ما أرانا نقول إلا مُعَارا *** أو مُعَادا من لفظنا مَكْرُورا
(زهير بن أبي سُلمى)
بين التنَاص والتلاص مزالق كثيرة.وإن كنتم تتساءلون عن معنى التناص، فمثالٌ عليه الجملة الأولى في هذه المقالة، ففيها تناص مع المثل القائل "بين الشفة والكأس مزالق كثيرة". فالتناص نوع من أنواع إعادة الاستعمال غير المباشرة، هو اقتباس لروح الفكرة، وإعادة صياغته في سياق آخر قد يكون مختلفا تماما. وأعلم أن هذه المصطلحات النقدية ثقيلة على القلب وعلى العقل، لكن "لا بد مما ليس منه بد". مهلا، هل وضعت لتوّي عبارة "لا بد مما ليس منه بد" بين علامتي تنصيص؟ أجل، هذا اقتباس مباشر، أو استشهاد. وبين العوالم الثلاثة (عالم الاقتباس المباشر، وعالم التناص، وعالم التلاص)، مزالق، ودروب لحِجَة، وعراكات نقدية كثيرة!
* * * * *
بداية، علينا أن نفهم الفرق بين السرقة الأدبية أو (ما يسميه البعض بـ"التلاص")، وبين التناص. فالأول إثم بشع، والثاني استلهام طيب. فلو قلّد أحدهم عظيما واتخذه قدوة لما غضب المقلد، بل غالب الظن أنه سيبتهج بذلك. أما لو انتحل أحد شخصيته، فإن سيستشيط غضبا، وعقابا! الاستلهام أو اتخاذ احدهم قدوة من الصعب اكتشافه، إلا إذا اعترف به صاحبه، أو اكتشفه أحد الراسخين في العلم! بينما الانتحال واضح وصريح ويعاقب عليه القانون. وعلى هذا قيسوا الفرق بين السرقة الأدبية/الانتحال الأدبي/التلاص، وبين التناص.
* * * * *
هنا، أتذكر ابن مالك صاحب الألفية الشهيرة، فقد كتبها مستلهما ومتأثرا بابن معطي الذي ألف قبل ذلك ألفية في النحو. وكان من أمانة ابن مالك ونبله أن أشار إلى ذلك في الألفية:
وتَقْتَضِـي رِضًـى بغيـرِ سُخْـطِ *** فـائِــقَــةً ألْـفِــيَّــةَ ابْــــــنِ مُــعْــطِــي
وهــوَ بِـسَـبْـقٍ حَـائِــزٌ تَفْـضِـيـلَا *** مسـتـوْجِـبٌ ثَـنَـائِــيَ الْـجَـمِـيـلَا
والـلَّـهُ يَقْـضِـي بِهِـبـاتٍ وَافِـــرَةْ *** لِي ولَـهُ فـــي دَرجـــاتِ الآخِـــرَةْ
فطارت شهرتها في الآفاق وصارت مرجعا، وتفوق التلميذ على الأستاذ. والمحرك وراء ذلك هو توقد رغبة ابن مالك أن يكتب شيئا يضاهي ألفية ابن معطي ويتفوق عليها، وهذا مشروع بل محمود.
ألم يستلهم "دانييل ديفو" قصته الشهيرة "روبنسون كروزو" من "حي بن يقظان" لابن طفيل؟ ألم يستلهم دانتي "الكوميديا الإلهية" من "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؟ رغم أنهما لم يصرحا بذلك، لكن يمكن للعين النافذة والناقدة أن تستنتج ذلك. لكن هذا لا يعني أن قصة روبنسون كروزو هي نسخة معدلة عن قصة حي بن يقظان، بل الفروقات شاسعة، لكن الروح العامة المتعلقة بضياع إنسان في مكان مجهول، وإعادة اكتشاف النفس (كما في قصة حي بن يقظان)، أو إعادة اكتشاف الطبيعة وقدرات الإنسان (كما في قصة روبنسون كروزو) هي العامل المشترك الذي يربط العملين.
كل هذه الاستلهامات جائزة ولا تعيب فاعليها بل تقع في نطاق التناص، وهي تختلف حتما عن السرقة أو السطو الأدبي. هلموا الآن نتصفح التاريخ الأدبي، ونقف على أمثلة تعرفنا أكثر على التناص والتلاص.
* * * * *
توارد الخواطر ووقوع الحافر على الحافر
علينا أن ندرك ونقر بأنه كثيرا ما تتوارد الخواطر، فالأفكار كائنات زئبقية قفّازة تسكن الريح ولا تعرف الاستقرار في التربة. وكثيرا ما "يقع الحافر على الحافر" دون قصد، وهذا تعبير استخدمه الاقدمون لوصف حالات التطابق.
في معلقة طرفة بن العبد نجده يقول:
وقوفا بها صحبي علي مطيهم * يقولون لا تهلك أسى وتجلدِ
في حين نجد امرأ القيس في معلقته يقول:
وقوفا بها صحبي علي مطيهم * يقولون لا تهلك أسى وتجملِ
التشابه مخيف جدا! من سبق من؟ ومن أخذ ممن؟ البحث في تاريخ كتابة كل منهما لمعلقته، ومحاولة اتهام أحدهما غير مجد، إذ لعل الابيات لم تكن كذلك، بل حرفت على مدى سنوات من النقل الشفوي لها جيلا بعد جيل، وتداخل بيت شاعر مع شاعر آخر. أو لعل كليهما تأثر بمثل سائد أنذالك أو بمقولة أو ربما بيت شعر مغمور. من يدري! لكن الثابت أن وقوع الحافر على الحافر أمر وارد، ومنذ أيام الجاهلية، بل منذ وجد الإنسان، ذلك الكائن الذي يتأثر، ويؤثر. وهذا المثال لا يمكننا أن نصنفه تحت بند التناص أبدا، فهذا نقل حرفي، لم يتغير فيه سوى آخر حرفين. نحن هنا إزاء حالة –إذا استنفدنا السبعين عذرا- من حالات السرقة الأدبية.
ملكية اللفظ أم الفكرة؟
الآن، فلنتأمل قول القيسين:
واني لأهوى النوم في غير حينه *** لعل لقاءً في المنام يكون (قيس بن ذريح)
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ *** لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا (قيس بن الملوّح)
الفكرة جديدة وجبارة، فلطالما ارتبط الحب بالسهر والأرق، لكنّ الشاعرين هنا يربطانه بالنوم، أو بالتناوم بمعنى أدق أملا للقاء في عالم المنام! هنا نجد أن المعنى واحد، لكن اللفظ مختلف. لقد وقع الحافر على الحافر لكن من حيث الفكرة لا من حيث اللفظ كما في المثال السابق. هنا أيضا وقع الحافر على الحافر. ويبدو أن قدوم شاعر ما بمعنى جديد ومغاير، يشجع الآخرين على الاستيلاء عليه. المعنى طريف وأصيل، ولا نعرف من أول من جاء به، لكن نعرف أن النجاح له ألف أب، أو مدعٍ للأبوة!
* * * * *
كان "سلم الخاسر" تلميذا لبشار بن برد. وقال بشار ذات يوما بيتا جميل المعنى، ثقيل المبنى:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته * وفاز بالطيبات الفاتكاللهجُ
ما أجمل هذا البيت، ما أجمله لمن فهمه وفهمه عسير! وما حدث أن سلما الخاسر-شعوريا أو لا شعوريا- كتب بيتا شهيرا صار شطره الأول مثلا نضربه اليوم وهو:
من راقب الناس مات هما * وفاز باللذة الجسورُ
المعنى واحد، لكن بين سلم الخاسر سهل الفهم وواضح المعنى، في حين أن بين شار ثقيل التكوين، وفيه كلمات غريبة. ويقال أن بشارا غضب من سلم لفعله هذا وضربه حتى اعتذر له ووعد بألا يعود إلى ذلك.
هل يحق لبشار أن يغضب وقد أخذ سلم فكرته وألبسها لباسا جديدا، فكسد بيته وراج بيت سلم؟ يحق له أن يعاتب لا أن يعاقب. فالأفكار مشاع للجميع، لكن صياغة فكرة ما بلفظ ما يجعلها (اللفظة لا الفكرة) ملكا لصاحبها. ومن مقارنة البيتين نجد أن سلما ابتلع نصف البيت من بشار، فقد كررت عبارته "من راقب الناس" و"وفاز"، إذ فلنقل أنها حالة قتل شبه عمد، تجب فيها الدية ولا يجب فيها الحد!
الطريف في الموضوع أن بشار بن برد فعل مثل هذا يوما، فقد أخذ بيت جرير الشهير:
إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
أخذ هذا البيت وبدأ به قصيدة له، هذه القصيدة شاع شطر أحد أبياتها وصار مثلا حتى يومنا هذا:
يا قومي أذني لبعض الحي عاشقة *** والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وها هي الدائرة تدور عليه! فكما سرق بيتا كاملا لجرير، جاء تلميذه محورا فكرته وواضع إياها في قالب آخر. فلم الغضب يا بشار؟ "لا تنه الناس عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم"!
* * * * *
ماذا نقول في هذا كله؟ هل يجوز لأحد ابتكر صور بلاغية، أو سطّر موقفا شعوريا أن يحكره على نفسه، وأن يغضب ممن يطرح الفكرة ذاتها بثياب جديدة؟ هل يوجد شيء من نوع "ملكية الفكرة" في عالم الأدب كما في عالم العلم وبراءات الاختراع، أو عالم الأعمال والعلامات التجارية المسجلة؟ هل يحق لأديب أن يسجل براءة اختراع لفكرة طرحها؟ اللهم لا! ملكية الأديب تعود للفظ لا للفكرة. وأعلم أن هذا مؤسف جدا، ولكن أعلم أن أكثر من يتمسك بذلك هم الأدباء المبتدئون المعتزون بكل فكرة يأتون بها. وحينما يكبرون، سيعلمون أن النتاج الأدبي إرث إنساني يكرر نفسه من حيث لا يعلمون. سيعلمون حينما يأتون بفكرة، ويحرزونها في مكان أمين، ويترددون في نشرها لعظمتها وفرادتها، فيوفرونها بانتظار اللحظة اللامعة المناسبة. ثم يصدمون بأن هذه الفكرة، طرحها أحدهم قبل عشرين سنة!
وأنا هنا لا أشرعن لسرقة أفكار الآخرين، بل أحاول تبيان كم هو من الصعب أن يدعي أحد أنه أو من جاء بهذه الفكرة الأدبية، وأول من فكر بهذا التركيب. ألاحظ في الكتابات الأدبية الحديثة استعمال الفعل يؤثث استعمالا مجازيا، مثلا كأن نقول: "جاء الخبر ليؤثث أيامي بالفرحة" أو "مجرد وجوده كان كفيلا بأن يؤثث قلوبهم بالخوف". جميل هذا الاستعمال، لكن من أين جاء بالضبط ومتى؟ أقدم ما أمكنني الوصول إليه هو أني وجدته في رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي. حسن، لغة أحلام رائعة، وقد تكون هي فعلا أول من استخدم هذا الفعل هذا الاستخدام المجازي. لكن هل يجوز لها مثلا أن تسجل هذا الاستخدام باسمها، فيكون ملكية فكرية خاصة بها؟ كلا! يمكن أن نحفظ الجمل التي ورد فيها هذا الفعل في روايتها، وأن نحاسب من ينقلها حرفيا، لكن لا يمكن أن نشنع على من يستخدم الفعل استخداما مجازيا في سياقات أُخًر، وإلا لصرنا إزاء حالة من الحجر الإبداعي البغيض. وكذلك الأمر فكرة بيت القيسين، فلو جاء أديب وقال: "وصار يلاحق النوم في غير أواناته، على أمل، على طمع، على جشع، بأن يلقاها في عالم الرؤى". فهل يمكن أن نؤنب من قال هذه الكلمات على اعتباره سرقها من أحد القيسين؟ طبعا لا. ويقال أن توفيق الحكيم قال يوما: "لا ملكية للأفكار، ولكن الملكية للنصوص"، وقد صدق وبرر.
لكن علينا أن نفطن إلى أمر هام، وهو أن الإغراق في التقاطع بين الأفكار (ولو بألفاظ مختلفة) أمر مريب. وكلما زاد التقاطع، كلما زاد الاقتراب من التلاص.
* * * * *
علامتا التصيص: اختراع عظيم
يقول قائل أن نقل بشار بن برد لبيت جرير كاملا كما هو (وكان الشاعران في عصر واحد) هو نوع من أنواع الاقتباس. ولو كان في أيامها علامات تنصيص، لحصحصت براءة بشار. وعلامات التنصيص تحل مشكلة كبيرة، فهي من ناحية تبر ذمة الناقل، ومن ناحية أخرى تلفت النظر إلى مصدر العبارة وهذا مفيد خاصة في حالة التضمين التي تكون فيها أجزاء معينة مقتبسة.
وخير مثال هو هذين البيتين لعمر بن الوردي:
اعـتـبـر نـحــن قسـمـنـا بيـنـهـم * تـلـقـهُ حــقــاً وبـالـحــق نــــزلْ
وإذا قرأنا البيت مع علامات التنصيص:
اعـتـبـر {نـحــن قسـمـنـا بيـنـهـم} تـلـقـهُ حــقــاً {وبـالـحــق نــــزلْ}
فقد أخذ بن الوردي أجزاء من آيتين من القرآن الكريم وضمنهما البيت، ولعل البيت صار أوضح معنى حينما وضعنا الأجزاء المنقولة بين علامتي تنصيص.
ونجده في موضع آخر أخذ حديثا للنبي عليه الصلاة والسلام، وعدله في حرف فيه للضرورة الشعرية:
غِــبْ وزُرْ غِـبَّـاَ تــزِدْ حُـبَّـاً فـمــنْ * أكـثــرَ الــتَّــردادَ أقــصــاهُ الـمَـلَــلْ
والحديث هو "زر غبا، تزدد حبا". ونجد أن وضع الحديث بين علامتي تنصيص له أثر كبير، فهو من ناحية يحفظ الحديث الشرف من الاختلاط بالبيت، وقد لا يحسبه البعض من قول الشاعر حينما يسمعونه في سيق آخر، لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم. شكرا لمن اخترع علامتي التنصيص، وشكرا لكل من يصر على استخدامها.
* * * * *
الجذور
وحتى لا يظن أحد أن العرب هم المنكودين وحدهم بذلك، نجد في الأدب العالمي أمورا مثل هذا؛ رواية "الجذور" "Roots" الشهيرة للكاتب "ألكس هيلي" التي تحولت إلى مسلسل ذائع الصيت في السبعينيات. المؤلف بنى الرواية بشكل على رواية "الأفريقي" The African"" للكاتب "هارولد كورلاندر". لكن هذا البناء لم يكن مجرد استلهام، بل انطوى على نقل صفحات من رواية "الإفريقي". وقد أدانت المحكمة "هيلي" بتهمة الانتحال الأدبي، وصار الطرفان في النهاية إلى تسوية مادية وإلى اعتراف اعتذاري من "هيلي" لأن "مواد متعددة من رواية 'الأفريقي 'لهارولد كورلاندر وجدت طريقها إلى كتابه الجذور"! . وماذا حدث؟ من نال الشهرة هو "ألكس هيلي" رغم فعلته الشنيعة!
* * * * *
الغرباء
هل تذكرون مسلسل الغرباء (كامل الأوصاف)؟ هل تذكرون الحلقة التي يدخل فيها "حسام" قصر كامل الأوصاف متنكرا بزي صياد فقير، فيهفو قلب زوجة كامل الأوصاف (زليخة) للطفل، وتقرر مع زوجها استبقاءه، عاملا في القصر، وربما ابنا؟ هل شعرتم بشيء مألوف في تلك الحلقة؟ نعم، نعم، أحسنتم، المشهد يذكركم بسورة يوسف، مع الفارق. وهذا تناص ممتاز من الكاتب الرائع طارق عثمان، رحمه الله. يمكنكم الآن التمعن في المشهد، ومقارنته بموقف العزيز وزوجته مع يوسف، وإحصاء التشابهات، والفروقات، وهذا تمرين أدبي-فني-عقلي جميل. وهذا مثال جميل على التناص. الكاتب هنا لم يسرق هذا المشهد من قصة سيدنا يوسف، بل "تناصَ" معه، فتداخلت أجزاء من القصة بالمشهد، تجتمع في أشياء، وتفترق في أخرى، وتظل الروح العامة ترفرف لتذكرنا، ولتحثنا على التفكير في مقاصد الكاتب. وهذا –لعَمري- هو جمال التناص، وهذا هو غرضه. وأجمل أنواع التناص هو التناص مع عمل مألوف في الذاكرة الجمعية أو التراث، بحيث يمكن للقارئ أو المشاهد الربط بين الأمرين. وفي حال كان العمل المتناص معه غير مألوف، فأنا من المشجعين إلى الإشارة إلى ذلك، فهذا أأمن وأجمل.
وعلي الإشارة هنا إلى أمر مهم، وهو أن اقتباس بعض الأعمال العالمية مع تعديلات عليها لتناسب الذوق المحلي ليس تناصا، بل يجب الإشارة إلى العمل الأصلي، وإلا لكنا أمام حالة من التلاص البين. فهذه التعديلات وجدت لتسوغ العمل لثقافة المتلقي، لكن العمل مبني على عمل آخر بشكل هيكلي والمسالة ليست مجرد استلهام عام لروح العمل، بل هي اقتباس مع بعض المكياج المحلي الصنع! ونجد مثلا فيلم "الغريب" يشير إلى أنه من سيناريو وحوار حسين حلمي (عن قصة :مرتفعات ويذيرنغ")، وهذه الإشارة تحفظ كرامة العمل الفني المقتبِس، وحتى لو لم يكن للجمهور اطلاع على العمل الأصلي المقتبس منه، تظل هذه الإشارة دليل ثقة ومهنية. وكم هو مؤسف أن نجد أعمال عربية مقتبسة من أعمال أدبية أو فنية من ثقافات أخرى، وتستكثر سطر تشير فيه إلى العمل الأصلي.
* * * * *
إذا، ماذا نقول في نهاية هذا الخضم؟ اللجة عميقة وما تزال، والتناص تقنية أدبية وفنية رائعة، لكن تظل أمانة الكاتب ومهنيته وشعوره بالمسؤولية هي ما يصنع ذلك الخيط الرفيع والحيوي بين التناص الرائع والتلاص المريع.