مخاطر صحية عديدة – تلك التي تتعرض لها العاملون بالمهن الطبية وخاصة – التمريض. ولعل اهتمامنا بالوقاية يضعنا أمام تحديات كبيرة في سبيل النهوض بمستوى المهنة إلى العالمية. ومما لا ريب فيه أن الوعي الصحي والمعرفة هم أقصر الطرق وصولا إلى بر أمان الوقاية. ولكم أن تتخيلوا أنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يموت سنويا من 50 ألف إلى 70 ألف بسبب التعرض لأمراض المهن الطبية. كما تكتشف سنويا هناك حوالي 350 ألف حالة جديدة من تلك الأمراض التي تصيب الأطباء والممرضات والفنيين وغيرهم من العاملين بمجال الصحة.

وتتعرض المهن الطبية وخاصة التمريض إلى مخاطر عديدة نذكر منها:
1. الأمراض المعدية.Infectious Diseases
2. الإصابات. trauma
3. المواد الكيماوية.Chemicals
4. المواد المشعة.Radio-active Substances
5. الضغوط النفسية والعصبية.

ومرض الالتهاب الكبدي بأنواعه أحد أهم الأمراض شيوعا ويعتبر من الامراض المهنية التي تعاني منها المهن الطبية وخاصة الممرضات.

والممرضة من اكثر المهن الطبية تعرضا للالتهاب الكبدي وخاصة النوع ب B وينتقل مرض الالتهاب الكبدي" ب "غالبا عن طريق الدم ومشتقاته ومعظم حالات الالتهاب الكبدي التي تكتشف بين الممرضات كانت غالبا نتيجة للوخز العشوائي بالإبر الملوثة ، وفي تلك الحالات فان الوقاية من حدوث المرض تتم بالشكل الاتي :-
* عند تعرض الممرضة بوخز إبرة أثناء إعطاء حقنة أو سحب دم أو خلافه لا بد من التبليغ الفوري إلى مسئولة منع العدوى بالمستشفى أو بالمركز الصحي .
وفى تلك الحالة يقوم قسم منع العدوى بالتنسيق مع الصحة الوقائية بتحديد نوعية الوقاية في تلك الحالات .

فإذا كانت الممرضة قد تعرضت لشك إبرة من مريض مشكوك في انه مريض أو حامل ميكروب الالتهاب الكبدي" ب" فلا بد من إعطائها جرعة من المصل الواقي من الالتهاب الكبدي Hepatitis B Immunoglobulin مع جرعة من طعم الالتهاب الكبدي Engerix B إذا لم تكن مطعمة من قبل وتستكمل باقي الجرعات حسب الجدول.

والأخطر من ذلك ولكنه اقل شيوعا واقل انتقالا هو احتمال الإصابة بفيروس العوز المناعي HIV المسبب لمرض الإيدز ،وتتراوح نسبة خطورة العدوى بالفيروس ما بين 3-4 حالات من كل 1000 حالة وخزت بإبرة ملوثة بالفيروس بينما عدد الحالات ربما يصل إلى 200 – 400 من كل 1000 حالة وخزت بإبرة ملوثة بفيروس الالتهاب الكبدي ب . مما يدل على أن العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي ب أسرع وأكثر انتشارا من العدوى بفيروس العوز المناعي HIV.

وفى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تحدث 000ر10 عدوى سنويا نتيجة التعرض لفيروس الالتهاب الكبدي بين الهيئة الطبية والتمريضية يموت منهم حوالي 200 سنويا نتيجة لمضاعفات المرض ، وذلك بالرغم من أنه " أي مرض الالتهاب الكبدي ب" يعتبر أحد أهم الامراض المهنية التي يمكن منعها بسهولة والوقاية منها وذلك بالتطعيم الواقي والذي لا يكلف شئ , وفى نفس الوقت فهو مأمون وليس له مضاعفات.

هذا وقد أجريت عدد من الأبحاث على الممرضات والفنيين والأطباء ببعض مستشفيات وزارة الصحة بدولة الكويت كما أجريت العديد من الأبحاث العالمية والمنشورة في الدوريات الطبية في الأعوام الأخيرة ووجد أن نسب الإقبال على التطعيم كانت متدنية في العقد الماضي ولكن مع وضع سياسة جديدة للتطعيم ترتكز على التوعية والتثقيف الصحي حول أهمية التطعيم ومدى خطورة المرض وكذلك البدء في إعطاء جرعات التطعيم في كليات الطب والتمريض وكذلك عند تعيين الممرضة أو الطبيب أو الفني لاول مرة ، وبالتالي زادت نسبة الإقبال على التطعيم في الفترة الأخيرة .

ولكن … كيف يحدث الوخز العارض أو العشوائي بالإبر؟
يحدث وخز الإبرة العشوائي في الحالات الآتية:

أثناء وضع الإبرة بعد استعمالها في الصندوق المخصص54%
أثناء إعطاء المحاليل الوريدية21%
أثناء سحب الدم16%
أثناء جمع المخلفات بما فيها الصناديق المخصصة لجمع الإبر المستعملة 16%
أثناء تغطية الإبرة بعد استعمالها بالغطاء البلاستيكي 12%

ومن أكثر الفئات عرضة لوخز الإبرة ؟:-

50% ممرضات
20% عمال النظافة والنقل والمغسلة*
14% فنيو المختبرات
2% أطباء


* يصاب عامل النقل والنظافة عند جمع الصناديق المخصصة لجمع الإبر الملوثة وقد يتعرض لشك الإبرة العشوائي في تلك الحالة وقد رأينا حالات كثيرة بين عمال النظافة . و يصاب أيضا عامل المغسلة بالمستشفيات عند جمع الغسيل الملوث بالدم والذي قد يحتوي على ابر ملوثة .

وأخيرا الوقاية ثم الوقاية ثم الوقاية:
كلما سنحت لنا الفرصة ونحن نعمل في مجال الوقاية فلا بد لنا ومن باب الأمانة العلمية أن نتحدث عن الوقاية من الالتهاب الكبدي ب وذلك بطريقة لن نجد أسهل منها. ثلاث جرعات من التطعيم ضد المرض تقي أكثر من 95% من المعرضين من شرور ذلك المرض المهلك. ولعل أخطر المضاعفات التي يقي التطعيم منها هي سرطان الكبد والذي يعتبر ثاني أكثر السرطانات شيوعا بعد سرطان الرئة الناتج عن التدخين. كما أن التطعيم يقي من إمكانية حدوث تليف الكبد والفشل الكبدي وكذا إمكانية حمل الفيروس بالجسم حتى الموت.

أما آن الأوان لكل من يفكر بالوقاية وبصحة أفضل ألا يتردد في مراجعة العاملين في المجال الوقائي بالمستشفيات والمراكز الصحية للمشورة وأخذ الرأي بشأن الطرق السليمة للوقاية من شر هذا المرض. وقاكم الله شر الأمراض.


عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية