ومن أهداف التحديث كذلك تغيير أسلوب عمل المعدة كتطوير المقاتلة سكاي هوك ذات المقعد الواحد لتكون ذات مقعدين لتصلح للتدريب, وتحويل طائرة التدريب فوجاماجستر الى طائرة هجوم باستخدام تكنولوجيا الأجزاء البلاستيك في هيكلها بهدف تقليل وزنه وإضافة أسلحة وذخائر إليها. كذلك استخدام شاسيهات الدبابات سنتوريون الملغاة كمنصات ذاتية الحركة للمدافع وراجمات الصواريخ, ومن أهداف التحديث التي ابتدعتها إسرائيل إدخال مهام جديدة على الأسلحة والمعدات المتواجدة فعلا في الخدمة كاستخدام الطائرة البوينج في مهام الإمداد جوا بالوقود والحرب الإلكترونية وتحوير الصاروخ (هوك) المضاد للطائرات إلى صاروخ مضاد للصواريخ, وتطوير القنابل الجوية العادية لتصبح قنابل موجهة واستبدال مدافع الدبابات 105مم بمدافع 120مم, وزيادة تدريع الدبابات القديمة بدروع إضافية لتماثل تدريع الدبابة ميركافا, وتطوير الصواريخ المضادة للدبابات (تاو) بإضافة رأس مدمرة مزدوجة. وقد يكون هدف التطوير زيادة المهام المكلفة بها المعدة كتطوير نظم الصواريخ المضادة للدبابات ليضاف إليها مهمة الصواريخ المضادة للطائرات في آن واحد, واستخدام الهاونات كأسلحة ضرب مباشر مع مهام الضرب غير المباشر. وتحميل الطائرات الروبوتية (دون طيار) بمواد متفجرة لتعمل كأسلحة ضد المطارات ووحدات الدفاع الجوي.
وقد ركزت هذه الرؤية على الاستخدام الأكثر كفاءة للتكنولوجيا لتغيير وجه الجيش الصهيوني ومن ذلك تطوير أجزاء لها درجة مقاومة حرارية عالية بأشعة إلكترونية لإطالة عمر رشاشات وقود محركات الطائرات التي كانت تتآكل بسرعة وابتكار عمليات إلكتروميكانيكية لمقاومة الصدأ والتآكل وهو ما يوفر عشرات الملايين من الدولارات. وبالنسبة لما يعرف بتكنولوجيا الأجزاء اهتمت إسرائيل بتكنولوجيا تصميم وإنتاج الأجزاء البسيطة أو المعقدة ما أدى إلى تكنولوجيا إنتاج النظم الثانوية, ومن بعدها, النظم الرئيسة ثم تكنولوجيا التحديث الشامل, انتهاء بتصميم وإنتاج نظم تسليح جديدة.
واعتمادا على الهندسة العكسية تمكنت إسرائيل من تحديث نظم تسليح معينة بالخبرة المكتسبة من الهندسة العكسية لنظم أخرى مشابهة باستبدال بعض الأجزاء والنظم الثانوية بأخرى أكثر تطورا أو بإضافة أجزاء ونظم ثانوية لم تكن متوافرة أساسا إلى نظام تسليح جديد وأمكنها كذلك التوفيق بين نظم تسليح قديمة ونظم أخرى حديثة, والجمع بينهما. وباستخدام مفهوم أشمل من الهندسة العكسية أمكن إضافة تكنولوجيا جديدة لأسلحة قديمة وهو ما يطلق عليه (تكنولوجيا دمج التكنولوجيات) ويعني التوفيق بين التكنولوجيات المتباينة, مثل دمج تكنولوجيا أنظمة التسليح الغربية مع أنظمة التسليح الشرقية. ويعد إنتاج أسلحة حديثة بتكنولوجيات قديمة قمة النجاح في تطويع التكنولوجيا للأهداف الاستراتيجية بدلا من استحداث تكنولوجيا جديدة باهظة التكاليف. ومن بين أكثر من عشرين مجالا للتكنولوجيات الحرجة دخلت إسرائيل عشرة أهمها: برامج الحاسب الآلي والمشغلات الدقيقة والذكاء الصناعي (الروبوت) والتمييز الآلي للأهداف والمقذوفات فائقة السرعة والمواد المركبة والمستشعرات فائقة الحساسية.
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق طرأ تحول على هذه الرؤية الاستراتيجية ففي مايو 2003 وفي سياق نقاشات في المستويات السياسية الرفيعة في الكيان الصهيوني رفع رئيس الأركان الإسرائيلي موشي يعلون "بعد ثلاث سنوات سيكون لدولة إسرائيل جيش مختلف". وقال يعلون: "صحيح أنه بعد حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) أيضاً أقيم جيش أكبر وأقوى، ولكن بعد ثلاث سنوات سيكون الجيش أصغر. . . ولكن أقوى بكثير، ومزود بشكل أكبر بالتكنولوجيا، ومتلائم أكثر مع التهديدات". لكن تطبيق القرارات وتنفيذها سيتأثر بنتائج الحرب في العراق.
من وجهة نظر قادة الجيش والخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين، غيّرت الحرب الأمريكية المصطلحات الأساسية في فن الحرب فقد "خرجت الولايات المتحدة للحرب مع استراتيجية رائعة، مقرونة بحرب نفسية. اختاروا نقاط الضعف لدى الجيش العراقي، وأرهقوا الدماغ دون المس بالجسد". يقول حاييم آسا، الذي كان رئيساً للطاقم الاستراتيجي في حكومة اسحق رابين "المفهوم الأكبر للحرب هو، أنه لا حاجة أكثر لإلقاء قنبلة ذرية. من الممكن احتلال دولة وقت قصير. . . ومع احتمال كبير جداً للنجاح. . .. . كل هذا يغيّر تماماً الصورة الاستراتيجية العالمية. أنا واثق من أن حرب أمريكا القادمة ستكون أكثر تقنية من هذه الحرب أيضاً. لقد دخلوا في حالة تغيير لا يتوقف".
والجيش الإسرائيلي سيحاول أن يلائم تقريباً كل ما يمكن ملاءمته من بناء القوة واستخدام الوسائل القتالية وفن تفعيل القوات الأمريكية في العراق، واليوم فإن الجيش الأمريكي، بعد أن خاض معارك كثيرة في العقد الأخير، أصبح يمتلك الخبرة المتراكمة الأكبر في تفعيل قوات عسكرية كبيرة. وكان رئيس الأركان - ومعه فريق مكون من نائبه غابي اشكنازي، وقائد سلاح الجو دان حلوتس وقائد القوات البحرية يديديا يعاري - قد دفع المبادرة للإصلاحات في الجيش الإسرائيلي إلى الأمام حتى قيل بدء حرب العراق. ففي نوفمبر 2002 أقامت القيادة العامة للجيش ورشة عمل وعرضت فيها الخطوط الهيكلية الأولى للإصلاحات التي ستؤدي حسب تصور القيادة العسكرية الإسرائيلية لعملية تحريك وتنقلات في الجيش وثورة في سلم الأولويات. ونقطة الانطلاق للإصلاحات في الجيش الإسرائيلي التغييرات الملحة في مفهوم الأمن.
وقد تمت بلورة الرؤية الأمنية، فور إقامة إسرائيل من قبل دافيد بن غوريون ولم يتم تعديلها حتى الآن قط. وفي عام 1997 كانت هناك محاولة وحيدة لوزير الدفاع آنذاك، اسحق مردخاي إذ بادر لإجراء فحص مجدد لهذه الرؤية وعين الجنرال دافيد عبري رئيساً لورشة العمل. ومن خلال خمسة طواقم توجيه، فحص عبري مجدداً دائرة التهديدات، ووضع المجتمع الإسرائيلي والاقتصاد وانعكاسات ذلك كله على قدرة الإنذار المبكر والردع وقدرة التزود بالمعدات ومستوى جاهزية الجيش الإسرائيلي، والتغييرات المنشودة في بنية القوة وطريقة التنظيم. والطواقم التي عملت على مدار أكثر من سنة أعدت وثائق ضخمة لكن وزيري الأمن اللذين خلفا مردخاي، موشي آرينز وإيهود باراك، اعتقدا أنه لا حاجة لإحداث تغيير في المفهوم الأمني. وعقب انتهاء العمليات العسكرية أعلن مكتب وزير الدفاع شاؤول موفاز إنشاء القسم السياسي/ الأمني الذي سيتولى رئاسته الجنرال عاموس غلعاد منسق عمليات الحكومة في الأراضي المحتلة وسيكون ضمن صلاحياته تطوير الرؤية الأمنية.
قائد سلاح الجو سابقاً، إيتان بن الياهو، قال إن "التغيير في المفهوم الأمني كان مطلوباً قبل 15 عاماً وليس فقط بسبب العراق. ولكن في أعقاب الحرب على العراق، خلقت فرصة لتغيير سلم أولويات الجيش. القيام بتغيير مبنى القوات على أن تتم دراسة الأمر بناء على حجم القوات الجديدة التي ستتشكل وكيفية تفعيل القوات". ويعتقدون في الجيش الإسرائيلي أن نافذة الفرص التي فتحت الآن هي لمدة 3-4 سنوات. ويعتقد يعلون أن ما نراه الآن هو فقط جزء صغير من تأثيرات حرب العراق. أما رئيس الأركان الأسبق، أمنون شاحك: فيرى أن هناك متسع من الوقت للتغييرات المطلوبة للثورة في الجيش الإسرائيلي. "يجب التذكر أنه بعد انتهاء الحرب في العراق لم يعد هناك تهديد من الجبهة الشرقية. ضعفت سوريا، ليس عسكرياً فقط إنما اقتصادياً وسياسياً أيضاً.
الدكتور عوزي أراد، رئيس معهد السياسات والاستراتيجية في "المركز متعدد المجالات" في هرتسليا، يتبنى توجهاً مختلفاً عن الاتجاه السائد فيما يخص التهديد العراقي إذ يقول "يجب أن نسأل فيما إذا كانت إسرائيل قد رصدت وخصصت قوات لمعالجة العامل العراقي وهل هذه المخصصات يمكن تقليصها. . . . لم تكن هناك أموال خاصة رصدت للجبهة العراقية والعراق لم يكن عاملاً من عوامل الرؤية الأمنية، ما عدا موضوع الأسلحة غير التقليدية". وأحد التغييرات في الرؤية الأمنية الجديدة التي تبلورت في الجيش الإسرائيلي في أعقاب ورشة العمل في نوفمبر 2002 كان قبول التوجه بأن دائرة التهديد الأولى، الكلاسيكية، إزاء الدول ذات الحدود المشتركة مع إسرائيل فقدت أهميتها. د. آفيآم سيلع، من كبار قادة سلاح الجو سابقاً، يقول: "هذه الدائرة غير موجودة. سوريا لا تشكل خطراً. ولدينا اتفاقية سلام مع مصر والأردن. ولم يعد هناك جيش عراقي. لذا، يجب أن نلجأ إلى المخاطرة المحسوبة لنقول: نحن نجمد قدرات كنا قد طوّرناها لحروبات كلاسيكية. وقد حان الوقت لإغلاق فرق مدرعات وحتى تجميد طائرات قتالية". ويتحدث سيلع عن جيش مكون من ثلاث طبقات:
جيش نظامي
رجال احتياط مدربين
قوات احتياط يتم تدريبها قبيل الحرب فقط.
ويقول آسا، إن الجيش الإسرائيلي اليوم نتاج حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر)، "وهو الجيش الأكثر جاهزية للحرب التي كانت. هذه رؤية قديمة، مبنية على قوات برية كبيرة لا تأخذ بالحسبان الثورة التكنولوجية". رؤية سيلع، التي يشاركه فيها رئيس الأركان الأسبق أيضاً، شاحاك، والجنرالات بن الياهو وبن يسرائيل، ونافيه وحاييم آسا، مقبولة اليوم لدى القيادة العليا. وهناك أيضاً تفسير ذو حساسية للانفتاح الذي يبديه الجيش الإسرائيلي اليوم للتوجه الجديد. قيادة الجيش مكونة من جنرالات وقادة فرق معدل أعمارهم أقل من خمسين سنة. وكانوا ضباطاً صغاراً في حرب 73 أو لم يتم تجنيدهم آنذاك وهم لم يعيشوا أجواء الصدمة ولم يشاركوا في ترميم الجيش. وهم أيضاً ليسوا أسرى الرؤية القائلة بأفضلية قوات مدرعة كبيرة.
ويقترح شاحك، في أعقاب زوال التهديد في الدائرة الأولى، إلغاء واحدة من قيادات القطاعات الثلاثة في الجيش الإسرائيلي ما يعني إلغاء قيادات والقيام بتقليص حاد في تشكيلات قوات الاحتياط. ويقول بن يسرائيل: "لدى إسرائيل جيش بري ضخم. بعد حرب يوم الغفران استعدوا لهيكلية "الحرب الشاملة". ولكن لم تكن هناك معارك مدرعات أخرى، ولذلك يجب تقليص الجيش والاعتماد على دبابات الميركفاه المتطورة". ووفق التقرير السنوي لمركز يافه للأبحاث الاستراتيجية، يمتلك الجيش الإسرائيلي نحو 4000 دبابة، من بينها نحو 1300 دبابة من نوع ميركفاه. والتقليص في المدرعات سيؤدي إلى تقليص كبير في القدرات اللوجستية للجيش الإسرائيلي.
ومن الدروس المهمة للحرب العراقية أن الولايات المتحدة فاجأت العالم باستخدامها المقلص للقوات المدرعة ووفق التقديرات، فإن القوات المدرعة الأمريكية التي تحركت من الكويت باتجاه العراق بلغ عددها بين 500 إلى 600 دبابة. ويقول نافيه: "القوات المدرعة الأمريكية اندفعت من الكويت إلى العراق على مصفحات، وبأقل من فرقتين عسكريتين من قواتها المدرعة هزمت جيشاً يتكون من 21 فرقة مدرعة ومزّقته إرباً ". ويقول آسا: "وبأسلوب تفعيل القوات، حتى لو كان لدى العراق 40 فرقة مدرعة، لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام قوات برية أكثر من تلك". وقد اقتنعوا في جهاز الأمن بأن الأمريكيين استنفدوا بشكل تام الثورة التكنولوجية في حربهم التي خاضوها ضد العراق. وثمة ثورة لا تقل أهمية هي بناء أساليب قتالية ملائمة للتكنولوجية التي تم تطويرها.
ويدور الحديث الآن في القيادة الإسرائيلية عن قوات برية خاصة يتم تأهيلها للعمل بشكل اندماجي مع طائرات مقاتلة وسيتم التشديد بشكل أكبر على تطوير أسلحة موجهة بدقة فحرب العراق أكدت الحاجة لذلك، ويقول آسا: "السر الكبير للأمريكيين يكمن في القدرة على دمج القوات في الجو وعلى الأرض، بالاستعانة بأقمار صناعية وأجهزة سيطرة ومراقبة فالدرس الأهم هو الأفضلية التي يمكن تحقيقها بواسطة استخدام قوة فعالة بمستوى كتيبة تعمل باندماج مع طائرات بدون طيار ومروحيات قتالية وطائرات قتالية هي أنجع بكثير من فرقة عسكرية. وهكذا يمكن خلق حسم استراتيجي والقيادة العليا للجيش الإسرائيلي تدرك هذا الدرس".
والاستعداد في الجيش الإسرائيلي لتقليص حجم القوات مرتبط بعدد من الخطوات التي طرأت بالمقابل إلى جانب إزالة التهديد الوجودي من صوب سوريا والعراق والضرورات المتعلقة بالميزانية والتجربة الأمريكية المثبتة في العراق، يجب الأخذ بعين الاعتبار أيضاً الإنجازات التكنولوجية والوسائل القتالية، التي تم تطويرها في إسرائيل. هذه الوسائل المتطورة تحتل مكان حجم القوات القديم. ولكن في الوقت نفسه مع زوال تهديد الدائرة الأولى، تسعى القيادة العامة إلى تركيز الجهود حول إيجاد رد لتطور دائرتي التهديد الأخريين: "الإرهاب" المحلي والخارجي والتهديد النووي والأسلحة غير التقليدية. ويعتقد سيلع بأن الجيش الإسرائيلي بمقدوره، بواسطة الصناعات الأمنية الإسرائيلية، أن يطوّر قدرات لإحباط وصد المخاطر النابعة من دائرة التهديد النووي. ولذا هناك حاجة لأقمار صناعية وأجهزة سيطرة ومراقبة وتسليح دقيق وصواريخ بحرية. الفائدة من تطوير هذه الوسائل والتزود بها في سبيل الاستعداد لهذه الدائرة مضاعفة وستكون فيها أيضاً فائدة ضد أي تهديد مستقبلي قد يتجدد من طرف دول لها حدود مشتركة مع إسرائيل.
يقول سيلع، حتى اليوم استثمر الجيش الإسرائيلي بالأساس في تطوير تكنولوجيات ووسائل قتالية كما هو مطلوب وفق الرؤية الأمنية القديمة. "وما نحن بحاجة إليه اليوم تطوير وسائل لصد "الإرهاب". يقف في وجهنا مئات الآلاف من الفدائيين والانتحاريين المحتملين ولا يوجد لدينا أي رد ضدهم. من الميزانية الفائضة من وقف تطوير وسائل قتالية غير ضرورية سيتم تطوير وسائل تمكّن من اكتشاف سيارات فلسطينية تسير في الأراضي المحتلة. من غير المعقول أننا لم نطوّر حتى اليوم وسيلة تستطيع أن تكتشف حزاماً ناسفاً من على بعد عشرات الأمتار" !!!
وقد جمع الجنرال احتياط ايتان بن الياهو معطيات للمقارنة حول الثورة التكنولوجية الأمريكية منذ حرب الخليج في عام 1991 وتطبيقها في الحرب على العراق في 2003: ففي عام 1991 قامت 1800 طائرة قتالية بـ120 ألف غارة وفي 40 ألف غارة منها ألقيت قنابل وكان ثلثا القوة الجوية- قوة داعمة، و7%- 10% من التسليح- أسلحة دقيقة. وفي عام 2003 قامت 800 طائرة قتالية بـ 40 ألف غارة في 30 ألف غارة منها ألقيت قنابل، وكان ربع القوة الجوية- قوة داعمة و100% من التسليح- أسلحة دقيقة. أي أنه بأقل من نصف القوات الجوية، وبربع عدد الغارات التي نفذت في عام 1991، حقّق سلاح الجو الأمريكي نتائج أنجع بكثير بفضل التسليح الدقيق".
وفي إطار التحول الشامل الذي يرتكز على زوال تهديد دول الجوار تمد القيادة العسكرية الإسرائيلية نظرها بعيدا إذ يتنظر أن تنضم إسرائيل قريبا إلى مجموعة الدول التي تمتلك حاملات طائرات بسلاحها البحري تكون قادرة على حمل مقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار. وأكد رئيس قسم التطوير في الجيش الإسرائيلي في تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت أن القيادة العسكرية تفضل حاليا شراء نوع جديد من السفن تكون بمنزلة حاملة مزودة برادارات متقدمة وقادرة على إطلاق الصواريخ وقابلة لأن تشكل قاعدة لهبوط عدد من المروحيات والطائرات بدون طيار .مثل هذه السفينة يمكنها أيضا أن تتحمل مهمة الإقلاع والهبوط لمقاتلات أميركية جديدة تحل محل إف-16. ويمكنها أن تشكل قاعدة طوافة لعمليات بعيدة المدى عن حدود إسرائيل ومن المتوقع أن تنضم إلى سلاح الجو الإسرائيلي قريبا. وتعتزم البحرية الإسرائيلية أيضا شراء سفن صواريخ جديدة وحسب قائد سلاح البحرية الإسرائيلي الجنرال يديديا يعاري تقرر تغيير الاتجاه الإستراتيجي نحو تطوير البنية التحتية لسلاح البحرية في أعقاب إعادة تقدير لمهمات السلاح في المستقبل. ويرى خبراء عسكريون إسرائيليون أن سلاح البحرية الإسرائيلية سيكون مطالبا بالعمل بعيدا عن حدود إسرائيل -بالتعاون مع سلاح الجو والقوات البرية- في مهمات ضد قواعد "الأعداء".!!!
حقائق كثيرة خطيرة تتصل بأمننا القومي بل تمسه مساسا مباشرا وما زلنا دون التحدي الذي يجابهنا، وبينما الكيان الصهيوني يمد بصره بعيدا عن محيطه الجغرافي ما زلنا نحن ننظر تحت أقدامنا ونتعثر في واقع هزمنا ومنعنا من أن نرنو بأبصارنا للمستقبل بأمل أن يكون أفضل وهو ما لا يبدو صحيحا، حتى إشعار آخر.