إن المراقب للحياة السياسية الكويتية في المرحلة الأخيرة يلاحظ أن التيار الليبرالي في المرحلة الأخيرة قد عاد مجددا في ترتيب صفوفه ومحاولة تلميع خطابه السياسي رغبة منه في كسب الرأي العام الشعبي بعد الهزائم الصعبة التي تعرض لها ممثلوا هذا التيار في الإنتخابات الأخيرة مما دفعهم إلى مجموعة من الإجراءات لتصحيح الوضع المتدهور التي تعيشه هذه التيارات كالتحالف كتيارات ليبراليه مع بعضها البعض كما هو حال ولادة التحالف الوطني الديمقراطي من أبويه المنبر الديمقراطي الكويتي والتجمع الوطني الديمقراطي رغبة منهم في إعادة القوة المفقودة للتيار الليبرالي ، كذلك محاولة هذه التيار العودة إلى الساحة السياسية وطرح الآراء المختلفة بكل جرأة سواء خلال المهرجانات الخطابية أو المقالات الصحفية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة . فمنذ فترة بسيطة كانت التيار الليبرالي في الكويت في نزعات الموت الأخيرة ولقد كانت نتائج الإنتخابات الأخيرة وسقوط رموز هذا التيار أمثال عبدالله النيباري وأحمد الربعي وفيصل الشايع بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير مما دفع قوى هذا التيار إلى أعادة صياغة خطابها السياسي وتغليفه بالوطنية بصورة أكبر وطرح القضايا من منظور الديمقراطية والحريات العامة مما يسهل تقبل الناس لأفكار هذا التيار بشكل أكبر بعدما أخذت قابلية المجتمع لتقبل أطروحات هذا الفكرتتضاءل بصورة كبيرة فحرصت قوى هذا التيار على مواجهة التيار الإسلامي أو التيار المحافظ بكل ما أوتيت من قوة وإستخدام سياسة كسر العظام مع هذا التيار حتى تحقق من خلال ذلك تطلعاتها التي أصبحت أقرب ما يكون بالأحلام الوردية سواء من خلال التحالف مع الحكومة تارة ومع النواب المستقيلن تارة أخرى .

إن الأطروحات التي يطرحها هذا التيار من خلال رموزه سواء في اللقاءات العامة أو في واجهات الصحف وفي المقالات لهي أطروحات تدعوا إلى الرجعية والظلام وخير مثال على ذلك ما كتبه الدكتور أحمد البغدادي أحد منظري وكتاب التيار الليبرالي في أحد مقالاته الأخيره في جريدة السياسة حول إعتقاده بأنه يفضل أن يدرس إبني الموسيقى والفن بدلاً من در اسة القرآن الكريم وحفظه وأنه يعتبر مناهج التربية الإسلامية هي دعوة إلى التخلف والرجعية التي يجب محاربتها بكل الوسائل الممكنة، هذا على صعيد الكتابات والمقالات الصحفية أما على صعيد المهرجانات الجماهيرية والعامة فقد قام هذا التيار بحشد قواه في مهرجان خطابي تحت مسمى " دفاعاً عن الحرية " هاجم من خلاله التيارات الإسلامية والمحافظة ودعى خلاله إلى معاداة القيم الإسلامية المحافظة التي نشأ وتربى عليها المجتمع الكويتي الأصيل من خلال معارضة الضوابط التي توضع لتقنين وتنظيم القضايا الأخلاقية وإستنكار تدخل النواب من التيار الإسلامي في القضايا الأخلاقية ومحاربة التيارت الإسلامية أو تيارات الإسلام السياسي كما يحلوا لأتباع التيار الليبرالي تسميتهم معتبرين أن ما يقام من أعمال تخالف قيم المجتمع الكويتي المحافظ حرية مشروعة لا يحق لأحد أن يمنعها !!.

إن الحريات هي حقوق مشروعة للجميع ولأي شخص أن يتمتع بكامل حقوقه من الحريات ولكن حرياته يجب أن تكون بضوابط واضحة حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتصبح الحياة فوضى سياسية فلكل حرية خطوط عريضة تنظم هذا الحريات دون أن تمسها أو تقلل من قيمتها ، ولكن ما يدعوا إليه أنصار التغريب أعني بهم التيار الليبرالي هو إطلاق العنان للحريات دونما حدود أو ضوابط مما يجعل الأمور أشبه ما تكون بتحويل المجتمع الكويتي إلى قطعة في ميامي أو منتزه في هاواي ليس للدين ولا القيم المحافظة مرجعية حقيقية فيه مما ينذر بخطر هدم القيم الأخلاقية في المجتمع والدعوة للتخلي عنها بصورة سافرة .

إن الحريات العامة هي حقوق مشروعا كفلها الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة و كذلك هي حقوق كفلها الدستور في فصل كامل منه ودعى إلى إحترامها وعدم المساس بها أو تهميشها ، ولكن هذه الحريات يجب أن لا تكون على حساب الثوابت والمبادئ الراسخة ، أن الدعوة إلى تخلي المجتمع عن ثوابته وقيمه ومحاولة محاربتها بشتى الطرق هي دعوة جاهلية تدعوا إلى التخلف الفكري وإلى الظلام بل إن حقيقة مثل هذا الطرح هو بمثابة رجعية حديثة تدعوا إلى ترك الدين لأصحاب الصوامع والمساجد وترك الدنيا للساسة والمثقفين ،إن الحفاظ على الثوابت الإسلامية والقيم المحافظة للدين هو ما دعا إليه الإسلام عند بداية بزوغه عندما أخرج العرب من جاهلية عمياء وعصبية بغيضة إلى نور الإسلام المشرق الوضاء فالإنسان يتقدم بطبيعة الحال ولا يعود إلى الوراء فهل يعقل أن يترك الإنسان النور ويعود إلى الظلام ، فلنعش بنور الإسلام وتعاليمه الأصلية ولنسر معاً إلى حياة بلا ظلام .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية