كوندي التي ضدك وضدي
جعفر عباس
والآن جاءتكم كوندي: التي علينا استقبالها بعبارة سلام يا "فندي"، وهي تُعرف بكوندوليزا رايس، ذات النظرة التي مثل الآيس، الذي هو اللفظ الإنجليزي للثلج، والإنجليزية لغة كل "طرطور وعلج"، وبنت رايس شديدة المراس، وعظيمة البطش والبأس، وإذا قلت لها: يمه ارحميني، قالت: ما يحكمش يا حبة عيني، فبعد رحيل كولن باول عن الخارجية الأمريكية، آلت مقاليد الأمور إلى رايس المكحلة بالشطة المكسيكية، وفي إدارة بوش السابقة والحالية، كان باول الوحيد الذي يستخدم قواه العقلية، كان حكيما وسط دراويش، وعاقلا بين شلة تعاني من الهوس والتشويش، وبهذا تكون كوندي واسم الدلع هذا ليس من عندي، بل هكذا يناديها رئيسها جورج بوش، الذي قيل لنا في بادئ الأمر إنه لا يهش ولا ينش، فإذا به صقر كاسر، ويعتقد أن كل من يعارضه خاسر، .. وبرحيل باول، بقي في حكم أمريكا فريق لا يحسن سوى الفاول، الذي هو اللعب الخشن، عند زج الجيش في الآكشن، كل شيء عندهم يحسمه المارينز، يقودهم نفر من لابسي "التيشيرت والجينز"، مدنيون بلا خبرة عسكرية، يتولون الإشراف على أعمال حربية، وما فيها شيء طالما أنها تدور في أراضٍ أجنبية، خارج نطاق أوروبا الغربية، وبذهاب باول بقي قطيع الذئاب، الذي يستخدم صواريخ كروز حتى لمكافحة الذباب،.. نهاركم - يا عرب - كحل، وليلكم تبن وتفل، ففي مجال الدبلوماسية ستصبح كوندوليزا، هي البريما دونا والموناليزا، وفي الدفاع هناك رمسفيلد الرهيب، الذي لا يميز بين عدو وحبيب، وهناك وولفوويتز الذي يحسم كل شيء بالـ"بليتز"، وهي الهجمات الجوية الساحقة، التي تدمر الأرواح والممتلكات كما الصاعقة، وعلى رأس الجميع دِك تشيني، الذي كتب قائمة محور الشر بالحبر الشيني، مسنودا بشركة هاليبيرتون، التي تصاحب الجنود الأمريكان مزودة بصناديق الكرتون، هم يدمرون وموظفوها "يعمرون"، فتمتلئ تلك الصناديق بالدولارات، وتتدفق على خزائنها السيولة كما الماء في نهر الفرات، والآن تمسك كوندي بزمام السياسة الخارجية والدبلوماسية، وهي مثل رئيسها تعتقد أن الله لم ينزل سوى المسيحية، فالمسلمون أوباش وحوش، ولترويضهم "بعث" الله جورج بوش، وهي لا تميز بين البوذيين والهندوس، ولا السودانيين والهكسوس، كل ما هو غير أمريكي يستحق السحق والدمار، ففسطاط أمريكا ينبغي أن ينتصر على فسطاط التتار،.. ويحزنني أن صلة قرابة جينية تجمعني ببنت رايس، فكلانا بلون نقيض لون "الآيس"، ويحزنني أن رجالا بشوارب مفتولة وملامح شريرة، سيجلسون قبالتها بخواطر معلولة وكسيرة،.. لا ينفع معها كلام مثل: يا وليه عيب، لا ترفعي صوتك ويسمعنا البعيد والقريب،.. ستكون سنوات حكم جورج بوش الأربع المتبقية، جحيما لا يجدي معه الاختباء في الخنادق والأقبية، فالرجل يعتقد أنه المهدي المنتظر، وأن من ولاه ظفر ومن عاداه خسر.. وقبل أيام اقتنى طائرة حربية، تستطيع اصطياد فرد "بالاسم"، وهي في الأعالي الجوية.. وتستطيع أن تقف في نقطة واحدة لعدة أيام، تحصي حركات وسكنات الأنام والهوام، ولا بد من وضع تلك الطائرة موضع التجربة.. وسيكون ذلك في بلاد تضع الحصان خلف العربة! فهمت يا شاطر؟ معليش ستفهم غداً أو بعد باكر.