نشرت في مجلة الوعي الإسلامي، العدد 553، رمضان 1432/أغسطس 2011، صفحة 2011.
قيل قديما "خطأ مشهور، خير من صواب مهجور". وإذا كان المعيار هو الشهرة، ألم يأنِ للصواب أن يكون مشهورا ومعمولا به؟
في هذه الزاوية، نقبض على خطأ لغوي مشهور سوّل له إهمالنا أو جهلنا أن يظهر على اللافتات أو المنتجات أو في وسائل الإعلام. هذا، لننبّه وننوّه ونصحّح، لا لنفضح. ليكون الصواب هو المشهور والمجهور، وليستقيم درب لساننا العربي.
تصوير ونص: حياة الياقوت
أنقذوا خاله!
الخطأ: خالي من الشوائب
الصواب: خالٍ من الشوائب
هذا من الأخطاء الطريفة، إذ أن كتابته هكذا تعني أن خال المنتجين (أخ والدتهم) ذو شوائب. والصحيح هو كتابة "خالٍ" بحذف الياء واستعمال تنوين الكسر عوضا عنها لأنه من الأسماء المنقوصة.
والاسم المنقوص أي اسم في نهايته ياء مكسور ما قبلها، شريطة أن تكون غير مشددة. فـ"محامٍ" و"قاضٍ" من الأسماء المنقوصة، بينما "أمانيّ" و"عربيّ" ليسا كذلك لأن الياء مشدّدة.
وياء الاسم المنقوص تحذف في كل الأحوال ويوضع تنوين كسر بدلا عنها، ويستثنى من هذا حالتان:
1. إذا دخلت أل التعريف على الاسم. فنقول "الراعي" وليس "الراع".
2. في حالة النصب، فنقول رأيت الجانيَ وليس "الجان".
3. في حالة الإضافة، فنقول ساعي البريد وليس "ساع البريد".
هكذا تنبت التنبيهات
الخطأ: تنبية
الصواب: تنبيه
طبعا يمكن أن نجد منفذا لغويا لمن كتب هذا الملصق، وهي بأن نفترض أنه يقصد أن يقول "تنبيت"، فربما كان يريد التكلم عن تنبيت الحبوب مثلا أي إنباتها. لكن وبالنظر على بقية الملصق، نكتشف الحقيقة المؤسفة.
الخلط بين الهاء في نهاية الكلمة والتاء المربوطة شائع بشكل شنيع، ربما أن طريقة التفرقة بينهما سهلة على حد الإبهار. ما عليك إلا أن تحاول وضع تنوين على الكلمة وتنطقها. حرب أن تنوّن "مياه" و"تنبيه" و"وجوه" وستجد نفسك تقول "مياهُن" و"تنبيهُن" و"وجوهُن"! حاول الآن أن تنوّن "نجاة" "مقالة" و"قطة"، وستجد أنها "نجاتُن" و"مقالتُن" و"قطتُن".