Imageالبديل الحضاري منذ بدايته ،وهو يكرس مبدأ الحوار في أدبياته وممارساته: إلى حد أن كلما ذكرنا البديل الحضاري ذكرنا معه الحوار .   

1)* الحوار : وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس ، وشكل من أشكال الكلام بين الأشخاص ؛ إذ أن ليس كل ما بين الأفراد حوار.


- هدف الحوار: لكل حوار هدف وهو الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين، وتحديد الهدف يخضع لطبيعة المتحاورين ؛إذ أن حوار الأطفال غير حوار المراهقين أو الراشدين وبذلك فقد يكون الحوار لتصحيح بعض المفاهيم وتثبيت بعض الأفكار وقد يكون لتهذيب سلوك معين ...

- أهمية الحوار : يعد الحوار من الوسائل الموصلة للا قناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك إلى الحسن لان الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد واحترام الآخرين وتتجلى أهميته في التخفيف من مشاعر الكبت وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدوانية والمخاوف والتمثلات..

 

2)* مركزية الحوار عند البديل الحضاري

البديل الحضاري ومنذ انطلاقتها المباركة، أعطت لمبدأ الحوار أهمية كبرى ، تنظيرا وممارسة.

حاولت البديل الحضاري ، التأصيل للحوار انطلاقا من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة : فها هو القران الكريم يحدد بدقة منهج التحاور مع الآخرين حين يقول ٍِِ" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.." ( سورة النحل 125 ) وفي سور ة سبأ(24-26) " قل من يرزقكم من في السموات والأرض؟ قل الله وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، قل لا تسالون عما أمرنا ولا نسال عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم "

وهذا نبي الهدى كما جاء في صحيح مسلم يقال له : يا رسول الله : ادع على المشركين فيرد عليه الصلاة والسلام :" إني لم ابعث لعانا وإنما بعثت رحمة "

بتأصيلها للحوار ، لم تتوانى البديل الحضاري في الدعوة إلى الحوار لحل جميع المشاكل ؛ بالنظر إلى التحديات التي يعرفها المغرب من خطر التغريب والاختراق الصهيوني. واعتبرت أن الحوار بين أبناء الشعب المغربي هو المدخل الضروري لتحصينه من كل المشاريع التغريبية والاستعمارية.

كما اعتبرت البديل الحضاري غياب مبدأ الحوار ، هو المسؤول عن العديد من المشكلات والمعضلات الراهنة التي يتخبط فيها أبناء الشعب المغربي؛ الشيء الذي جعلها تعتبر أن لا صوت يعلو فوق صوت الحوار.

البديل الحضاري تؤمن بالحوار مع الجميع ، سواء مع اليسار أو اليمين أوأ طراف إسلامية أخرى ؛ حتى مع أطراف غربية فالحوار هو خيارها الاستراتيجي ومبدأها الأساسي الذي لا محيد عنه.

.

فالبديل الحضاري تعتبر أن الكثير من الاختلافات بين الأطراف السياسية هي اختلافات وهمية ترسخت خلال فترة زمنية بائدة ، ولم يعد هناك مبرر لقيامها واستمرارها ؛ كما أنها ستعمل على تقريب وجهات النظر وتذويب الخلافات وترجمة هذه الخطوات إلى مشاريع تنسيقية ميدانية بعيدا عن الاختلافات الاديولوجية .

 

 

3)– البديل الحضاري وثمار الحوار

لم تكن حوارات البديل الحضاري مع الأطراف الأخرى عبثية ، بل كانت لها نتائج :-1)من نداء الديمقراطية إلى القطب الديمقراطي:  في 11 يناير 2001 اليوم الموافق لتقديم وثيقة الاستقلال 1944 وقع البديل الحضاري إلى جانب فصائل اليسار النداء الديمقراطي وكان من أهم بنوده:- الديمقراطية ودولة الحق والقانون في ظل إصلاح سياسي ودستوري حقيقي – العدالة الاجتماعية- الوحدة الوطنية بشقيها الترابي والثقافي- بناء الوحدة المغاربية وتدعيم اواصر الأخوة العربية والإسلامية والتعاون الإفريقي والانفتاح على المحيط الدولي.

2- في 24 مارس 2002 تم الاتفاق على تأسيس القطب الديمقراطي المغربي الذي يجمع لأول مرة في العالم العربي التيارالاسلامي واليساري .

3- حركة المطالبة بدستور ديمقراطي: من أهم مطالبها : -فصل السلطات وتوازنها واستقلالها –دستور يعبر عن الكرامة ويعبر عن المواطنين وليس الرعايا – الطابع التعددي للهوية المغربية مع إقرار المساواة بين العربية والامازيغية- فتح المجال للمراقبة على اساس مبدأي المشاركة والاستشارة- رئيس حكومة بصلاحيات أوسع – إنصاف عنصر الشباب والنساء...

خاتمة : البديل الحضاري منذ انطلاقتها كجمعية وحتى بعد تحولها إلى حزب سياسي ، أعطت نموذجا رائعا في التنظير للحوار وممارسته ؛ حتى أصبح الحوار لصيقا بالبديل الحضاري والعكس صحيح.
 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية