في اليوم العالمي للغة العربية 2019، الذي يحمل محور الاحتفاء به شعار (اللغة العربية والذكاء الاصطناعي) نهدف إلى تعزيز واقع اللغة العربية وحضور علومها بقوة خلافا للصورة السائدة بعرض هذه مقترحات التي جُمعت من تقصي ومتابعة الندوات والمحاضرات التي تداعى لها المختصون والمهتمون والمحبون للغة العربية؛ لدعم انتشار اللغة العربية عن طريق الذكاء الاصطناعي؛ الذي يهتم بالعمليات الإدراكية؛ كالاستجابة والتفاعل، وهذه الأفكار ستعرض تباعا مذيلة بالتوضيح للواقع تارة، ولمجال التطوير تارة أخرى.
1ـ(التصحيح الكتابي)
تطوير برامج التصحيح التلقائي للكتابة بضخّ مواد عربية صحيحة ورفعه إلى مستوى التصحيح الأسلوبي لضمان سلامة التراكيب العربية مثل الكتابة الإملائية
ومحاكاة هذا التصحيح الإملائي ببرنامج تفاعلي يصحح طريقة رسم الحروف العربية؛ من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل.
2ـ (الأدب التفاعلي)
توظيف التقنيات الحديثة في عرض الأدب بصورة حديثة، يمكن بها التقريب بين الألفاظ والمعاني، والتركيب والأخيلة، وذلك بتوفير مقاطع شعرية فصيحة مناسبة للنظارات الواقع الافتراضي، وإعداد ديوان رقمي تفاعلي يتيح للباحث عما قيل موضوع يحدده أن يعرض القصائد المتقدمة والحديثة، أو الباحث عن القصائد ذات المطلع الواحد، أو الباحث بالقافية، وهذه الفكرة يمكن لقائل أن يقول أنها خدمة توفرها محركات البحث، لكن البحث فيها لا يضمن وجودها في مكان واحد، كما لا يضمن صحة الأبيات، والقائل، ولهذا يعزف الكثير عن توثيق الأبيات من شبكات البحث العالمية، ويؤثرون الدواوين المطبوعة، ويمكن الاستناد إلى (موسوعة الشعرالإلكترونية / كلية اللغة العربية / أم القرى)، للتطوبر.
(المرابحة اللغوية)
تنفيذ برنامج تجريبي مدرسي، بحيث يحدد موضوع ما، ثم تبدأ القراءة السريعة بهدف جمع أكبر قدر من المفردات حوله وربما مئات الألفاظ، الأصلية والاشتقاقية، ثم يطلب الكتابة حوله بهذه الألفاظ، سنجد أن الكثير تمكن من الكتابة بيسر، وتغلب على عسر تحويل الأفكار إلى ألفاظ، فكتب بنفس اللغة التي يفكر بها، وهذا مفيد جدا في دعم اقتصاد المعرفة الذي يتنافس العالم حوله اليوم.
ويمكن الاستناد إلى الدورة التي تقدمها د. أمل التميمي حول هذا.
3ـ(المعجم الرقمي)
تحويل المعاجم اللغوية الأصيلة إلى إلكترونية تفاعلية، وليست نسخا مصورة بصيغة pdf، مع ضرورة الاهتمام بالرفع الصحيح للمواد اللغوية تحت إشراف فريق لغوي علمي مختص، وتنظيم إمكانية البحث عن الكلمات ودلالتها، أو الكلمة ومرادفاتها، في مكان واحد، فلو بحثت عن كلمة في معجم وطلبت المتابعة ينقلني إلى معجم فيه زيادة مفيدة عما سبق.
4ـ(التمثيل المعرفي)
تخدم هذه الفكرة مقترح التصحيح القرائي التفاعلي؛ فعندما نقوم بتمثيل الكلمات تمثيلها معرفيا حسب رموز الحاسوب (1/0( فعلينا تمثيلها من منطلق لغوي صحيح يتبع أصغر وحدة صوتية فونولوجية (الفونيم)، وبالتالي يمكن اعتماد المقاطع بتوزيع وحدات منطقية، ويمكن الإفادة الكاملة من الورقة العلمية التي قدمتها د. فاطمة باعثمان عنه.
ويمكن تطويره إلى مصحح قراءة تفاعلي بشكل متوافق مع قواعد العربية، وليس كما هو شائع في القراءة الآلية.
5ـ(الترجمة التلقائية)
تأتي إتماما لفكرة المعجم الرقمي، فلو كتب أحد (صرخ) وعنده تفعيل لخيار الترجمة التلقائية فيمكن أن يأتيه مقترح (ضجّ)؛ لأنها أدق، وسبق أن ورد الحديث عن الصحيح الأسلوبي، فيمكن أن يكون هنا التصحيح الدلالي.
والعكس لو كتب أحد نقلا واحتاج لاستيضاح معنى كلمة فيمكن الإشارة إليها ليظهر المعنى، وهذا يخدم دارسي اللغة من الناطقين بغيرها، الذين يجيدون القراءة الصورية للكلمات ويحتاجون للفهم.
كل هذه الأفكار تدعم بعضها بعضا، كأننا نحمل جهاز تحكم وننفذ به أكثر من عملية حياتية؛ فالمعاجم الرقمية _مثلا_ تفيد في التصحيح التلقائي، وكذلك التمثيل المعرفي، والمعاجم الرقمية تفيد في تيسير المرابحة اللغوية، ومن ثم نهوض اقتصاد معرفي عربي يثري المكتبة العالمية، ويمكن لنا بالتعاون وتوحيد الجهود وتنظيمها وتركيزها أن نمكن بلادنا من قيادة اقتصاد معرفي عربي ثري.