العقاب اسلوب تربوي لايمكن الاستغناء عنه في العملية التربوية لأبنائنا، لكن بشرط أن تتوفر فيه بعض الشروط، فما هي هذه الشروط؟

شروط العقاب البناء
1.أن يكون العقاب بعد الخطأ مباشرة : فإن ارتكب طفلك خطأ ما فعاقبيه مباشرة، وإياك أن تنتظري ساعات ثم تنفذي عقابك، فالطفل عندها يكون قد نسي ما فعله وبالتالي يشعر أنه يعاقب ظلماً، ولا يحقق العقاب عندئذ هدفه التربوي. 2. لاتعاقبيه على خطأ ارتكبه لأول مرة : فبعد الخطأ الأول يجب أن تنبهي طفلك إاى هذا الخطأ، وتشرحي له لماذا يجب عليه ألا يرتكبه ثانية، فإن ارتكب نفس الخأ بعد مدة من الزمن وبعد هذا الشرح والتفسير فإنه يكون حينها مستحق لهذا العقاب.
3. يجب أن يكون عقابك ذا معنىً : فمثلاً إن عاقبت طفلك اليوم لأنه قطف وردة من الحديقة أو اقتلع نبتة من المزرعة، ثم كرر ذلك يوم الغد ولم تعاقبينه بل وابتسمت له وأخذت الأمر بتساهل، يكون عقابك في اليوم الأول لامعنىً له، وهذا يتناقض مع العملية التربوية الصحيحة حيث يجب أن يكون لكل فعل سبب ثابت لايتغيرولايتبدل حتى يستطيع الطفل تفهمه واستيعابه.
4. اياك ثم ايك أن تعاقبي طفلك أمام أعين الأخرين : وخاصة زملاءه ورفاقه وممن هم في مثل سنه، فللطفل شخصية كالكبير يعتد بها ويفخر مهما بلغ في الصغر، وعقابك له أمام الناس وخاصة معارفه من أصدقائه وزملائه يحطم شخصيته ويضعف ثقته بنفسه، وهذه قاعدة ذهبية فحافظي عليها.
5. عاقبي طفلك وأنت بحالة عصبية هادئة : وإياك أن تكوني منرفزة غاضبة لاتعلمي ماذا تفعلين ولا ماذا تقولين، وتكري دائماً أن الهدف من العقاب التربية ولليس الانتقام أو فشة الخلق.



إذاً.. كيف تعاقبين طفلك؟

1. بضربات خفيفة لكن مؤلمة بعض الشيء على مؤخرته، أو يديه أو رجليه وتجنبي الوجه تيمناً بما وصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
2. أو يكون العقاب بأن تفرضي عليه البقاء في غرفته لعدة ساعات بشرط ألا يكون فيها ما يثير مخاوفه كالظلمة مثلاً وألا تكون بعيدة عن غرفة الجلوس حتى يكون تحت مراقبتك أثناء تنفيذه العقاب خاصة إ ذا كان صغيراً.
3. أو يكون العقاب بحرمانه من هدية موعودة و نزهة مأمولة أو زيارة متوقعة لقريب أو جار أو صديق.



لا تنسي هذين الشرطين الأساسيين

وهناك شرطان أساسيان لنجاح هذه العقوبات ووصولها إلى أهدافها في العملية التربوية : ً
1. يجب ألا تأخذك الرأفة به عند تنفيذ العقاب المختار : وألا تضعفي أمام بكائه وتتنازلين عن العقوبة ، فإن فعلت ذلك فإن شخصيتك ستهتز أمامه خاصة إذا تكررت هذه الإلغاءات وبالتالي سوف يتمادى في دلاله ويكرر أخطاءه وأغلاطه.
2. يجب عليك التنوويع في وسائل العقوبة : فإن التركيز على وسيلة وحيدة ونوع واحد من العقاب يفقد الطفل الخوف منه إذ أنه يعتادها.



تجنبي هذه الوسائل في العقاب

1. استخدام أدوات مؤلمة أو مؤذية : كالعصا والحبل والحزام، واستخدمي دوماً يدك فقط ففيها من الرأفة والرحمة والحنو ما يجنب طفلك الإيذاء.
2. أن تتركي عقابه دوماً لوالده : حيث تتوعدينه بالويل والثبور وعظائم الامور عند مجيء والده، والتجربة تبن أنه في تسعة أعشار الحالات إما أنك تنسين ذلك عند حضور أبيه أو تتناسينه أي تتجاهلين إخبار والده أن ينزل به العقاب وبالتالي فإن هذا الصغير سوف يطمع في أريحيتك وكرمك ويزداد إمعاناً في خطئه.. أما في عشر الحالات المتبقية يكون تحدثك مع أبيه جافاً وحاداً وكأنك تريدين الانتقام لكل الحالات التي لم تخبرينه بها ، وعندها يكون العقاب من والده قاسياً ولا يؤتي بثمار تربوية صحيحة.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية