هذه هى خاتمة الجزء الأول من الفيلم الوثائقى "الطريق إلى القدس"، تعليقاً على تلقى أحمد عبد العزيز أمر قائد الجيش المصرى النظامى بوقف التقدم نحو القدس الغربية قبل يوم من قبول الحكومات العربية بالهدنة الثانية، بينما كان هو على وشك الاستيلاء على كل المستعمرات الصهيونية، لتصبح القدس فى أيدى القوات العربية. 100 دقيقة من المتعة قضيتها فى مشاهدة فيلم هو الأول من نوعه عن البطل أحمد عبد العزيز. البطل أحمد عبد العزيز..
صاحب اسم الشارع المعروف حالياً بالشقق الفاخرة المفروشة، وتكا، هارديز، .. إلخ، هو بعينه .. البطل أحمد عبد العزيز، الذى لا يعرف عنه الكثيرون سوى أنه اسم شارع به هذه المعالم.
الدهشة، الذهول، الأسف، الفخر، هى المشاعر المتداخلة والمتصارعة فى آن لدى مشاهدة الفيلم الذى أنتجته الجزيرة، ولك أن تتخيل أن الجزيرة تؤرخ لنا، وأخرجه وعمل عليه فريق عمل من الشباب المصرى الواعد.
نهاية تتر الفيلم كانت تحمل اسم المخرج رضا فايز الصديق العزيز الذى جمعتنى به سنوات عمل إعلامى نبيه، استمد نباهته من صاحبه، وبفضل ذاكرته المنتعشة دائماً والنشطة، ربما جاء إخراجه لهذا الفيلم عن هذا البطل المنسى إلا من شارع!
هكذا كنت أحدث نفسى، لكننى لم أدعها هكذا طويلاً، فسرعان ما مددت يدى إلى هاتفى لتوصيل تحياتي، وتهنئتى على هذا الجهد المبدع.
لقطات أرشيفية نادرة للبطل أحمد، صوراً نادرة, حشد رائع من الباحثين والمتخصصين فى الصراع العربى الإسرائيلى، عبد القادر ياسين، محمد جمعة، د.عمرو الشوبكى، محمد خالد الأزعر، شاهدى عيان عاصروا الأحداث سعد الدين الشاذلى والدكتور ثروت عكاشة، خلطة جميلة من تنوع الأجيال، والكل يتحدث عن البطل أحمد.
"دخلنا الخليل.. الجيش المصرى على أبواب القدس" مانشيت أخبار اليوم حينها". "أخى قم إلى قبلة المشرقين لنحمى الكنيسة والمسجد"، "أصبح عندى الآن بندقية" مقاطع بصوت محمد عبد الوهاب تأتى من الخلفية، من الضرورة أن تسمعها أجيال الشباب الآن.
"صورة عبد العزيز على غلاف مجلة المصور وقتها" ، حديث هيكل عن الصورة الأولى التى نشرت للبطل أحمد، وكيف وقع المصريون فى غرام صاحبها، مذاكراته اليومية التى أهداها إليه.
البطل أحمد عبد العزيز فى مشهد "إعادة تمثيل" وهو يكتب هذه المذكرات التى لم تتوقف رغم ضراوة الأحداث وصعوبة الموقف، وعلى قنديل يضاء بالجاز .. حيث كان لفعل "الكتابة" قيمته وأهميته، ترى هل يكتب الزعماء والساسة اليوم مذكراتهم, وعلى أى إضاءات؟!
١٠ أشهر هى مدة الإنجاز + ٢٠٠ ألف جنيه هى التكلفة + مصر وفلسطين وسوريا الدول الثلاث التى تم التصوير بها، هذا هو بالإضافة إلى ما سبق فيلم "الطريق إلى القدس"، الذى يعرض الجزء التالى منه على شاشة الجزيرة الآن ليفتح التحقيق فى استشهاد أحمد عبد العزيز مطالباً الجهات المعنية بإظهار نتائج التحقيق.
فهل يرجى أن يحدث هذا بشأن الرجل الذى حذر منه بن جوريون، وصنع أسطورة لعدة أشهر ودام خيرها وأثرها سنوات؟!
وهل نأمل أن يتبنى أصحاب المليارات من رجال الأعمال المصريين أفكار شباب الإعلاميين، ويحولونها إلى إنتاج ضخم ومشرف، يحفظ لنا تاريخنا من الضياع أو حتى الإنكار؟!
شاهدت الجزء الأول من الفيلم، وأدعوكم لمشاهدة الجزء التالي، وما زالت أحرف المانشيت الذى ظهر بالصفحة الأولى بأخبار اليوم "دخلنا الخليل.. الجيش المصرى على أبواب القدس" .. لا تفارق عينيى.. يااااااااااااه .. ممكن؟!