الديمقراطية هى ليست بدعة غربية أو مسيحية بل من تراث الفكر الانساني كالفلاسفة ارسطو والفارابي ومن يقرأ كتاب ارسطو الذى كتب قبل حوالى 2400 عام أو كتب الفارابي وغيره، يرى بأن الموضوع يتعلق بعدالة الحكم ومبدأ العدالة هي نفسها لكل المجتمع البشري أي المساواة في الحقوق والواجبات واحترام كرامة الإنسان وكون الإنسان هدفا بذاته وليس وسيلة. بعدما أثبتت الديمقراطية نجاحها فى شتى قارات العالم، حتى في دول فقيرة كالهند والسنغال فلا بد لهذا النظام أن ينجح في الدول العربية والإسلامية ايضا
ولكن السؤال هو ليس حول نجاج او فشل هذا الديمقراطية بل حول كيفية إدخال النظام الديمقراطي الى هذه المنطقة.
فاذا نظرنا الى خارطة الدول الديمقراطية فى العالم الثالث فإننا نرى بأن الديمقراطية في أكثر هذه البلدان هى من صنع الإستعمار الأوربي و حتى الأمريكي في أمريكا اللاتينية، فالهند و ماليزيا و سنغافورة و السنغال و حتى الولايات المتحدة الامريكية و كندا لم تكن الا مستعمرات اوربية اتبعت النظام الديمقراطي بعد تحريرها. لكن بالنسبة لأغلب الدول العربية و الاسلامية فإن الدكتاتوريات فيها من صناعة غربية، فالاستعمار الغربي بدل إنشاء أنظمة ديمقراطية منذ بداية تاسيس هذه الدول قام بانشاء أو دعم أنظمة قمعية لا تتخذ من الشعب مصدرا لشرعيتها و الا لكان من الممكن انشاء ديمقراطيات فى البلدان العربية و الاسلامبة التى يرغب الغرب الآن في ديمقرطتها. و لكن المحاولات الغربية هذه تخلق شكوكا عند الكثير من العرب و المسلمين بسبب الماضى غير الودى لبعض الدول الغربية مع الاسلام و مسألة دعم إسرائيل بدون قيد و لا شرط و كانت التجربة العراقية صفعة أخرى بوجه المحاولات الغربية لان الاحتلال الأنجلو- أمريكي لم يرغب اصلا فى البداية اجراء انتخابات حرة فى العراق بل قام بتصيب حاكم استعمارى فلو كان قصد الغرب الحقيقى إدخال الديمقراطية إلى الدول العربية والاسلامية لقام رأسا بهذه الخطوة فى العراق.
ومهما يكن من أمر فلا يحق للغرب التدخل مباشرة وبهذا الشكل السافر لدمقرطة الشرق الاوسط بل الاكتفاء بدعم الحركات المحلية وعدم التعاون مع الانظمة الاستبدادية فى المنطقة حتى تتخلص الشعوب العربية من الاضطهاد و لماذا لا حتى الإرهاب.