ما هي النحافة؟
الوزن المثالي.
النحافة والأمراض.
أسباب النحافة.
النحافة والأطفال.
الحمل و النحافة. تمثل النحافة الطرف الآخر للمشاكل التي تتعلق بالوزن، والتي يتكرر الشكوى منها بشكل كبير، وعلى الرغم من كونها أقل انتشارًا، إلا أنها تمثّل مشكلة تؤرق النحيفين، ولم يجد الطب الحديث الى الآن العلاج الكامل، مما يبقي أمل الذين يعانون من هذه المشكلة وما يرتبط بها من أمراض جسدية ونفسية معلقًا إلى إشعار آخر.
خلال عملي في مجال التغذية والأعشاب، مرّت علي الكثير من الحالات التي يعاني أصحابها من النحافة، وأعمارهم متفاوتة، فمن أب أو أم تسأل عن علاج نافع لإبنها، إلى شابٍ أو شخص كبير في السن يبحث عن علاج لنحافته. وعندما أحاول التخفيف عنهم ببعض كلمات أن هناك من يحسدونهم على ما هم فيه، وعلى ما يملكونه من صفة أكل ما يشاوؤن من دون زيادة الوزن، ألاحظ كبر المشكلة في أعينهم، والتي تمثل لهم أكبر منغص في حياتهم، ويبدأون بسرد حكاية رحلتهم مع محاولات زيادة الوزن، والتجارب الكثيرة التي دخولها في محاولة لزيادة الوزن، الذي قد يزيد بضع كيلوغرامات ثم ما يلبث بالهبوط مرة أخرى.
يحاول البعض ربط النحافة بالجمال، فهناك بعض المقاييس الخاطئة التي يستخدمها بعض الناس لوصف الجمال، ودليلهم على ذلك الفنانين والفنانات وعارضات الأزياء وما روّجه الإعلام، إلا ان ذلك لايمثل مقياس حقيقي للصحة، فالنحافة كما قد تبدو في نظر البعض نعمة، فهي قد تعود على الجسم ببعض المشاكل، والتي يجب ألا يستهان بها.
ما هي النحافة؟
تعرف النحافة على أنها نقصان الوزن عن المعدل الطبيعي، بمعدل يتراوح بين 15 – 30 % وحسب طول وطبيعة جسم الشخص. ويمكن أن تكون هذه النحافة مَرَضية إذا كان المصاب بها خاملا ويعاني من بعض المشاكل الصحية كفقر الدم وضعف المناعة والتعب المستمر. أما اذا كان الشخص النحيف نشيطًا يتمتع بصحة جيدة وبحيوية ولايعاني من أي مشاكل صحية، فلا خوف على مثل هؤلاء، إلا اذا كان الشخص يعاني نفسيًا من نحافته.
ويقسم المختصون النحافة إلى نوعين، نحافة أولية، تكون وراثية أو نتيجة اضطرابات مرضية في الغدد، ويشكو الشخص منها في بداية حياته عادة، ونحافة ثانوية تظهر مع العمر نتيجة مشاكل مرضية سيتم ذكرها لاحقا.
الوزن المثالي
لابد قبل البدء من عدم الخلط بين الرشاقة أوالجسم المثالي والنحافة، لذلك لابد أن نذكر أولا صفات الوزن المثالي، وذلك عن طريق ذكر طريقتين بسيطتين لتحديد الوزن، يمكن من خلالها معرفة الوزن المناسب لكل منا مع استثناء الرياضين الذين يمارسون الألعاب الثقيلة، واللأطفال، وكبار السن، والحوامل، حيث أن لهم طرق اخرى خاصة بالقياس. كما أن عاملي الجنس والعمر والحالة الصحية، يلعبان دورًا مهما في تحديد الوزن.
1.الطريقة الأولى بسيطة جدًا ويستخدمها الكثير من الناس، وتعتمد على طرح 100 سم من الطول بالسنتمتر، فمثلا لو كان الطول 170سم، فان الوزن المثال يتراوح بين 68 – 72 كغم.
2.الطريقة الثانية تعتمد على مؤشر كثافة الجسم (Body Mass Index) أو ما يعرف اختصارًا (BMI)، والتي تتم من خلال حساب وزن الجسم بالكيلوغرام، وتقسيمه على مربع الطول بالمتر.
BMI = الوزن (كغم) الطول (م)2
ويتم بعد ذلك تصنيف الشخص وفق الجدول التالي :
BMI الدرجة
= < 18.5 تحت الوزن الطبيعي (نحيف)
18.5 – 25 طبيعي (وزن مثالي)
25 – 30 زيادة وزن معتدلة
30 – 35 سمنة من المستوى الاول
35 – 40 سمنة من المستوى الثاني
= > 40 سمنة من المستوى الثالث.
النحافة والأمراض
يترافق مع النحافة في كثير من الأحيان بعض الأمراض، التي قد تكون سمة بارزة للنحافة كفقر الدم وسوء الهضم، كما أن هناك أعراضًا أخرى كفقدان الشهية، الذي يكون سببا أايضا، وضعف المناعة، وجفاف البشرة، وتساقط الشعر، وشحوب الوجه، والهالات السوداء حول العينين، وفقدان نضارة البشرة، والتجاعيد، والصداع والدوخة، ومشاكل الدورة الشهرية لدى النساء، ومشاكل البلوغ لدى الفتيان والصبيات، ومشاكل النمو لدى الأطفال. بالاضافة الى ماله علاقة بقلة النشاط والحيوة والتعب السريع وعدم القدرة على بذل مجهود كبير، وضعف في التركيز. ورغم ان البعض يعتبر النحافة هي نقيض البدانة، الا ان الذين يعانون من النحافة لايخلون في بعض الاحيان من الاصابة بالامراض المتعلقة بالقلب والدورة الدموية.
أسباب النحافة
هناك اسباب كثيرة لحدوث النحافة، منها حالات كثيرة الشيوع ومنها خاصة جدا ، لذلك سأحاول اعطاء صورة مبسطة عن اسباب النحافة:
1.سوء التغذية: يرتبط سوء التغذية بشكل مباشر بالنحافة ، وليس المقصود هنا قلة كمية الغذاء فقط، انما تنوعه الغذائي، وفقره بالمكونات الغذائية الاساسية، والتي تنتج عن سوء الاعداد له. وهذا النوع من النحافة، هو مايعود بشكل كبير الى الاصابة ببعض الامراض المرتبطة بالنحافة، كفقر الدم وضعف المناعة والشحوب واضطراب وظائف الجسم وتساقط الشعر. وهناك اسباب مهمة منها الفقر، حيث يضطر الاهل الى عدم توفير وجبات غذائية كاملة، مما يؤدي الى ظهور النحافة المرتبطة بالامراض بشكل كبير. او نتيجة الاهمال في التغذية ، بحكم ظروف الحياة. بالاضافة الى ان النحافة قد تأتي من محاولة البعض عدم زيادة وزنه عن طريق تناول وجبة واحدة يوميا ولفترة طويلة، او يقتصر في تغذيته على نوع واحد او اثنين من المواد الغذائية.
2.نمط الحياة: ويشمل العادات الغذائية والصحية الحياتية اليومية. والتي قد تتضمن عادات خاطئة، ترتبط اكثرها بعادات مكتسبة منذ الطفولة، او متوارثة في العائلة، وتتعلق بشكل رئيسي بما تعلمه الاطفال من الاكبر منهم.
3.الوراثة: يعلل بعض المختصون اسباب النحافة الى الوراثة، استنادا الى ان الكثير من العوائل تعاني من النحافة، لكن هذا ليس صحيح بشكل دائم، فهناك عوائل يختلف افراد العائلة فيها من فرد الى آخر. لكن قد يورث في بعض الاحيان سلوك تناول الطعام، والشهية لتناول الطعام.
4.الأمراض:ترتبط الكثير من الامراض والعلاجات بالاصابة بالنحافة، ومن هذه الامراض:
- السكري من النوع الاول: حيث ترتبط النحافة بهذا النوع من الامراض، على الرغم من تناول المصاب للطعام بكمية طبيعية او حتى اكثر من المعتاد لو قدر على ذلك. يصيب هذا النوع من الامراض الاطفال بشكل عام. ويعود سبب ارتباط النحافة بهذا المرض الى دور الانسولين المهم في عملية استقلاب الطعام. حيث يقلل الانسولين المفرز بصورة طبيعية من مستوى سكر الكلوكوز في الدم، وبالتالي يعطي شعورا بالجوع. كما يزيد من افراز العصارة المعدية والحركة الدودية للامعاء، ويزيد من عملية تخزين الكلوكوز على هيئة دهون، ويقلل من تكسير وتحلل بروتينات الجسم، فيحافظ على نمو الانسجة والخلايا. وهذا ماقد يفتقده المريض على الرغم من حقنه بالانسولين من مصدر خارجي.
- فرط افراز الغدة الدرقية: يصاب المرضى بنقصان في الوزن، على الرغم من الشهية الكبيرة التي يمتلكونها، ويعود ذلك الى مقدار الطاقة الكبيرة التي تنتج بسبب زيادة سرعة الاستقلاب في جميع خلايا الجسم، وبالتالي عدم تخزين الدخون في الجسم، ولحاجة الجسم للطاقة، فيبدأ الجسم بأستهلاك مخزونه الموجود أصلا.
- الأدوية: تسبب العديد من الادوية فقدان الشهية، كالأمفيتاينات، وأدوية خفض الوزن، والعلاج الكيميائي للامراض السرطانية، وادوية علاج فرط افراز الغدة الدرقية، بالاضافة الى ان هناك الكثير من الادوية التي تخفف من الشهية بشكل كبير مثل ادوية علاج الامراض الفيروسية كالالتهاب الكبد الوبائي، والادوية النفسية.
- الديدان: يسبب وجود وتكاثر العديد من الديدان والطفيليات التي تدخل الى جسم الانسان فقدانا للشهية ونقصانا للوزن، من هذه الانواع السكارس والدودة الشريطية والانكلستوما والآمبيبا والكيارديا. وتسبب هذه الانواع فقدان الوزن، مهما تناول الشخص من طعام، ويرجع ذلك الى مايلي:
1.قد تتغذى بعض هذه الديدان على دم المصاب، وبالتالي تستهلك المواد الغذائية في دمه.
2.التهام الاطعمة المهضومة والممتصة من امعاء المريض.
3.التسبب في قلق وتوتر واضطراب في النوم لدى المريض، مما يؤدي الى فقدان الشهية.
4.اسهالا او قيئا مستمرا، يؤدي الى عدم الاستفادة من الغذاء بالشكل المناسب.
- أمراض نفسية وعصبية، قد تمنع البعض من الاكل، او التخلص مما اكله عن طريق التقيؤ. كما هو الحال في مرض فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)، الذي هو عبارة عن اضطراب في الاكل، يتميز برفض شديد للاكل، على الرغم من النحافة التي يعاني منها المريض، بسبب الخوف الدائم من البدانة.
- متلازمة سوء الامتصاص (Malabsorption Syndrome): والناتجة عن قصور في عمل الجهاز الهضمي، مما يؤدي الى نقص في امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات والمعادن. واسباب هذه المتلازمة كثيرة منها وظيفية تتعلق بالجسم، ومنها خارجية كالتحسس من غذاء معين، او دواء، او امراض معينة.
- أمراض أخرى قد تصيب المريض، مثل الامراض المعوية كالقرحة، والتهابات المزمنة في الجهاز الهضمي، او الامراض الجرثومية كالملاريا والسل والنكاف ونقص المناعة والسرطان، ونقص افراز الغدة الكظرية، فوق الكلوية، او نقص افراز الغدة النخامية، والاسهال المزمن، او الامساك المزمن، وامراض الكبد، وإدمان المخدرات، والفشل الكلوي، وبعض امراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة الحمراء، وقد تؤدي ادوية علاج هذه الامراض الى فقدان الشهية.
5. التوتر والقلق والعصبية المستمرة
عند استمرار تعرض أي شخص لحالة من الضغط النفسي ولفترة طويلة، أو انعزال الشخص عن المحيطين به نتيجة التوتر والعصبية والاكتئاب، فقد يؤدي ذلك الى فقدان الشهية، وسوء الهضم نتيجة اختلال وظائف الجسم ،وبالتالي فقدان الوزن، وهذا يلاحظ بشكل اكبر لدى النساء. هذه الحالة لايمكن علاجها الا بمعرفة اسبابها ومحاولة علاجها، والخروج من حالة الضغط النفسي، وتهيئة الظروف والحياة بشكل افضل.
6. أخطاء حياتية قد تؤدي الى الاصابة بالنحافة:
كما يحصل عند اتباع برنامج لتخفيض الوزن خاطئ، او نمط غذائي سيء، قد يؤدي الى اختلال في وظائف الجسم، وبالتالي التأثير على العمليات الحيوية والكيميائية داخل الجسم، ويصاب الشخص نتيجتها بالنحافة.
الأطفال والنحافة
تؤثر النحافة في الاطفال بشكل اكبر من تأثيرها على البالغين. فالنحافة تؤثر على وظائف جسم الطفل بشكل عام، وعلى انشطته ونفسيته خلال ايام الطفولة، كذلك تؤثر بشكل كبير على عملية النمو الجسماني والعقلي لدى الطفل، وعلى مناعة الطفل ودرجة اصابته الامراض، فيما لو لم يكن السبب نقص الغذاء، كما ان النحافة في الطفولة يمكن ان يستمر تأثيرها حتى البلوغ والتقدم بالعمر، متمثلة بأضطرابات في عملية البلوغ، ومشاكل صحية عند الكبر.
وكما ذكرنا في اسباب النحافة، فان لم يعاني الطفل من مشاكل صحية، فلابد من الاهتمام بتغذيته، وتجنب سوء التغذية ، وبالاخص للرضع، لأن الأطفال يمتلكون بشكل عام احتياطي اقل من المواد الغذائية في اجسامهم، لذلك فأن قدرتهم على مقاومة سوء التغذية قليل جدا ، ويظهر ذلك عليهم بشكل مباشر. كما انه من الضروري الاهتمام بجميع حاجات الطفل الغذائية، والانتباه والمتابعة المستمرة لوزنه، لأن توقف زيادة الوزن فجأة، قد يدل على حصول مشكلة ما.
علما ان الطفل الذي ينمو بشكل طبيعي لايجب الخوف عليه كثيرا، اذا كان الوالدان متأكدين من نوع التغذية، لان الطفل في مرحلة زيادة في الطول، ويميلون اكثر الى اللعب والحركة، واجسامهم في طور البلوغ، وبالتالي تكون اجسامهم عضلية اكثر منها شحمية.
هناك معادلة بسيطة خاصة لتحديد الوزن المناسب للاطفال بشكل عام: الوزن الطبيعي للطفل = العمر بالسنوات X 2 + 8
فمثلا ام كان عمر الطفل 5 سنوات X 2 + 8 فالوزن المثالي له هو 18 كيلو غرام، ولو زاد كيلوغرامين او نقص كيلوغرام ، فليس ذلك بالمشكلة.
من اهم اسباب النحافة عند الاطفال في ايامنا الحاضرة، هي نوعية الغذاء، حيث يقع الكثير من الاطفال فريسة العادات الغذائية السيئة، والتي لا ينتبه لها الوالدين، والمتمثلة بالحلويات والشوكلاته ورقائق البطاطا والعصائر المحلاة والمشروبات الغازية، وكلها مواد تقلل شهية الطفل، فلا نجده مقبلا على الطعام، لذلك لابد من وجود نظام غذائي صحي، تعده الام وتشرف عليه، وان كان لابد من اعطاء المواد السالفة الذكر، والتي تعد فقيرة بقيمتها الغذائية، فيكون بعد الوجبات، وعدم الاسراف في تناولها.
بالاضافة الى ان هناك بعض الامور التي لابد من مراعاتها عند تغذية الاطفال، حتى نبعد عنهم النحافة، وفي نفس الوقت نجعلهم يقبلون على الطعام. من اول هذه الامور هو تقديم وجبات غذائية مشهية، ومهيئة لكي يحبها الطفل او يرغب بها، وتوفير كمية من الطعام كافية وغير زائدة عن الحد الذي قد تسبب له البدانة، ومن ثم جعل الطفل يعتمد على نفسه في تناول الطعام، وعدم مساعدته عند تمكنه من تناول الطعام لوحده، إنما ارشاده الى الطرق الصحيحة.
كما ان من اكبر الاخطاء حاليا هو عدم تنظيم مواعيد الطعام، وترك الحرية للطفل في اكل الحلويات وشرب العصائر متى ما اراد ذلك، وهذا لابد ان ينظم، مثلا بثلاث وجبات رئيسية، ولابد ان يكون الفطور غنيا حتى يكفي حاجة الطفل الصباحية من الطاقة، وتعويد الطفل على تناول الخضار والفواكه، اما بالنسبة للحلويات والعصائر فيكون موعدها بعد الوجبة بنصف ساعة مثلا او قبل موعد اي وجبة بثلاثة او اربع ساعات على الاقل. كذلك جعل فترة تناول الطعام فترة محببة للطفل، وتفادي الحديث عن الطعام امام الطفل، وبأنه لايأكل.
اما بالنسبة للاطفال الذين يولدون منخفضي الوزن، دون 2500 جم، فلابد من إيلاء عناية طبية خاصة بهم، لكونهم في اغلب الاحيان قد ولدوا قبل اكتمال الفترة الطبيعية للحمل، اي انهم لم يحصلوا على التغذية الكافية. وقد يحتاج البعض منهم الى فترة من الزمن لكي تبدأ اجهزة اجسامهم بالعمل بصورة طبيعية. وحتى ان كانوا قد اكملوا الفترة الطبيعية، فهم بحاجة الى تغذية خاصة، لانهم يعانون من نقصان في الوزن، وقد تلاحظ هذه الحالة ايضا لدى التوائم.
يحتاج مثل هؤلاء الاطفال لتغذية خاصة، تكون تحت اشراف طبي في المستشفى، تستند على توفير كمية من السوائل، والطاقة (الكلوكوز)، والاملاح الاساسية كالكالسيوم، والبروتينات والفيتامينات والمعادن. يحتاج مثل هؤلاء الاطفال الى طاقة 60 – 80 سعرة حرارية لكل كيلو غرام خلال الايام الاولى، وتزداد مع زيادة النمو. يعتبر حليب الام المعافاة صحيًا، هو العلاج الامثل لمثل هؤلاء الاطفال، كما يوجد لدى المستشفيات انواع من الحليب مشابه لمحتويات حليب الام.
و لابد للام كذلك من الاهتمام بتغذيتها، والحصول على اغلب الاساسيات الغذائية، لانها ستكون المصدر الاساس لتغذية الطفل في اغلب الاحيان. علما ان ولادة طفل منخفض الوزن، لاتعني ان هذا الطفل سيعاني من النحافة في المستقبل.
الحمل والنحافة
تؤثر النحافة الشديدة على امكانية حصول الحمل، كما انها تؤثر على الام وجنينها في حالة حصول الحمل. وقد تقع بعض الحوامل بأخطاء قد تكلفها كثيرًا نتيجة محاولتها تجنب بدانة ما بعد الحمل، عن طريق التقليل مما تأكل، او التقليل من بعض المواد الغذائية عن طريق ترك اطعمة معينة كاللحوم، بحجة انها تزيد الوزن، والذي يعود بسلبياته على الجنين بشكل مباشر، ونتيجة نقص بعض المواد الغذائية الاساسية كالبروتينات وبعض الفيتامينات والمعادن، فقد يتعرض الجنين لحالات من التشوه الخلقي او العقلي.
وقد يؤثر الحمل بشكل اكبر على النحيفات اصلا، واللواتي لاتحتوي اجسامهن على مخزون جيد، يمكنها اقتسامه مع طفلها، وقد يمتد تأثير النحفة الى ما بعد الولادة، والمتمثل في قلة ادرار الحليب. بالاضافة الى تأثير الحمل في استهلاك الخزين البسيط الموجود في جسم الام النحيفة والذي قد يعود بمشاكل صحية خطيرة على الام في المستقبل كهشاشة العظام، وفقر الدم.
لذلك لابد ان يكون هناك برنامج غذائي خاص بمثل هؤلاء الحوامل، يضعه الطبيب المختص، والمشرف على المرأة الحامل، يركز فيه على بعض انواع الفيتامينات كمجموعة فيتامين ب بضمنها حامض الفوليك (Folic acid) ، وفيتامين د، وبعض الاملاح، كالكالسيوم والمغنيسيوم، ومن المعادن الحديد. ولابد ان تكون هناك وجبات ثابتة اسبوعيا من الخضراوات والسمك والمكسرات. وكميات مناسبة من البروتينات والنشويات. ومن الضروري كذلك تناول الام الحامل او المرضع كميات جيدة من الحليب ومشتقاته ، لما يزود بها من الكالسيوم . يجب عدم محاولة تناول اي دواء او اعشاب خاصة بزيادة الوزن من قبل الحوامل، الا بعد استشارة الطبيب ، وحتى الفيتامينات والمعادن، لابد من معرفة التركيزات المطلوبة، لان ذلك كله قد يؤثر على الجنين.