على الرغم من إنشاءات ورشات الإصلاح المنتشرة في طول مدريد وعرضها بسبب الاستعدادات الاولمبية، فإن الوصول إلى مقر المحكمة الدستورية الطارئ الذي أقيم في قلب منتزه المدينة الضخم جدا والمسمى "بيت الحقول" لم يكن صعباً، لا أحد يدري بالضبط لماذا تمّ اختيار هذا المكان ليكون مقرا للمحكمة التي تعقد فيها جلسات محاكمة الأربع والعشرين رجلا المتهمين بالتورط في هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي نفذت في الولايات المتحدة الأمريكية. آلاف الملايين أنفقتها الدولة على منشآت المحكمة الاستثنائية هذه ، عامان كاملان من التحضير الاعلامي الهائل لبدء هذه المحاكمة التي قيل عنها أنها ستكون تاريخية ومذهلة وستستأثر باهتمام العالم كله وستجعل من مدريد قبلة الارض، مئات من رجال الأمن بالمصفحات والرشاشات والرادارات، مئات من رجال الاعلام ..ومئات الآلاف من الصفحات الخاصة بملفات هذه القضية، هذه هي الصورة التي كانت في أذهان الجميع يوم بدأت هذه المحاكمة قبل شهرين من الآن ، والتي رسمت صورة عما سيكون عليه الحال في وقت لاحق عندما ستبدأ محاكمات المتهمين بالتورط في تفجيرات مدريد!.
سؤال: أين هي قاعة المحكمة؟ هذا هو السؤال الذي طرحته على الحارس الخارجي ، فأومأ إلى المكان الذي لايبعد أكثر من مائة متر عن الطريق السريع الذي جئت منه، وبكل هدوء أضاف: يمكنك ترك السيارة والدخول الى المبنى.
هكذا بكل هذه البساطة، دون استفسار ولا تفتيش، خمسة رجال أمن فقط كانوا يقفون في نقاط مختلفة من المكان الذي اعتاد كل سكان مدريد ارتياده للفسحة والترويح عن النفس، سلمنا بطاقاتنا الشخصية وعبرنا بوابة الكشف عن الادوات الممنوعة ، وجلسنا في البهو الخارجي ننتظر بدء الجلسة وفتح الباب للجمهور.
أين هم رجال الأمن ؟ أين هي الاجراآت المشددة التي اتخذت لمحاكمة هؤلاء المجرمين العالميين العتاة ؟ أين هي مصفحات الدفاع المدني والشرطة ؟ بل أين هي وسائل الاعلام؟!.
أول الداخلين كانت زميلة اسبانية تعمل في قناة الجزيرة في مكتبها في مدريد، عد التحية سألتها ماذا يجري هنا ؟ بكلمة واحدة أجابتني : مهزلة!! , قلت لها : مهزلة؟ أجابت : انه مسرح يؤدي فيه الناس أدوارهم ، قلت لها انني أحتاج الى رأيك باعتبارك طرف محايد فأنت لست من الحكومة ولست عربية ولا مسلمة، بتت على كتفي وقالت: رجاء بربك دعيني آكل لاأريد أن يقطع أحد رزقي !.
مفوم ..مفهوم ..اطمئني لن أذكر اسمك فيم يمكن أن أكتبه عن هذه القضية.
بعدها دخل البهو أحد المتهمين الذين تمّ الافراج عنهم بكفالة مالية ضخمة , هذا أخ وجار يسكن في نفس الحي الذي أقطنه منذ عشرين عاما , ولكنني لم أعرفه فلعله كان قد فقد في هذه الأشهر الأربعة الأخيرة التي أعيد فيها اعتقاله أكثر من ثلاثين كيلوغراما من وزنه , لابأس انه يبدو بحالة جيدة خاصة وأنه من الخمسة الذين أفرج عنهم , الجميع يعرفون أنه أفرج عنهم لأنه لادليل واحد يثبت أن لهم أي علاقة ب"القاعدة" من قريب أو بعيد , ولكن المحكمة قالت : أنها أفرجت عنهم لأن فرص هربهم من البلاد ضئيلة !! لاأدري أين يمكن أن يهرب رجل متهم بالانتماء الى القاعدة في زمن "غوانتانمو الأجرب"؟؟.
ثلاثة من هؤلاء الخمسة كانوا قد ابتلوا بسبب مجرد شريط فيديو ! الشريط الشهير الذي صوره صاحبه أثناء زيارة له الى نيويورك كما يصور أي سائح على وجه الأرض معالم المدن التي يزورها , شريط عرضت المحكمة 12 دقيقة منه على الحضور , فكان مدعاة سخرية الجميع , شريط أقل مايقال فيه أنه قد صور برداءة واضحة وجودة معدومة , شريط يظهر فيه برجي نيويورك وتعليقات الرجل نفسه الذي صوره وهو مشدوه بهذه التحفة المعمارية الرائعة المذهلة , وفي نفس الشريط في دقائقه الاثنتي عشرة هذه يظهر أطفال وعجائز وبهارج , وهذا هو الشريط الذي ادعى القاضي "غارثون" أن "القاعدة" كانت قد أوفدت هذا المتهم الى نيويورك ليصور لها برجيها , ثم عاد هذا المتهم الى اسبانيا –حسب غارثون طبعا- فسلم الشريط الى اثنان آخران وهذان بدورهما أعطيا الفيديو الى ثالث ليأخذه هذا بدوره الى "تورا بورا" ويسلمه الى زعيم القاعدة !! .. افتراء يضحده حتى الأطفال عاديو الذكاء الذين يمكنهم أن يعرفوا أن أي انسان عادي الخبرات يمكنه أن يدخل الى الانترنيت ليأخذ من هناك معلومات متناهية الدقة عن برجي نيويورك , وأن أي كان يمكنه ان يشتري من أي كشك عادي لبيع الصحف في نيويورك ليس فقط أشرطة مصورة مسجلة عن تاريخ وبناء وأهمية هذين البرجين فحسب , بل ديسكيت ديجيتال يشرح بأدق التفاصيل كيف بني البرجان وكيف قاما وأنشئا , فضلا عن الكتيبات المصورة والملونة الخاصة بهذا الموضوع , بل وبكل منشأة سياحية عالمية في المدن الخاصة بها .
وعندما جاءت قوات الأمن الاسباني لاعتقال الرجل كان هذا الفيديو الشهير موجودا في غرفة استقباله للضيوف أمام الجميع , لم يكن الرجل بحاجة الى اخفائه ولاتغييبه , بل كان يعرضه على أصدقائه باعتباره ذكرى جميلة عن رحلة كانت سعيدة عبّر الرجل عنها أثناء محاكمته بكلمات بسيطة صادقة عندما قال : أنا رجل معجب بالولايات المتحدة ولذلك ذهبت لزيارتها أحقق أحد أحلام حياتي .
وهل بين العرب من كان لايحلم بزيارة ذلك البلد الذي بلغ أوج المدنية التي قامت على سواعد مجموعات بشرية تنتمي الى كل الرسالات السماوية والحضارات والأعراق والقوميات.
الأغرب والأعجب من هذا أن المدّعي العام في هذه القضية كان قد طلب من "غارثون" أن يلغي "الفيديو " كدليل في هذه المحاكمة ولكن غارثون رفض , إلا أن العجب العجاب يتجلى في قيام المدعي العام هذا نفسه وبعد شهرين من المحاكمة وبعد عرض الفيديو والافراج عن صاحبه ,قام بتوجيه تهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي بدليل الفيديو نفسه الذي كان قد طلب من غارثون إلغاءه كدليل , ومن ثم فقد طالب هذا المدعي بمعاقبة "غصوب الأبرش " هذا بسجنه 75000عاما بتهمة المشاركة بقتل ثلاثة آلاف شخص في نيويورك عن طريق تصويره هذا الفيديو!!.
بعد قليل رأيت الزميل "تيسير علوني" يلج الباب , كان متعبا أكثر مما كان عليه الحال قبل عام تقريبا عندما اِلتقيته في مقر مكتب الجزيرة في مدريد , هذه هي المرة الثانية التي أرى فيها العلوني شخصياً , تواضعه الجم وأدبه وأناقة تصرفه تفضح هذه الشخصية الاستثنائية نبلا ودماثة خلق, لم تجعل قناة الجزيرة منه شخصية عالمية فحسب بل لقد ساهم في ذلك صاحبنا القاضي "غارثون" عندما توصل بعبقريته الفذة الى اعتبار العلوني "بريداً" للقاعدة " , ثم جاء المدعي العام بجوهرة وتحفة لاحقة حيث قال أن عمله في الجزيرة دليل وحده على اضطلاعه بمهام الخدمة الاعلامية للقاعدة .
اعتذر العلوني بأن زوجته اليوم غير موجودة معه لأن الاولاد في غرناطة وحدهم متعبون وقد اضطرت الى السفر لتكون معهم !
لامشكلة .. ستة ساعات ذهاباً وستة اياباًبين مدريد وغرناطة , رمية حجر !! أفرجت المحكمة عن العلوني بكفالة بعد أن اعتقلته مرتان , هذه المرة أفرج عنه لأسباب انسانية , منها أن صحته لاتحتمل السجن .إلا أن وسائل الاعلام الاسبانية عشية الافراج عن هذين الرجلين كتبت تقول "القاضي ترك لنا في الشارع اثنان من مجرمي القاعدة ليسرحا في البلاد ويخططان لوضع المزيد من القنابل بين ظهرانينا" .
حدثني العلوني عن مشروعاته المستقبلية , عن أولاده , ووجد وقتا لكي يسألني عن أولادي .
لم أجد في لوائح الاتهام دليلا واحدا منطقيا لادانته !, نقل العلوني مرة مبلغ أربعة آلاف دولار سلمها لأحدهم من أحدهم في مدريد أو غرناطة , من منا لم ينقل بيده أموالا سلمها أحدهم الى أحدهم ؟, من منا لم ينقل من البلاد أمتعة وأموالا والى البلاد أمتعة وأموالا؟ , كل المهاجرين يفعلون هذا من مسلمين وغير مسلمين , ومعظم العرب والمسلمين يتعاملون بينهم بهذه الطريقة تخصيصا كيلا يلجؤون الى المصارف , معظم العرب والمسلمين المقيمين في الغرب يتعاملون بالقروض الأخوية فيم بينهم ولايقترضون بالفوائد , أموالهم جميعا دولة فيم بينهم , الملتزمون منهم وغير الملتزمين , معظم الناس لايستبيحون لأنفسهم أموال المصارف على الرغم من الفتاوى الخاصة ببعض المقيمين في الغرب .
من منا لم يتبرع بشيء من ماله لفلسطين أو البوسنة أو الشيشان وأفغانستان وكوسوفا ؟ خاصة وأن القنوات التلفزيونية الاسبانية نفسها كانت قد أقامت حملات كاملة للتبرع لمنكوبي البوسنة ثم كوسوفا في حينه , حتى أن أحد سائقي التاكسي في برشلونة بلغ به التضامن الانساني في حينه أن خصص 10% من دخله اليومي لهذه المناطق الممتحنة , وكان يطلب من زبائنه أن يوقعوا على قسيمة تثبت رغبتهم في مشاركته هذا العمل الانساني الرائع .
لماذا لا تبحث السلطات الاسبانية عن هذا الانسان العظيم لتعتقله بتهمة التورط في دعم القاعدة؟!.
الرجل الثالث الذي رأيته عند باب صالة المحكمة كان أحد الاخوة-الأبناء الذين كانت تربطنا به علاقة مودة عميقة في غرناطة , لم أكن قد رأيته منذ عشرين عاما , نعم.. الأيام تغيرنا من الداخل والخارج تعجننا وتطحننا وتتركنا على قارعة طريق الحياة صامدون قادرون على التشبث بالصخر أو أشلاء تبحث عن مدفن .
لم أكن لأرغب برؤية هذا الاخ بعد كل هذه الايام في مثل هذا المكان وهذا الموقف الصعب , كان من أشد شباب غرناطة حيوية وعنفوانا , كان يدرس الطب ويملأ الأجواء من حوله مرحا وحبورا , مازلت أذكر كيف استغرب يوم أهديته كتابا لي باعتباره أحد أبنائنا في الغربة , وكانت المرة الاولى التي كلمته فيها عند باب تلك الصالة..صالة المحاكمة , سألته عن صحته التي قالت وسائل الاعلام أنها قد تدهورت مع أنه في شرخ الشباب .
يجب أن ننتبه كثيرا وكثيرا جدا لدى التلفظ بكلمة "شباب" فهذه الكلمة تسببت في سجن العلوني وكل القاطنين من أصحابه المقربين في غرناطة , حيث اعتُبرت اسماً لتنظيم سري بالغ الخطورة يدعى "شباب غرناطة" , والسبب أن هؤلاء الناس كانوا يستخدمون هذا اللفظ في محادثاتهم الهاتفية : كيف الشباب ؟ هل رأيت الشباب؟ هل ذهب الشباب اليوم الى السوق ؟ الشباب قالوا أن الجو اليوم غير مناسب للخروج في نزهة!
أكد الجميع من متهمين ومحامين ومترجمين وشهود أن هذه اللفظة يستخدمها أهل الشام من سوريين وفلسطينيين وأردنيين ولبنانيين في محادثاتهم العادية , ولكن وعلى الرغم من هذه التأكيدات فلقد طالب المدعي بسجن هؤلاء "الشباب"الذين تجاوز أصغرهم سن الأربعين مدة اثني عشر عاما كل واحد منهم بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي اسمه "شباب غرناطة" , ابني في الثالثة عشر من عمره كلما تحدث مع أصدقائه السوريين في الهاتف يسألهم : كيف حالكم أيها الشباب ؟ نبهته وقلت له ستكون في السجن بعد سنوات من التنصت على مكالماتنا الهاتفية بتهمة الانتماء الى " تنظيم شباب أم عبدو" –يعني أنا- , جانبا يجب أن أنوه أن "أم عبدو " يعتبر لدى قوى الأمن الاسبانية اسمي الحركي , وللعلم وجب التنويه!.
كان موقفا صعبا ذاك الموقف , لم يكن أصعب منه الا رؤية زوجات المعتقلين يدخلن بهو الانتظار , جميعهن في هدوء ملفت وأناقة غير عادية , رافعات الرؤوس يتحدين الموقف والأيام والمحنة التي تصبح مضاعفة ألف ضعف في الغربة , حيث يقل الصديق ويختطف المعيل , واحدة تلو الأخرى جئن يقفن الى جانب أزواجهن , يوميا تقطع معظمهن المسافات الطويلة بالمترو وحدَهن لسبب بسيط جدا هو أنهن لايملكن مجرد أجرة التاكسي , لكن هذه الحاجة الملحة لم تثن العزم ولم تجعل بنات الكرام ينثنين ولاينحنين ولم يسمحن أصلا لهذا العوز النفسي والمادي أن يظهر ضعفا ولااستسلاما في وجوههن لدى اجتياز تلك البوابة , العزة بالانتماء الى الحق , وكرامة الذي يعرف أنه مظلوم كانت في جباههن , العصامية والاستعفاف من شيمهن وأخلاقهن , أميرات دون تيجان كن أولئك النساء في ذلك الموقف العصيب الذي استعصى على رجال الجالية فلم يشهده منهم إلا من طلبته المحكمة ليشهد في تلك القضية.
يأتين الى المحكمة صباحا ومساء , يُردن أن يعلن للملأ وللعالم أنهن سيبقَين الى جانب هؤلاء الأزواج ولن يتخلوا عنهم لسبب بسيط جدا هو قناعاتهن التامة ببراءتهم , السلطات الاسبانية لاتمنع ذوي المعتقلين من أن يشدوا عضدهم , لكن وقوف هؤلاء الزوجات الى جانب هؤلاء الازواج كان موقفا بطولياً سيسجله التاريخ لهن , ربما الوجه الوحيد الذي يعرفه العالم عن هذا الوجه من هذه المحنة كان وجه زوجة الاستاذ تيسير علوني , تلك اللبوة التي نافحت عن زوجها بكل ماتملك ولكن معظم زوجات بقية المعتقلين لم يكنّ أقلّ منها اقداماّ وشجاعة وصبرا وكفاحاً, سألتها عندما اعتقل أول مرة عن حالها , قالت لي : ياأم عبدو –يعني أنا- حتى المجرمين يستحقون انسانا يقف الى جانبهم فكيف بمن يعرف يقينا أن هذا الانسان برئ ومظلوم.
تعبير عن الحب , أبلغ تعبير عن الحب والعرفان والمودة رأيته في حياتي , أم نور , أم مصعب , أم أسامة , غيداء , أسماء , خمسة نساء شابات في مقتبل أعمارهن , كنّ هناك بانتظار بدء الجلسة , في أكبر وأعظم وأهم مظاهرة صامتة للمرأة المسلمة حضرتها في حياتي .
"أم الدحداح" زوجة أبي الدحداح المتهم الأول في هذه القضية والذي يطالب المدعي العام بحبسه 75000 سنة أيضا , اسبانية مسلمة خافت على أولادها الستة في هذا البعد والنأي والغربة فأخذتهم الى بلد الرجل الاصلي ليعيشوا بعيدا عن مثل هذا البلاء والمحنة , لفت نظري رجل في السبعين من عمره واقف عند الباب , اسباني يكيل جميع انواع السباب والشتائم, لاادري لمن ..لأنني لم أقترب منه..ولكن قيل لي انه والد زوجة أبي الدحداح.
"أسماء" الاسبانية المسلمة , لم تتأخر يوما عن حضور جلسات المحكمة , هذه المحكمة التي كنا جميعا لدى ذلك الباب بانتظار جلستها التاسعة والعشرون , وكانت المرة الاولى التي حضرت فيها ذلك الموقف الذي لم ارد أن يبقى طي الجدران وأوراق الصحف الاسبانية التي لم تنقل يوما ولامرة واحدة شيئا عن هذا الجانب الانساني في قضية كانت تودّ السلطات الاسبانية أن تجعل منها قضية كراهية وسخط عالمي , لكنها لم تتمخض بعد شهرين فقط الا عن تلاش اهتمام العالم بها ومنذ اللحظات الاولى التي سمع فيها العالم صوت المتهم بقضية الفيديو وهو يقول : أنا أحب أمريكا ولم أذهب اليها الا للسياحة .
قضية اختفت منها حتى اجراآت الأمن المشددة , في قاعة انفتح بابها الآن أمام ناظري وفاحت منه رائحة الرهبة وانقبض صدري وأنا أرى عدد الحضور من الجمهور لايتجاوز فيها الستة .
أربعة وعشرون متهماً والمدعي العام عن يمين القاعة ومثلهم من المحامين عن يسارها وقاض متميز الشكل والوجه يجلس في صدر القاعة , وبرد تشيعه أجهزة التكييف يسري في الارواح ويصيبها بقشعريرة , لاأدري كم من المرات في حياتي سأشهد محكمات الظلم والمظلومين؟ ولكنني على يقين هذه المرة أنني لن أشهدها وأنا صامتة.
- يتبع-
الحلقة الثانية : في صالة المحكمة