ربما يعتقد العرب الناقمون على الوضع العالمي ،أن الولايات المتحدة USA لن تمتلك مستقبل سكان المعمورة في الخمسين سنة القادمة وأنها سيدة العالم إلى حين ظهور قوى عالمية جديدة، لكن الحقيقة أن الولايات المتحدة تملك المستقبل وتملكه بكل واقعية وهي تتمسك بهذا الحق بكل قوة. وهذه الهيمنة لا يهددها أي خطر محتمل حتى لو اتحدت كل دول العالم وشنت حربا عليها، وحتى لو نشبت حرب أو عدة حروب أهلية على أراضيها بين الولايات أو الجبهات الأمريكية، فالولايات المتحدة تبقى ودول العالم تزول وهذا بسبب أنها تملك أكبر قوة نووية تفجيرية في العالم.
إن هذه الهيمنة لا يهددها إلا أفكار جديدة تهدد نظامها الاقتصادي الرأسمالي الذي بني على جبال من الجماجم وبحور من الدماء، وهي تعتبر الأفكار هي القيمة الوحيدة التي لا تستطيع السيطرة عليها وكل ما هو خارج عن السيطرة هو الخطر فتركت الأعمال القذرة وعمليات التنظيف لدولة إسرائيل وهذا باغتيال العقول المفكرة، ولا يستطيع أي باحث أن يحدد عدد الضحايا المغتالة بسبب الهيمنة، فبعض الضحايا لن تجد أعمالهم عبر النت ولن تعرف أعمالهم بسبب التعتيم، ولقد شهدنا عمليات ترحيل لأفراد غير أمريكان في المطارات الأمريكية بسبب تعليق عدواني ضد الولايات المتحدة في موقع [الفيس بوك] ولو على سبيل السخرية كتبه شخص عادي ليس له أي قيمة أدبية في موطن. ومن الغريب أن الأمريكان يفرضون ثقافتهم على شعوب العالم ،ويحسدون الأوربيين الذين يذكرونهم بغبائهم المـتأصل، وإلى اليوم نجد الأمريكان يشجعون الكتابة ويشجعون الكاتب الأبيض ويسوقون أفكاره؛ وهم في حالة متعطشة لأفكار جديدة، والقاعدة الراسخة في عقولهم بأن السبيل الوحيد للمحافظة على الأمة الأمريكية، على البقاء، هو الإبداع الفكري الدائم؛ لأنهم إن تحكموا في القوة المادية كذلك يجب عليهم في الوقت نفسه أن تكون لهم قوة فكرية عقلية قادرة على التحكم بهذه المادية، ونعترف للأمريكان بميزة أنهم حولوا الخيال إلى واقع يعيش ويتنفس في المجتمع الأمريكي وهذا من خلال أفلام السينما التي تكلفهم ميزانيات عواصم دول في أوربا، وهذا بنشر قيم أمريكية بسيطة مثل الحرية وحماية العالم ونشر الديمقراطية والحريات الجديدة التي يعرفها التاريخ، المهم أن تكون كلمة.USA كلمة متداولة في عقول شعوب العالم مثل كلمات مقدسة في الدين وأسماء سلع وماركات تجارية عالمية، فهي تسوق نفسها بإغواء حتى إنها تدخل العالم كله في منافسة الانتخابات الرئاسية، وبالإضافة إلى ذلك تريد أن تعرف من يحبها من شعوب العالم ومن يكرها؟! وقد قام معهد غلوب الأمريكي بدراسة تحت عنوان صورة أمريكا في العالم: النتائج من المواقف العالمية؛ التي أكدت زيادة الكراهية والمعاداة للولايات المتحدة الأمريكية عند دول وشعوب خمسين دولة بعد الحرب العراق 2003 وبسبب محاولة نشر أمريكا لقيمها (الأمركة)؛ وهذا السلوك يفسر أن الولايات المتحدة تحاول سماع اعتراف شعوب العالم بأعمالها الإنسانية وتريد الإطراء والإعجاب مثلها مثل الحسناء الشقراء التي أنقذت قطًّا صغير من خطر دهسه بعجلات السيارات في الطريق. وما وقع بعد 11/09 هو بداية عهد جديد وحرب مفتوحة على الإرهاب في العالم، وجريمة كبيرة في حق الإنسانية كانت تتوقع USA أن تتلقى العزاء من شعوب العالم، حتى إن بعض الأمريكان سألوا السؤال البسيط: لماذا هاجمنا هؤلاء الارهابيون؟ ورغم أن التحقيقات ما زالت جارية إلى اليوم، بقي قائد هذا الهجوم مجهولا، -رغم ذلك- السياسية الأمريكية توجهت بإعلان الحرب على تنظيم القاعدة في أفغانستان، ودخل العالم في عمليات اغتيال بطائرات دون طيار ضد أعضاء التنظيم، وبعد سقوط أفغانستان بدأت بزج المعتقلين والمشتبه بهم في سجن غوانتانامو سيء السمعة، ويصيب من يقول بأن الولايات المتحدة تحركت الآلة الحربية فيها بصورة سريعة بعد هجمات 11/09 فهي طورت الأسلوب الحربي عند الأمريكان المحتشم المتردد في البداية الى أسلوب حربي استباقي (الحرب الاستباقية) يشبه أسلوب الألمان في الحرب العالمية الثانية تحت مسمى الحرب الخاطفة، وهذا الأسلوب يشكل أرقا كبيرا لدول مثل الصين وروسيا الأعداء القدامى الذين يفضلون مبدأ الدبلوماسية وإعلان الحرب وهذا من أجل تجنب الخسائر، لكن في الوقت نفسه هم يعترفون بحق الأمريكان بتطبيق سياسة مجالها الحيوي وحماية مصالحها الحيوية، التي يرون أن الاعتراض عليها قد يخلق فوضى أو قد يجعلهم في صراع يصنع تحالفات ونفقات زائدة على حساب شعوبهم؛ لهذا فهم قد يسكتون على بعض الحماقة الأمريكية التي قد تؤدي بها أن تقدم تنازلات في قرارات دولية تخدم مصالحها،والمؤسف أن الحكومات الوطنية العربية تعتبر أن ليس لديها ما تفاوض عليه في لعبة الأمم إلا المناطق الاستراتيجية والبترول، بل على عكس من تعتبرها دولة حليفة فهم يعلمون بأن سقوط الولايات المتحدة يعني سقوطهم في مشاكل دولية قد تصل بهم إلى الزوال من الرقعة الجغرافية على يد الاحتلال القديم ( أوربا الغربية) ورفض الشعوب العربية لهذه الصداقة والإسلاميين بالأخص هو غباء سياسي، لكن الحقيقة أن هذه الدولة التي تعترف بدولة إسرائيل والحليف فوق العادي، تعترف بأن مصالحها هي مصالح إسرائيل الموجودة في عمق العالم العربي، فالولايات المتحدة الأمريكية تمارس هذا الحق في الهيمنة وبكل فخر ومستعدة أن تشن ألف حرب من أجل ذلك،بل مستعدة أن تحارب نفسها من أجل أمن إسرائيل رغم أن هذه الحماية محدودة (غير مباشرة). ولا أحد ينكر عظمة الولايات المتحدة فهي دولة رغم تاريخها غير العميق إلا أنها سيطرت على العالم باسم الإنسانية وكل النقد الموجه لها في عدم عدالتها فيه كلام وحوار يجب طرحه، لكن هذه العظمة التي مهما تكن فهي في الوقت نفسه الدافع لكل دول العالم في القضاء عليها فهي تقحم نفسها في شؤون الدول المحايدة وتمارس هذا كحق شرعي، كما أنها لا تترك الفراغ السياسي إلى أن وصل بها الأمر لاستعمال أساليب غير أخلاقية في زرع الجواسيس والانقلابات وقتل زعماء ديمقراطيين لهم شعبيتهم في دولهم، حتى إنه لا توجد دولة لاتينية واحدة تحبها وهذه الدولة التي تشاركها القارة تشعر بأن هؤلاء الأمريكان ما زالوا لم يتأقلموا مع روح القارة الأمريكية وهم كائنات غريبة ليست بشرية وشبه شيطانية لا تقيم وزنا للأديان السماوية. وحتى الدول الأوربية الحلفاء يشعرون ببعض الحقد؛فالولايات المتحدة تريد أن تمارس عليهم الاستعمار بأسلحة الجيل الرابع وبحرب النت الجديدة( NETWAR) وتعاملهم بطريقة أنهم مناطق عبور للإرهابيين إلى أراضيها لهذا فهي تمارس دور المراقب خارج حدودها حيث يختلط دور الشرطي مع العسكري وهذا الخلط يجعلها تمارس دور الوصايا عليهم وتدخل في سيادة الدول الأوربية ،كما أنها مسؤولة بشكل مباشر على سلامة المواطنيين الأمريكان ،وهذا دون أن تدفع الولايات المتحدة الأمريكية فلسا واحدا لهم، فالآن المجال العسكري الأمريكي توسع إلى العواصم الأوربية مثل باريس ولندن وأصبح على هذه الدول توفير قاعدة معلومات لكل فرد أوربي وهذا لاعتراض أي هدف قد يفكر في العدوان ضد الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن هؤلاء الأفراد موجودون في المدن والعواصم التي تعتبر مناطق مدنية مسالمة وليست في مناطق النزاع العسكري مثل الصحاري والأدغال، رغم ذلك ألحت الولايات المتحدة على أن المطارات والموانئ الأوربية هي ساحات حرب يجب أن تخضع للمراقبة تحت عنوان محاربة الإرهاب الدولي، وهذا التصرف يمس بحق يعتبره الأوربيون حقا لمواطنيهم وهو الحق بالخصوصية في العيش، بالإضافة إلى ذلك مارست الولايات المتحدة عمليات جاسوسية ضد دول حليفة معها في الحلف الأطلسي وهذا ما يصيب الأوربيين بالحقد والغضب غير المعلن. فالولايات المتحدة بعد تفوقها في الحرب الباردة بدأت بفرض نظامها العالمي الجديد تحت اسم العولمة الذي فهمته الحكومات الوطنية على أنه غزو ثقافي خطير يهدد الثقافة الوطنية والهوية، لكن في الحقيقة أن العولمة كانت كيانا دوليا معنويا هدفه أن يكون الأم لكيان دولي حسي ، تكون فيه دولة إسرائيل الأب (الذكر) وهذا من أجل عملية التلقيح للخلية حسية روحية (حسيروحيPhysical spiritual) التي ستنجب لنا ذلك الكائن الدولي المهيمن على كل شعوب العالم،وهو كائن شبه شيطاني غير ديني وغير أخلاقي، وما أقوله ليس بالخيال العلمي لكنه في حقيقة الأمر تحول إلى حقيقة، فالسياسة الدولية لم تعد مجموعة العلاقات بين الكائنات المعنوية التي تتمسك بالضمير والأخلاق الدينية، فهي الآن تحولت إلى كائنات غير أخلاقية، والسيطرة فيها هي الهدف المعلن، والهدف غير المعلن هو القضاء على شعوب معارضة بطريقة غير تقليدية، فالولايات المتحدة عندما تخلصت من كل القيم الدينية وهذا بتدريسها نظرية التطور الذي تعارضت مع مسألة بداية الخلق، كانت تسعى إلى هذا الكيان الحسي الروحي لكن لم تستطع تحقيق هذه الفكرة بمفردها كان عليها خلق كيان يكون شعبه هو الشعب الخارق فوق الطبيعة People supernatural فوجدت في الشعب اليهودي تلك الفكرة الروحية، ذلك الشعب الذي يحلم بأرض (أرض الميعاد) وهذا الشعب هو القفزة النوعية في تجاوز فكرة الرجل الأمريكي الكامل الذي تعلم أنه رغم كونه رجل كامل فهو فان،لهذا فالكائن الحسي الروحي يشبه نوعا من العبودية لآلهة جديدة زرعت في مكان مقدس تاريخي وعلى أرض مقدسة، ومن أجل أن يتم هذا الزواج الأول تبنت الولايات المتحدة مشروع دولة إسرائيل وقبلت أن تمارس دور الأم الحامل لجنين (الحسيروحي) وهذا الكائن يستحيل أن يعيش في المستقبل دون أن تقضي على جميع الأخطار التي تتربص به، كما يلزمه بيئة وبيت يعيش فيها(العولمةGlobalization) لهذا فالعولمة كانت البيئة المناسبة لهذا الكائن الدولي الجديد الذي سيعود بالتاريخ إلى العهد الوثني، حيث تسلب إرادة الإنسان في العيش،وتدخل البشرية في عصر لا أستطيع تخيله، وهذا العصر الذي يكون فيه العرب عبيدا لهذا الشعب الجديد مثلهم مثل باقي شعوب العالم، بدأ منذ أن تنازلنا عن الدين وعروبتنا (التميز الثقافي)، وأقول العروبة لأن باقي المسلمين غير العرب، هم في حالة خضوع وغير مستعدين لمحاربة هذا الكيان الذي بدأ يتشكل في رحم العولمة القائمة حيث هناك أفكار سيدة وأفكار عبيدة في خدمتها. فنحن أمام ثقافة سيدة مبنية على مشاركة الأفكار وتجعل من الشبكة العنكبوتية وأرقام الهواتف النقالة وسيلة سريعة للسيطرة، فنحن مراقبون ولم يعد يستطيع الفرد أن يعيش البدائية (غير الرقمية)،وعندما فكر العقل اليهودي في دولة اسرائيل كان عليه أن يخدم دولة الولايات المتحدة وأن يشاركها كل علومه، لأنه كان يعلم بأن أوربا العجوز تمتلك تاريخا عميقا ومن المستحيل أن تسمح له أن يسيطر عليها فرأى في الولايات المتحدة الأمريكية بوابة تاريخ جديد فكان أول من ضغط زر on لتشغل الآلة الزمنية في خدمة مصالحه ولم يواجه هذا العقل أي مقاومة فهو ظهر في وقت سقط الرجل المريض على فراش الموت (دولة الأتراك).
إن العقل اليهودي المتمسك بدولة تجمع الشعب اليهودي هو العقل الذي ظهر في فترة غامضة وبقوة في مرحلة الحرب العالمية الأولى، وهو نفسه العقل الذي يعادي العرب المسلمين، فهو اختار الحدود التي تعتبر من أقدس الأراضي التاريخية في تاريخ العروبة والإسلام وأعتقد أن الصهيونية تتعارض مع العولمة لأن النظام العالمي الجديد لا يخدم دولة إسرائيل التي هي دولة علمانية تريد أن تكون دولة دينية فهي في البداية الأولى لم تناد بالقداسة لكنها استعملت الدين، أو أنها أخفت الدين في مرحلة ما؛ رغم أن زعيمها تيدور هرتزل كان يتشبه بملوك إسرائيل، رغم تمسكه بالعلمانية ومن معه من المؤسسين الأوائل الذين بالكاد نستطيع أن نعرف توجههم الأول لكن الشيء الوحيد والذي لا ينكره مثقف عربي أن الصهيونية منظمة قومية يهودية تهدف إلى السيطرة على العالم، وللأسف كان على الشعب العربي معاملة الصهاينة الأوائل على أنهم مجموعات من اليهود تمارس الاستيطان بمساعدة الاحتلال البريطاني، لكن الحقيقة أن الصهيونية كانت أكبر من استيطان يقاوم بطرق جهادية مؤقتة؛ لأنه هو عملية زرع كبيرة لشعب يهودي غريب على أرض عربية، لا يعترف بالمواطنة أو المعايشة السلمية، فالمستوطنون الأوائل الذين كانوا مزارعين وحدادين وأصحاب حرف متدينة كانوا يعملون ليل نهار من أجل بناء دولة إسرائيل وكانوا متمكنين من السلاح ومدربين جيدا بين العرب فلا زالوا مربكين أمام هذا الجنس الذي يدعي اليهودية وهذه القومية المختلطة من كل جنسيات أوربا وبعض الدول العربية، لم يسأل مثقف واحد كيف تم تلبية نداء الاستيطان في العالم، حيث جاء الفرد اليهودي من كل جهات العالم الأربع؛ ليلبي نداء الواجب الى أرض لا يعرفها ولا تعرفه، وهو يعرف بأن أغلب سكانها هم العرب المسلمون أصحاب التاريخ العظيم، ورغم كل هذا ها هو يركب أمواج البحر الأبيض المتوسط متجها إلى الهيكل وأرض الميعاد، لقد كان الشعب اليهودي مثل الحجيج نحو فلسطين يأدون مناسك دينية لم تعرفها الأمة اليهودية إن صحت التسمية، كان علينا وللأسف أن نضربهم بالمدافع في عرض البحر فهم جلبوا معهم كل الشرور التي تعلموها من أوربا ،بالأضافة لاكتسابهم للمعرفة العلمية والعسكرية، فلم يعد ذلك اليهودي الذي يذكر في تاريخنا على أنه ذلك الجشع والجبان، لقد تحول اليهودي إلى عسكري يمتلك السلاح والتكتيك ليغزو الأراضي العربية ويصد المقاومة الشعبية غير المنظمة التي دمرها الاحتلال البريطاني، استمر هذا اليهودي في تربية العضلات في أرضنا مدعوما من القوى العالمية الى أن أصبح يمتلك الحق في تقرير مصيره ومواجهة كل العرب في الحرب ويخرج منتصرا، ولم يبق له إلا تحدّ واحد وهو أن يرفض العولمة ويرفض دوره الذي يمارسه بأن يكون ذلك الإله الجديد (المقدس) لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، ويقضي على العولمة التي تهدد وجود دولة إسرائيل، أو يقبل الدور ويدخل العالم في تاريخ مظلم لا تعرف نتائجه إلا الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا
التاريخ هو مرحلة ما بعد إسرائيل، الكيان الدولي الجديد (الحسي الروحي) حيث تظهر ديانة جديدة لم يعرفها التاريخ وقيم مادية جديدة (اقتصاد جديد) يقوم على العبودية التي حاولت الإنسانية القضاء عليها بفرض مباديء المساواة، ويتحول اليهود من شعب حقير بدون أمجاد إلى شعب سيد يكون فيه أفراده سادة العالم برفقة الأمريكان الحالمين الذين لا زالوا ينظرون إلى سحر الديانة اليهودية، ويعتبرون بأن هناك دم مقدس أقدس من دم المسيح، يسري في عروق كل يهودي، وهذا المشروع الذي لم نرَ مبادرة قوية من الحكومات الوطنية للتصدي له ومحاربة إسرائيل في حرب مفتوحة تنهي هذا الكيان الصهيوني الذي يشبه الدود الأزرق الذي يأكل لحم الجثة الحية، التي تسمى العالم العربي.
الذي يجب على كل فرد عربي أن يكون هدفه الحقيقي في الحياة هو محاربة دولة إسرائيل ومعاداتها (لا سلام مع إسرائيل) لأن بقاء مشروعها هو قتل مستقبلنا على الأرض، وأن لا يستمع إلى العقل الديني المتخاذل فكل الأهداف البعيدة في محاربة اليهود في كل مكان هي أهداف جانبية لا ترقى أن نبذل فيها الدم والعرق اللازم، فالمرحلة هي مرحلة مصيرية، فالنهر الذي جف من الماء الجديد بسبب سد الأكاذيب والجبن، سيفيض من جديد عندما نهدم هذا السد بالفأس لتفيض المياه الجديدة، فهي مياه الشباب العربي الجديد الحالم بالمجد لأننا سنموت في النهاية ولا معنى لهذه الكينونة دون إزالة اليهود ودولتهم الظالمة وخلع جذورها من أرضنا العربية، وهذا المجد هو الذي سيصلنا بأمجاد الأجداد القدامى، وهو شهادة نسبنا الحقيقة لهم.
لن تستطيع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي مساعدة إسرائيل فهي تعتقد بأن هؤلاء اليهود لا يهزمون فوق أرض الميعاد لكن إن رأتهم يقهرون في أرض المقدسة التي يدعونها سيتغير الفكر الأمريكي، ستدير ظهرها لهم، ولا يوجد قومية غير القومية العربية القادرة على مواجهة هذه القومية اليهودية التي تسعى على السيطرة على العالم، وهذه الإرادة العربية موجودة وتنتظر القادة العرب الجدد القادرين على قبول التحدي، مثلما حدث في حرب 1973حيث توحد العرب رغم سرية الخطة السورية المصرية وتدخلت عدة شعوب عربية لم يكن يتوقع أن تتدخل في الحرب، وتجربة المصريين لا بد أن تتكرر في القرن 21؛ لأنها ضرورة تاريخية، فالدولة المحتلة تزداد في الظلم في كل ساعة وتهدد مجالنا الحيوي وتسلب أراضينا وتقتل العرب الفلسطينيين ولا تخضع لأي قيم أخلاقية في سياستها؛ لأنها دولة متغطرسة وشعبها الأهبل يظن نفسه بأنه أصبح سيد العالم والمتحكم فيه، ونسى بأنه شعب بلا أرض وبلا تاريخ ولم يقدم للإنسانية سوى الخزي والعار.
-لا أريد هذه العولمة؟! -في بعض الأحيان تكون الموضوعية نوعا من الاستسلام؛ فكل مقاومة في حقيقة الأمر هي الذاتية التي يحاول المثقف العربي أن يبطنها ولا يظهرها إلا بكلمة أعتقد (لكن العقيدة هي أسمى معاني الذاتية) - أنا أعتقد فأنا موجود.
التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي