فقد الناس اهتمامهم بأبحاث الطاقة الشمسية بسبب ضعف مردودها وارتفاع تكلفتها مقارنة بالمصادر التقليدية لتوليد الكهرباء. إلى أن فوجئنا قبل نحو ستة أشهر بأن ألمانيا ستقوم بمشروع عملاق للحصول على ستة آلاف ميغا واط من الكهرباء الناتجة عن الطاقة الشمسية من مدينة أدرار بالجزائر، و ستنقلها بواسطة الحبال (cables) تحت البحر وعبر ايطاليا وسويسرا إلى مدينة آخن بألمانيا بكلفة  18 مليار يورو . وقبل ذلك وقف ساركوزي خطيباً في بلاده وقال بأن جميع المباني التي ستبنى في عام 2012 وما بعد يجب أن تكون مكتفية كهربائياً ولن يجري إمدادها بأي مصدر خارجي للطاقة. أما ما سيبنى في 2020 وما بعد فعليه إمداد البلدية بالكهرباء لإنارة الطرقات والخدمات العامة.

Image
الطلاء يحول الضوء إلى كهرباء تسري في الزجاج

 

وفي شهر مايو أيار من هذا العام ادعت شركة IBM أنها نجحت في تركيز 230 واط  من الكهرباء في مساحة سنتي متر واحد من الخلايا الشمسية بما يعني خمسة أضعاف كمية الكهرباء المستخرجة سابقاً من نفس وحدة المساحة. وهذا شيء جديد وعظيم حقاً، مما سيزيد صعوبة التحدي أمام المنافسين في هذا المجال.

لكن نقلة جبارة أخرى قد حدثت في مجال استغلال الطاقة الشمسية حينما قدم العالم مارك بالدو ومساعدوه لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا بحثاً في 11 أبريل من العالم الحالي، وقد أحدث هذا الاختراع هزة في الأوساط العلمية حيث اعتبر خطوة عملاقة وقفزة بعيدة في هذا المجال. وسارعت مجلة العلوم ( Science) الأمريكية لنشره بينما أفرزت له مجلة العلوم و الحياة الفرنسية ( Science et Vie) ملحقاً خاصاً.

هذا الاختراع هو باختصار مجرد بلّورة مدهونة. اختراع ينهي التلوث، واللهاث لاحتلال منابع النفط ومصادر الطاقة الأخرى. إنه زجاج مطلي بطبقة غشائية رقيقة أو طبقتين من صبغة عضوية لامعة تنتهي بمكثفات شمسية صغيرة عند الإطار. ويمكنك استخدام أي زجاج وكل زجاج للحصول على الطاقة الشمسية، كزجاج نوافذ منازلنا ومكاتبنا وسياراتنا وواجهات المحلات.

 

Image
الطلاء مركب من عدة أصباغ عضوية يقوم كل منها باحتجاز طول معين من الأشعة الضوئية

 

وتكمن أهمية الاختراع في الطلاء . هذا الطلاء أو الحبر هو خليط من أصباغ عضوية يمتص كل منها أطوالا مختلفة من الموجات الضوئية بحيث تمتص في مجموعها معظم أشعة الطيف الضوئية. وتسري هذه الموجات عبر الزجاج إلى أن يتم جمعها وحصادها بواسطة مكثفات صغيرة جداً للطاقة موجودة في إطار الزجاج. ولا يعيب عمل هذا الدهان حدوث أي خدوش به أو وجود تموّجات أو رسومات على سطح الزجاج كما كان الحال في خلايا الطاقة الشمسية التقليدية. هذا ويسمح هذا الطلاء بعبور عشرة بالمئة من النور فقط بينما يتم تحويل الباقي لطاقة كهربائية.

ويتوقع الباحثون أن يجد اختراعهم طريقه للإنتاج التجاري خلال ثلاث سنوات فقط لإنتاج الكهرباء بكلفة معقولة لا ترهق جيوب الناس. كما سيقوم هذا الاختراع بمضاعفة إنتاج أجهزة الطاقة الشمسية الموجودة حالياً.

لكن هل سيرى هذا الاختراع النور حقاً، وهل سنتمكن من الاستفادة منه؟

ـ الله سبحانه وتعالى أعلم. ففي هذا الوقت بالذات الذي جرت فيه هذه النقلة الجبارة في استخدام الطاقة الشمسية - أي ربيع هذا العام 2008 - جاب المنطقة رئيسا أمريكا وفرنسا وباعا لنا كمية من المفاعلات النووية بعشرات مليارات الدولارات. فلنا النووي وبيدهم مفاتيحه ،ولهم الطاقة النظيفة المتجددة عديمة التكلفة و التي لا يمكن لأحد أن يتحكم بها أو يفرض حظراً عليها. وهكذا يشرب المخترعو ن الماء صفواً  ويشربه غيرهم كدراً وطينا.

_____________________________________________________________________________

المراجع:

اختراع مارك بالدو:

http://www.wikio.co.uk/news/Marc+Baldo

http://www.daylife.com/words/Marc_Baldo

http://www.sciencemag.org/cgi/content/short/321/5886/226

http://www.rle.mit.edu/rleonline/People/MarcA.Baldo.html

http://www.iol.co.za/index.php?from=rss_SciTech%20Environment&set_id=1&click_id=143&art_id=nw20080711111056729C372109

مشروع الخط الكهربائي الألماني:

http://www.elmouchahid.net/modules.php?name=News&file=article&sid=712

التطور الذي أحدثته IBM

http://www.physorg.com/news130086323.html

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية