عندنا: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا". والطاعون يطلق في اللغة العربية وغيرها من اللغات على أي وباء مجازًا والمقصود أن كثيرًا من الأمراض التي لم تكن معهودة من قبل قد ظهرت بسبب ظهور الفاحشة وانتشارها. عندهم : بدأت الأمراض الجنسية في الظهور أول ما بدأت في عام 1494 م أثناء الحرب الإيطالية الفرنسية عندما انتشر الزنا بين الجنود الفرنسيين وانتشر بينهم مرض الزهري، وسماه الإيطاليون وقتها " الداء الفرنسي" وكذلك سماه الإنجليز والألمان والنمساويون لأنه انتشر بينهم أيضا بواسطة الجنود الفرنسيين. أما الفرنسيون فقد أسموه الداء الإيطالي ولما وصل الاستعمار الغربي إلى البلاد العربية ظهر ذلك الداء معهم فسماه العرب الداء الفرنجي. ولا يزال هذا الاسم مستعملا حتى اليوم. أما في العصور الحديثة فقد ظهر مرض الهربس التناسلي كوباء جنسي واسع الانتشار، ويبلغ معدل الإصابة به سنويا فقط في الولايات المتحدة حوالي نصف مليون حالة. وفي عام 1979 م لأول مرة ظهر مرض فقدان المناعة المكتسب ( الإيدز) في الولايات المتحدة. ولقد بلغ عدد المصابين بفيروس الإيدز حتى الآن أكثر من 40 مليون شخص. معظمهم بالدول الغربية وأمريكا وبعض دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا. يقول مرجع ميرك الطبي Merck Manual: " إن الأمراض الجنسية هي أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم ، ويزداد في كل عام عدد المصابين بها، وذلك منذ عقدين من الزمن تقريبا ، وتقدر منظمة الصحة العالمية WHO عدد الذين يصابون بالسيلان بأكثر من 250 مليون شخص سنويا ، كما تقدر عدد المصابين بالزهري بـ 50 مليون شخص سنويا . ويقدر مركز أتلانتا لمكافحة الأمراض المعدية في ولاية جو رجيا بالولايات المتحدة عدد المصابين بالسيلان في الولايات المتحدة بـ 3 ملايين شخص سنويا وعدد المصابين بالزهري بـ 400 ألف شخص سنويا هذا بالرغم من الاحتياطات التي تتخذها تلك الدول لتجنب حدوث تلك الأمراض وبالرغم من التفوق التكنولوجي وتقدم الأبحاث العلمية هناك. إذا فلماذا هذا الانتشار المريب؟
كما نقلت مجلة Medicine Digest تقريرا من فلوريدا بالولايات المتحدة قام به فريق من أخصائي أمراض النساء والولادة جاء فيه : " أن هناك زيادة بنسبة 800 % في الحالات المشتبهة لسرطان عنق الرحم للفتيات البالغ أعمارهن من 15 سنة إلى 22 سنة وذلك في خلال أربع سنوات، ويرجع الباحثون هذه الزيادة الرهيبة إلى الزيادة المطردة في الممارسات الجنسية دون تمييز ".
عندنا: يقول البروفيسور وليم بيكرز الذي عمل في البلاد العربية لأكثر من عشرين عاما أنه قد قام بفحص أكثر من ثلاثين ألف امرأة عربية فحوصات متكاملة مع أخذ عينات من المهبل وعنق الرحم، ووجد أن جميعها تقريبا كانت سلبية بالنسبة للسيلان والكلاميديا والفطريات وسرطان عنق الرحم . ويقول البروفيسور وليم بيكرز أن ذلك يرجع إلى سببين هامين هي : ندرة الزنا وختان الرجال.
عندهم: حذر خبراء الصحة من أن مرض الإيدز وفيروس "أتش آي في" المسبب له ينتشران بسرعة قصوى في أوربا الشرقية اكثر من أي منطقة أخرى في العالم مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الشباب هناك. ويشدد تقرير نشره صندوق الأمم المتحدة للطفولة، (اليونسيف) على ضرورة اتخاذ خطوات جذرية لوقف انتشار المرض في أوربا الشرقية والوسطى وروسيا والاتحاد السوفيتي السابق. ويقول التقرير إن 80 بالمائة من حالات العدوى الجديدة سجلت بين الشباب الذي تبلغ أعمارهم دون 29 عامًا خلال الأعوام بين 1997 - 2000، وفي استو نيا بلغت الحالات الجديدة 90 بالمائة بين الشباب دون الثلاثين عاما. ويضيف التقرير أن حالات الإيدز والإصابة بفيروس المرض تنتشر "دون قيد" بسبب تزايد تعاطي المخدرات وسوء استخدام العقاقير وممارسة الجنس بعمر مبكر وانتشار الدعارة. وتشير الإحصائيات إلى أن مليون حالة سجلت في المنطقة حتى نهاية العام الماضي، كانت أعلاها بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات.
عندنا: ولله الحمد ما زالت مشكلة الأمراض الجنسية والإيدز في معظم البلدان العربية والإسلامية لا تمثل خطورة كما في البلدان الأخرى.ولعلنا لا نسمع كثيرا عن الهربس التناسلي والقرحة العقبولية والجرب الجنسي وقمل العانة والميلساء الجنسية وكلها أمراض جنسية تنتشر في عالم الفحشاء. وتدل الإحصاءات والأرقام على تدني معدلات الأمراض الجنسية وبصورة كبيرة في دول الخليج العربي وإيران ومصر وسوريا وأفغانستان وباكستان ومعظم الدول العربية والإسلامية.
عندهم: قرأت نشرة تعليمات تصدرها إحدى الجهات التعليمية الغربية للطلبة المستجدين في جامعاتها عن كيفية الوقاية من الأمراض الجنسية وخاصة مرض الإيدز. وسوف تعجب عندما تجد أن وسائل الوقاية المذكورة كلها تفترض ضرورة وقوع الممارسات الجنسية والشذوذ وأن على الطالب أن يتوخى الحذر عند ممارسة الجنس أو الشذوذ. فالنشرة توضح كيفية استخدام الواقي الذكري وضرورة اختيار الأنواع الجيدة والمتينة التي تتحمل الضغط مع ضرورة استخدام الكريمات حتى لا يحدث تهتك بالشرج. وحيث أن المرض قد ينتقل أيضا عن طريق استخدام الإبر الملوثة بين المدمنين فقد بينت النشرة كيفية غسيل الإبرة بعد استعمالها وذلك كي يستعملها مدمن آخر بأمان.
وعندنا: كل كتب ونشرات التوعية تبدأ بقول الله تعالى " ولا تقربوا الزنـى إنه كان فاحشة وساء سبيلا" صدق الله العظيم. والخطوة الأولى والأخيرة في درب الوقاية من الأمراض الجنسية يتمثل في التمسك بتعاليم الأديان السماوية والبعد عن الرذيلة ومراعاة السلوك السوي وتربية أبناءنا وبناتنا على الالتزام بالسلوكيات القويمة بدءًا من البيت مرورا بالمدرسة ووسائل الأعلام حتى الكنيسة والمسجد.إن واقعنا وقيمنا المغروسة في المجتمع منذ عهد الرسالة المحمدية تتيح لنا منهج تكوين الوازع الديني الذي يعين الشباب على نوازعه وشهواته. وما من مرة يأتي إليً شاب يسألني عن عواقب المرض الجنسي بعد أن وقع في المحظور إلا ودمعة الندم ونظرة الحسرة والألم والخوف من الله في عينيه ومعظمهم يقسم ألا يعود إلى هذه الفعلة أو تلك البلد مرة أخرى.
ذلك هو الخوف من عقاب الله وذلك هو ديننا الحنيف.
ولنا أن نفخر بإسلامنا، ولنا أن نفخر بعروبتنا.