هناك العديد من التصرفات السائدة في بلادنا العربية لا أعرف كيف أفسرها على نحو :
- انتشار رياض الأطفال الأجنبية المهتمة أصلاً بتعليم اللغة الانكليزية.
- انتشار المدارس الأجنبية التي تدرس مقرراتها الخاصة.
- تغيير أسماء المدارس بحيث أزيلت أسماء الأبطال العرب، فمدرسة خالد بن الوليد سميت مدرسة الثريا، ومدرسة صلاح الدين الأيوبي سميت مدرسة الأمانة.
- حذف سير أبطال العرب والمسلمين ووقائع العرب الكبرى من كتب القراءة والنصوص في المدارس الحكومية.
- تخفيف منهاج التربية الإسلامية بحيث أصبحت كتبها الحالية بثلث حجم الكتب التي كانت قبل عشر سنوات.
- تعيين نساء كنديات واستراليات كمشرفات في المدارس الحكومية لإدارة العملية التعليمية برمتها.
- اختفاء الأغاني والأناشيد الوطنية من الإذاعات والتلفزيونات.
- تجاهل الإعلام المرئي والمسموع لأيام العرب وأبطالهم حتى في البرامج التي يجب ألا يغيبوا عنها مثل: "حدث في مثل هذا اليوم" و"اليوم في التاريخ".
- تجاهل ذكر المذابح الإسرائيلية الجماعية والتي تغطي كل أيام السنة في نفس هذه البرامج.
- الإغفال المتعمد في الإعلام العربي لأي بطولة أو نجاح عسكري تحقق بعد عام 1948م سواءً في معاركنا ضد إسرائيل أو ضد غيرها. حتى بدا ذكر ذلك من العيب و المحرمات.
- استدعاء صورة دمار الضاحية الجنوبية كلما ذكرت حرب لبنان عام 2006 وإغفال صور الجنود الإسرائيليين المنخرطين في البكاء فوق دباباتهم.
أين يصب كل ذلك؟
إن إضعاف تلقين اللغة العربية والتربية الإسلامية يمثل اعتداء على روح الأمة وهويتها الوطنية. وإن إغفال أي نجاح عسكري عربي يمثل قتلاً لروح الأمة وإشاعة لروح الهزيمة والاستسلام فيها.
لماذا إذن نخبئ انتصارات العرب في القديم والحديث ولا ندرّسه لأولادنا في كتب القراءة و المطالعة؟ أنا أقول لكم لماذا. لتنطبع صورة العربي المهزوم في عقل كل طفل عربي، حتى إذا واجه موقفاً عصيباُ مماثلاً، استدعت ذاكرته هذه الصورة فأضحى هشاً وانهزم بسرعة في لعبة عض الأصابع. وقد حصل هذا كثيراً في حروبنا الحديثة حيث اتخذ القادة قرارات انهزامية - وهم قد أثخنوا في العدو وفعلوا به الأفاعيل- بسبب هذه الذاكرة المحشوة بما أرادته إدارة الحرب النفسية للعدو الذي نقاتله، والأمثلة لا تعد ولا تحصى.
إنني أرى أن حكوماتنا العربية تتبع ما تمليه عليها إدارة الحرب النفسية في جيش العدو، وتنساق لتحقيق أطماع غلاة المتطرفين الإسرائيليين وتجعلنا لقمة سائغة لهم ولكل عدو طامع.
قال أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي:
لَئن كان خوفُ القتلِ والأسرِ ساقَهم *** لقد فعلوا ما القتلُ والأسرُ فاعلُ
فخافوكَ حتى ما لِقتلٍ زيادةٌ *** وجاؤوك حتى ما تُرادُ السلاسلُ