هل تؤثر الأعشاب على الأدوية التي نتاولها؟ وعلى نتائج التحاليل التي نجريها؟ وهل يجب أن نتوقف عنها قبل إجراء العمليات الجراحية؟ وما هي أهم الأعشاب الطبية؟ هذا ما نقرؤه في هذا الجزء من هذا البحث الهام. التفاعلات:
أمر مهم جدا لابد أن يدركه من يتعالج بالأعشاب وهو احتمالية وجود تفاعل بين أنواع من الأعشاب وبعض الأدوية أو الأغذية أو أعشاب أخرى. وتلاحظ هذه الظاهرة بشدة مع الأدوية ذات النطاق العلاجي الضيق. ويمكن أن يكون هذا التفاعل في بعض الاحيان مفيدا. ويظهر مثل هذا التفاعل عادة في تغير امتصاص، عن طريق عمل مركب من الصعب امتصاصه أو انقباض الأوعية الدموية بفعل أحد الأعشاب، أو التأثير في البروتينات الناقلة وبالتالي التأثير على عملية التوزيع، أو تغير سرعة الاستقلاب أو خروج الدواء من الجسم، وبالتالي زيادة أو انخفاض تأثير الدواء، أو التنافس في الخروج من الجسم وبالتالي منع أحد الأعشاب من الخروج، وزيادة تركيزه مع تكرار الجرعات.
وهناك أمثلة كثيرة على هذه الأعشاب، مثل عشبة الأويسة، والشاي، وعشبة ارقيطون (Burdock) ، وعشبة الدميانا (Damiana) ، وعشبة عرعر، والصفصاف، وعشبة رعي الحمام (Vervain) ، التي تؤثر في امتصاص الحديد من الطعام. كما أن بعض الأعشاب قد تزيد من فعالية بعض المواد اذا اخذت معها كما هو الحال في عشبة الآس البري (Butcher’s broom ) ، التي تزيد من فعالية فيتامين سي. كما قد تزيد عشبة جذور الناردين من تأثير الأدوية المنومة اذا اخذ معها. ويزيد فيتامين سي من امتصاص الجنسنغ.
ويؤثر تناول جرعات عالية من عشبة الحوذان المر في استقلاب فيتامين ب ، والذي قد يؤدي الى عدة مشاكل مع طول فترة الاستعمال. ويؤثر شرب الشاي لفترة طويلة في محتوى الجسم من فيتامين ب1(Thiamine) ، كذلك الحال مع عشبة ذيل الحصان ، التي تحتوي على أنزيم خاص لتحطيم هذا الفيتامين. كما تقلل الصويا من امتصاص الزنك والحديد والكالسيوم.
كما أن الكثير من الأعشاب تؤثر على عدد من وظائف الجسم ، وبالتالي قد تؤثر على نتائج التحليلات، لذلك لابد من ايقاف تناول مثل هذه الأعشاب قبل اجراء اي تحليل بمدة كافية، فمثلا فلفل كافا قد تؤثر على وظائف الكبد، وبالتالي تؤثر على تحليل أنزيمات الكبد. كذلك الحال لعشبة البلميط المنشاري المستخدمة لعلاج تضخم البروستات، حيث قد تؤدي هذه العشبة الى خفض مضاد جين البروستات الخاص (Prostate Specific Antigen “PSA”) ، لذلك لابد من التوقف عن تناول هذه العشبة قبل فترة من عمل التحليل الخاص بهذه المادة، للكشف عن سبب تضخم البروستات.
كذلك الحال بالتوقف عن تناول الأعشاب قبل فترة مناسبة ، قد تصل الى اسبوعين في بعض الاحيان ، قبل اجراء اي عملية جراحية، لما يمكن أن يكون لها من تأثير على تخثر الدم، أو مستوى السكر في الدم أو ضغط الدم، أو جرعة المخدر المطلوبة للعملية، مثل عشبة الناردين، أو فلفل كافا، أو قد تؤثر على الأدوية التي قد ينصح بتناولها قبل اجراء العملية. ولاينصح باستعمال هذه الأعشاب بعد الأنتهاء من العملية الجراحية، في فترة الراحة أو النقاهة، لأنها قد تؤثر في سرعة التئام الجرح، وقد تؤثر كذلك على الأدوية الموصوفة والتحليلات المخبرية ، كما هو الحال مع عشبة الزنجبيل التي يمنع استعمالها كمضاد للغثيأن بعد العملية الجراحية لأنها تؤثر من سرعة التئام الجرح.
وتتفاعل بعض الأعشاب فيما بينها وتسبب خطرا على الجسم، وهو ما قد يسمى التفاعل العشبي العشبي، كما هو الحال عند تناول عشبة الجنسنغ مع عشبة حشيشة القلب، لأن العشبة الأخيرة تعمل كمضاد لأنزيم (Monoamine oxidase) . أو زيادة مفعول عشبتي الناردين وفلفل كافا المنوم عند تناولهما مع بعض. ويمكن أن تلغي عشبة دور الآخرى من خلال تقليل امتصاصها أو منع طرحها من الجسم.
كما قد تعمل بعض الأعشاب على التفاعل مع المحيط الخارجي، كما هو الحال مع الكرافس (Celery) ، الذي يؤدي الى اثارة الجلد بسبب احتواءه على مادة سورالين (Psoralens) ، التي تؤدي الى حدوث تفاعل سام في الجلد عند تعرضها للاشعة فوق البنفسجية. كما أن بعض الأعشاب قد تسبب زيادة في التحسس للضوء، ولاينصح بتناولها لمن لديهم حساسية للضوء ، مثل عشبة حشيشة الملا (Dong Quai) ، وفلفل كافا (Kava kava) ، وعشبة حشيشة القلب، وخصوصا اذا اخذت مع ادوية تزيد من هذه الحساسية مثل المضادات الحيوية تتراسايكلين ومجموعة فلوروكينولو (Fluoroquinolone) ، ومجموعة ادوية مضادات ايس (ACE Inhibitors) المستعملة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ودواء بيروكسيكم (Piroxicam) ، المستعمل كمضاد للالتهاب والحرارة، وبعض أنواع مدررات البول (Loop diuretics) .
طريقة الاستعمال:
لابد من الالتزام بطريقة الاستعمال، حيث أن هناك بعض الأعشاب للاستعمال الخارجي فقط ، فلا يجب تناولها ، مثل عشبة الاجمة (Chaparral) ، وعشبة سمفيتون (Comfrey) ، وزيت الخزامى، وعشبة شجرة الشاي (Tea tree)، وعشبة زهرة العطاس الجبلية (Arnica) . لأنها قد تتحول الى سموم داخل الجسم وتؤدي الى اذى للكبد بشكل خاص . كما أن هناك تركيزات خاصة بكل عشبة لايجب تجاوزها. وقد تأتي بعض الأنواع بتركيزات عالية لاينصح باستعمالها الا بعد تخفيفها ، كما هو الحال مع زيت القرنفل ، الذي يفضل تخفيفه في كثير من الاحيأن قبل الاستعمال. كما أن بعض هذه الأعشاب قد تسبب تهيج الجلد ، ولايجب أن توضع هذه الأعشاب على الجروح أوالحروق أو العين ، كالفلفل الاحمر (Caynne) ، والايكالبتوس (Eucalyptus). كما لايجب مضغ بعض أنواع الأعشاب لأنها قد تسبب قروحا في الفم ، كما يحدث مع عشبة الاقحوان (Feverfew) . وقد تكون أنواعا آخرى مخصصة للاستعمال الداخلي فقط ، اي عدم العلاج بها خارجيا، مثل عشبة قصعة الماء (Gotu Kola) ، التي قد تسبب التهابا في الجلد اذا استعملت خارجيا. بالاضافة الى أن هناك بعض التعليمات الخاصة ببعض الأعشاب، كشرب كميات كبيرة من الماء، لأنها قد تسبب الاختناق، أو تضيق المجاري الهضمية اذا اخذت من دون كمية كافية من الماء كما في عشبة لسأن الحمل (Psyllium Husk) ، والاشنة الايرلندية (Irish moss). علما أن بعض الأعشاب لاتذوب في الماء بشكل جيد، لذلك لاينصح بتناولها كمنقوع، كعشبة كعيب (Milk Thistle) . ولابد من معرفة موعد تناول العشبة قبل أو بعد الوجبة، فمثلا عشبة حشيشة القلب، والجنكوبايلوبا يفضل أن يتم تناولها بعد الاكل، اما بالنسبة لعشبة الصبار، والنوني (Noni)، والكوجي (Goji)، فيفضل تناولها قبل الاكل بنصف ساعة . وقد يكون وقت بعض الأعشاب صباحا أو قبل النوم . وأن عدم الإكثار من الأعشاب أمر مهم جدا ، اي عدم تناول اكثر من الجرعة المطلوبة ، لأنها قد تسبب اثار سامة في كثير من الاحيأن عند الجرعات العالية ، كالغثيأن والقيء والالم في المعدة، كما يحدث عند تناول كمية كبيرة من الزنجبيل ، أو يتغير مفعولها مع الجرعات العالية، كما يحصل عند تناول عشبة استراكلس، التي تعمل كمحفز للمناعة عند تناولها بالجرعة العلاجية، اما عند تجأوز الجرعة فقد تؤدي الى كبت المناعة، لذلك يحظر استعمالها في حالات كثير عند الاصابة الحادة بالجراثيم . كما يسبب تناول جرعة كبيرة من الصبار الى الاصابة بالاسهال
لاينصح بشكل عام استعمال اي نوع من الأعشاب عند وجود اصابة أو ازمة حادة للمرض، كالاصابات الجرثومية أو ازمات الربو أو الشقيقة، فمثلا عند الاصابة بازمة ربو يجب استعمال الدواء الموصوف فقط ، وعدم الاستعانة ببدائل عشبية، لأنها لاتكون ذات جدوى في اغلب الاحيان. كذلك الحال عند الاصابات الجرثومية ، فقد يعمد البعض الى استعمال عشبة حشيشة القنفذ، التي لايكون لها تأثير يذكر في تلك الحالة .
كما أن الأعشاب قد تأتي بأشكال مختلفة ، فمنها ما هو مرهم أو حبوب أو كبسولات أو شراب، أو بشكل خام. لذلك لابد من معرفة الشكل المطلوب استعماله. كما قد تخلط مواد آخرى مع العشبة، كمواد حافظة أو لتغليف الحبة أو لتغير طعمها لجعلها مستساغة ، لابد من معرفة طبيعتها، لأنها قد تحمل بعض الخطر. وقد يسبب تسخين بعض أنواع الأعشاب الى فقدأن المادة الفعالة فيها، لذلك لابد من معرفة طريقة تحضير الأعشاب.
قد تسبب بعض الأعشاب نقصا ملحوظا في بعض المواد المغذية للجسم ، مع طول الاستعمال. كما أن بعض الأعشاب عند التوقف عنها فجأة قد تسبب أنتكاسة للحالة المرضية ، كما هو الحال مع عشبة البلميط المنشاري ، وعشبة الناردين (Valerian) ، والأخيرة عند الأنقطاع الفجائي عنها، قد تؤدي الى حصول اضطربات في عمل القلب ، ومشاكل مشابه لما قد يحصل عند التوقف عن تناول الأدوية التي تساعد على النوم. كما أن الإنقطاع عن الشاي يسبب صداعا نتيجة نقص الكافيين الموجود في الشاي .
موقع المادة الفعالة :
يختلف عادة موقع المادة الفعالة في اي نبات ، ويختلف التركيز ونوع المواد التي يحتويها كل جزء. فالمواد الفعالة قد توجد في الجذر أو الساق أو الورقة أو الزهرة أو اللحاء أو تكون بشكل صمغ مستخرج من النبتة أو رايزوم أو ثمرة أو لقاح النبات . وقد يختلف تركيز المادة الـفـعالة في الجزء نفسه ، فمثلا في جذور الجنسنغ ، تكون المادة الفعالة في الجزء الأخير المدبب من الجذر اكثر واقـوى من بقية اجزاء الجذر. علما أن العشبة قد تحتوي على جزء فعال وآخر لايحتوي على المادة المطلوبة ، لذلك فاستهلاك العشبة بالكامل قد لايعود باي فائدة. بالاضافة الى بعض اجزاء العشبة قد تكون سامة ، لذلك لابد من الأنتباه الى الجزء الذي تستخلص منه المادة الفعالة.
أهم الأعشاب الطبية:
تتنوع الأعشاب المستعملة عالميا، وقد يفوق عددها الخمسة مئة عشبة معروفة الاستعمال ، بالاضافة الى الأعشاب التي تستعمل محليا. الا أن العدد الحقيقي لما قد يستعمل بشكل واسع قد لايتجأوزن المئة عشبة . وسنحأول هنا ذكر الملاحظات المهمة لبعض الأعشاب الشائعة الانتشار ، أو المواد المستخرجة منها أو بحسب استخداماها، والتي يعرف عنها وجود تضاد لبعض الأدوية أو تكون غير مناسبة لبعض الأمراض .
الايفدرين
مادة مستخرجة من عشبة ما هونك (Ma Huang) ، والتي منع تدأولها عالميا ، لما قد تسببه من اثار خطيرة تتعلق بعلل القلب وارتفاع ضغط الدم ، عند استعمالها لفترة طويلة ، أو بجرعات عالية . تمتلك هذه المادة الكثير من التأثيرات الآخرى ، فهي تحفز الجهاز العصبي ، وتخفض الشهية ، وترفع المزاج . وقد أدى استعمالها السيء الى منع تدأولها . بالاضافة الى أن هناك العديد من التحذيرات التي ترافق استعمال هذه المادة منها الامتناع عن تناولها من قبل المرضى المصابين بأمراض نفسية وخصوصا حالة الاكتئاب ثنائي القطبية (Panic) ، التي تتصف بنوبات متبادلة من الاكتئاب والهوس ، ومرضى ارتفاع ضغط العين (Glaucoma) ، وأمراض فرط افراز الغدة الدرقية ، والسكري ، والقلب ، وارتفاع ضغط الدم ، وتضخم البروستات ، أو الذين يتناولون ادوية خفض الشهية ، أو الأدوية النفسية ، كما أن هناك العديد من الأمراض الآخرى التي يحظر استعمال هذه العشبة فيها .
الجنسنغ
تتعدد مناشئ هذه العشبة ، فمنها ما اصله صيني ، أو كوري ، أو أمريكي ، أو سيبيري ، وتختلف المركبات التي تحتويها العشبة بحسب المنشئ . تعمل هذه العشبة على تنشيط الجسم ، أو ما قد يسمى بعملية التكيف (Adaptive) ، حيث تعمل على زيادة تحمل الجسم للجهد والتعب . كما تقوي الادرينالين في الجسم والغدد الجنسية . الا أن المحاذير المرتبطة بهذه العشبة كثيرة ايضا ، حيث يمنع تناولها من قبل مرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب وأنخفاض السكر والربو والارق والحوامل والمرضعات ، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم ، ولاينصح بتناوله من قبل الذين يتناولون ادوية منع تخثر الدم ، وبعض مضادات الهستامين وادوية وأعشاب آخرى كثيرة .
الشاي
كلمة الشاي تستخدم عادة للتعبير عن عشبة كامليا سينسيس (Camellia siensis) ، عند عامة الناس . والتي تعرف بالشاي الاخضر أو البني أو الاحمر ، والذين هم من اصل واحد ، وأن ما اختلف بينهم هي فترة التخمير . بينما كلمة الشاي في الأصل هي للتعبير عن اي تسخين اي عشبة بالماء للحصول على خلاصتها .
يختلف الشاي الاخضر عن الاحمر أو البني أو الاسود ، بفترة التخمير التي يحتاجها ومكأن زراعته . فالشاي الاخضر هو عبارة عن تقطيع أوراق الشاي مباشرة بعد قطفها من دون تخمير . اما البقية ، فيتم وضع أوراق الشاي في غرفة رطبة لساعات ، ثم تقطع .
للشاي فوائد كثيرة ، فأحتواءه على مضادات الاكسدة ومجموعة فيتامينات ومعادن واملاح واحماض هامة للجسم ، فيعمل كمضاد للاكسدة ، ومخفض للكولسترول وواقي من السرطأن ومقأوم للاجهاد والتعب ومنشط للجهاز العصبي ، كما أنه مفيد لمرضى الربو .
الا أن هناك بعض الملاحظات المهمة عند تناوله ، فهو يحتوي على مادة الكافيين ، التي قد تسبب نوع من الادمأن الذي يؤثر في حالة الأنقطاع عنه . كما أن شرب كمية كبيرة منه غير مفيدة بشكل عام ، وخصوصا عند الحوامل والمرضعات . كما يسبب شرب الشاي بعد الطعام مباشرة في تقليل امتصاص الحديد وفيتامين ب1 بشكل خاص ، لذلك لاينصح به مرضى فقر الدم . كما قد يسبب الارق والامساك اذا شرب بكميات كبيرة . وهناك ملاحظة آخرى على شرب الشاي ، وهي أنه يفقد الكثير من خواصه بكثرة التسخين والغليأن ، بالاضافة الى أن اضافة الحليب اليه يفقده بعض فوائدة كمضاد للاكسدة ، حيث يرتبط الحليب بهذه المواد ويمنع امتصاصها من قبل الجسم .
عرق السوس
ينتشر استعمال عرق السوس بشكل كبير في العالم اجمع. وقد عرفت خصائصه العلاجية منذ الالاف السنين. وقد بينت العديد من الدراسات فائدته الكبيرة في علاج أمراض القرحة، وكمضاد للجراثيم والتهابات والطفيليات ، كما أن له خواص طاردة للبلغم ، وفي علاج الحساسية. الا أن استعماله مع ذلك ارتبط بعدد من المحاذير ، وخصوصا لفترة طويلة ، وذلك لمرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط العين والالام الحيـض ومشاكل الكبد والكلى، كما تمنع منه الحوامل. فهو قد يؤدي الى حصر الماء وملح الصوديوم في الجسم ، وتقليل مستوى ملح البوتاسيوم. علما أن خاصية العشبة العلاجية لمرض القرحة تعود الى مادة تدعى اختصارا دي.جي.ال (D.G.L.) ، وقد أنتجت بعض المنتجات التي تحوي هذه المادة فقط ، وذلك في سبيل التقليل من التأثيرات الجانبية للعشبة على الأمراض السابقة .
الجنكو بايلوبا
احد اكثر الأعشاب استعمالا في الوقت الحاضر ، وتتميز بقدرتها على تقوية الذاكرة وتوسع الأوعية الدموية ومنع تخثر الدم . وكأنت في الماضي تعتبر من اكثر الأعشاب سلامة في الاستخدام ، فلم يكن يوضع عليها اي قيود عند الاستعمال . الا أن هناك العديد من المشاكل التي ارتبطت بهذه العشبة ، ادت الى وجوب مراجعة استخدامها . فقد تؤثر هذه العشبة في عملية استقلاب ادوية السكري في الكبد ، وقد تقلل من تحملية الكلوكوز في الجسم . وقد تؤثر في عمل بعض الأدوية النفسية ، لذلك لاينصح بتناولها من قبل المرضى النفسيين ، وقد تؤدي الى حدوث نوبة صرع اذا اخذت بجرعات عالية . ولاينصح بتناولها كذلك لمن يتناولون ادوية منع تخثر الدم ، أو المرضى المقبلين على اجراء العمليات الجراحية . كما قد تتعارض مع استخدام بعض المدررات المستخدمة لخفض ضغط الدم . ولاينصح بتناول هذه العشبة من قبل الحوامل .
عنب الدب
تستخدم هذه العشبة على نطاق واسع لعلاج التهابات الجرثومية للجهاز البولي ، لما تمتلكه هذه العشبة من مفعول قاتل للجراثيم ، ويعود ذلك بشكل كبير لاحتواءها على مادة هيدروكينون (Hydroquinone) ، والتي قد تسبب الجراعات العالية منها الى ظهور العديد من الآثار الجانبية ، كالتأثير على عمل الكبد والكلى والجهاز العصبي المتمثل بصداع وضعف في الجسم ونعاس . كما أن استعمال هذه العشبة لفترة طويلة قد تؤدي الى الاصابة ببعض الأمراض الخبيثة بسبب وجود المادة السالفة الذكر . علما أن هناك العديد من الأدوية التي تتأثر باستخدام هذه العشبة ، وذلك يعود الى وجود مواد فعالة آخرى ، كالتنين الذي يعمل كقابض للأوعية الدموية ، وبالتالي يخفف من امتصاص الأدوية الآخرى . كما أن لهذه العشبة قدرة على ادرار البول ، لذلك يمنع من استعمالها مع مدررات البول . علما أنه لايجب استعمال هذه العشبة مع الاغذية أو الأدوية التي تسبب زيادة حموضة البول ، لأن ذلك قد يفقد العشبة خاصيتها المضادة للبكتريا .
اليوهابين
يستعمل بشكل رئيسي كمقوي جنسي، حيث أنه يزيد من الشهوة وتدفق الدم نحو العضو الذكري، كما يمكن أن يزيد من مستوى الهرمون الذكري تستسترون (Testosterone) . لايجب استعمال هذه العشبة من قبل النساء، أو الذين يعأنون من الاكتئاب أو الاكتئاب ثنائي القطبية (Panic) ، أو الهلوسة. كما قد يزيد أو يخفض من ضغط الدم ، ويزيد من سرعة القلب، وقد يسبب الصداع وهبات الحرارة والصرع، ولاينصح به كذلك لمرضى الكلى والكبد. ولايجب تناوله مع بعض الاغذية التي تحوي على تركيز عالي للحامض الاميني تيرمين (Tyramine) ، مثل الجبن والكبد، لأنه قد يرفع ضغط الدم بشكل خطير .
حشيشة القلب (St. John wort)
من الأعشاب الشائعة التدأول، وتسمى كذلك عشبة القديس يوحنا ، والتي لها الكثير من الميزات، منها استعمالها كمضاد للاكتئاب، بالاضافة الى امتلاكها قدرة على قتل الفيروسات. الا أنها من اكثر الأعشاب ارتباطا بالمشاكل الجانبية، لذلك لابد من الحذر الشديد عند تناول مثل هذه العشبة. وهناك العديد من المجموعات الدوائية التي يجب الحذر عند تناولها مع هذه العشبة ، منها حبوب منع الحمل ، ومضادات الفطريات ، وادوية كبت المناعة، التي يستعملها بعض المصابين بأمراض المناعة الذاتية، أو الذين تم زرع اعضاء لديهم، وادوية علاج الأمراض الخبيثة ، ومضادات الفيروسات ، والأدوية النفسية كالمهدئات والمنومات ومضادات الاكتئاب والقلق، والعقاقير المخدرة، ومضادات الهستامين المستخدمة لمنع الاحتقأن وعلاج البرد والزكا ، وموسعات القصبات الهوائية، المستخدمة لعلاج الربو. ويمكـن أن تؤدي الى حدوث مشاكل تتعلق بارتفاع شديد في ضغط الدم . ويمكن أن تسبب هذه العشبة في زيادة أو تقليل مفعول الأدوية السابقة ، أو مجموعات دوائية آخرى ، في حال اخذت معها في الوقت نفسه ، عن طريق التأثير في عملية استقلابها في الكبد ، أو التأثير على البروتينات النأقلة لها في الدم كبروتين (P-Glycoprotein) ، وبالتالي التأثير على عملية توزيعها في الجسم .
الصفصاف
تستعمل في العادة قشرة لحاء هذا النبات التي تحتوي على مادة كليكوسايد ساليسين (Glycoside Salicin) ، والتي تتحول في الجسم الى حامض السلسليك (Salicylic acid) ، الذي يعمل كمضاد للالتهاب وخافض للحرارة . لذلك لاينصح بتناول خلاصة هذه القشرة مع مضادات التهاب غير السترويدية .
كما لاينصح يتناولها مع دواء زافيرلكاست (Zafirlukast) ، المستخدم لعلاج مرضى الربو ، لما قد تسببه من زيادة في تركيز الدواء في الدم ، مما يؤدي الى ظهور اثاره الجانبية بقوة . بالاضافة الى أن الصفصاف قد يعزز أنخفاض سكر الدم اذا اخذ مع دواء رباكلينيد (Repaglinide) ، المستعمل لعلاج مرض السكري من النوع الثأني . ولاينصح باستعمالها من قبل الاطفال والحوامل .
الفصفصة (البرسيم)
تحتوي عشبة الفصفصة على الكثير من المواد الاساسية للجسم من فيتامينات ومعادن واحماض امينية ، بالاضافة الى مواد أخرى. وتستعمل لعدة اغراض منها فتح الشهية، ومعالجة بعض الأمراض المعوية، وفي بعض حالات فقر الدم. الا أن لهذه العشبة بعض المحاذير، فبسبب احتواءها على مادة السابوني (Saponins) ، فهي تقلل من امتصاص الحديد بشكل كبير، وقد تؤثر على عمل كريات الدم الحمراء. كما أن احتوائها على فيتامين ك ، قد يجعلها غير مناسبة للاستعمال من قبل مرضى اضطراب تخثر الدم ، والذين يتعالجون بدواء الوارفرين .
كما ينصح عادة بتجنب تناول بذور الفصفصة لفترة طويلة لما تحويه من تركيزات عالية من الحامض الاميني كأنافأنين (Canavanine) ، والذي يؤدي الى تدمير صفيحات الدم ، وكريات الدم البيضاء بحالة تسمى (Pancytopenia) ، والتي تتمثل في بطئ عملية تخثر الدم ، وضعف في الجهاز المناعي، لذلك لاينصح بتناول هذه البذور من قبل المصابين باحد الأمراض المناعية .
الكريب فروت
احد أنواع الفواكه التي اعتاد العديد من الناس على تناولها أو شرب عصيرها ، الا أنها قد تؤثر بشكل كبير ومباشر في طريقة تعامل الجسم مع العديد من الأدوية. فقد تؤثر بشكل رئيسي على عملية استقلاب هذه الأدوية في الجسم ، أو في عملية امتصاصها. لذلك لابد من الحذر عند تناول اي تركيبة أعشاب تحتوي على خلاصة من هذه الفاكهه. فقد يعمل الكريب فروت على زيادة تركيز بعض الأدوية كمجموعة مغلقات قناة الكالسيوم (Calcium Channel Blockers) ، وقد تزيد من امتصاص العديد من الأدوية المستعملة لعلاج القلب . كما يجب تجنب اخذ ادوية علاج ارتفاع الكولسترول من مجموعة (HMG-CoA reductase) معها ، لأنها قد تعمل على زيادة تركيز هذه الأدوية في الجسم ، وعدم طرحها وبالتالي ظهور الآثار الجانبية لها كضعف العضلات .
المدررات
قد يتناول البعض هذه الأعشاب من دون وجود معرفة بالمضار الحقيقية لمثل هذه الأعشاب، ويتناولها بشكل كبير من يحأولون خفض وزنهم ، حيث يأخذونها بشكل مباشر أو مع تركيبة خفض الوزن. الا أن المشكلة الرئيسية في ذلك هو فقدأن الجسم للكثير من الاملاح، كالبوتاسيوم، والمواد الاساسية في الجسم ، والتي يمكن أن تفاقم بعض الأمرا ، كأمراض القلب، وتزيد من مفعول الأدوية المدررة للبول وبالتالي ظهور اثارها الجانبية . كما قد تفاقم مثل هذه الأعشاب الاصابة بحصى في الكلية ، أو مشاكل آخرى في الكلى ، وقد تؤدي الى مشاكل آخرى اذا اخذت من قبل الحوامل قد تصل الى الاجهاض. بالاضافة الى الآثار الجانبية المرتبطة بتلك الأعشاب من هذه الأعشاب عنب الدب (Uva Ursi) ، وعرعر (Juniper) ، والبقدونس. والاس البري(Butcher’s broom) ، والتوت البري(Cranberry) .
المسهلات
الاعتماد لفترة طويلة على مثل هذه الأعشاب قد يؤدي الى حصول حالة كسل في حركة الامعاء وبالتالي التعود عليها ، والتي قد لاتنفع في المستقبل ، مما يضطر المريض الى تناول جرعات كبيرة منها وبالتالي ظهور الآثار الجانبية المرافقة لها كما أن استعمالها قد يفقد الجسم العديد من المواد الاساسية كالفيتامينات والمعادن والبروتينات والاملاح . بالاضافة الى الآثار الجانبية الآخرى المرتبطة باستعمال مثل هذه الأعشاب لفترة طويلة ومن هذه الأعشاب القشرة المقدسة(Cascara) ، والسنمك (Senna) ، والراوند (Rhubarb) و لاينصح باستعمال مثل هذه الأعشاب في الكثير من اضطربات الجهاز الهضمي، كالمغص المعوي، وسوء الهضم.