نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم: نظرية شخصية للباحث التربوي سلطان الحارثي

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...

تعتبر نظريات التدريس محوراً أساسياً يعتمد عليها للنهوض في العمليات التدريسية كي ترقى وتتطور وغياب النظرية يؤخر النهوض ويجعل الرؤية غير واضحة في العمليات التدريسية للوقوف عليها وعلى سياسة الناظرين فيها والمفندين لأسسها، لكونها ركيزة أساسية ومفيدة للمعلم والمتعلم، فهي تخدم المعلم في أدائه التدريسي وتخدم الطالب ليكون تعليمه فعالا.

ومن خلال هذا الفصل فقد فتح لنا المجال لنكتب ونفند نظرية شخصية نبنيها ونبني أسسها ومبادئها وأدوارها لتساعدنا وتأهلنا لطرح الأفكار الجديدة بصياغة تربوية صحيحة تأهلنا لكتابة رسالة الماجستير بصورة جيدة لأن الرسائل في الماجستير يجب أن يكون 25% من الرسالة من أفكار جديدة لم يسبق طرحها، ونحن من خلال الدراسة الجامعة لم نتعود على طرح الأفكار الجديدة بل في جميع المراحل الدراسية، وبإذن الله نحصل ما نريد من خلال كتابتها لهذه النظرية لكي نرقى في أطروحاتنا الشخصية وفي صياغتنا التربوية بإذن الله تعالى، وبالتأكيد ستكون البداية متواضعة لكن نسأل الله أن يسخر لنا أستاذة خلال دراسة الماجستير يهيئوننا لكتابة الرسالة من خلال تعويدنا على الصياغة الشخصية والأطروحات الشخصية التي نصوغها صياغة ذاتية، مما يساعدنا كثيراً خلال كتابة الرسالة بإذن الله تعالى.


والنظرية التي سأطرحها في هذه الورقات وأبني أسسها ومبادئها هي نظرية (الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم) وهذه النظرية تتحدث على كيفية تحصيل الموازنة النفس سلوكية لدى المتعلمين من خلال الثواب والعقاب أو بمعنى آخر من خلال الترغيب والترهيب وكيفية تحقيق هذين المفهومين التوازن لدى المتعلمين (السلوكي والنفسي) مما يؤدي إلى دافعية للتعلم.

وهذه النظرية هي نظرية مساعدة للتدريس وتأهل الطلاب لتلقي التدريس والمعلومات بتفاعل من خلال المحفزات و الروادع ، وسأتحدث عن كيفية تحقيق هذه النظرية للموازنة لدى المتعلمين في الصفحات القادمة مما يحقق الدافعية للتعلم وتصحيح السلوك لدى المتعلمين...والله الموفق.





الأساس الديني للنظرية:


لهذه النظرية أساس ديني تعليمي من رب العلمين إلى العباد أنفسهم ليكون عندهم التوازن النفسي وهو ما يسمى بالمنظور الديني (الترغيب والترهيب).

فالتغريب والترهيب استخدمه الشارع الحكيم لكي يرقى بعقول العباد فتصبح عقولاً ناضجة وواعية، ولكي يسعون إلى العبادة والتعلم باتزان  روحي ونفسي، فهذين المفهومين (الترغيب والترهيب) مكملان لبعضهم فالعلاقة بينهم تكاملية لتحصل الفائدة والاتزان المطلوب.

فالشارع الحكيم لا يستخدم أحدهما بمنأى عن الآخر، فلم يستخدم الترغيب منفرداً عن الترهيب لكي لا يفسق العباد ويعيشوا على الرجاء دون الخوف، فيختل التوازن النفسي لدى المتعلمين فيحصل منهم الطغيان.

وكذلك الترهيب لم يستخدمه الشارع منفرداً عن الترغيب لأن ذلك يحدث عند العباد الخوف القنوط من رحمة الله فيحصل أيضاً الاختلال في التوازن النفسي لدى العباد.

فكان الترهيب قرين الترغيب في جميع المواضع والأحكام القرآنية ليكون التعلم والتفقه في شرع الله، ولكي يقوم الشارع السلوك لدى العباد ويعالج الخلل في السلوك، وذلك بالعيش بين الرجاء والخوف، فالشارع الحكيم يعتبر المدرسة التربوية الأولى التي تستقي منها المبادئ التربوية التي تسير عليها في حياتنا، وهذا الأسلوب من الشارع يعتبر أسلوب تربوي حكيم من رب العباد للعباد أنفسهم وقد سبق الشارع في طرح هذا المفهوم قبل التربويين الذين طرحوا مفهوم الثواب والعقاب.


وسأعرض بعض المواضع القرآنية التي كان الترهيب قريناً للترغيب فيها:

- قول الله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ۝ إن الذين أمنوا وعلموا الصالحات أولئك هم خير البرية ۝ ) البينة آية 6/7

- وقوله تعالى: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ۝ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين ۝ والذين آمنوا وعلموا الصالحات لانكلف نفساً إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ۝ ) الأعراف 40-42

- وقول الله تعالى: ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ۝ كمهل يغلي في البطون ۝ كغلي الحميم ۝ خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ۝ ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ۝ ذق إنك أنت العزيز الكريم ۝ إن هذا ما كنتم به تمترون ۝ إن المتقين في مقام أمين ۝ قي جنات وعيون ۝ يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ۝ كذلك وزوجناهم بحور عين ۝ يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ۝ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ۝ ) الدخان 43-56

- وقوله تعالى: ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ۝ ... إلى قوله تعالى ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ۝ ) الأعراف آية 44 وآية 50


وأيضاً ورد في السنة النبوية المطهرة الكثير من المواضع التي ترغب وترهب كما في كتاب الله ولكن المجال لا يتسع لذكرها.

فنجد أن الشارع لا يأتي بالترهيب إلا ويأتي بعده الترغيب في نفس الآيات فما السر في هذا المنهج الرباني؟ السر هو تحقيق التوازن الروحي والنفسي لدى العباد ليتعلموا فيعبدوا الله على بصيرة ولكي يصحح الشارع السلوكيات لدى العباد فيخرج لنا مجتمع متعلم وواعي يحمل كل سلوك حس ومتزن.


الأساس النفسي للنظرية:

كما أن للنظرية أساساً دينياً فهي كذلك ترجع لأساس تربوي نفس سلوكي، فهذه النظرية ترجع لمفهوم في (علم النفس السلوكي) وهو ما يسمى (بالثواب والعقاب). فهذا المفهوم يقابل الترغيب والترهيب في المنظور النفس سلوكي، فالثواب العقاب يستخدم في العملية التعليمية لتحقيق الدافعية للتعليم ولتصحيح السلوك لدى المتعلمين، فالعملية التعليمية لا تسير بالشكل الصحيح دون تحقيق هذا المفهوم في التدريس، وقد يرد في الذهن بأن العقاب متعلق بالضرب الجسدي، بل العقاب قد يكون بالحرمان من الثواب، وكل هذه المفاهيم وتقسيماتها سنتعرف عليها من خلال الورقات القادمة بإذن الله تعالى.




دور النظرية في الدافعية للتعلم:


النفس البشرية مجبولة على إتباع الرغبات والانقياد لها سواء كانت هذه الرغبات سلبية أو إيجابية، فلا بد لهذه الرغبات أن تضبط من خلال المحفزات والورادع، بشرط أن تكون هذه المحفزات و الروادع  متزنة ومناسبة، تحقق الاتزان المعادلة المهذبة للنفس.

وهي كذلك العلمية التعليمية إذا كانت علمية تراعي رغبات المتعلمين وأهوائهم دون استخدام العوامل الرادعة والمحفزة  فلن تحصل الدافعية والرغبة في التعلم والتنافس والحرص والمثابرة لدى المتعلمين، لأن النفس البشرية مجبولة على ذلك، وبدون هذه المحفزات و الروادع يتكون لدينا مؤسسة تعليمية بلا تعلم فعال.

ويجب أن تكون هذه المحفزات و  الروادع متزنة تحقق التوازن النفس سلوكي ليحصل الدافعية للتعلم، فلا يركز على المحفزات دون الروادع أو العكس، فلو حصل وركز على أحدهما دون الآخر يصبح هناك خلل في سلوك المتعلمين وفي دافعيتهم للتعلم، وهذه المحفزات والروادع لا تكون من المؤسسة التعليمية فحسب بل وجودها في التربية الأسرية يساعد على تحقيقها في المؤسسة التعليمية. (انظر الشكل 1).

ووجه تحقيق الدافعية للتعلم في هذه النظرية يتضح حينما يشرح المعلم مادة معينة وتخلى عن وضع المحفزات والروادع واستخدام هذه النظرية في العملية التعليمية، أي قام يشرح المادة لمتعلمين دون أن يضع محفزات للمجتهدين وروادع للمقصرين، لآل كل طالب إلى رغبته الذاتية وهواه وقصر في طلب المعلومة مما يفقده الدافعية للتعلم.


فهذه النظرية في الناحية التعليمية تشبه الترغيب والترهيب في الشرع الإسلامي فكما أن الترغيب والترهيب يهذب النفوس ويحقق التوازن في نفوسهم ويصحح سلوكياتهم ويدفعهم للعمل الصالح والجد فيه، وتبعدهم عن العمل السيئ والقرب منه، فكذلك هي المحفزات والروادع في العملية التعليمية.

ويفترض أن تكون هذه المحفزات والروادع قبل تناول المعلومات والبدء فيها للمادة الدراسية، فقبل ذلك يتم تحديد المحفزات للمجتهدين والروادع للمقصرين أمام المتعلمين باختلاف هذه المحفزات والروادع سواءً كانت محفزات معنوية أو حسية أو روحانية، فيصبح المتعلم بين موازنتين يزن بهما رغباته الذاتية فيصير إلى الرغبة الإيجابية من خلال المحفز المقدم، ويبتعد عن الرغبة السلبية من خلال الرادع المترتب، فيخرج لنا متعلمين عندهم الرغبة والدافعية للتعلم من خلال نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم.

عامل الموازنة    في طرح المحفز والرادع

  الروادع

الدافعية للتعلم

المحفزات

 


                                                  شكل 1



دور النظرية في تصحيح السلوك لدى المتعلمين:

كما أن لهذه النظرية دور في الدافعية للتعلم فهي تصحح السلوك لدى المتعلمين، وصلاح السلوك من أهم جزئيات العملية التعليمية.

فالروادع والمحفزات إذا استخدمت في العملية التعليمية فإنها تحدث اتزان سلوكي لدى المتعلم في حياته المدرسية وخارج الحياة المدرسية كذلك، فالروادع  تقوم السلوك السلبي وتحدث فيه التغير ليكون سلوك إيجابي، والمحفزات تعزز هذا السلوك الإيجابي ليستمر.

فالروداع تردع المتعلم عن السلوكيات السلبية ليكون مستعد لتقبل السلوك الإيجابي الذي يقوم معززاً بالمحفزات محفوفاً بالروادع.

ويقال في تصحيح السلوك ما قيل في الدافعية للتعلم، لابد من أن يكون هناك اتزان في طرح المحفز والرادع ليحصل تصحيح السلوك، فلا يغلب أحدهما على الآخر، فلو ركز على أحدهما دون الآخر فإنه سيحصل الخلل في السلوك لدى المتعلمين. (انظر شكل2)

عامل الموازنة بين المحفز والرادع

الروادع

السلوك

المحفزات

 

 

                                                     شكل 2


الهدف من استخدام نظرية الموازنة النفس سلوكية:

لهذه النظرية عدت أهداف مبررات لاستخدامها، ومن أجلها طرحت فكرة هذه النظرية، وتتركز الأهداف في الأمور التالية:

1/ تحقيق الموازنة النفسية للمتعلم من خلال الاتزان في طرح المحفزات والروادع  التي تقدم للمتعلمين من خلال العملية التعليمية.

2/ تحقيق الموازنة السلوكية للمتعلم من خلال الاتزان كذلك في طرح المحفزات والروادع التي تقدم للمتعلمين خلال العملية التعليمية.

3/ تحقيق الدافعية للتعلم لدى المتعلمين من خلال طرح المحفزات والروادع التي يتلقها المتعلمين خلال العملية التعليمية، التي تدفعهم للتعلم وإشعال روح التنافس بين الطلاب من خلال حرصهم على كسب المحفزات باجتهادهم والبعد عن الروادع ببعدهم عن التقصير والتكاسل في العملية التعليمية.

4/ ردع المقصرين في التحصيل العلمي،  ويكون الردع إما بالردع الموجه مباشرة أو عن طريق الحرمان من الحوافز، فحرمان الطالب من الحوافز يعتبر كذلك من أساليب الردع التي تدفع للتعلم.

5/ تصحيح سلوك المتعلمين الذين يحملون السلوك الخاطئ وتقويم السلوكيات لديهم.

6/ تثبيت السلوكيات الإيجابية عند الطلاب من خلال الحوافز المقدمة للمتعلم ومن خلال الروادع التي تساعد الطالب على استمرار سلوكه إيجابي من الردع عن السلوك السيئ.


7/ تهذيب نفوس الطلاب من الناحية الدينية إذا استخدمت هذه النظرية في مواد التربية الإسلامية، مما ينشأ لدينا جيل مسلم متمسك بدينه ومتزن في تصرفاته من غير تنطع في دين الله ودون تميع لقواعد الدين، مما يجعل الجيل القادم يعيش بحالة نفسية متوازنة بين الرجاء والخوف.


دور المعلم في هذه النظرية:

هذه النظرية تتركز بشكل أساسي على المعلم فهو يلعب الدور الأكبر في هذه النظرية التوازنية النفس سلوكية، لأنها تعتمد على مدى الأسلوب الذي تطرح فيه المحفزات والروادع، وكيفية تقبل المتعلمين لهذه الروادع المحفزات وردود أفعالهم في ذلك، ودور المعلم في هذه النظرية يتمركز على أمور عدة وهي:

1/ أن يطرح المحفزات والروادع قبل البدء في العملية التعليمية، لكي تؤتي النظرية ثمرتها وتدفعهم للتعلم والاجتهاد والحرص والعيش في الحياة المدرسية بين موازنة نفسية تحقق الدافعية للتعلم وتصحح السلوكيات لديهم.

2/ أن يساوي المعلم في طرح المحفزات والروادع، فلا يركز على أحدهما دون الآخر، لأن التركيز على أحدهما دون الآخر يحدث خلل في نفسي سلوكي لدى المتعلمين، فلا بد من طرحه هذين المفهومين مع بعضهما البعض.

3/ أن يطرح المعلم المحفزات بأسلوب شيق يدفعهم للعملية التعليمية ويشوقهم إليها وللتحصيل فيها.



4/ أن يطرح المعلم الروادع بأسلوب يبعدهم عن التكاسل والخمول وعدم الاجتهاد، ويكون طرحها متزن وغير مبالغ فيه.

5/ أن لا يبالغ المعلم في طرح المحفزات و الروادع وأن تكون هذه المحفزات و الروادع  قريبة من عقلية الطلاب التي يتم مخاطبتهم ودفعهم للعملية التعليمية.

6/ يحاول المعلم أن يحقق الموازنة النفس سلوكية التي تهدف إليه هذه النظرية، التي تكون لدينا شخصية للمتعلمين مثالية في التعلم وفي السلوك.

7/ أن يحاول المعلم تسخير هذه النظرية في تحقيق الدافعية للتعلم وتصحيح السلوكيات السلبية وتهذيبها وتقويمها وترسيخ السلوكيات الإيجابية والحث عليها وتثبيتها لدى المتعلمين.


دور الطالب في هذه النظرية:

الطالب في هذه النظرية يلعب دوراً رئيساً فيها لكي تتحقق أهدافها المراد تحقيقها، فالطالب هو الذي يساعد المعلم في تحقيق هذه النظرية بتفاعله مع معلمه وحرصه على كسب المحفزات والبعد عن الوقوع في الروادع، ويتركز دور الطالب في هذه النظرية في الأمور التالية:

1/ أن يكون الطالب مؤهل لتقبل هذه المحفزات و الروادع من خلال دور الأسرة في تربيتهم على هذه النظرية في الأسرة أولاً منذ ولادته.

2/ أن يتفاعل الطالب مع معلمه ويحاول أن تحقيق هذه الموازنة لنفسه من غير قصد من خلال التفاعل مع المحفزات و الروادع التي تقدم إليه.

3/ الطالب هو الذي يساعد المعلم على استمرار في تقديم هذه المحفزات و الروادع، فلو أن المعلم لم يجد التفاعل من المتعلم فلن يستمر على هذه النظرية.

ومثلما قلنا فإن هذه النظرية تتمركز بشكل كبير على المعلم دون المتعلم لأن المعلم هو المعول الأساسي للنظرية فهو من يقدم العوامل التي تحقق هذه الموازنة.


أنواع المحفزات و الروادع التي تحقق الموازنة:

تنقسم هذه المحفزات و الروادع إلى عدت أنواع ربما يتم فيها حصرها في ثلاث أنواع رئيسة وهي كالتالي:

1/ محفزات و روادع معنوية: حيث يقدم المعلم في هذا النوع محفزات وروادع معنوية لا حسية، أي بأن تكون هذه المحفزات و الروادع المقدمة أموراً داخلية لا تظهر أمام العيان بل تحفز وتردع المتعلم داخلياً.

كأن يقول المعلم للمتعلمين من يكون تحصيله متميز في المواد الدراسية سيؤهل نفسه تأهلي طيب في الحياة الدراسية القادمة.

2/ محفزات وروادع حسية: وهذا النوع يختص بالروادع والمحفزات الحسية التي تظهر أمام الطالب سواءً في وقتها أو مستقبلاً، كأن يقول المعلم للمتعلمين من يجتهد في المادة له جائزة عينية ومن يقصر سأعاقبه بحرمانه من رحلة مدرسية سيقام في الأيام القادمة.

3/ محفزات و روادع روحانية: وهذا النوع خاص بالمحفزات الروادع الروحانية التي تحفز وتردع المتعلم في مستقبل علم الغيب، وهذا النوع يتمركز غالباً حول المواد في التربية الإسلامية، كأن يقول المعلم للمتعلمين في درس (بر الوالدين) من بر بوالديه فإن الله سيدخله الجنة، ومن عقها فإن الله سيدخله النار.

تقويم النظرية:

من المعروف أن جميع الأعمال البشرية لا يمكن أن تتصف بالكمال أو أن تحققه، فإني من خلال طرحي لهذه النظرية وكتابتها وجدت أن هذه النظرية لا تخلو من بعض السلبيات التي أجدها فيها، فمن هذه السلبيات التي في هذه النظرية هي:

1/ هذه النظرية لا تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين فعوامل التحفيز والردع يختلف تأثيرها من شخص لآخر ومن متعلم لمتعلم آخر.

2/ هذه النظرية لا تراعي الأسس الاجتماعية لدى المتعلمين، فكل طالب تختلف بيئته الاجتماعية عن الآخر، فالنظرية تعتمد بشكل كبير على البيئة التي عاش فيها وما هي العوامل المحفزة والرادعة التي تؤثر في شخصيته ونفسيته؟.

3/ هذه النظرية تعتمد بشكل جزئي على التربية الأسرية للطالب فلو أن الأسرة لم تربي الطالب على مفهوم هذه النظرية في المنزل فهنا يصعب على المعلم تحقيقها في التربية المدرسية، كأن تكون الأسرة لا تسأل أبنائها عن أفعالهم وتصرفاتهم وتترك لهم الحرية في تصرفاهم دون أن تردعهم أو تحفزهم، فهنا يأتي الطالب للمؤسسة التعليمية وهو غير متقبل للتعلم وللحوافز و الروادع المقدمة فيه.

4/ هذه النظرية لا تركز على طريقة تدريسية لإيصال المعلومة وإنما هي عامل مساعد ومؤثر في تحصيل الطلاب للمعلومة وجعل العملية التعليمي أكثر فعالية وتفاعل.

الخاتمة

الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذه النظرية الشخصية المتواضعة التي أسميتها (نظرية الموازنة النفس سلوكية الدافعة للتعلم)، وقد استفدت من هذه النظرية فائدة كبيرة جداً، فأنا لأول مرة أصوغ عشرة ورقات صياغة شخصية من عندي، وبكل أمانة وجدت صعوبة في ذلك لأني لم أتعود على هذا الأسلوب، ولكن أتمنى أن أجد الفرصة قبل تقديم رسالة الماجستير لأن أكتب وأكتب لكي أطور ملكة كتابة الأفكار وصياغتها صياغة ذاتية، لأني لن أستطيع تقديم الرسالة دون أن أجيد كتابة الأفكار الجديدة، وأسأل الله أن يجزي خيراً من أعانني على المضي في هذه الخطة التي أعتبرها خطوة إيجابية في حياتي العلمية ولن أنساها أبداً، ويبقى هذا العمل بشري فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي الشيطان والله ورسوله منه بريئان.



والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية