أظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية ونشرت نتائجه اليوم أن الفلسطينين والإسرائيليين يختلفون حول كيفية المُضِيِّ في المسيرة السلطية في المرحلة القادمة.
وهدف هذا الاستطلاع الفريد من نوعه إلى فحص آراء الفلسطينيين والإسرائيليين حول كيفية المضي في المسيرة السلمية ومواقفهم تجاه المصالحة بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، وهو الحادي عشر الذي يجريه المركزان ضمن مشروع بحثي حول الرأي العام لدى الطرفين، حيث تم إجراء الاستطلاع الأول في تموز (يوليو) 2000 عشية الانتهاء من قمة كامب دافيد. وطرح الاستطلاعان أسئلة متطابقة على عينة من 1319 فلسطينيًّا في 120 موقعًا سكنيًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة (بما في ذلك القدس الشرقيَّة) وذلك في مقابلات وجهًا لوجه وكانت نسبة الخطأ 3%، وتم إجراء المقابلات بين10-12 آذار الحالي، أما العيَّنة الإسرائيلية فكانت مُمَثِّلَة للجمهور الإسرائيلي وشملت 602 شخص، وتمت المقابلات من خلال التليفون وكانت نسبة الخطأ 4%. أجريت المقابلات بالعبرية والعربية والروسية ما بين 8-13 آذار2005.

كيفية المُضِيِّ في المسيرة السلمية

وأظهر الاستطلاع المشترك الذي أجري في بين 8-13 آذار (مارس) 2005 وقاما بفحص مواقف الإسرائيليين والفلسطينيين تجاه كيفية المضي في المسيرة السلمية في المرحلة القادمة أن 84% من الفلسطينيين و85% من الإسرائيليين يؤيدون العودة للمفاوضات للتوصل لتسوية شاملة، لكن الطرفين يختلفان كثيرًا حول كيفية القيام بذلك.
ففي حين فَضَّلَ 59% من الفلسطينيين العودة الفوريَّة لمفاوضات الحل الدائم لكافة القضايا لحلها كلها مرة واحدة فيما يؤيد 31% نهجًا متدرجًا، أو خطوة خطوة، قال 57% أنهم يفضلون النهج التدريجي، أو الخطوة خطوة، و34% فقط يفضلون حلًّا دائمًا لكافة القضايا مرة واحدة.
رغم هذه التفضيلات المختلفة، فإن 53% من الإسرائيليين و51% من الفلسطينيين يقولون بأنهم سيؤيدون قرار قيادتهم المتعلق بكيفية المضي في المسيرة السلمية حتى لو اختلف مع تفضيلهم، فما يقول 37% من الإسرائيليين و41% من الفلسطينيين بأنهم لن يؤيدوا قرار قيادتهم في تلك الحالة.
وفي السياق ذاته يؤيد 59% من الفلسطينيين و60% من الإسرائيليين خطة خارطة الطريق فيما يعارضها 35% من الفلسطينيين و36% من الإسرائيليين.
وبحسب الاستطلاع المشترك فإن70% من الإسرائيليين و59% من الفلسطينيين يعتقدون أنه من الممكن التوصل لتسوية حل وسط مع قيادة الطرف الآخر. لكن 27% من الإسرائيليين و41% من الفلسطينيين لا يعتقدون بإمكانية ذلك. 61% من الإسرائيليين و62% من الفلسطينيين يعتقدون أن قيادتهم قوية بدرجة كافية تمكنها من إقناع شعبها بقبول تسوية كهذه. 65% من الفلسطينيين مقابل 38% فقط من الإسرائيليين تعتقد أن قيادة الطرف الآخر قويَّة لدرجة كافية بحيث يمكنها إقناع شعبها بقبول تسوية كهذه.
واعتقد 48% من الإسرائيليين أن إسرائيل يمكنها التفاوض أيضًا مع حماس لو كان ذلك ضروريًّا للتوصل لتسوية حل وسط و47% تعارض ذلك. أما بين الفلسطينيين فإن 79% تؤيد مشاركة حماس في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل فيما يعارض ذلك 19%.

تقييم الجمهور لمبادرات سلام سابقة

وعند سؤال الجمهور الإسرائيلي والفلسطيني عن تقييمهما للأسباب التي أدت لفشل عملية أوسلو السلمية وقمة كامب دافيد، فإن الطرفين قد ألقيا اللوم على الطرف الآخر، و63% من الإسرائيليين يعتقدون أن السبب الرئيسي لفشل أوسلو يعود لأن الفلسطينيين لم يتجاوبوا بشكل كافٍ واستمروا في استعمال العنف، لكن 5% فقط من الفلسطينيين تشاركهم هذا الرأي.
و 54% من الفلسطينيين يضعون اللوم على إسرائيل لأنها لم تكن متجاوبة واستمرت في بناء المستوطنات، و20% فقط من الإسرائيليين يشاركون الفلسطينيين في هذا الرأي و10% من الإسرائيليين و33% من الفلسطينيين يلومون نهج الخطوة خطوة التدريجي كمسبب للفشل.
أما بالنسبة لقمة كامب دافيد فإن 70% من الإسرائيليين مقابل 5% فقط من الفلسطينيين يعتقدون أن فشلها يعود لكون عرفات لم يكن جادًّا في مسعاه للتوصل لتسوية دائمة وشاملة مع إسرائيل.
ومن جانب آخر فإن 50% من الفلسطينيين مقابل 11% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن فشل كامب دافيد يعود لأن إيهود براك لم يقدم عرضًا كافيًا وأن عرضه قد كان أقل بكثير مما ادعى أنه قدمه، و13% من الإسرائيليين و36% من الفلسطينيين يعتقدون أن قضايا القمة قد كانت عديدة والفروقات بين مواقف الطرفين كبيرة بحيث لم يكن ممكنًا حلها دفعة واحدة.

خطة شارون لفك الارتباط ومستقبل المستوطنات

ويؤيد 52% من الإسرائيليين و44% يعارضون إجراء استفتاء على خطة شارون لفك الارتباط. وفيما لو تم إجراء استفتاء كهذا اليوم، فإن 65% من الجمهور الإسرائيلي سيؤيد الخطة فيما سيعارضها 29%، و49% من الإسرائيليين يؤيدون مشاركة العرب الإسرائيليين في هذا الاستفتاء فيما يعارض هذه المشاركة 48%، و67% من الإسرائيليين يؤيدون و30% يعارضون تفكيك معظم المستوطنات في المناطق الفلسطينية كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
يرى 75 % من الفلسطينيين خطة شارون لإخلاء المستوطنات في قطاع غزة انتصارًا للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل ولكن 23% منهم لا يرونها كذلك.
أما بين الإسرائيليين فإن 44% يرون خطة شارون لإخلاء مستوطنات القطاع كانتصار للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل فيما تعتقد نسبة 50% أنها ليست كذلك.
وأشار 30 %من الفلسطينيين و9% فقط من الإسرائيليين بحسب الاستطلاع أن لدى السلطة الفلسطينية قدرة عالية على ضبط الأوضاع في قطاع غزة بعد فك الارتباط فيما تعتقد نسبة 43% من الفلسطينيين و34% من الإسرائيليين أن لديها قدرة معقولة على القيام بذلك، و23% من الفلسطينيين و51% من الإسرائيليين تعتقد أن لديها قدرة منخفضة أو ليس لديها قدرة على الإطلاق.
ويعتقد 36% من الإسرائيليين أنه لو قامت إسرائيل بفك ارتباطها عن قطاع غزة بشكل كامل فإن الهجمات ضد أهداف إسرائيلية سوف تنخفض ولكن 27% تعتقد أن الهجمات ستبقى على حالها بدون تغيير فيما تعتقد نسبة من 31% أنها سوف تزداد.
وفي المقابل فإن 29% من الفلسطينيين سيؤيدون و68% سيعارضون استمرار الهجمات المسلحة ضد أهدف إسرائيلية في قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيلي كامل منه.

الديمقراطية في فلسطين والسياسة الأمريكية المتوقعة

ولفت الاستطلاع المشترك أن80% من الفلسطينيين و66% من الإسرائيليين أن النجاح في إجراء الانتخابات الرئاسية الفلسطينية يمكن رؤيته كخطوة للأمام تجاه الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية فيما لا يراه كذلك 17% من الفلسطينيين و30% من الإسرائيليين.
ويعتقد 35% من الفلسطينيين و43% من الإسرائيليين يعتقدون بوجود فرصة ضئيلة لقيام نظام ديمقراطي في السلطة الفلسطينية أو الدولة المستقبلية. 44% من الفلسطينيين و35% من الإسرائيليين يعتقدون بوجود فرصة متوسطة لذلك، و19% من الفلسطينيين و20% من الإسرائيليين يعتقدون بوجود فرصة عالية.
ويعطي35% من الفلسطينيين و6% من الإسرائيليين أوضاع الديمقراطية في فلسطين الآن تقييمًا إيجابيًّا (جيد أو جيد جدًّا) و34% من الفلسطينيين و28% من الإسرائيليين يعطونها تقييمًا وسطًا (ليست جيدة وليست سيئة)، و29% من الفلسطينيين و61% من الإسرائيليين يعتقدون أن الديمقراطية في فلسطين سيئة أو سيئة جدًّا.
ويعتقد 55% من الإسرائيليين و79% من الفلسطينيين يعتقدون أن على الولايات المتحدة زيادة اهتمامها في محاولة إيجاد حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي فيما تقول نسبة من 37% من الإسرائيليين و15% من الفلسطينيين أن عليها تقليل اهتمامها لا زيادته.

المصالحة

مع رحيل ياسر عرفات ومع تجدد النشاط السياسي فإن توقعات وتأييد المصالحة بعد التوصل لحل شامل تزداد بشكل بارز لأول مرة.
حيث يتوقع 41% من الإسرائيليين يتوقعون الآن أن هناك إمكانية لتحقيق مصالحة شاملة خلال العقد المقبل أو حتى خلال السنوات القليلة القادمة وذلك مقارنة بنسبة 32% في حزيران (يونيو) 2004. 24% من الفلسطينيين يتوقعون ذلك أيضًا وذلك مقارنة مع 15% في حزيران (يونيو) الماضي.
وزداد التأييد العام للمصالحة بين الإسرائيليين أيضًا حيث يصل الآن إلى 84% مقارنة مع 80% في حزيران الماضي. 81% من الفلسطينيين يؤيدون المصالحة مقارنة مع 67% في حزيران الماضي.
ولعل الأكثر أهمية من ذلك هو حصول ازدياد في كافة المجالات في تأييد قائمة خطوات المصالحة المحددة.
وسيؤيد 55% من الإسرائيليين و89% من الفلسطينيين وجود حدود مفتوحة للحركة الحرة للأفراد والبضائع بعد التوصل لتسوية شاملة وذلك مقارنة مع 44% للإسرائيليين و82% للفلسطينيين في حزيران الماضي.
وسيؤيد70% من الإسرائيليين و73% من الفلسطينيين بناء مؤسسات اقتصادية والقيام بمشاريع اقتصادية مشتركة وذلك مقارنة مع 66% و66% (على التوالي) في حزيران الماضي.
وسيؤيد 43% من الإسرائيليين و40% من الفلسطينيين سيؤيدون بناء مؤسسات سياسية مشتركة تهدف في نهاية المطاف لقيام اتحاد كونفدرالي بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين وذلك مقارنة مع 35% من الإسرائيليين و26% من الفلسطينيين في حزيران الماضي.
ويؤيد 66% من الإسرائيليين و42% من الفلسطينيين يؤيدون عمل قوانين تمنع التحريض ضد الآخر وذلك مقارنة مع نسبة تأييد بلغت 61% بين الإسرائيليين و35% بين الفلسطينيين في حزيران الماضي.
وأخيرًا سيؤيدون 51% من الإسرائيليين و13% من الفلسطينيين وضع برامج تعليمية للمدارس تعترف بسيادة الطرف الآخر ولا تطالب بعودة أراضي الطرف الآخر لسيادة دولته وكانت نسبة التأييد لذلك في حزيران الماضي قد بلغت 41% بين الإسرائيليين و4% بين الفلسطينيين.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية