شارك ثمانية عشر باحثا في جلسات ندوة "منهج الأدب الإسلامي في أدب الطفل" لم يعتذر منهم أحد، أو يتخلف أحد عن الحضور، وكانت المشاركة النسائية من خلال الدوائر التلفزيونية، مشاركة واعية، وفي غاية الأهمية، وكلها تدل على وعي المشاركات بأهمية أدب الطفل في حياة أبنائهن. أنهت ندوة "منهج الأدب الإسلامي في أدب الأطفال" التي أقامتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية، بمكتبها الإقليمي بالعاصمة السعودية، واستضافها مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة بمدينة الرياض، في المدة من 1 – 3 مارس / آذار 2006م الموافق من 1 – 3 صفر 1427هـ، أنهت فعالياتها بمجموعة من التوصيات جاء فيها:

1- تأصيل أدب الطفل المسلم لتعزيز القيم الإيمانية والوطنية والاجتماعية فيه، وحمايته من الانحراف والتيارات التغريبية الوافدة.
2- الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية، والإفادة من التراث الإسلامي واتخاذه مصدراً رئيسياً لأدب الطفل المسلم.
3- الإفادة من التقنيات المتقدمة للأدب العالمي للطفل، بما لا يتعارض مع عقيدتنا وقيمنا الإسلامية.
4- العناية باستخدام أحدث الوسائل التقنية الحديثة في إخراج وإنتاج الأعمال الثقافية للطفل المسلم، كالبرامج الحاسوبية والرسوم المتحركة، والأفلام، والنشر الإلكتروني، والمواقع المعروضة على شبكة الإنترنت.
5- العناية بالجوانب الفنية للأعمال الأدبية المخرجة للأطفال، من حيث جودة الطباعة وتزويدها بالرسومات والصور المناسبة.
6- التركيز على جوانب التفاؤل والأمل في مضمونات أدب الطفل المسلم.
7- تفعيل إبداع الأطفال ورعاية مواهبهم وتشجيعهم بالحوافز المناسبة.
8- التأكيد على الالتزام باللغة العربية الفصحى في الأعمال الأدبية والفنية بما يناسب أعمارهم.
9- حث الأدباء المبدعين لأدب الطفل المسلم، على توطيد الصلة بوسائل الإعلام وتقديم النصوص التي ترتقي بما تنتجه من برامج.
10- حث الأدباء الإسلاميين المتخصصين في أدب الطفل على الاهتمام بالمناهج التربوية السليمة، ومنجزات علم النفس في تطوير إبداعهم.
11- الاهتمام بالبيئة المحلية للطفل المسلم لترسيخ علاقته بها.
12- مراعاة المستويات العمرية المختلفة للأطفال عند كتابة النص الأدبي الموجه إليهم، وذكرها على المنتج.
13- الإفادة من البيئة الفطرية وعناصرها: الحيوان والجماد والنبات، في أدب الطفل المسلم وربطهما بالقيم الإيمانية.
14- التواصل مع القنوات المتخصصة ببرامج الأطفال ومؤسسات الإنتاج الفني وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.
15- إنشاء جوائز سنوية في فروع أدب الطفل المسلم، والعمل على رعايتها من جهات رسمية وأهلية، وتنظيم مسابقات دورية لها.
16- العمل على إنشاء أقسام علمية لأدب الطفل في الكليات الأدبية، واستحداث مواد متخصصة في أدب الطفل، ووضع مناهج مناسبة لها.
17- العناية بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة، وإنتاج أعمال أدبية مناسبة لأوضاعهم.
18- حث وسائل الإعلام على الاستفادة من نصوص أدب الطفل المسلم في إنتاج أعمال فنية متميزة.
19- إعداد دليل شامل لأدب الطفل المسلم (ببليوغرافيا) في جانبيه: الإبداع والدراسات، وتحديثه دورياً لاستيعاب المستجدات في هذا الميدان.
20- تكوين لجنة في رابطة الأدب الإسلامي العالمية لمتابعة تنفيذ التوصيات والإعداد لعقد ندوات دورية في أدب الطفل المسلم بالتعاون مع الجامعات والهيئات العلمية المختصة.

فضلا عن هذه التوصيات استنكر المجتمعون الإساءة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأعلنوا مشاركتهم الأمة الإسلامية موقفها الذي دلَّ على وحدة الأمة وغيرتها على حرمة خاتم الأنبياء، وأشادوا بموقف المملكة العربية السعودية الرائد حيال هذا الاعتداء الآثم.

***

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، قد أناب مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن سعد السالم في افتتاح أعمال الندوة، التي تضمنت حفلاً افتتاحياً، وأربع جلسات عمل، نوقشت فيها البحوث المقدمة للندوة التي شارك فيها عدد من المختصين في أدب الأطفال في مصر، والأردن، وسوريا، والكويت، والسودان بالإضافة إلى عدد من المختصين من داخل المملكة. وكانت الرابطة قد تلقت خمسين بحثا من خمس عشرة دولة عربية، حُكم منها ثمانية عشر بحثا، هي التي قدمت على مدار أيام الندوة الثلاثة.

عقب الافتتاح الذي قدمه الإعلامي د. عبد الله الحيدري مساء الأربعاء 1/3/2006 ـ وتضمن تلاوة آيات من القرآن الكريم، وكلمة رئيس المكتب الإقليمي بالرياض أ. د. حسن بن فهد الهويمل، وكلمة رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية أ. د. عبد القدوس أبو صالح، وقصيدة عن الحفيد ألقاها الشاعر د. وليد قصاب، وكلمة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ. د. محمد بن سعد السالم ـ بدأت أعمال الجلسة الأولى التي أدارها أ. د. عبد الله بن صالح العريني، وكان مقررها د. عبد الله بن صالح المسعود، وفيها تحدث كاتب الأطفال المعروف عبد التواب يوسف عن ملامح المسرحية الإسلامية ومعاييرها في مرحلة الطفولة المتوسطة، وتساءل خلالها: لماذا نحجب رموزنا عن الظهور على خشبة المسرح؟ وماذا وراء وأمام ستارة مسارح الأطفال، وتحدث عن محظورات يفرضها علماء الدين على المسرح عامة ومسرح الطفل خاصة، كما تحدث عن خشبة مسرح الطفل، وعن الإضاءة الحديثة وإمكاناتها السحرية فوق تلك الخشبة، واستخدام التكنولوجيا في ثياب الممثلين، ومقاعد جماهير الأطفال في مسرحهم الحديث والمعاصر، ووجهة النظر الأخرى في إفساد التكنولوجيا للمسرح.

بعد ذلك تحدث أ. د. محمد بن عبد الرحمن الربيع عن جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أدب الطفل، وقدم في البداية عرضا تاريخيا مختصرا عن أدب الطفولة في المملكة، ومستقبل ثقافة الطفل فيها، ثم عرض لبعض رسائل الماجستير والدكتوراه المتصلة بثقافة الطفولة وأحكامها ومتطلباتها التي نوقشت في جامعة الإمام، وسلسلة بحوث في ثقافة الطفل المسلم، وسلسلة قصص إسلامية التي وصل عددها إلى أربعة وخمسين إصدارا خلال الأعوام 1403 هـ ـ 1421 هـ. كما تحدث عن فكرة هذه السلسلة والتخطيط لها، والضوابط التي وضعت لتلك القصص، وكيفية نشرها وتوزيعها، ثم قام بالحديث عن الإيجابيات والسلبيات التي تحققت لتلك التجربة.

وعن التلفاز وأدب الدراما (المضمون والأثر) تحدث د. أحمد حسن محمد، وأشار إلى برامج الأطفال في التلفاز، ومرحلة الطفولة وأهميتها، والطفل ووسائل الإعلام المرئية (التلفاز والإنترنت) كما تحدث عن الدراما التلفازية والدراما والترفيه، والتفسير الوظيفي للدراما، والدراما وموجهاتها الأدبية، والدراما والفكر الغربي، وأثر الفكر الغربي في الدراما، وحاجة الدراما للأدب الإسلامي، ومطلوبات أدب الطفل، وأدب الطفل في الدراما المعاصرة، ونحو أدب دراما واعية، والمطلوبات الإسلامية لأدب الدراما، وحتمية الالتزام بضوابط الدين، وفي النهاية يخلص الباحث إلى أنه إذا كان أدب الدراما اليوم قد شوهته اتجاهات الغرب المادية، ومبادئ الشرق الإلحادية فإن منابع الإسلام مازالت فياضة بحمد الله، بالأدب الرفيع والكلمة الطاهرة النقية، التي تشكل مضامين الخير والاستقامة نحو إنتاج دراما هادفة تخاطب فطرة الطفل على طبيعتها التي خلقه الله عليها، وحري بالكاتب المسلم والأديب المتصل بالله أن ينهل من معين هذه الثقافة الهادية.

***

جلسة العمل الثانية بدأت صباح الخميس 2/2/1427هـ الموافق 2/3/2006 وأدارها د. ناصر بن عبد الرحمن الخنين، وكان مقررها د.محمد بن سليمان القسومي، وتحدث فيها د.عدنان علي رضا النحوي، عن أثر أدب الأطفال الإسلامي في تربيتهم العقائدية، ومن موضوعات بحثه: الطفل بين التربية والأدب والمسئولية، تميز رعاية الإسلام للطفولة، أهداف أدب الأطفال الإسلامي، مصادر أدب الأطفال الإسلامي وموضوعاته، مراحل تربية الطفولة ورعايتها في الإسلام، أهمية دور الأمومة والأبوة وجو الأسرة المسلمة، مراحل الطفولة ودور أدب الأطفال الإسلامي في بناء العقيدة الصحيحة، أهم العقبات أمام دور أدب الأطفال الإسلامي في بناء العقيدة الصحيحة، ثمرة التربية وأدب الأطفال في العالم الغربي العلماني، ويختتم النحوي بحثه بمجموعة نصوص من أدب الأطفال الإسلامي.

بعد ذلك تحدثت أ. د. نعمة عبد الكريم أحمد، عن الأدب الإسلامي وتوافقه النفسي والعقلي واللغوي مع المراحل العمرية المختلفة، ومن موضوعات بحثها: الحاجات الأساسية للطفل (الحاجات العضوية، الحاجة إلى الأمن، الحاجة إلى التقدير الاجتماعي، الحاجة إلى توكيد الذات والتعبير عنها، الحاجة إلى الحرية والاستقلال) والعوامل المؤثرة في النمو، ودور الأم، والنمو العقلي واللغوي للأطفال خلال مراحله المختلفة، ثم مظاهر النمو اللغوي.

أما أ. د. سعد أبو الرضا، فقد تحدث عن الخيال في أدب الأطفال (الصورة المجازية) وفي البداية أعطى فكرة عن مفهوم الخيال وأنواعه، ثم تحدث عن توظيف الخيال الأدبي، والصور المجازية وقسمها إلى: الخرافة والأساطير والجن والسحر، وأدب الخيال العلمي، ثم يقدم تحليلا لنموذج قصصي من كتاب "أسرار وأخبار البخلاء" للكشف عن أثر الخيال فيه وتأثيره في الطفل، وتحليلا آخر لقصيدة شعرية هي "كتابي نهر معلومات" من ديوان "أشجار الشارع أخواتي" لأحمد فضل شبلول، فتحدث عن المرحلة السنية التي تلائمها القصيدة، والألفاظ والمستوى التركيبي، والمستوى التصويري، والمستوى الإيقاعي.

د. صباح عبد الكريم عيسوي تحدثت في بحثها عن قصص السيرة النبوية عند عبد التواب يوسف بين النظرية والتطبيق، ومن موضوعات بحثها: الأهداف التي تعمل قصص السيرة النبوية على تحقيقها، السيرة النبوية وأدب الطفل، عبد التواب يوسف والسيرة النبوية، النظرية: منهج كتابة السيرة النبوية، التطبيق: قصص السيرة النبوية (حياة محمد صلى الله عليه وسلم في قصص ـ محمد صلى الله عليه وسلم يتحدث عن حياته ـ طفولة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال ـ محمد خير البشر).

وعن علاقة أدب الأطفال الإسلامي بالتربية تحدث د. محمود شاكر سعيد، وتساءل في نهاية بحثه عن مدى إقامة علاقة تعاون بين الأدباء والتربويين لإدخال مفهوم "التربية الإسلامية المتكاملة" لأطفالنا؟

وفي نهاية هذه الجلسة الصباحية تحدثت الجوهرة آل جهجاه عن بحث الأطفال عن الأمن، وقدمت نماذج من قصص هلا بنت خالد، وأميمة الخميس، وهي: "أنا ميمون"، و"قصة من الصحراء"، و"هجوم قراصنة السوس"، و"وسمية".

***

جلسة العمل الثالثة بدأت مساء الخميس، وأدارها د. محمود بن حسن زيني، وكان مقررها أيمن بن أحمد ذو الغنى، وتحدث فيها د. يحيى خاطر عن القصص الديني لكامل الكيلاني، من حيث التشكيل الفني وآليات البناء (البناء القصصي، والأدوات الفنية واستدعاء التراث) والبث التربوي والدرس المستفاد، حيث أشار إلى القومية والوطنية، والصداقة وآداب الحوار مع الآخر، والاعتراف بالآخر والتواضع وإنكار الذات، ومهارات بناء الشخصية، والقيم المعرفية والتعليمية والثقافية العامة، والقيم الدينية.

بعد ذلك تحدث د. صابر عبد الدايم يونس عن أدب الطفولة في ضوء التراث الإسلامي، ومن موضوعات بحثه: سمات النص الأدبي للأطفال، ونماذج من التراث في أدب الطفولة، ومنها أدب الوصايا، والتراث الشعري، مع تقديم نماذج من الشعر المعاصر المكتوب للأطفال.

أحمد فضل شبلول تحدث عن التقنيات الرقمية وتحقيقها لغايات أدب الأطفال الإسلامي، وأعطى مثالا لأسطوانة "الرؤيا" التي تتحدث عن قصة النبي يوسف عليه السلام، وقصة القرد والغيلم، وهي إحدى قصص كتاب كليلة ودمنة، وقد تحولت من النشر الورقي إلى النشر الرقمي، وقصة الطاووس المغرور.

بعد ذلك قدم د. حسن شحاتة رؤية مستقبلية لأدب الطفل المسلم الذي يتطلب في يومنا قبل غدنا إنشاء بنية معلوماتية تقوم على أساس الحواسب الآلية في صورة شبكات للمعلومات المختلفة وبنوك المعلومات التي تؤدي إلى تحسين وسائل تبادل المعلومات وتعميق الوعي والفهم.

وعن الخيال العلمي: أهميته وتنميته ووظائفه وتأسيسه لثقافة طفل عربي مسلم واعد، يتحدث د. عبد الرؤوف أبو السعد، ومن موضوعات بحثه: الخيال في مفهوم القدماء والكلاسيكيين والجدد، والخيال عند المبدعين والعلميين، والعباقرة والموسوعيين، والخيال والتفكير العلمي الخلاق، وأدب الخيال العلمي وأدب الأطفال، والقصص المترجم: المقبول والمرفوض، والطبيعة الخيالية لأدب الطفل.

وعن جهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أدب الأطفال، يتحدث شمس الدين درمش، ومن موضوعات ورقته: الاهتمام النظري للرابطة بأدب الأطفال، الندوات الخاصة بأدب الأطفال في مكاتب الرابطة بالهند، وباكستان، وبنجلاديش، ونيبال، ومسابقات في أدب الأطفال، وأدب الأطفال في مجلات الرابطة، وإصدارات الرابطة في أدب الأطفال، وإصدارات أعضاء الرابطة في مجال أدب الأطفال، ثم ملحوظات عامة حول جهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أدب الأطفال.

***

الجلسة الرابعة والأخيرة عقدت مساء الجمعة 3/3/2006 وأدارها د. سعد أبو الرضا، وكان مقررها محمد شلال الحناحنة، وتحدث فيها محمد جمال عمرو عن صحافة الطفل المسلم، وقدم نموذجا من مجلة "فراس"، ومن موضوعات بحثه: أنواع صحف الأطفال ومجلاتهم، من حيث الشكل، والمضون، والناشر، وجمهور الأطفال، ودورية الصدور. ثم قدم نظرة تحليلية للعدد الأول من مجلة "فراس"، وتحدث عن موقع فراس تون الإلكتروني.

أحمد محمد صوان تحدث عن التراكيب في قصص الأطفال، وقدم نماذج منها في بحثه من خلال مجلات (أحمد، أسامة، سمير، الشبل، ماجد). ومن موضوعات بحثه: سلامة التراكيب اللغوية في قصص الأطفال (الوضوح، التماسك، جودة الترجمة) سلامة التراكيب النحوية في قصص الأطفال (الخطأ، الضعف) طول الجملة وقصرها في قصص الأطفال، وتلوين الأسلوب، وأخيرا التصوير البياني.

آخر الأوراق المقدمة للندوة، تجربة شركة "سنا" في ميدان أدب الطفل. وقدمها محمد سداد عقاد.

هكذا شارك ثمانية عشر باحثا في جلسات ندوة "منهج الأدب الإسلامي في أدب الطفل" لم يعتذر منهم أحد، أو يتخلف أحد عن الحضور، وكانت المشاركة النسائية من خلال الدوائر التلفزيونية، مشاركة واعية، وفي غاية الأهمية، وكلها تدل على وعي المشاركات بأهمية أدب الطفل في حياة أبنائهن.

وكانت التعليقات والمداخلات والأسئلة والتعقيبات، سواء من الرجال أو النساء، فيها الكثير من الإضافات المهمة، وفيها ما يفتح شهية الباحث إلى الرد عليها، لأنها تدل على تفاعل حقيقي بين جميع الحضور، وفي كثير من الأحيان كان مدير الجلسة يعتذر عن تقديم المزيد من المعلقين، بسبب انتهاء الموعد المحدد للجلسة، الأمر الذي كان يغضب البعض.

وقد شهدت الجلسة الأخيرة حضورا جميلا من جانب بعض الأطفال والشباب المهتم، بل قرأ الطفل أحمد أيمن ذو الغنى قصة قصيرة بعنوان "القطة الجريحة" من إنتاجه في لغة عربية مبينة، ومخارج ألفاظ سليمة. كما قدمت شركة "سنا" للإنتاج عرضا حيا على شاشة مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، لأغنية من إنتاجها الفني، ولاقى هذا العرض أصداء طيبة، وتعليقات مهمة.

وفي النهاية، أرى أن بعض الأبحاث والأوراق المقدمة في كل جلسة على حدة، لم يكن بينها انسجام أو تناغم، فكان ينبغي على سبيل المثال أن يقدم بحث "جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أدب الأطفال" للدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، في الجلسة التي قدم فيها شمس الدين درمش ورقته عن "جهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أدب الطفل" أو العكس. وأن يقدم بحث "الخيال في أدب الأطفال" للدكتور سعد أبو الرضا، في الجلسة التي قدم فيها د. عبد الرؤوف أبو السعد بحثه عن "الخيال العلمي" أو العكس. وأن يقدم بحث التقنيات الرقمية وتحقيقها لغايات أدب الأطفال الإسلامي، في الجلسة التي قدمت فيها شركة "سنا" للإنتاج الفني تجربتها أو العكس. وأن يقدم بحث "القصص الديني للكيلاني" ليحيى خاطر، في الجلسة التي قدمت فيها د. صباح عيسوي بحثها عن "قصص السيرة النبوية عند عبد التواب يوسف" أو العكس.

وذلك حتى يكون هناك انسجام وتناغم في الجلسة الواحدة التي من المفروض أن تختص بمحور واحد أو محور متجانس، خاصة أن اللجنة التحضيرية برئاسة د. ناصر بن عبدالرحمن الخنين في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، قد وضعت محاور متناغمة للأبحاث من قبل، ولكن عند التنفيذ أثناء جلسات الندوة، لم يكن هذا الانسجام والتناغم موجودا.

أيضا كنت أتوقع أن تكرم الندوة الشخصية التي دار حولها أحد الأبحاث المهمة، وهو بحث د. صباح عيسوي، وأعني الكاتب المعروف عبد التواب يوسف، خاصة أنه كان موجودا ومشاركا ببحث مهم حول المسرحية الإسلامية للأطفال، ومعظم التعليقات كانت تتناول تجربته الرائدة في الكتابة للأطفال، التي أصدر خلالها أكثر من سبعمائة قصة ومسرحية وترجمة، ونال عن هذه الجهود جائزة مؤسسة الملك فيصل الخيرية. وكان حري برابطة الأدب الإسلامي العالمية، أن تمنحه درعها أو شهادة تقدير باسمها. واقترح على السادة أعضاء مجلس أمناء الرابطة أن يفكروا مستقبلا في تكريم الشخصيات الأدبية المؤثرة والفاعلة في مجال الأدب الإسلامي بعامة، مما يسهم في تحفيز أعضاء الرابطة بالمزيد من تجويد إنتاجهم، في جميع مجالات الأدب.

وعلى هامش الندوة، أقامت الرابطة معرضا مصغرا للكتاب، عرضت فيه إصداراتها المتمثلة في الكتب، وفي أعداد مجلة الأدب الإسلامي التي صدرت على مدار السنوات السابقة.
كما عرضت شركة "سنا" إنتاجها سواء من الكتب المطبوعة، أو شرائط الكاسيت، والأسطوانات المدمجة.

أما مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، فقد قام بتوزيع بعض مطبوعاته، ومنها كتاب "المخطوط: حضارة نقرؤها تاريخا"، ولوحة كبيرة لموجز بأسماء الخلفاء وحكام الدول الإسلامية في الفترة من الخلافة الراشدة إلى نهاية الدولة العثمانية تتضمن أسماء الخلفاء والدول ومدة الحكم مقارنة بالتاريخ الميلادي، مع ذكر الدول التي حكمت أثناء وجود خليفة".

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية