7. تشرين الثاني. 2008‏

المونولوج # 7    :: لوحةٌ صوفيةٌ.. أنتَ ::

بريشتي المُخمليّه رسمتُكَ شرقيٌ بملامحٍ روحانيّه, ناسكُ في محرابه, يهوى التّعبد ويقرأ بحنجرته النورانيّه, تراتيل قرآنية, وتعاويذٌ إيمانيّه, يُناجي بالأسحار ربّ الأمصار آناء الليل وأطراف النهار.

هكذا أردتُ أن تكون إذن..هكذا أحبكَ أن تكون  !


8.تشرين الأول .2008

المونولوج # 8    :: اشتقتكَ :: 

أتصفحُ وجوه المارّه, العابرين من هُنا على مُفترق الحياة, أبحثُ عنك في تقاسيمهم..تفاصيلهم..حيثياتهم, أحاولُ عبثاً أن أعثر عليك ولا أجدك ! ..

 ياااه ماذا أصنع ؟

أُلملم تقاطيعك من بينهم, واحداً أستعيرُ منه زهور الأقحوان البريّه التي تتفتقُ في مقلتيه, وعابراً استرقُ منه تراتيل العزة الإسلاميه التي تتوهجُ على وجنتيه, وآخراً كبرياء الشرقيّه التي تربو على سفوح أنفه الأشم, وثالثاً خيول المعارك التاريخيّه التي تصهل على ثغره الأغر, وهكذا حتى تمثل أمامي بحضورٍ يملأُ حواسي, ويُغشيها بالذوبان !

اشتقتكَ , أجل.. اشتقتكَ كثيراً ! 

 

9.تشرين الأول .‏2008‏‏-‏

المونولوج # 9    :: حكيم روحي ::

أتذكر ذات مرّه, كنُا جالسين تحت النخلة الولهى و الحبلى برطباً جنيا, كُنت مُحتضناً يديّ الحريريتين كعرافة المدينة, تستقرأُ باطن كفي بابتهاج, قائلاً بثقة الحكيم : الحب يمشي الهوينّا, يأتي إلينا ولا نذهب إليه, يجعلنا نترتشفه قطرة..قطرة حتى الامتلاء !.. قُلتُ لكَ مشدوهةً : وهل نشعر بعدها بالاكتفاء ؟, ناظرتني بِطرف عينيك النزقتين, وقلت: هه ! حتماً لا يا صغيرتي  , فما أن نصل إلى مرحلة الإرتواء, حتى تستفرغُ أرواحنا ما كان, ونعودُ ظمأى, كأّن حباً لم يكن ! .

 

فللحب يا صغيرتي دورةٌ, كدورة الماء في الطبيعه, لا تفتأ عن الدوران في أفلاك الفضاء الفسيح حتى الفناء .

 


10. تشرين الأول .‏2008 -

 المونولوج # 10   :: فتنة البياض ::

 "" أريدكُ أن تكوني بيضاء كما أحببتُكِ..كما أفتتنتُ بكِ "" !

 مازالت هذه الكلمات تقرعُ في مسامعي, تجعلني لا أنفك عن البحث عن البياض حتى أتدثر به في كل مكان, عن بياض عقد اللؤلؤ النقي, عن بياض شراب اللبن الصافي, عن بياضِ زهر الياسمين البريء, عن بياضِ الفجر الطريّ, عن بياضِ القطن الدافىء, مازلتُ أبحثُ عنك عن بياض روحك وروحي !.

وحين أدرك البياض , أهمسُ بطرفِ أذنيك قائلةً  بخجل: سأكونُ بيضاء كما أنا, كما خلقني الله, كما فطرني الله .

 

11 .تشرين الأول .‏2008‏‏

-‏المونولوج # 11    :: سارّه الروح  ::

على وقع نُسيمات بحيرة البجع, وعلى ضفة نهرٍ لازوردي, جلستُ القرفصاء أمامك بعينين مُحتشدتين بشقاوة التلميذة  الصغيرة الغضّه البضّه الطريّه .. كافئتني على هدوئي الظاهري هذا بزهرةٍ نهريّه نرجسيّه, وجسّدت أمامي دور مُعلم الأدب المُخضرم بعصاه اللؤلؤيّه .., قرأت لي أهازيج بونين, و أغاني بوشكين, وترانيم ديستوفسكي, وتراتيل تشيخوف, وأناشيد غوركي, كُنت تمارس غواية تفقهكَ بالأدب الروسي الذي أعشقه لإحراز اعجابي ! .. ههه, لا تخشى, لن أعري غوايتك تلك, سأكون مُندهشة.. مُعجبه وسأكتفي باطلاقِ فرحٍ يصطخبُ بضحكات السنابل الجذلى صبيحه العيد!

.. أيـروقــك ذلك ؟           .. حتمــاً يــروقــك !         , فـأنـا سـارّتـك على أيّةِ حـال ! .

 


12.تشرين الأول .‏2008‏‏-

المونولوج # 12      :: كوني جنّه  ::

ارتديتُ ذات مساء, الطفوله, وفستاناً أحمراً منفوشاً كالتي كانت ترتديه أميرات العصر الفكتوري, واعتمرتُ قلنسوة دانتيل بيضاء,  ووضعت شيئاً من أحمر الشفاه اللؤلؤي اللامع.. وقفتُ على خشبة مسرحٍ بريء, أُلملمُ حكاية حُلمٍ مُبعثر , غصصتُ بغتةً وأنا أحاول ابتلاع صدمتي من بعض الأقنعه والوجوه المُتلونه التي ظهرت أمامي!

هرعتَ إليّ, لملمتَ أشتاتي وقُلت لي : أميرتي ..كوني جنّه خضراء شفيفه, تفتحُ ذراعيها لكل الناس, لكل الأجناس, لكل الأعراق.. اسبغي عليهم  من شآبيب الطُهر..والنقاء والصفاء, وسيكونون بخير ! ...

 

آه ه ه, ما أزهى جنتّك الخضراء, التي غرستها في روحي آنذاك, وجعلتها تتبلجُ فرحاً من جديد!

فشكراً..شكراً..شكراً   لك بلغة الزهر.

 

وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح, عندما أدركها الصباح !

 

وشوشة للعابرين من هنا :

لم أتغنَ بهذه المنلوجات, إلا لاستعادة صور الحب الطاهر الشفيف, الذي درجنا على الاستمتاع به في روائع الأدب, كما في روايه " الفضيله والرذيله ", و " تحت ظلال الزيزفون ", و " أوراق الورد ", والقائمة تطول, و التي افتقدناها في هذا الزمان الذي حوصرَ الحبّ فيه على الماديات ! , فكانت لنا هذه الوقفه, علّها تستنهض تلك الأحاسيس الطاهره.

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية