفسنا بتوهمنا القدرة وتركنا لكماتهم تنزل علينا من عل.فماذا جنينا حقا من ضربات القاعدة .. وما ذا جنينا من تناحرنا على الكرسي .. فلا الأنظمة حفظت ماء وجهها أمام أعدائها ولا الشعوب استفادت من العيش الرغيد مقابل سكوتها على فضائح هذه الأنظمة ؟. نحتاج إلى فهم لعصرنا والإقتداء باليهود. والمهمة تقوم بها الجماهير مادام الأنظمة ميئوس منها.. وكم من الوقت يلزمنا كي نغير الوضع لو انطلق كل واحد منا بوسائل بسيطة.أليست القراءة بسيطة .وأنا متأكد أن في كل بيت عربي توجد ولو ورقة من جريدة قد جيء بها من عند البقَّال .فليكن منطلقنا من سطر ثم سطرين .والنتيجة ستكون مرعبة حقا لو اكتمل التفكير كما يفكر ويعمل اليهود .وإذا اكتملت النظرة مقترنة بالجهد والتعب التفتنا إلى البرنامج الذي نملكه متمثلا في القرآن .ورسمنا خطتنا على نسق كل كلمة تحتويها سورة العصر.لأن سورة العصر لا تفهم إلا إذا كان الذي يقرأها إبن صورة هذا العصر.وبارك الله في الدكتور طارق السويدان والأستاذ عمرو خالد وكل الذين يعملون من أجل فهم العصر بسورة العصر