منذ مدة والنقاشات جارية حول إشكالي توحيد فعاليات اليسار المربطة بشكل أو بىخر بالحركة الماركسية اللينينية المغربية. لقد انطلق المخاض منذ 1990 وتبلورت عدة أفكار وتجمعت بعضها وعبرت عن مواقف جماعية.
وقد عرف المسار عدة تعثرات لا سيما ابتداء من 1995. ومنذئد والسجال والجدال قائمان حول جمع الشتات وتوحيد الفعل السياسي. وخلال هذا المسار برزت تيارات وتوجهات، عمل كل واحد منها، بشكل أو بآخر، عل ضمان استمراريته ومحاولة هيكلة نفسه. فهل ستستمر الأوضاع على ما هي عليه، أم يجب الشروع في الفعل؟ نحو أي مسار سيتجه تحول أوضاع اليسار – المنبثق عن الحركة الماركسية – اللينينية ؟ إلى متى سيظل فعله مشلولا ؟ هذه بعض التساؤلات المطروحة أجوب شافية. يعتبر العض أن الوضع الحالي للبلاد يفرض على اليسار – المنبثق من الحركة الماركسية – اللينينية أن ينهض وينبعث من جديد. وهؤلاء يستخلصون بعض صور توجهات المستقبل القريب على الوجه التالي:

- وضعية الجماهير الاجتماعية تأزيم الوضعية الاجتماعي لتلك الفئات( غلاء المعيش- ظلامية الآفاق- عدم الاهتمام حتى بالمطالب المشروعة الآولية).

- جميع القوى السياسية تعمل على إعادة حساباتها والنظر إلى اوضاعها الذاتي وتهييء نفسها ( على مختلف المستويات النظري والعملية) للاستعداد للتطورات المسقبلية.

فماذا عملاليسار – المنيثق من الحركة الماركسي – اللينيني للتعامل مع هذا الواقع؟

إن ما وقع وحدث للحركة الماركسية – اللينينية المغربية ، سواء فيما يخص فشلها في مهمة " التجذر " وسط الجماهير أو "انعزالها" الفكري ليس حادثا غريبا لا مثيل له في التاريخ، ففيه أكثر من حالة من هذا القبيل.

فإذا كان ما وقع في نظر البعض " مأساة " في بعض جوانبه يجب كشف غطاء " التعصب" عنه ، فإذا ما حدث لن يكون غريبا أو نكسة حسب البعض الآخر، إذا ما استطاع اليسار المنبثق من الحركة الماركسية – اللينينية المغربية ( م.ل.م.) أن يحسب له الحساب الصحيح وأن يقيمه حق التقييم.

إن مسيرة النضال الشعبي والجماهيريلم وسوف لن تتوقف بانقراض حركة أو فناء تيارأو توجه. فيمكن أن يكون الجزر تلو الجزر، لكن لا مناص من المد ما دامت هناك حقوق مهضومة وغياب شروط العيش الكريم والحياة بكرامة.

لذا فالحركات التي ترغب أن تظل في التاريخ وليس على هامشه عليها ان تساهم في مسيرة النضال الشعبي بتحويل فشلها إلى حوافز للانطلاق من جديد، لضمان فعلها في هذه المسير. وهذا حسب البعض، ما يجب أن يبحث عنه اليسار المنثق من الحركة .م.ل.م في الظرف الراهن: كيفية حويل الفشل والانتكاسة إلى حافز للانطلاق برؤية أوضح، ويرى البعض أن أول خطوة يجبإنجازها لابد وأن ترمي إلى تجاوز المكبلات الذاتي.

لايحتاج المرء إلى كبير جهد لإدراك الواقع الحالي لفعالات ( فردي وجماعية) اليسار المنبثق عن الحركة م.ل.م. المتميز بشلل الفعل المثر ولا يحاج إلى كبير جهد لإدراك أن أوضاع التشتت والتشرد تجعلانه في وضعية عجز عن الفعل في الركح السياسي: فكريا- اجتماعيا – سياسيا- نظيميا، في وقت تعد فيه كل الهيئات السياسية، بجميع مشاربها وتلاوينها، العدة، تراجع الحسابات وتعيد النظر في الرؤية وتحدد الأهداف وسبل بلوغها وتحاول بلورة تصورات كفيلة باستغلال المتغيرات لحسابها.

إلى جانب ذا، فإن الطاقات النضالية الهائلة الكامنة بالمجتمع تظل عرضة للضياع الفكري والسياسي وقد تنهي إلى اليأس.

ف‘ذا لم يع اليسار المنبثق عن الحركة .م.ل.م. هذا الواقع ويبنى على أساسه تصورا للعمل فسيحصل ما حصل لحركات تاريخي ومواقف كانت فاعلة من أجل التطور فأصبحت معيقة له، ولم تعد تقوى على الدفع إلى الأمام فأضحت غير صالحة لمواكبة التطور أدت إلى البحث عن بديل لها.

والخطوة الأولى على درب تجاوز " الأزمة" هي التغلب على المكبلات الذاتية بتوفير الشروط الحد الأدنى للفعل المؤثر والمساهم فعليا في مسيرة النضال الشعبي. وذلك لضمان تموقع اليسار المنبثق من الحركة م.ل.م. ضمن هذه المسيرة وليس على هامشها، وهذه مهمة لم تعد تحتمل أي مزيد من الإنتظار ولإلا سيلج ذلك اليسار ميدان "الخسارة التاريخية ".

إن الخسارة الناتجة عن شلل فعل هذا اليسار فيلا الظرف الراهن ، إذا كانت تهمه كتجربة، كفكر كتصور مجتمعي فإنها تشمل كذلك مجموعة من الطاقات النضالية الكامنة بالمجتمع (" جيل – التأسيس – جيل استمرارية-" أجيال المسقبل) والطاقات النضالية غير منضوية تحت لواء الهيئات السياسية القائمة، هذه الطاقات التواقة للمساهمة في بلورة تصور يسعى أكثر لتجسيد طموحات الفئات الشعبية.

فحين يلاحظ المرء غياب فعل هذا اليسار على الساحة السياسية والركح الإجتماعي يتضح مدى أهمية المسؤولية الملقاة على مناضليه، ومدى انعكاسات هذا الغياب وتوسع مداه بفعل التسارع التاريخي. وكل مزيد من التفريط في هذا المجال هو تفريط في المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق المناضلين المخلصين للشعب المغربي، وفي ما يخص اليسار المنبثق من الحركة م.ل.م. مسؤولية " جيل- التأسيس" و" جيل استمرارية".

لقد قبل أكثر من مرة، عن تجاوز هذا الواقع المتشردم لليسار المنبثق عن الحركة م.ل.م. لن يتأتى إلا عبر توحيد الفعل، لكن سبل توحيد هذا الفعل هو موضوع اللاف والتباين.

إن التغيير ( ولا أقول التطور) أمر طبيعي ولا يمكن تجميد حركة أي مجتمع بشري. فما يعرفه التاريخ حاليا من تسارع يؤدي إلى بروز تطورات غير متوقعة تجعل الناس غير قادرين على مسايرتها كحركة أو التكيف معها إذا لم يعمل على الفعل فيها منذ الآن، إذ خصوصية الظرف الحالي ومتطلبات الغد الفقريب لم تعد تسمح بالإكتفاء بتدبير " الأزمات" لتجاوزها والتعامل مع المتغيرات بنفس قصير.

فلا بد من قدرلاة ودرجة من الإستبصار للتمكن من الإستجابة لمتطلبات الواقع المتحرك " لأن المستقبل يبدأ من اليوم إذا لم يكن بدأ منذ البارحة " واختيار الإنتظار هو في الحقيقة بمثابة التخلي على الدور الواجب القيام به.

وما دام الأمر كذلك وما دام هناك وعي فعلي بضرورة الإجتهاد والابداع فلا مندوحة من إمكانية استكمال الرؤية لضمان خدمة المسار في اتجاه تحقيق المطلوب.

فالطلب موجود والمطلوب معروف ولم يبق إلا تدبير علاقة التواصل بينهما.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية