إنَّ الدَّارس للتراث العربي، لَيقف متعجبا أمام العبقرية الفذة التي ميزت رجاله، لا نقول هذا لأننا عرب، ولكن الواقع والتاريخ شاهدان على ذلك، ففي هذا المُنجز نجد أمامنا قامات علمية اقتدرت على اختراع علوم بأكملها؛ وحسبنا (الرسالة) التي خطتها يراعة الإمام الشافعي جوابا على رسالة مثلها أرسلها الإمام عبد الرحمن بن مهدي، فكانت لبنة علم أصول التشريع الإسلامي، والباب الخامس من (الموافقات) للعلامة الشاطبي الذي وضع أسس علم مقاصد هذا التشريع، وابن خلدون الذي جاءت مقدمة تاريخه (ديوان العبر) لتؤسس لعلم الاجتماع، وغير ذلك كثير .

 

ومن تلك القامات التي يتوجب الوقوف عندها الخليل بن أحمد الفراهيدي (100هـ - 175هـ) الذي وضع علم العروض، وعلم المعجمية العربية، وهو الأب الروحي لعلم النحو؛ هذا البحر الذي أردنا في هذه العجالة العودة إليه، والتذكير بفضله على الأمة العربية والإسلامية جمعاء فيما يتعلق بجهوده الجليلة في خدمة الشعر العربي، لأنه وضع لها ما يعصم ديوانها من الضياع والتحريف، فحُقَّ له أن يلهج بذكر فضائله الذاكرون ويُعنى بمدارسة تراثه الدارسون .

 

من هو الخليل بن أحمد الفراهيدي ؟ :

 

* هو العلاَّمة المُتفنِّن الحكيم العبقري شيخ النحاة الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم أبو عبد الرحمن الفراهيدي -ويقال: الفرهودي- ، نسبة إلى فراهيد، وهي بطن من قبيلة الأزد العربية. والفرهود: ولد الأسد بلغة أزد شنوءة، والفراهيد: صغار الغنم. يقال أن أباه أول من سمي في الإسلام بأحمد ([3]) .

 

* ولد الخليل بالبصرة على رأس المئة الأولى من الهجرة، وتلقى العلم عن شيوخها اللغويين والمحدثين وغيرهم، ومن أبرز من أخذ عنهم العلم: عيسى بن عمر النحوي وأيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان .

 

* وقد شهد له كل من عرفه بالذكاء الفائق؛ فقال أحمد بن يحيى ثعلب : «الخليل رجل لم يُر مثله»([4]) . وقال أبو بكر الزبيدي: «هو أوحد العصر، وقريع الدهر، وجهبذ الأمة، وأستاذ أهل الفطنة، والذي لم يُر نظيره، ولا عُرف في الدنيا عَديله»([5]). وقال محمد بن سلام الجُمحي: «سمعت مشايخنا يقولون: لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى من الخليل بن أحمد ولا أجمع» . وقال أبو محمد التوجي : «اجتمعنا بمكة أدباء كل أفق، فتذاكرنا أمر العلماء حتى جرى ذكر الخليل، فلم يبق أحد إلا قال: الخليل أذكى العرب، وهو مفتاح العلوم ومُصرِّفها». وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني: «إن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم  العروض، الذي لا عن حكيم أخذه، ولا على مثال تقدَّمه احتذاه . فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة ، لشك فيه بعض الأمم، لصنعته ما لم يصنع أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء «كتاب العين» الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام»([6]) . بل بالغ بعض أهل العلم؛ فقال: إنه لا يجوز على الصراط بعد الأنبياء عليهم الصلاة السلام أحد أدق ذهنا من الخليل ([7]) .

 

* ولما ذاع صيت الخليل ، قصده الطلبة من الآفاق، وحسبك أن أئمة النحو والعربية جلهم من تلاميذه؛ فعنه أخذ سيبويه والنضر بن شميل والأصمعي ومؤرج السدوسي ونصر بن علي الجهضمي وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير وغير واحد من أكابر النحاة واللغويين. وكان يملي على الطلبة من حفظه؛ قيل لسيبويه: هل رأيت مع الخليل كتبا يملي عليك منها؟ قال: لم أجد معه كتبا إلا عشرين رطلا فيها بخط دقيق ما سمعته من لغات العرب، وما سمعت من النحو؛ فأملاه من قلبه ([8]). 

 

* وقد كان الخليل رجلا صالحا عاقلا وقورا كاملا، مُنقطعا إلى العلم ، متقللا من الدنيا جدا، صبورا على خشونة العيش وضيقه، وكان ظريفا حسن الخلق، كثيرا ما يتمثَّل ببيت الأخطل:

 

وإذا افـتـقـرت إلـى الـذخـائر لم تجد


 

ذُخــرا يـكون كـصـالح الأعمال ([9])


 

قال تلميذه النضر بن شميل: «أقام الخليل في خُص - يعني : بيت متواضع - من أخصاص البصرة، لا يقدر على فِلسَين، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال، ولقد سمعته يوما يقول: إني لأغلق علي بابي فما يجاوزُه همي» .

 

* كان الخليل كريم النفس، يتواضع لمن يقصده للتعلم، قال أيوب بن المتوكل: «كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا لم يُره بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد أراه بأنه استفاد منه»([10]) . وكان مع ذلك يجل علمه عن الابتذال، شعاره : العلم يؤتى ولا يأتي. ولقد أرسل إليه أمير البصرة في زمانه سليمان يسأله أن يحضر عنده لتأديب أولاده، فأخرج خبزا يابسا، وقال : ما دام هذا عندي لا حاجة لي فيه !([11]) .

 

* وللخليل كتب ، كلها في التأصيل العلمي والتقرير المنهجي للغة العربية باختلاف فروعها؛ فمن ذلك «كتاب النغم»، و«كتاب العروض»، و«كتاب الشواهد»، و«كتاب النقط والشكل»، و«كتاب العين»، و«كتاب فائت العين»، و«كتاب الإيقاع»، و«كتاب الشواهد»، و«كتاب العوامل»([12]) .

 

* كانت وفاة هذا العالم الكبير بمسقط رأسه البصرة، وكان سبب موته أنه قال: «أريد أن أقرِّب نوعا من الحساب، تمضي به الجارية إلى التاجر، فلا يمكنه ظلمها»، ودخل المسجد وهو يُعمل فكره في ذلك، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره. وقيل: بل كان يُقطِّع بحرا من العروض . واختلف في سنة وفاته؛ فقيل: سنة ثلاثين ومئة، وقيل: ستين، وقيل: بضع وستين، وقيل: سبعين، وقيل: خمس وسبعين ومئة. والأول : خطأ  قطعا، والأقرب أنه في السبعين أو بعدها رحمه الله تعالى، وجزاء عن العلم وأهله خير الجزاء ([13]) . فقد عاش للعلم ومات له، وأفنى فيه عمره.

 

تقنين الشعر العربي (علم العروض) :

 

علم العروض :

 

* يعد الخليل يُنْبوع علم العروض، والذي هو : ميزان شعر العرب، فيه يبحث عن المركبات الموزونة من حيثُ وزنها. وهذا العلم لو نطق لقال : أنا معيار القريض وميزانه، وعلي تبنى قواعده وأركانه، لم يزل الشعر في علو رتبته بفضلي معترفا، ومن بحوري مغترفا ، ولحقي متحقِّقا ، وبأسبابي متعلقا، فأبياته بميزاني محررة، وأجزاؤه بقسطاس تفاعيلي مقدرة، وبفواصلي متصلة، وبأوتادي مرتبطة غير منفصلة ([15]) .

 

فالخليل -بالإجماع - هو الذي استنبط هذا العلم وأبان عن علله، وأخرجه إلى الوجود وحصَّن به أشعار العرب، وحصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرا . قال أبو الطيب : «وأحدث أنواعا من الشعر ليست من أوزان العرب»([17]) . ولفظة (العَرُوض) مؤنثة، لا تجمع لأنها اسم جنس؛ وسمي بها العِلم لأنه يُعارض بها، والعروض أيضا اسم الجزء الذي في آخر النصف الأول من البيت، ويجمع على أعَارِيضَ وأعَارِضَ ([16]) .

 

مناسبة اختراع علم العروض :

 

(العروض) لغةً ، يُطلق على معان ؛ منها : المكان الذي يعارضك إذا سرت، وفي المثل : فلان رَكوض بلا عَروض أي بلا حاجة عَرضت له . ومنها : الناحية؛ يقال: أخذ فلان في عروض ما تعجبني، أي في طريق . والعروض مكة والمدينة واليمن وما حولها، لاعتراضها بين الحجاز والبحرين. والعروض من الإبل الذي يأخذ يمينا وشمالا ([14]) .

 

والمُناسبة بين هذه المعاني اللغوية وبين جعل هذه اللفظة علَما على هذا العلم كون : الخليل - فيما نُقل- دعا بمكة أن يُرزق علما، لم يسبقه أحد إليه، ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجه، ففُتح عليه بعلم العروض ([18]) . وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني : «وإنما اخترعه من مَمر له بالصَّفَّارين من وَقع مِطرقة على طست؛ ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حِليتهما، أو يفيدان غير جوهرهما»([19]) . يعني : أن غيره لم يكن ليربط البعد الإيقاعي في الشعر بنظيره الناجم عن وقع المطرقة على النحاس .

 

وإنما أهَّل الخليل لابتكار هذا العلم - بعد توفيق الله تعالى – أمران :

 

- أحدهما: الذهنية الرياضية التي كان يتمتع بها ، حيث أنه كان غاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس. وقد تجلى ذلك في (فكرة الدوائر العروضية)؛ يقول عبد الواحد بن علي في ترجمة الخليل من كتابه «مراتب النحويين»: «...ثم ألف على مذهب الاختراع وسبيل الإبداع كتابي «الفرش» و«المثال» في العروض، فحصر بذلك جميع أوزان الشعر، وضم كل شيء منه إلى حيزه، وألحقه بشكله، وأقام ذلك عن دوائر أعجزت الأذهان، وبهرت الفطن وغمرت الألباب»([21]) . والدائرة العروضية ؛ هي سلسلة التفعيلات التي ينتجها التبديل الدوراني ، لسلسة تفعيلية مركبة من الأسباب والأوتاد. وقد تُكون هذه التفعيلات الناتجة بحورا، لم تستعملها العرب ، فتعرف بأنها بحور مهملة ، وهذا هو السبب في إلحاق الخَبب ببقية البحور ، حيث أهمله الخليل ، ووقف له الأخفش على شواهد ([22]) .

 

- والآخر: معرفته بالإيقاع والنغم، ولا أدَلَّ على ذلك من كتاب الموسيقى، الذي جمع فيه أصناف النغم، وحصر به أنواع اللحون، وحدد ذلك كله ولخصه، وذكر مبالغ أقسامه ونهايات أعداده . وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض، لتقاربهما في المأخذ، ذلك أن أهل العروض مجمعون على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع، إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم، وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعة ([20]) .

 

* اعتمد الخليل في تقطيع الشعر على ما يقع في السمع دون المعنى، إذ المعتد به في صنعة العروض إنما هو اللفظ؛ لأنهم يريدون به عدد الحروف التي يقوم بها الوزن متحركا وساكنا، فيكتبون التنوين نونا، ولا يراعون حذفها في الوقف، ويكتبون الحرف المدغم بحرفين، ويحذفون اللام وغيره مما يدغم في الحرف، الذي بعده كالرحمن والذاهب والضارب، ويعتمدون في الحروف على أجزاء التفعيل، فقدتتقطع الكلمة بحسب ما يقع من تبيين الأجزاء ؛ كما في قول الشاعر :

 

ستُـبـدي لـك الأيـام مـا كنت جاهلا


 

ويـأتـيـك بـالأخـبــار مـن لـم تزود


 

فيكتبونه على هذه الصورة : ستبدي لكالأييا مماكن تجاهلن ويأتي كبالأخبار ملم تزودي ([23]) .

 

ويقال : إن الخليل كان له ولد متخلف، فدخل على أبيه يوما فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض فخرج إلى الناس، وقال  إن أبي قد جُنَّ ! فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه ؛ فقال مخاطبا له :

 

لـو كـنـت تـعـلـم مـا أقول عذرتني


 

أو كـنـت تـعـلـم مـا تـقول عذلتكا


لـكـن جـهـلـت مـقـالتـي فعـذلتني


 

وعـلـمـت أنـك جـاهــل فـعذرتكا


 

   ويُحكى عنه أنه قال : «كان يتردد إليَّ شخص يتعلم العروض، وهو بعيد الفهم، فأقام مدة ولم يَعلَق على خاطره شيء منه؛ فقلت له يوما : قطع هذا البيت :

 

إذا لـم تـسـتـطـع شيئـا فـدعـه


 

وجـاوزه إلـى مـا تـسـتـطـيــع


 

فشرع معي في تقطيعه على قدر معرفته، ثم نهض ، ولم يعد يجيء إلي ! فعجبت من فطنته لما قصدته في البيت ، مع بُعد فهمه»([24]) .

 

العروض بين القبول والرفض :

 

* لما أرسى الخليل قواعد العروض ، تدفق عليه الراغبون في تعلمه ، وكان من أول من جاءه يحيى بن المبارك اليزيدي ([25])، ثم كَثُر الطلبة، وتنافس الراغبون في إتقان هذه الصنعة الجديدة .

 

وككُل جديد ، لم يكن علم العروض لِيَسلم من الاعتراض ؛ فانتقده طائفة من الشعراء والعلماء، وردوا على مخترعه؛ ومن هؤلاء : برزخ الكوفي العروضي صاحب الكتب العديدة في العروض، والتي منها : كتاب «النقض على الخليل وتغليطه في كتاب العروض»، وكذلك علي بن هارون بن يَحين صاحب كتاب «الرد على الخليل في العروض»، وللمفضل بن سلمة بن عاصم كتاب «الرد على الخليل» ، وللمفضل بن محمد «كتاب العروض»، رد فيه على الخليل ([27]).

 

وربما تمرد بعض الشعراء على العروض؛ كما فعل أبو العتاهية الذي له أوزان لا تدخل في العروض، فسئل هل تعرف العروض؟ فقال : «أنا أكبر من العروض !». وكذا رزين بن زند العروضي ، سمي بذلك لأن كثيرا من شعره يخرج عن العروض ([29]) . وهذا الشاعر الكبير الحسين بن الحجاج البغدادي -والذي يقال : أنه في درجة امرئ القيس- يقول :

 

مـسـتـفـعـلـن فـاعـلـن فـعـول


 

مـسـائـل كـلـهــا فـضـــــــولُ


قـد كـان شـعـر الورى صحيحـا


 

مـن قـبـل أن يُـخـلـق الـخلـيلُ


 

لكن الغالبية العظمى أذعنت للخليل، وسارت على طريقته ، وردت على منتقديه ؛ ومن هؤلاء : أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش، وصالح بن إسحاق الجرمي، وأبو عثمان المازني، ومحمد بن يزيد المبرد، وإبراهيم بن محمد الزجاج، وعبد الله بن جعفر بن دُرُستويه، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي، ويونس بن محمد الوَفراوَندي، وغيرهم كثير ([26]) .

 

وربما وُجد في هؤلاء من جدَّد في هذا العلم أشياء، كمثل الناشئ الأكبر أبي العباس عبد الله بن محمد . قال ابن النديم: «وكان متبحرا في عدة علوم من جملتها علم المنطق، وكان بقوة علم الكلام قد نقض علل النحاة، وأدخل على قواعد العروض شُبَها ومثلها بغير أمثلة الخليل ؛ وكل ذلك بحذقه وقوة فطنته»([28]) .

 

* فمع أنه لا يُمنع نبوغ بعض من لم يدرس علم العروض في الشعر ؛ من أمثال : صدقة بن علي الرَّبعي؛ كان كيسا فظنا ذكيا جيد النظم، وكان يقول : «لا أحفظ لشاعر شيئا، ولم أقرأ العروض قط، وقلت الشعر وأنا ابن خمس عشرة سنة»([34]) . ذلك لأنه لا حاكم في صناعة الشعر إلا استقامة الطبع وسلامة الذوق، فالذوق إن كان فطريا سليقيا فذاك، وإلا احتيج في اكتسابه إلى طول خدمة هذا الفن، ولو نظم الشاعر بتقطيع الأفاعيل لجاء شعره متكلَّفا غير مرضي، وإنما أريد للشاعر معرفة العروض لأن الذوق قد ينبو، ولأن العهد بالعرب قد بعد ، ووجد ما يفسد الذوق، فيحتاج إلى معرفة مصطلح أهل العروض كالوتد والسبب والفاصلة والعروض والضرب، وأسماء البحور من الطويل والمديد والبسيط وأخواتها، وألقاب الزحاف كالخبن والخبل والقبض وغيرها، ليُدخلها تضاعيف كلامه عند احتياجه إليها، حتى يحفظ للشعر نكهته العربية، ويصونه عن اللوثة الأعجمية ([33]).

 

ومن لطائف ما يُذكر في هذا المقام : أن الوزير المعتمد بن عباد مدحه عبد الجليل بن وهبون المرسي بقصيدة فيها تسعون بيتا، فأجازه بتسعين دينارا، فيها دينار مقروض؛ فلم يعرف العلة في ذلك إلى أن تأملها، وإذا هو قد خرج من العروض الطويل في بيت إلى العروض الكامل ! ([30]) .

 

ولأجل ذلك اعتنى العلماء بالعروض شرحا وتصحيحا وتنقيحا، وكتبوا فيها الكتب ونظموا المتون العلمية . فمن أشهر المتون:  «المقصد الجليل في علم الخليل»لأبى عمرو عثمان بن عمر المالكي المعروف بابن الحاجب، وعليها شروح عديدة، و«الأبيات الوافية في علم القافية» لأبي حيان محمد بن يوسف النحوي ، و«هداية الضليل إلى علم الخليل» للآثاري ([31]) . ومن الكتب : «الجوهر المنضد في علم الخليل بن أحمد» لعبد الوهاب بن أحمد الدمشقي ، و«عروق الذهب من أشعار العرب» لفضل بن إسماعيل الجرجاني، و«العروض البارع بالاختصار والجامع» لعلي بن جعفر ابن القطاع ([32]).

 

فرحم الله أئمة الإسلام الأعلام، وجزى الله أساطين العرب منهم على ما قدَّموه، فقد ظن الكثيرون غالطين أو مغالطين أن فضل العرب على العلم لا يكاد يُذكر، وذلك جهل مركب، وقلة دراية بتراجم القوم وأنسابهم؛ ذلك أن كثيرا منهم نزل بلاد العجم، وهو عربي صليبة .

 


 

قائمة المصادر والمراجع :

 

01- «أبجد العلوم» ، صديق بن حسن القنوجي. دار الكتب العلمية. بيروت . د-ط. 1978. تحقيق: عبد الجبار زكار .

 

02- «البداية والنهاية» ، إسماعيل بن عمر الدمشقي . مكتبة المعارف. بيروت. د-ط .د-ت.

 

03- «تاريخ بغداد» ، الخطيب البغدادي. دار الكتب العلمية. بيروت. د-ط .

 

04- «سير أعلام النبلاء» ، محمد بن أحمد الذهبي . مؤسسـة الرسالـة. سوريا. ط9. 1997. تحقيق : شعيب الأرناؤوط ومحمد العرقسوسي .

 

05- «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» ، عبد الحي بن أحمد الدمشقي . دار الكتب العلمية . بيروت . د-ط .د-ت.

 

06- «الفهرست»، محمد بن إسحق النديم. دار المعرفة. بيروت. ط1. 1978.

 

07- «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» ، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني. دار الكتب العلمية. بيروت. ط1. 1993. تحقيق : إبراهيم الزيبق .

 

08- «لسان العرب» ، محمد بن مكرم ابن منظور. دار صادر. بيروت. ط1. 1993. تحقيق : إبراهيم الزيبق .

 

09- «المزهر في علوم العربية وآدابها» ، عبد الرحمن بن محمد . دار القلم. بيروت ط5. تحقيق : محمود يوسف زايد .

 

10- «المنتظم» ، عبد الحمن بن علي ابن الجوزي . دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الأولى. 1997. تحقيق : محمد ومصطفى عطا .

 

11- «وفيات الأعيان» ، أحمد بن محمد ابن خلكان . دار الثقافة. بيروت. ط1. 1967. تحقيق : إحسان عباس.

 

الإحالات : 

 

([1]) راجع : «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك» (ج1ص10) ، ابن هشام .

 

([2]) راجع : «أبجد العلوم» (ج1ص291) ، القنوجي .

 

([3]) راجع : «الفهرست» (ج1ص63) ، ابن النديم ، «طبقات فحول الشعراء» (ج1ص22) . «سير أعلام النبلاء» (ج7ص429) ، الذهبي .

 

([4]) راجع : «البداية والنهاية» (ج10ص161) ، ابن كثير .

 

([5]) راجع : «المزهر في علوم العربية» (ج1ص64) ، السيوطي ، و«وفيات الأعيان» (ج2ص244)، ابن خلكان ، و«تهذيب التهذيب» (ج3ص141) ، ابن حجر .

 

([6]) راجع : «وفيات الأعيان» (ج2ص245) ، ابن خلكان .

 

([7]) راجع : «المزهر في علوم العربية» (ج2ص344) ، السيوطي .

 

([8]) راجع : راجع : «وفيات الأعيان» (ج2ص248)، ابن خلكان ، و«سير أعلام النبلاء» (ج7ص430) ، الذهبي .

 

([9]) راجع : «البداية والنهاية» (ج10ص161) ، ابن كثير . ([10]) راجع : «سير أعلام النبلاء» (ج7ص431) ، الذهبي .

 

([11]) «وفيات الأعيان» (ج2ص246) ، ابن خلكان .

 

([12]) راجع : «الفهرست» (ج1ص64)، ابن النديم ، و«وفيات الأعيان» (ج2ص246)، ابن خلكان.

 

([13]) راجع : «تاريخ بغداد» (ج12ص219) ، الخطيب البغدادي ، و«وفيات الأعيان» (ج3ص470) ، ابن خلكان . و«المنتظم» (ج12ص93) ، ابن الجوزي . و«سير أعلام النبلاء» (ج7ص430)، الذهبي . و«البداية والنهاية» (ج11ص19) ، ابن كثير . و«شذرات الذهب » (ج1ص121) ، ابن العماد الحنبلي .

 

([14]) راجع : «الغريب» (ج1ص587) ، ابن قتيبة ، و«لسان العرب» (ج7ص173) ابن منظور .«النهاية في غريب الحديث» (ج3ص214)، ابن الأثير، و«صبح الأعشى» (ج5ص55) ، القلقشندي.

 

([15]) راجع : «صبح الأعشى» (ج14ص242) ، القلقشندي .

 

([16]) راجع : «مختار الصحاح» (ص178) ، الجوهري .

 

([17]) راجع : «الفائق» (ج2ص57) ، الزمخشري . و«وفيات الأعيان» (ج2ص244) ، ابن خلكان . و«طبقات فحول الشعراء» (ج1ص22) ، ابن سلام . و«المزهر» (ج2ص344) ، السيوطي .

 

([18]) راجع : «المزهر» (ج1ص64) ، السيوطي .«وفيات الأعيان» (ج2ص245) ، ابن خلكان ، و«سير أعلام النبلاء» (ج7ص430)  الذهبي .

 

([19]) راجع : «وفيات الأعيان» (ج2ص245)، ابن خلكان . «سير أعلام النبلاء» (ج7ص431)، الذهبي .

 

([20]) راجع : «المزهر» (ج2ص399) ، السيوطي . «وفيات الأعيان» (ج2ص244) ، ابن خلكان.

 

([21]) «المزهر» (ج1ص64) ، السيوطي .

 

([22]) راجع : «أوزان الشعر» (ص17) ، مصطفى حركات .

 

([23]) راجع : «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» (ج3ص168) ، القلقشندي .

 

([24]) راجع : «وفيات الأعيان» (ج2ص247) ، ابن خلكان .

 

([25]) راجع : «تاريخ بغداد» (ج14ص146) ، الخطيب البغدادي.

 

([26]) راجع : «الفهرست» (ج1ص77،84،87،90،93،122،128) ، ابن النديم . «تاريخ بغداد» (ج7ص93) ، الخطيب البغدادي .

 

([27]) راجع : «الفهرست» (ج1ص102،107،109،206) ، ابن النديم . و«وفيات الأعيان» (ج3ص376) ، ابن خلكان .

 

([28]) راجع : «وفيات الأعيان» (ج3ص91) ، ابن خلكان .

 

([29]) راجع : «تاريخ بغداد» (ج8ص436) ، الخطيب البغدادي .

 

([30]) راجع : «معجم السفر» (ج1ص29) .

 

([31]) راجع : «كشف الظنون» (ج1ص830؛ج2ص1134) ، مصطفى القسطنطيني .

 

([32]) راجع : المصدر المتقدم .

 

([33]) راجع : «المثل السائر» (ج1ص47) ، ابن الأثير . «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» (ج1ص345) ، القلقشندي .

 

([34]) راجع : «معجم السفر» (ج1ص121) .

 

                                                                   التدقيق اللغوي: لجين قطب.      

 

 

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية