ما هي أهم أخطار التدخين أثناء فترة الحمل ؟(التأثيرات السلبيةعلى الإخصاب، أثناء فترة المضغة، أثناء فترة الجنين وفي فترة ما قبل الولادة وكذلك على الوليد والرضيع والطفل)
ما هي أهم أخطار التدخين بعد الولادة ؟ مقدمة:
إن تدخين النساء في تزايد مستمر في الغرب كما في الشرق.فاليوم 45% من المدخنين هم من النساء! ومعظمهن أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 34 سنة. وفي إحصائية مخيفة في فرنسا تبين أن 33% من الفتيات في عمر 14 سنة يدخنّ ! ونتيجة طبيعية لارتفاع نسبة المدخنات فإن نسبة الحوامل اللاتي يدخن أيضا ً هي في ازدياد مضطرد : فقد كانت هذه النسبة 10% عام 1981 لتصبح 30% عام 1997.
إن في كل رشفة واحدة من السيكارة ولمدة ثانيتين فقط تؤدي إلى استنشاق من 10-100 مل من دخان السيجارة وهذه الكمية من الدخان تحوي 4000 مادة سامة مختلفة. إن العديد من هذه المواد ثبت تأثيره السام على الجنين. فمادة النيكوتين تؤدي إلى ظاهرة التقلص الوعائي للشريانات السُرية والدماغية عند الجنين وأيضا ظهور اضطرابات في السلوك عند الطفل فيما بعد. . وأما مادتي النيكل والكاديوم فلهما أثر سمي مباشر على عضلة القلب وكذلك الخلايا الظهارية للأغشية المخاطية. كما أن مادة التيوسيانات متهمة في العديد من المضاعفات وهكذا.
ماهي أهم أخطار التدخين أثناء فترة الحمل ؟
أولاً : تأثير سلبي على الإخصاب Fertility
ان نسبة الإخصاب تقل الى 50 في المائة وذلك نتيجة تأذي عملية اختزان البويضات وكذلك أيضا ندرة عملية الإباضة. ويبدو أن ذلك ناجم عن التأثير السمي المباشر للنيكوتين.
ثانياً : التأثيرات السلبية أثناء فترة المضغة (الشهرين الأولين من الحمل)
1. حدوث الإسقاط المتكرر : يتضاعف ثلاث مرات وذلك بسببين : نقص توعية الرحم مما يقلل من قابلية غشاء باطن الرحم للتعشيش وأيضا تأذي عملية الإباضة.
2. حدوث الحمل خارج الرحم : أيضا يتضاعف ولكن بنسبة مضطردة مع عدد السجاير المدخنة. فيتضاعف 1.5 إذا قل عدد السجاير عن 10 في اليوم . ليصبح 3 أضعاف إذا زاد عدد السجاير عن 20 في اليوم . ليبلغ 5 أ ضعاف إذا بلغت السجاير 30 في اليوم.
ثالثاً : التأثيرات السلبية أثناء فترة الجنين (من الشهرين الأولين إلى نهاية الحمل)
1- الولادات المبكرة : تتضاعف مرتين.
2- انفكاك المشيمة الباكر : يتضاعف ثلاث مرات.
3- الورم الدموي خلف المشيمة : يتضاعف أكثر من مرتين.
4- تأخر نمو الجنين داخل الرحم : ويعد هذا الاختلاط الأكثر حدوثاً فيتضاعف 2.5 مرة. وفي ذلك تفصيل : فنسبة حدوثه في حمل بلا تدخين هو 8.5 بالمائة بينما يرتفع قليلاً عن هذه النسبة اذا دخنت الحامل اثناء الثلث الأول أو الثلث الثاني من الحمل ليرتفع ارتفاعاً ملحوظاً اذا حدث التدخين خلال الثلث الثالث من الحمل ليصل الى 15.4 في المائة وليصل الى 17.7 في المائة اذا حصل التدخين خلال فترة الحمل كلها. ولذلك فان إيقاف الحمل اثناء الثلثين الثاني والثالث من الحمل ينقص وبدرجة ملحوظة نسبة هذا الاختلاط. وأيضا فان لعدد السجاير المدخنة تأثيراً في حدوث هذا الاختلاط فتكون 14.7 في المائة اذا قلت عدد السجاير عن 5 في اليوم لتصل الى 18.7 اذا زادت عن 10 في اليوم وتزيد عن 25.5 في المائة اذا زادت عن 20 في اليوم وتصل الى 38.25 في المائة اذا زادت عن 30 في اليوم .
5- موت الجنين : ان 11 في المائة من موت الأجنة يعزى للتدخين .
رابعاً : التأثيرات السلبية في فترة حول الولادة
1- تزداد نسبة وفيات الأجنة قبيل الولادة : والزيادة غير موثقة بأرقام ونسب حتى الآن.
2- تزداد الخداجة Prematurity : بنسبة 10-15 في المائة.
3- تنقص قدرة تكيف الوليد عند الولادة : حيت ينقص معيار Apgar بشكل ملحوظ.
4- ينقص وزن الولادة : ويكون مضطرداً مع عدد السجاير المدخنة يومياً.
خامساً : التأثيرات السلبية على الوليد والرضيع والطفل
1- تأثيرات على النمو : التأثير السلبي لا يكون واضحاً على الوزن بينما يكون جلياً على الطول ومحيط الرأس.
2- التأثيرات التنفسية : وأهمها :
- - ازدياد نسبة حدوث الإنتانات التنفسية والقصبية السفلى .
- ازدياد نسبة حدوث الربو .
- تتضاعف مرتين نسبة حدوث التهابات الجلد التحسسية.
- ازدياد نسبة حدوث التهابات الأذن الوسطى.
3- التأثيرات على التطور الروحي الحركي والسلوك والذكاء :
- تتناقص القدرات الذكائية للطفل .
- تظهر صعوبات في عملية الحفظ .
- يصاب بعضهم بفرط الحركة.
- وفي دراسات مختلفة مخيفة النتائج : أظهرت إحداها أن خطر الإصابة بالتأخر العقلي يزداد إلى 60 في المائة في حالة تدخين الحوامل ويرتفع الى 75 في المائة اذا زاد عدد السجاير عن 20 في اليوم . بينما بينت دراسة أخرى أن 35 في المائة من أطفال الأمهات الحوامل المدخنات يصبن بدرجة ما من التأخر العقلي .
- اضطرابات السلوك : دراسات عديدة في هذا المجال بينت أن هناك ازدياد حقيقي في حدوث اضطرابات خطيرة في التصرف والسلوك كفرط الحركة والمشاكسة وضعف الانتباه والتركيز والفوضى السلوكية.
4- الموت المفاجئ عند الرضع :
- تتضاعف نسبة الإصابة إلى ضعفين بينما تتضاعف أكثر اذا ما تابعت الأم التدخين بعد الولادة . دراسات عديدة حاولت تفسير هذه العلاقة فعزته بعضها إلى تأذي سوية اليقظة عند الرضيع في أسابيعه أو أشهره الأولى بينما أرجعته أخرى الى نقص استجابة المراكز العصبية عند حدوث نقص الأكسجة Hypoxia وأعادته أخرى الى ازدياد نسبة حدوث توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم Apnea .
ما هي أهم أخطار التدخين بعد الولادة ؟
إذا ما تابعت الأم المدخنة أثناء الحمل التدخين بعد الولادة فإنها تعرض طفلها إلى تأثيرات سلبية عديدة
وأهمها :
أولاً : تأثير سلبي على حليب الأم
1. فكميته تنقص : وذلك بشكل محسوس الى 690 مل في اليوم بدلاً من 960 مل بدون تدخين .
2. ان المواد السمية في الدخان تمر عبر الحليب وخاصة النيكوتين ولذلك تنصح الأمهات الا يدخن قبل ساعتين من موعد الرضعة (نصف عمر النيكوتين هو 100 ساعة تقريباً).
ثانياً : تأثير سلبي على الجهاز التنفسي عند الرضيع والطفل
فتزداد نسبة الإنتانات التنفسية كالسعال والربو والتهاب القصبات والتهاب الحنجرة وتصدق الى حد كبير المقولة المعروفة عند الفرنسيين : أباء مدخنون = أبناء يسعلون.
الخلاصة
إن كنا نعرف حالياً هذه التأثيرات الضارة لتدخين الآم على جنينها ووليدها فان تأثيرات أخرى لازالت طي الغيب والدراسات الجارية حالياً تبحث عن العلاقة بين ازدياد موجات التدخين عند النساء وارتفاع نسبة التشوهات عند الولدان ونسبة السرطانات عند الأطفال.
إن حملات التوعية الصحية لوقف التدخين يجب ان تزداد وتتضاعف وخاصة في البلاد النامية التي تنتمي إليها جميع بلادنا ولا فخر.
يجب البحث في حل هذه المشكلة من جذورها بإيقاف زراعة التبغ والتجارة به .
إنني أعجب من محاربة العالم أجمع للمخدرات بينما يتوانى عن اتخاذ إجراءات عملية في الحد من التدخين رغم أن خسارة الأمم من الدخان مادياً وبشرياً يبدو أنها أضعاف مضاعفة لخسارتها من المخدرات ...
أنغالي إن قلنا أن اليوم الذي يحرم فيه التدخين عالمياً حرمة المخدرات لازال مع الأسف بعيداً ... أرجو أن أكون مخطئاً.