المجرة تحتوي على ملايين النجوم والكواكب، وهنالك أعداد كبيرة من المجرات، وهذا كله في السماء الدنيا، التي قال الله عنها: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير} سورة الملك/الآية5.
فما أعظم هذا الكون العظيم، الذي يشهد بعظمة الخالق العظيم. مقدمة:
نعيش نحن البشر على هذه الأرض التي تنتمي للمجموعة الشمسية، والأرض والمجموعة الشمسية المؤلفة من الشمس وما يدور حولها من كواكب تنتمي إلى المجرة، والكواكب التي تدور حول الشمس تسعة رئيسية، وتقسم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى: الكواكب الداخلية وهي: عطارد والزهرة والأرض والمريخ، وتتميز بأنها صغيرة الحجم ومؤلفة بشكل رئيسي من الصخر والحديد، والمجموعة الثانية: الكواكب الخارجية، وهي: المشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو) وتتميز بأنها كبيرة الحجم ومؤلفة بشكل رئيسي من الهيدروجين والهليوم والجليد.
والمجرة تحتوي على ملايين النجوم والكواكب، وهنالك أعداد كبيرة من المجرات، وهذا كله في السماء الدنيا، التي قال الله عنها: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير} سورة الملك/الآية(5).
فما أعظم هذا الكون العظيم، الذي يشهد بعظمة الخالق العظيم. ونود أن نقدم تعريفا للمجرات بإيجاز لنتعرف على عظمة الخالق المبدع الكبير.
المجرة galaxy : جمعها مجرات، كانت تدل على سكة التبانة، أما حديثا فتستخدم للدلالة أيضا على المجموعات النجومية الأخرى، وكلمة المجرة معرفة تعني سكة التبانة أيضا.
مجرتنا : سماها بطليموس درب اللبانة Milky Way، وتسميتنا بالعربية العامية درب التبانة، وهي للدلالة على هذا النظام الخارجي المضيء في الفضاء، وهذا المنظر بالغ في الجمال، وهو غني بالنجوم المرصعة له، ولا سيما في بعض المناطق كمنطقة نعيم، ومنطقة الدجاجة، ومنطقة العقرب الرامي.
وهي مجموعة نجومية تنتمي إليها المجموعة الشمسية ومعها الأرض وحوالي 100 بليون نجم آخر، وكذلك كميات كبيرة من مادة ما بين النجوم. ومن النجوم ما هو منفرد أو مزدوج، وما هو عديد، كما أن النجوم تكون كذلك حشودا نجومية، جميع هذه الأجسام تكون ما يشبه قرصا له نواة مركزية تزيد فيها كثافة النجوم عن مناطق الحافة.
موقع الشمس في المجرة: تتواجد الشمس وما يتبعها من الكواكب داخل مجرة سكة التبانة بالقرب من مستوى التماثل أو مستوى المجرة، ولكن إلى الخارج بعيدا عن النواة، وترى جميع النجوم من الأرض مسقطة على الكرة السماوية، الشيء الذي يتسبب في ظاهرة سكة التبانة الضوئية المعروفة.
حركة الشمس داخل المجرة: تقوم الشمس بحركة ظاهرية تنشأ من دوران الأرض حول محورها من ناحية وفي مدارها على هيئة قطع ناقص حول الشمس من ناحية أخرى (الحركة المدارية) بالإضافة إلى ذلك فإن الشمس تقوم بحركة حقيقية في مجموعة سكة التبانة، وتتكون الحركة الحقيقية من جزئين: حركة بالنسبة للنجوم الثوابت القريبة وحركة دوران بالنسبة لمركز مجرة سكة التبانة.
فبالنسبة للحركة الأولى تتحرك الشمس بالنسبة للنجوم الثوابت القريبة بسرعة 19,4كم/ث وبذلك فإنها تقطع في العام ضعف قطر مدار الأرض، واتجاه أو هدف هذه الحركة مستقر الشمس وهو موجود في كوكبة الجاثي.
وأما الحركة الثانية فتشارك الشمس مع النجوم القريبة في الدوران حول مركز المجرة، وفي ذلك تبلغ سرعتها 250كم/ث وتصنع دورة كاملة حول المركز في 250مليون سنة، وبسبب قوة كبر جاذبية الشمس فإن المجموعة الشمسية تتماسك مع بعضها وتشارك في هذه الحركة.
دوران الشمس: تدور الكرة الشمسية حول نفسها أيضا، أي إنها تدور حول محور يصل بين قطبيها وعموديا على محور الدوران يوجد مستوى الاستواء الشمسي، الذي يميل على مستوى الاستواء الأرضي بحوالي7,15ْ ويحدث دوران الشمس حول نفسها في نفس اتجاه دوران الأرض وفي نفس اتجاه حركتها في مدارها حول الشمس، وهو يوافق حركة الإلكترونات حول البروتونات في الذرة والجميع بعكس عقارب الساعة، مما يدل على وحدة النظام في الخلق ووحدة الخالق سبحانه وتعالى، وجدير بالذكر أن طواف المسلمين حول الكعبة هو بعكس عقارب الساعة وبذلك اتسقت حركة المؤمن مع حركة الأرض والأجرام السماوية والذرات التي تكونت منها مادة تلك الأجرام في تناسق عجيب يشهد بعظمة الخالق عز وجل.
حجم مجرتنا : كان من المعتقد في الماضي بأن مجرتنا ضخمة فوق العادة، إلا أن هذا الوهم قد تلاشى، صحيح أن حجمها فوق المعدل، لكن من الأكيد أن هناك أنظمة أخرى معروفة تفوقها حجما منها لولبة المرأة السلسلة.
عدد المجرات : درب اللبانة واحدة من مئة مليار من المجرات المشابهة الواقعة في مجال رؤية التلسكوبات الكبيرة الحديثة.
العناقيد : تتجمع المجرات في كتل تسمى عادة عناقيد، ويحتوي بعضها على مئات الأعضاء، أما مجرتنا فهي عضو في أحد هذه الأنظمة المعروفة إجمالا بالمجموعة المحلية.
حركة المجرات : من المسلم به إجمالا أن الكون يتمدد، وأن جميع المجرات خارج المجموعة المحلية تنحسر مبتعدة بسرعات مختلفة، ولكن أعضاء المجموعات المحلية ذاتها لا تبتعد عن مجرتنا، والمجرات كلها تسبح في السماء، وربما تداخلت مجموعة من المجرات أو ما يطلق عليه اسم العناقيد مع مجموعة أخرى تسبح في السماء أيضا، ثم تنسحب كل مجموعة بنجومها دون أن يحدث أي تخلخل في نظام العناقيد السماوية أو أي تصادم بين النجوم، مما يدل على أن مواقع النجوم من أكثر الأشياء دقة في نظام الكون، ولذلك أقسم الله سبحانه بمواقع النجوم فقال عز وجل: {فلا أقسم بمواقع النجوم} وعقب على قسمه بقوله: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} (الواقعة/75-76).
سعة الكون: الكون الذي نعيش فيه واسع جدا، وهو بالإضافة إلى ذلك يتوسع ويتمدد باستمرار، وقد قال تعال في هذا الصدد: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات/47)، وكل هذه المجرات التي تحتوي على النجوم التي تتبعها الكواكب، والكواكب التي تتبعها الأقمار هي بمثابة مصابيح للسماء الدنيا، وقد خلق الله سبع سماوات طباقا، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا، وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} (سورة نوح/ 15-16).
ونسبة كل سماء إلى الأخرى كحلقة في فلاة، ومن فوقها الكرسي الذي وسع السماوات والأرض، ومن فوقه العرش، والله بكل شيء محيط، وعالم العرش لا يعلمه إلا الله، وفيه كنوز، وحوله قناديل معلقة تأوي إليها أرواح الشهداء، ولا يعلم عدد هذه القناديل إلا الله، وذكر بعضهم أن السماوات والأرض كلها في قنديل واحد معلق تحت العرش، ويحمل العرش ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، يقول النبي عليه السلام في وصف أحد الملائكة من حملة العرش: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقيه مسيرة سبعمائة عام) رواه أبو داود. فلنعرف حجمنا نحن أبناء آدم، ولنعرف أن الكوكب الذي نعيش عليه يكاد يكون لا حجم له في هذا الكون إذا ما قيس بغيره، يقول النبي عليه السلام: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم.
ولنتواضع لله في عصر العلم والمعرفة، ولتدفعنا العلوم إلى الإخبات للخالق العظيم، فنحن بالرغم من كل ما توصلنا إليه لم نؤت من العلم إلا قليلا.