قرأت منها العشرات .. بل المئات , في صدورِ الكتبِ أو على صفحات الانترنت , بعضها بقيّت منقوشةً في ذهني , ومعضمها نسيته
ولكن , هناك عبارة قرأتها منذ بداية عهدي بالانترنت , قبل ما يقارب السنين الست , ولا زلت أفكر بها إلى اليوم !
وهي حكمة ٌ تقول:
{ لاتضع زهرة ً على قبري , ولكن أعطني إياها في حياتي }
هذه الحكمة ,لا تفتأ عن طرق ذهني في أحاينَ مختلفة , أفكر بها , أتأملها , فأقطف زهرة ً وأهديها أحدهم قبل أن يرحل ,, فلا أملك سوى وضعها على قبره !
تأملوا في الناسِ حولكم , من رحل منهم ومن ابتعد , كم من كلمةٍ طيّبةٍ وددتم لو قلتموها له , كم من شعورٍ تركتموه حبيساً في صدوركم دون أن تعبروا لهم عنه , وكم من فعلٍ جميلٍ حرمتموهم منه ..
بعدما يغيّبهم الموت عن حياتنا , ويسرقهم من بين أيدينا , نذرف الدمعَ ونقاسي الألم , ونتمنى لو أننا كنا معهم أطيّب , ولهم أحب , ومنهم أقرب , نتمنى لو قمنا بزيارةٍ قصيرة , أو أهدينا هدية ً بسيطة , أو قلنا كلمة ً جميلة ..
تذكر بأنك راحل , وأن من حولك راحلون لا محالة , فلا تعطهم الشوك في حياتهم , وتضع الزهر على قبورهم بعد رحيلهم ,
وليس الموت وحده , بل قد يقوم مقامه البعاد أو السفر أو الانشغال بالحياة , لن تستطيع حينها أن تتواصل مع من تحب , وستتمنى لو عادت بك الأيام , لتجد الوقت الفسيح , والقدرة الميّسرة للحبِ والعطاء , فلا تؤجل , أو تسوّف كل جميلٍ وخير .
أفكر دوماً بأنني عندما أرحل , لا أريد أن أسبب برحيلي ألماً لأحد , لا أريد أن يتمنى أحدٌ لو اعتذر مني عن خطأٍ بدر منه , أو تقصيرٍ من جانبهِ اتجاهي , ولا أريد أبداً أن يقول أحدهم , ليتني فعلتُ لها كذا , أو قلت لها كذا .
أعطوني أزهاري اليوم , وأعطوا الآخرين أزهارهم , وأعدكم بأنني سأعطي الجميع ازهارهم في حياتهم ما استطعت , وليتمتع كلٌ منا بأزهارهِ في حياته.
فلنعتذر عن أخطائنا , ولنَقـُل مافي قلوبنا ,ولنساعد منهم حولنا , ولنـُقـَبـِل رأس والديّنا , ولنصل أرحامنا وأصحابنا , ولِنـُهدي الجميع , الجميع .. كل الحب والخير والمودة
: )