الحلبي الذي اصطحب في رحلته إلى المجد نسخة من القرآن الكريم ومئتي دولار،احتفت به الأمانة العامة لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية و ذلك ضمن أسبوع السينما الذي أقيم تحية إلى روح المخرج العالمي الشهيد "مصطفى العقاد" الذي أقامته وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع الأمانة العامة لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية وخصّته بندوة عربية تحت عنوان "مصطفى العقاد إنساناً مبدعاً و شهيداً".شارك فيها نخبة من الأدباء و الفنانين والنقاد تحدثوا فيها عن مزايا المخرج العالمي، وقدموا شهادات جاءت نتيجة علاقتهم به. قدم الندوة المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الناقد السينمائي "محمد الأحمد" تحدث في التقديم عن حياة العقاد ومساره العملي مشيداً بحيويته وموهبته وفكره الاستراتيجي واصفاً إياه بأنه الفارس الذي لم يترجل والشهم الذي لم يهو. في الندوة التي أدارها الدكتور عبد الله أبو هيف تحدثت الفنانة "منى واصف" واصفةً حالها حين سماعها باستشهاد مصطفى العقاد حيث لم تتمالك نفسها وراحت تزغرد وتغني وكانت حريصة على المشاركة في كل مهرجانات التي أقيمت احتفاء بذكراه ثم تحدثت عن ذكرياتها خلال العمل مع مصطفى العقاد، وأوردت جملة كان يرددها المخرج العالمي باستمرار "ثمن طائرة أو بارجة ينتج فلماً يقلب الرأي العام الغربي رأساً على عقب". وفي كلمته أكد الفنان فاروق صبري (مصر) أن العقاد فرض على العالم المتوحش أسلوب حياته وأنه كان يتمتع بكرم عربي واضح لكل الذين يزورونه في أمريكا حيث يرى وفوداً متتالية يتسع لها بيت العقاد، وصف شعوره عندما وقف على خشبة المسرح جنباً إلى جنب للتكريم مع العقاد واصفاً اعتزازه بأن تلك الوقفة جعلته يكرم مرتين. وأكد في كلمته أن اثنين في مصر لا يمكن يختلفا على أهمية العقاد. وبتأثر بالغ قال: إن مشهداً مع العقاد في أحد أفلامه يعادل كل ما قدمته وقد اشتركت في (83)عمل سينمائي "إن الأهمية لا تقاس في الكمية و إنما في الكيفية". وفي كلمته ركز الأديب وليد إخلاصي على نقطة واحدة وهي دور العقاد في الكشف عند واحدة من أخطر العيوب العربية وهي عدم الإتقان. ورأى أن الثقافة العربية المعاصرة متهمة بأنها غير متقِنة(بكسر القاف) و العقاد كان نموذجاً نادراً في تحقيق هذه المعادلة. أما مجدي الطيب (مصر) فقد أكد على مقولة العقاد بأن الحكومة تشتري الأسلحة مع أن الحرب إعلامية و لابد من الإنفاق على الإعلام كي تصل للآخرين الصورة التي نريد. الفنان أسعد فضة تحدث عن أول لقاء له مع العقاد في مسرح الحمراء في دمشق أثناء البروفات و كان المخرج يبحث عن ممثلين لفيلم الرسالة. ووصف اللقاء بأنه لا ينسى و بأن الحاضرين جميعاً وجدوا أنفسهم أمام معلم كبير يتميز بثقافة واسعة .لقد اخترق هوليود وعاد إلى بيئة متواضعة ليتعاون مع فنانين عرب .. عاد إلى الجذور والتراث وجوهر الثقافة. ومن خلال أفلامه يتضح أنه يحمل مشروعاً ثقافياً يقدم من خلاله الإسلام والمقاومة والحضارة بشكل موضوعي. أما أمل عثمان مصر) فقد امتدحت تواضعه وإصراره على تحقيق الحلم وربطت بينه وبين المتنبي مؤكدة على خلود الفكر والقضايا الأساسية التي يطرحها. أما السفير محمد زهير العقاد( توأم الراحل) فقد قدم بعض الخصوصيات عن أخيه الذي لم يكن يعد الإخراج مهنة بل رسالة ووسيلة للتعريف بأمته وطرح قضاياه وتوضيح المعاني السامية للإسلام. وقد كان في مسيرته يعمل على تكامل تلك الرسالة من خلال فيلم الرسالة الذي يعرّف بالإسلام وفيلم عمر المختار الذي يمتدح المقاومة ويبيّن معانيها، ومن خلال فيلميه اللذين كان يعدّ لهما :صلاح الدين الذي يوضح تسامح الإسلام، والعصر الذهبي للعرب في الأندلس و ما قدموه للحضارة والتواصل الحضاري. بدوره الناقد الدكتور مدكور ثابت (مصر) فقد أوصى بإقامة ندوة سنوية عن العقاد واصفاً إياه بأنه الرجل المشروع الذي كان لا يشترط في أفلامه سوى التسويق الناجح لتصل أفكارنا إلى الغرب، كما أوصى بتأليف موسوعة عن العقاد وما كتب عنه. العلامة محمد قجة مدير الأمانة العامة للاحتفالية ربط بين الندوة التي أقيمت أخيراً تحت عنوان "دور وسائل الإعلام في إبراز صورة الإسلام ومعالجة الخوف منه -الإسلاموفوبية" وبين استشراف تبينه العقاد قبل ثلاثين عاماً حيث شرح ما كنا نناقشه منذ أيام. لقد ارتبطت كلمه الجهاد بالإرهاب و استطاع العقاد قبل أحداث /11/ أيلول أن يقدم صورة الإسلام الحقيقة للإنسانية. قدم قضايا خالدة وحوّل (بتشديد الواو)حلمه إلى حقيقة وتجسيده. إن رصده للعالم محلياً جعله عالمياً" وختم الأستاذ قجة كلامه بالتأكيد على السعي لإقامة متحف في حلب يحمل اسم مصطفى العقاد. بدر الدين الحارثي (اليمن) قال عن نفسه بأنه يمني ولد في لندن و كان العربي المسلم الوحيد في المدرسة، وكان يُسأل دائماً عن اليمن و عن الإسلام وحين شاهد فيلم الرسالة وكان عمره " ثمانية سنوات" استطاع أن يدل زملائه: شاهدوا فيلم الرسالة "هذا هو الإسلام و هؤلاء هم العرب" وقد سبق الندوة معرض وثاقي لحياة المخرج الراحل رعته الجمعية السورية لمكافحة السرطان ومديرية الثقافة بحلب وأعده المصور الضوئي جهاد حسن . كما سبقت الندوة عرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل ومسيرته مدته (25) دقيقة.من تنفيذ الفنان عوض القدور وإشراف الناقد محمد الأحمد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.