مقدمة كان الهاجس الرئيسي والشغل الشاغل للإنسان منذ قرون هو البحث عن الأمان، والطعام، والمكان الذي يجنّبه قسوة الطبيعة؛ متمثّلةً في التقلبات الجوية القاسية؛ لذلك كان الناس يهتمون بالتطلع إلى الجو الخاص بمناطقهم والى تقلباته وظواهره المختلفة؛ كي يتجنبوا الخطر الناجم من تلك التقلبات والظواهر الجوية، ولكون الحياة إذ ذاك بدائية في جميع المجالات، وأحدهما هو النقل الذي كان بطيئا. لذلك كان لا يمكن الإنسان أن يتحسس التغيرات التي تحدث في الطقس بشكل مفاجئ. أما ألان فقد تطورت الحياة في جميع ميادينها وبشكل خاص في مجال النقل والمواصلات، فأصبح من الضروري للإنسان أن يتعرف على التغيرات التي تحصل للطقس خلال ساعات أو يوم أو عدد من الأيام؛ لكي يهيئ نفسه لتلك التغيرات التي تؤثر سلبا وإيجابا على مجمل نواحي الحياة، سواء كان لهؤلاء الناس علاقة وثيقة بين مهنهم وحرفهم -بصورة مباشرة أو غير مباشرة- بالتغيرات الحاصلة في الطقس أو لم تكن. إن تحضّر الحياة في جميع ميادينها يفرض على الإنسان أن يتابع تغيرات الطقس؛ لأنها تحصل في الغلاف الجوي؛ لذلك عملت الدول والأمم على إنشاء مراكز للرصد والتنبؤ الجوي، والتي تشرف وتنظم عملها منظمة الأنواء الجوية العالمية WMO(World Meteorological Organization) كما عملت وسائل الأعلام المرئية والسمعية على تخصيص وقت لتقديم نشرة الأحوال الجوية التي تعطي توقعات لمجمل التغيرات التي تحصل لعناصر الطقس الحاضرة والمستقبلية (المستقبل القريب ساعة أو يوم أو عدد من الأيام). في النهاية لهذه المقدمة يمكن القول إن الطقس وتغيراته ذو أهمية حيوية بالنسبة إلينا فهو يؤثر في كل
مظاهر حياتنا تقريبا، فهو لا يلعب دورا أساسيا في أوجه النشاط البشري فحسب، بل إنه يؤثر تأثيرا مباشرا بكل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان؛ لذا دعنا نتعرف على أهمية نشرة الأحوال الجوية للناس ومدى أهميتها لهم مع توضيح لبعض من مفرداتها المعلنة يوميا. نبذة تاريخية عن تطور نشرة الأحوال الجوية في كل يوم وفي كل ليلة بلايين الناس حول العالم تستمع إلى توقعات حالة الطقس ماذا سيجلب الغد؟ عندما نسمع التوقع بحالة الطقس يساعدنا ذلك كثيرا على تخطيط نشاطاتنا اليومية. لكن كيف تطور التنبؤ الجوي؟ لنلقي نظرة على تاريخ علم الأنواء، الجوية. في زمن قبل ميلاد المسيح كان التنبؤ بالأحوال الجوية يستند فقط على ملاحظة ورصد السماء، ومنه يمكن تفسير الظواهر المرصودة في السماء، لكن الوقت الذي سوف تحدث فيه لا يمكن معرفته، فقبل 650 سنة قبل الميلاد البابليون في العراق أول من وضع أسلوبا للتنبؤ بتقلبات الطقس، وقد اعتمدوا بذلك على الغيوم والظواهر البصرية، مثل: الهالة.
ظاهرة الهالة (حول القمر)
وفي سنة 350 قبل الميلاد كان العالم الإغريقي أرسطو قد بدأ بملاحظة تغيرات الجو والمناخ وارتفاع الحرارة وهبوطها، واكتشف ما يعرف الآن بدورة الشمس، وفي 340 قبل الميلاد كتب كتابا اسمه Meteorologyica يتضمن نظريات حول تكوّن الأمطار والغيوم والحالوب والرياح والعواصف الرعدية والبرق والهريكانHurricane أما الفلكيون الصينيون ففي سنة 300 قبل الميلاد طوروا تقويما؛ حيث قسموا فيه السنة إلى 24 مناسبة، معتمدين على التفاوت في الطقس بين مناسبة وأخرى. وفي عام 1592 اكتشف العالم الإيطالي غليلو Galilieo Galilei المحرار Thermometer لقياس درجة الحرارة وبعد فترة قصيرة اخترع العالم الإيطالي تورشلي Evangelista Torricelli عام 1643 البارومتر الزئبقي mercury Barometer لقياس الضغط الجوي
العالم الإيطالي تورشلي Evangelista Torricelli
بهذه الأداة البسيطة كان يقاس الضغط الجوي، ولاحظ تورشلي بأن الضغط يتغير بتغير حالة الطقس، فإذا كان هناك هبوط في الضغط فهذا يشير في أغلب الأحيان إلى أن هناك عاصفة، وأصبح بالإمكان كذلك قياس الرطوبة الجوية، عندما اكتشف hygrometer عام 1644. وفي عام 1667 بنى العالم روبرت هوك مقياسا لقياس سرعة الريح. وفي عام 1714 طور العلم الفيزياوي الألماني دانيال فهرنهايت المحرار الزئبقي واصبح في هذا الوقت ممكن قياس حالة الطقس بدقه. كما كان للعرب دورا آخرا عندما كانت سفنهم التجارية تعتمد على الرياح في حركتها ومن هنا جاءت تسمية الرياح التجارية trade wind ومنهم أيضا جاءت تسمية الرياح الموسمية Monsoon كذلك أطلق العرب على الأعاصير المدارية تسمية (طوفان)، والتي تعرف اليوم تايفون Typhone. في عام 1853 عقد أول مؤتمر دولي لوضع أسس التعاون في شؤون الأنواء الجوية، وكان أول نتائج هذا المؤتمر ظهور علم الطبيعة الجوية، كما رسمت أول خريطة جوية. في عام 1854 غرقت سفينة حربية فرنسية و38 سفينة تجارية في ميناءِ القرم (Crimean port) بعاصفة عنيفة. وأجرى مدير مرصد باريس Balaklava تحقيق عن ذلك الحادث وبعد مراجعة سجلات الرصد لاحظوا تكون عاصفة قبل يومين من حصول الكارثة والتي اكتسحت أوربا من المنطقة الجنوبية الشرقية. فلو تم تحذير السفن لما وقعت الكارثة ونتيجة لهذه الحادثة بدأت خدمات التحذير من العواصف الوطنية في فرنسا وهذا اعتراف لبداية التنبؤ في أوسط القرن الثامن عشر لم تكن هناك وسائل نقل سريعة لنقل البيانات من مكان إلى آخر وتقلبات الطقس تحدث قبل وصول البيانات التي تحذر بحدوثها وكان ذلك حتى اكتشاف صموئيل مورس التلغراف الإلكتروني عام 1837 الذي ساعد على إيصال المعلومات بسرعة. وباختراع مورس تمكن مرصدِ باريس البَدْء بنشر أول خرائطِ متطورة عن الطقس. بعدها طورت أدوات تخطيط جديدة لتحمل مزيد من المعلومات على سبيل المثال اكتشفت خطوط تساوي الضغط الجوي Isobar وخطوط تساوي درجة الحرارة Isotherm واكتشفت أدوات التخطيط الأخرى كتطور رموز لاتجاه وسرعة الرياح بالإضافة إلى خطوط لتحديد تلاقي الكتل الهوائية الباردة والحارة وفي القرن العشرين تطورت الأنواء الجوية كثيرا، بعد أن توسعت شبكة محطات الرصد الجوي في العالم، أصبح بالإمكان أن تطلق منطاد يحمل جهاز Radiosondes يقيس درجة الحرارة، الضغط الجوي، الرطوبة، سرعة واتجاه الرياح على ارتفاعات مختلفة من الغلاف الجوي. كما إدخال رادار الطقس في عملية الرصد الجوي، إضافة إلى إطلاق أقمار اصطناعية مخصصة تقوم بتصوير الغلاف الجوي والأرض، كما تطور التنبؤ الجوي باستخدام التحليل العددي والذي تزامن تطوره مع تطور الحاسب الآلي، وأصبح بالإمكان الآن التنبؤ باستخدام نماذج التحليل العددي المختلفة للتنبؤ لمدة يوم إلى سبعة أيام بدقة عالية لماذا النشرة الجوية إن معرفة حالة الطقس من خلال النشرة الجوية اليومية ضرورة حياتية يتطلب من الجميع متابعتها؛ لأنها تعلمنا عن حالة الطقس الحالية، واستشراف المستقبل الذي بدوره يساعدنا دائما على التخطيط الدقيق لحياتنا في مختلف ميادينها الاجتماعية، والزراعية، والنقل بمختلف أشكاله، ومياديننا الصناعية والتجارية، والصحية، والسياحية، والعمليات العسكرية. في ميدان الـنــقـــــــــــــل • النقل الجوي منذ ظهور الطائرات برزت أهمية خدمات الأنواء الجوية في مجال الطيران. فمن الضروري التعرف على مدى الرؤيا الأفقية لتسهيل مهمة أقلاع الطائرات وهبوطها، كما أن تحديد سرعة واتجاه الرياح يحدد اتجاه هبوط ألطائرة والسرعة المطلوبة للهبوط، وأثناء تحليق الطائرة يحتاج الطيار معلومات عن سرعة واتجاه الرياح عند ارتفاعات مختلفة ، كذلك يحتاج معرفة درجة الحرارة لاختيار الارتفاع المناسب بالإضافة إلى معرفة مناطق الزوابع الرعدية والغيوم وارتفاعاتها. لذلك فإن حالة الطقس تحدد حركة الطائرات فإذا كان الطقس رديئا فإن الرحلات الجوية تلغى أو تؤجل.
• النقل البحري يهتم البحارة بمعرفة سرعة واتجاه الرياح؛ لما لها من تأثير على سير السفن، وتؤثر على وقود السفن فيما إذا كانت الرياح باتجاه السفينة أو ضدها، أما إذا كانت السفن شراعيةً فإنها تتحرك على أساس المعلومات عن سرعة واتجاه الرياح. كذلك تؤثر الرياح على حالة البحر فيما إذا كانت أمواج عاتية أم لا، وحتى معرفة سرعة واتجاه التيارات البحرية ومواعيد المدر (المد والجزر) مهم في عملية إرساء السفن على المرافئ. ويستفيد الصيادون في البحر من المعلومات المتعلقة بحالة الطقس؛ لأن الأسماك تتكاثر في مناطق معينة حسب الظروف الجوية، مثل: درجة الحرارة، وشدة الرياح التي تؤدي إلى اضطراب البحر وهياجه، بالإضافة إلى ذلك فإن الصيادون يستخدمون التنبؤات الجوية لتنظيم تحركات قوارب الصيد.
• النقل البري تتأثر الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية بمختلف العوامل الجوية. ففي بعض المناطق تؤدي غزارة الأمطار إلى تحويل مياه الأمطار إلى سيول جارفة وفيضانات تسبب توقف حركة النقل وقطع خطوط السكك الحديدية والطرق وكوارث اجتماعية، كذلك عندما تهب العواصف الرملية والترابية فإنها تؤدي إلى انعدام مدى الرؤية، وبذلك تؤثر على سرعة السيارات، وتؤدي إلى حوادث مرورية كثيرة، ويمكن تجنب ذلك بعد أن يعرف سائق المركبة الحالة الجوية، ويقرر عدم الحركة إلا عندما تتحسن حالة الطقس لتجنب الخسائر المادية والبشرية.
العاصمة الإندونيسية جاكرتا تشهد أسوأ فيضانات
منذ خمس سنوات مثلا تسببت موجة الغبار التي خيمت على محافظة جدة (في المملكة العربية السعودية) في انعدام الرؤية لمسافة تصل إلى حدود 100 متر، مما اضطر بعض أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محالهم مبكرا؛ تخوفا من اشتداد الرياح، وامتناع الناس عن مغادرة منازلهم. بعد تلقيها تحذيرات من هيئة الأنواء الجوية وحماية البيئة باحتمال حدوث عاصفة رملية.
في ميدان الزراعة ترتبط الشؤون والأعمال الزراعية ارتباطا وثيقا بالحقائق الطقسية والمناخية، ولا يخفى على أحد أثر كلٍّ من: الإشعاع الشمسي والرطوبة والرياح وحدوث الصقيع والندى والبرد والضباب والأمطار والعواصف الترابية على نحو النباتات أثناء مراحل نموها المختلفة؛ لذلك اهتمت كثير من دول العالم -التي تتميز بطقس متغير من وقت إلى آخر- بإذاعة وتلفزة نشرات جوية كل عدة ساعات توضح حالة الطقس المتغير، وذلك لخدمة المهتمين بالشؤون الزراعية؛ لغرض تلافي الأضرار التي تنجم عن تلك التغيرات في الطقس واتخاذ الإجراءات الاحترازية لذلك، أو التقليل منها، وبذلك أصبح من الضروري أن يمتلك المزارعون ثقافة بالأنواء الجوية تساعدهم على فهم كل المصطلحات والمعلومات التي ترد في النشرة الجوية وأن يتابعوها يوميا. مثلا معرفة اتجاه الرياح تساعدهم في معرفة اتجاه سير أسراب الجراد التي تهلك المزارع إن مرت بها
تحول السماء إلى لون بني حين هبط الجراد على نواكشوط، في موريتانيا فحوّل الأشجار الخضراء إلى هياكل. إن معرفة درجة الحرارة المنخفضة تساعدهم في تدارك خطر ذلك الانخفاض بعد قيامهم بتغطية مزروعات لحمايتها من التلف، وسقوط المطر وكميته التي تعد أحد مصادر الري الآنية أو المستقبلية بعد تجميعها في المياه الجوفية، وتصبح على شكل مخزون ماء يستخدم لاحقا، أو من خلال تجميعها في خزانات. لذلك فإن المعرفة المسبقة بأحوال الطقس من قبل المزارع تساعد كثيرا في حماية مزروعات وحقول الحيوانات.
في الميدان الصناعي والتجاري تهتم العلوم التجارية والصناعية اليوم بالتغيرات في الطقس بشكل كبير، وأصبح المهندسون ورجال الأعمال عند تقدير تكاليف الإنتاج لابد أن يضعوا في الحسبان التكاليف الناتجة من وراء تغيرات الطقس وتأثيرها على التدفئة شتاء والتبريد صيفا، وزيادة استهلاك المياه صيفا، حيث إن هناك عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على كثير من المشروعات الصناعية: درجة الحرارة، تساقط الثلج، الرياح الشديدة والأعاصير المدمرة، الأمطار الغزيرة، وعوامل أخرى كارتفاع نسبة الرطوبة وسوء حالة الرؤية. مثلا من الصعب القيام بعمليات دهان الحيطان والجدران إذا انخفضت درجة حرارة الهواء، كما أن زيادة الرطوبة أو تساقط الأمطار يؤثر على تلك العملية، إضافة إلى أن قدرة العمال الإنتاجية تتأثر كثيرا بارتفاع درجة حرارة الهواء أو انخفاضها. وللصقيع وتجمد التربة والأمطار الغزيرة آثارها المباشرة على العمليات الهندسية والإنشائية، حيث يتعذر إنشاء الطرق و بناء المنازل في مثل تلك الظروف الجوية الصعبة. أيضا من الصعب القيام ببعض الأعمال الهندسية خارج المصانع إذا ما كانت الرياح شديدة، خاصة عند القيام بأعمال البناء في الأدوار العليا وأعمال الدهان وتركيب أسلاك الهواتف والكهرباء. وفي الميدان الصحي يكون للطقس تأثير مزدوج على الإنسان: تأثير فسيولوجي، وتأثير نفسي، وتكون هذه التأثيرات إما: مباشرة كما في حالة تعرض الإنسان لموجة برد شديدة، أو غير مباشرة عن طريق المكروبات والحشرات. لقد دلت الإحصاءات العالمية إلى وجود صلة وثيقة بين عدد الوفيات وحالة الجو، حيث تزداد الوفيات في الأيام التي تهب فيها الرياح بسرعة عالية، وأكثر الظواهر الجوية تأثيرا على صحة الإنسان هي انخفاض الضغط الجوي المترافق بحرارة مرتفعة، وهطول الأمطار ورطوبة جوية عالية، وحدوث عواصف هوائية، إضافة إلى أن حالة الطقس وتغيرات عناصره تلعب دورا كبيرا في المساعدة على الإصابة ببعض الأمراض والتأثير على بعض الأمراض المزمنة لدى كثير من الناس، مثل: الربو. حيث إثارة الغبار والأتربة تساعد على الإصابة بتلك الأمراض، كما أن ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة يؤثر على مرض القلب.
في الميدان العسكري إن أثر الأحوال الجوية على العمليات العسكرية وعدم الإلمام بها قد يؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة على نتائج المعارك. وأصبح من الضروري لكل قائد أن يضع خططه وتقديراته للموقف تبعا للمعلومات التي ترده عن التنبؤات الجوية المقبلة. فإن المعلومات التي استند إليها الجيش الألماني في هجوم الأردين كانت سببا في نجاح ذلك الهجوم، حيث لم تستطيع القوات الجوية الحليفة من مقاومة ودحر الهجوم لسوء الأحوال الجوية نسبة إلى الطيران. وفي الميدان السياحي يحتاج السائح إلى معلومات عن الطقس ليهيئ نفسه لظروف الطقس المتوقعة واختيار الملابس الملائمة وتنظيم حركته وتنقلاته. ولكي يتمتع السائح برحلته وتجواله في مكان ما فإنه بحاجة إلى معرفة الطقس الحسن
في الميدان الاجتماعي نلاحظ مثلا ربة البيت عندما تعرف حالة الطقس يمكن لها أن تقرر هل ستقوم بغسل الملابس أم لا؟ وهل يرتدي أطفالها ملابس ثقيلة أم خفيفة؟ وهل ترسلهم إلى المدرسة أم هناك خطر عليهم من الظروف الجوية؟ كل ذلك يتقرر عندما تواصل متابعتها بالاستماع أو مشاهدة النشرة الجوية. من خلال كل ذلك أصبح واضحا ما هي حاجة الناس والمجتمع لمشاهدة أو لسماع نشرة الأحوال الجوية اليومية والتي تحظى اليوم باهتمام عالمي كبير.
التدقيق اللغوي: خيرية الألمعي