أضم صوتي الى كل الاصوات العربية والاسلامية التي رأت الخطر الكبير في قضية الصحفيين الفرنسيين المختطفين خاصة فيم يتعلق بالتعايش الصعب أصلا بين الجاليات العربية المغتربة والشعوب الغربية المضيفة في البلدان الاوربية , وأؤكد على الأذى البالغ الذي تلحقه مثل هذه الأعمال غير المسؤولة بالقضية الفلسطينية ونضالها العادل باسم الامة كلها ضد المستوطن الذي يمتص الحياة من عروق أبناء الشعب الفلسطيني الممتحن ان الاذى المترتب على مثل هذه الأعمال الصبيانية الطائشة يتسبب في تخبط الراي العام العالمي وخلطه بين مايسمى بالارهاب وبين الجهاد المشروع في كل من فلسطين المحتلة والعراق المستعمر , ويتسبب في المزيد من الأضرار البالغة التي نلحقها من حيث ندري أو لاندري باخواننا المجاهدين المصابرين المرابطين في فلسطين , خاصة وأن مثل هذا العمل الشائن بكل المقاييس الاسلامية والانسانية أتى وبالضبط في وقت تشن فيه فلسطين كلها بشيبها وشبابها ومجاهديها حملة للدفاع عن أسراها
ان معركة الحجاب هي معركة ايمانية فكرية انسانية اسلامية سلمية ولاينبغي أن يتم خلط الاوراق في العراق بمثل هذا الشكل الفاحش ولاينبغي أن تدنس حجاباتنا في أوربة بالدم
ان مسلمي اوربة قادرون وحدهم باذن الله وبالطرق التي يرونها مناسبة على أن يحلوا مشكلاتهم بالتي هي أحسن وبما يرونه من أساليب حضارية ينبغي أت تستعمل في هذا السياق , وان عجزهم عن حل مشكلاتهم في هذه الديار التي آوتهم لايبرر استخدام القوة والعنف ضد الابرياء خاصة من الصحفيين الذين هم اليوم ألسنة الامم وعينها الساهرة للحق أو للباطل
وليس من الحق ولاالصدق ولاالصواب أن يستخدم الصحفيون في مثل هذه المعركة والتي خلطت فيها الاوراق بشكل مفجع لايدل الا على مدى الجهل المريع الذي نتحرك به حتى أننا لانحسن فهم الامور ولاتوجيهها الا الى صدورنا .
ان صحفيا واحدا أشد على الاسلام من ألف جيش , كما أن صحفيا واحدا يمكن أن يجعل الله به وعلى يديه فتحا مبينا لو أحسنا التعامل مع قضايانا وأحسنا فهم لغات عصرنا
ان مثل هذه الاعمال التي لاتتمتع بمصداقية ولاواقعية ولاصحة تصور لاتؤدي ولم تؤدي الا الى أذى الاسلام والمسلمين واصابة القضية المصيرية الاولى لهم بمقتل
اننا نطالب بالافراج عن الصحفيين الفرنسيين كما ندين قتل العمال النيباليين وغير النيباليين الابرياء , وندعو من يدعون أنهم جند الله الى توخي الحذر في سياساتهم الشرعية وفي تصوراتهم عن الامور فان الامور تؤخذ بمجمل الصورة لابجزئية فهم بعضنا لها
واننا اذ لانشك في صدق نيات من يدعي الجهاد في سبيل الله لكننا نشكك في القدرة على الربط وحسن السياسة في الأمور حتى أنها لتبدو موجهة لحرب الاسلام والمسلمين , خاصة أن مثل هذه الاعمال تأتي دائما في توقيت هو من الضرر بالسلام والمسلمين بمكان لايجد معه المرء الا أن يشكك بنيات الفاعلين
وانه من الاسى بمكان أن لاتتنبه الجماهير المسلمة الى مثل هذه المأساة التي تتسبب في خلط الاوراق كلها فنجد الشارع العربي أو الاسلامي يؤيد مثل هذه الاعمال غير آبه بالنتائج الوخيمة التي تعود بها على الاسلام والمسلمين ثانيا, وعلى قضيتهم الرئيسية المركزية أولا وهي القضية الفلسطينية , وانه لمن دواعي العار أن يشعر بعض العرب والمسلمين بالنشوة لاختطاف الابرياء أو الافراد أو الصحفيين في زمن نحن أعجز مانكون فيه عن الاتيان بحركة ايجابية نثبت فيها مواقعنا وندافع فيها عن شرفنا المهان وأراضينا المحتلة والسليبة وحضارتنا التي تكاد تذبح بأيدينا قبل أيدي أعادائنا .
ان قضية الحجاب مسألة يجب أن تحل بالطرق والقنوات الطبيعية التي تتناسب مع مالهذه القضية من أهمية فكرية واسلامية وحضارية في حياتنا ولاينبغي أن تخلط الاوراق الفلسطينية والعراقية بالقضايا الفكرية الحضارية التي تشكل تحد فكري وحضاري لأمة تبدو عاجزة اليوم عن حل مشكلاتها بالحوار ولم يبق لديها الا أن تلجأ الى اللغة الوحيدة التي تفهمها وهي لغة العنف المخزي غير المدروس والذي هو الى الاعمال الجبانة أقرب خاصة وأنه يبتعد عن مواجهة العدو شخصيا ويتجه الى النيل من الأهداف السهلة الرخيصة بحيث أصبح جهادا في غير مكانه يؤدي اليوم الى نتيجة واحدة للأسف وهي اجهاض جهد وجهاد الشعب الفلسطيني المحاصر المقهور .