الوقت الذي لا يكف فيه ناشطو المجتمع المدني السادة ( أنور البني و اكرم البني و عبد الرزاق عيد ) عن الدعوة لحرية الرأي في سوريا ، و إلى إلغاء المحاكم الاستثنائية و محاكمات الرأي . لا يجدون حرجاً في الدعوة لإنشاء محكمة أمن دولة عالمية لمحاكمة كل من يصرح بعدائه للولايات المتحدة الأمريكية فيوقعون على بيان ما يسمى بالليبراليين العرب الجدد ، الذي صاغه السيد شاكر النابلسي ، و ما أدراك ما شاكر النابلسي . و العفيف الأخضر الذي بشرنا أنه يرى (( رؤوساً للاستبداد الشرقي قد أينعت وحان قطافها وأنّ بوش لَصاحِبها». و السيد جواد هاشم أحد الوزراء الذي عينتهم أمريكا خلال احتلالها للعراق . اعتاد السادة المثقفون و الناشطون ، فيما مضى من الزمان ، على إمساك العصا من المنتصف . فكانوا يدينون الإرهاب الأمريكي و الإرهاب (( الأصولي)) ، كما يسمونه ، فيضعون الجلاد و الضحية على قدم المساواة . لكن بعد إنذار السيد بوش الشهير ، الذي أعلن به على الملأ أنه لم يعد يحب الألوان الرمادية ، فإما معه أو ضده . هجر الليبراليون العرب ، و هؤلاء الناشطون . هجروا المساحة الرمادية فانحازوا إلى كل من محرر الشعوب بطائرات الشبح و اليورانيوم المنضب و قنابل السمارت ، السيد بوش ابن أبيه السيد بوش الأكبر ، و إلى (( اسرائيل )) واحة الحداثة و الديمقراطية في المنطقة التي تعاني من الإرهاب الأصولي ، حسب منطوقهم . فسطروا تقريراً رخيصاً مليئاً بالدس و النميمة إلى أكبر فرع أمن في العالم ( مجلس الأمن الدولي ) . يقولون :
(( نحن المثقفين العرب والمسلمين الديمقراطيين والمسالمين الليبراليين الموقعين على هذه العريضة نود أن نلفت أنظاركم - وانتم تضعون التوصيات اللازمة لتنفيذ وتفعيل قراركم رقم 1566- الى مصدر خطير للإرهاب. هذا المصدر الخطير هو الفتاوى المُحرّضة على جريمة الإرهاب التي صدرت وما زالت تصدر عن مجموعة من رجال الدين المتزمتين. فلا يكفي اصدار قرارات تدين الإرهاب، بل إن الحكمة تقتضي انشاء محكمة دولية من قبل الأمم المتحدة لمحاكمة الارهابيين وفقهاء الإرهاب الذين يقدمون للإرهابيين فتاوى دينية تشجعهم على الإرهاب، هذه الفتاوى تلعب دوراً أساسياً في تحرير سادية الإرهابي وغريزة الموت لديه من جميع الضوابط الأخلاقية، وتجفف ما تبقى له من ضمير أخلاقي، ومن شعور صحي بالذنب ))
و يعدد هؤلاء الوشاة أسماء ضحاياهم ، فيذكرون راشد الغنوشي ، و الشيخ يوسف القرضاوي ، و محمد الغزالي ، و سفر بن عبد الرحمن الحوالي ، و علي بن خضير الخضير كدفعة أولى على الحساب . و كي يكتمل التقرير يذكرون تهمة كل فرد من المذكورين . فالغنوشي أفتى بجواز قتل المدنيين في اسرائيل و القرضاوي أفتي بقتل المدنيين الأمريكان و الثالث فرح بتفجير البرجين و الرابع . ..........الخ
لذلك يقترحون على مجلس الأمن أن ينشأ ((وفقا للفقرة التاسعة من قرار مجلس الأمن رقم 1566 بضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية International Tribunal تختص بمحاكمة الارهابيين من أفراد وجماعات وتنظيمات بما في ذلك الأفراد الذين يشجعون على الإرهاب بإصدار الفتاوى باسم الدين ))
و بالطبع لا ينسون أن يطعموا مقالهم ببعض الفذلكات التي تظهر ثقافتهم كي لا يحسبهم رئيس الفرع ( مجلس الأمن ) مجرد مخبرين عاديين . فيقولون :
((جميع الإرهابيين ماتوا أو سيموتون، بفضل مثل هذه الفتاوى، وضميرهم مرتاح وقناعتهم راسخة، لأنهم سيدخلون الجنة في يوم موتهم نفسه، كما تقول لهم هذه الفتاوى. طبعا نحن لا نختزل أسباب الإرهاب لهذه الفتاوى التي تبرره، فللإرهاب أسباب عدة منها قنبلة الانفجار السكاني، ونتائجها من أمية وفقر وبطالة واستبداد سياسي وتخلف في مناهج التعليم وظلامية التعليم الديني... الخ ))
أما الاحتلال و الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ نهاية الحرب العالمية الأولى بفضل السيد بلفور . و مدن العراق التي تقصف و تدمر و تتحول ملاعبها و حدائق منازلها إلى مقابر جماعية فهذه ليست من أسباب ما يسمونه بالإرهاب ، أو أنها نوافل الأمور لذلك لم يكروها ، و ربما هي التي تمت الإشارة لها بـ (.........الخ ) .
و قد فات موقعو البيان أن يذكروا العقوبات التي يقترحونها . فهل سيكتفون بالسجن للمتهمين أم سيطالبون بإعدامهم ؟ و هل سيحق لهم توكيل هيئة دفاع ، أم ستكون المحاكم استثنائية لا يحق للمتهم الدفاع عن نفسه ؟ و هل سيقضي المتهمون عقوباتهم في سجون بلادهم أم في غوانتانامو !!!
لكن لا لا يحق للمخبر أن يقترح العقوبة فهذا من اختصاص سيده . فوظيفة المخبر أن يمارس الوشاية فقط ..........
هناك حالة في علم النفس تسمى عشق القاتل أو الجلاد ، حيث يتقمص الضحية شخصية جلاده . و هذه الحالة تنطبق تماماً على موقعي البيان و معديه .
ليت موقعي البيان بقوا على عادتهم بمسك العصا من المنتصف فطعموا بيانهم بإدانة الإرهاب الصهيوني – الأمريكي ، كما كانوا يفعلون فيما مضى . لكنه السيد بوش ، لم يعد يحب الألوان الرمادية فإما معه أو ضده .
بورك مجتمع مدني يدعو نشطاؤه لإنشاء محاكم تفتيش عالمية في سابقة لم يشهدها تاريخ البشرية من قبل.
-نص البيان على موقع المواطن على الرابط :
http://www.mowaten.org/opinion/11-04/opinion-04112004-05.htm
- أسماء الدفعة الأولى من موقعي البيان:http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=26233
- أسماء الدفعة الثانية من موقعي البيان:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=26428