علمني كيف يكون هو النشيد، صدح بصوته العذب فملأ القلب رقة، وصاغ بعنفوان شبابه اللحن قوة ودقة، كنت للنشيد مولي، بعيداً عنه مجلي، لاأرغبه ولا يرغبني، لم أكن أعرف ماهو النشيد، كنت أستمع لبعض الأناشيد فلا تحرك في قلبي نزعة الإيمان، ذهبت بروح برائتي الجميلة لمقرٍ أجد للنشيد منزلا فدخلت تسجيلات أقلب وأفكر لعلي أجد مايناسبني أو يحببني في هذا الفن، وفجأة !! نظرت بعين الغيرة الطفولية على أمته المسلوبة لشريط (مهرجان الأقصى في قلوبنا) فهز بي الوتر الإيماني ينادي خذ الشريط لعلك تجد ضالتك المنشودة،
أخذت الشريط وعيني على الأقصى المسلوب والنظرة البرئية تداعب جوانبي تشدني لأستمع لهذا الشريط، بدأت أسمتع وكأن شيئاً ما يأجج مشاعري يحركها بيوم من الأيام هجم الأعداء فسلبوا برائة طفولة أخ مسلم لي، وذلك عند سماعي (يوم من الأيام) وكأن عيناي تنادي والله لن ننساك يافلسيطن عندما أسمع (والله ماانسينا والله ماانسينافلن ننسى كل جريمة هتك فيها عرض مسلم واعتدي عليه ظلماً وعدواناً، ولكن لم تكن برائتي يائسة من فرج الله فالسيادة لنا براية العز والتوحيد وذلك عندما استمع إلىسود براياتك، جود بدماتك)، بهذه الكلمات المنسوجة بلحن عذبٍ ملائكي من منشد فذ أبي بدأ حبي للنشيد، وبهذه الكلمات تعلق حب الكلمة الهادفة والمصوغة بلحن عذب في قلب أخوتي فبادرنا بشراء أجزاء مهرجان الأقصى في قلوبنا وبدأت أبحث عن إسم ذلك المنشد الذي علمني كيف يكون النشيد فلا أكاد أجد شريط له إلا وأشتريه بمصروفي المدرسي الأسبوعي الذي كان يعادل سعر شريط واحد، فأحرم نفسي من المصروف لمدة أسبوع من أجل كلمة هادفة اسمعها بصوت هذا المنشد الشهم الغيورعلى أمته... فمن هنا بدأ الحب الحقيقي لمحمد مصطفى أبوراتب، فحب النشيد من أبِ النشيد بدأ. فلك مني الحب والتقدير. ) (