جميل أن تجمعنا الكلمات والحروف والمعاني ، والأجمل أن تجمعنا أفضل الكلمات و أوزن الحروف وأرقى المعاني ، لغة التخاطب بيننا لا تحتاج إلا لهذه العوامل لتوصيل رسالة قلبية أو فكر عقلي أو معنى روحي ، لذلك كله آثرت الجمع بين الجميع لأهديكم من نزوات روحي وشطحات فكري وما يحوي فؤادي من حروف وكلمات ومعاني أتمنى أن تنال استحسانكم.
لست وحدك

نعم لست وحدك، إن كنت تعاني أو تشتكي أو أنك حزين كئيب مرهق الاحساس منهك المشاعر .. فقط أطلق لناظريك العنان .. لتجد أصناف البشر وأشكالهم المختلفة تعاني مما تعاني ربما أقسى وأمرّ ، ان استشرى الألم فيك أيام .. فهناك من ذاقه سنين وإن غدر بك الزمان مرّات فقد أمضى غيرك عمره يتجرع غدر الزمان وأهله .. وان عاندتك الأيام حتى بكت عيناك فلقد أغرقت الدموع غيرك .. وان احترق قلبك حسرة وتندما فلقد ماتت قلوب وأفئدة .. تذكر دائما أنك لست وحدك .. بل أنت مغبون .. تأمل الدنيا من حولك .. ليس من حولك فقط بل حالك أيضا لتجد أن النعم قد تجمّعت فيك وأن الفضائل قد تعلقت بك وأنك بالحال أفضل من مليون حال .. استجمع كل ما فيك وتعلق بما هو لك واركب جواد الحياة وانطلق فأنت فارسها الذي لا يشق له غبار.


عينان .. لا بل أكثر

خلق الله تعالى للبشر عينان يرى بهما كل ما هو أمامه وحاضر في وقته وآنه ، وخلق أيضا له أيضا عين بها يستنطق الماضي وخلق له عين يستكشف بها الغموض والحقيقة وعين يتأمل بها ، إن هذه ليست كالعيون .. إنما هي تحمل نفس الخصائص البصرية ولكنها خفية فينا نحن البشر .. فالعين التي تعيد الماضي وذكرياته كأننا نراها في العيان هي ليست إحدى العدستين التي أسفل الجبين إنما هي عين خفية .. كذلك العين التي نربط بها الأحداث ونستعيد بها شيء من الذاكرة ونربطها بشيء من الواقع مع القليل من التخمين والحدس للوصول إلى الحقيقة هي عين ليست كالعيون .. والعين التي نتأمل بها ونرى بها الأفكار والرؤى هي من ضمن العيون التي نتحدث عنها وأخيرا وليس آخرا عين الوجدان هي أم العيون لا تكذب ولا تخون .


بناء طويل الأمد

الانسان مناّ يبني نفسه بنفسه بعد أن يمسك زمام أمره وينعتق من رقّ الطفولة .. شيء من البناء الروحي وشيء من البناء الأخلاقي والسلوكي وشيء من البناء التربوي وشيء من البناء العقلي والفكري وشيء من البناء الجسدي وشيء من البناء المهاري والفني .. وأنت جمعٌ من هذا وذاك فإن زدت فقد زدت وإن أقللت فقد أقللت .. والانسان يعيش بهذه الدائرة حتى آخر لحظه في حياته لا يستطيع أن يستغني أو يكتفي بل هو في حاجة دائمة وفي نقص مستمر .. وما علت مراتب هذا وذاك إلا بقدر الجهد والتعب في البناء ومن بدء البناء مبكرا ليس كمن أراد أن يلحق نفسه ليبني فالأول يستطيع بناء نفسه وبناء غيره بينما الثاني انشغل بنفسه .. والشمولية في البناء هي خير من التركيز فمثال ذلك أن يكون الشخص مكتمل في البناء الجسدي فارغ في غيره فهو أقرب إلى " المزهرية " تجمّل أشياءنا وتسد مساحة فارغة ليس أكثر ولكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه فلم يهمل جانب عن آخر بل بنى معه أمة مرصوصة البنيان.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية