حتى يتمكن مواطنو قرية بلعين من حماية ستة دونمات من أراضيهم الزراعية التي أبلغتهم قوات الاحتلال عن نيتها مصادرتها لبناء برج مراقبة لجدار الفصل العنصري الذي يبنى على قريتهم الواقعة غرب رام الله بالضفة الغربية، نجح فجر اليوم الأهالي وعشرات المتضامنين الأجانب في بناء غرفة إسمنتية في الموقع المحدد لحمايته من المصادرة والتجريف. وبعد وصول قرار المصادرة إلى المجلس القروي يوم أمس استغل المواطنون والمتضامنون الأجانب الظلام لإقامة غرفة صغيرة من الطوب والإسمنت والصفيح والاعتصام بها للحيلولة دون تمكن جرفات الاحتلال من تدمير قطعة الأرض.
لكن جنود الاحتلال الذين يقومون بأعمال الحراسة الليلية في الموقع لم يرق لهم هذا المشهد فعمدوا إلى الاعتداء على المواطنين المشاركين ورشهم بالغاز السام وتفريقهم بالعيارات المطاطية، وطالبوا منهم وقف البناء فورًا وصادروا مواد البناء التي أحضروها إلى المكان.
إلا أن الأهالي أصروا أن لا تنتهي ليلتهم قبل بناء الغرفة، خصوصا أن الغرفة الإسمنتية التي أقيمت بالقرب من مستوطنات الاحتلال المقامة على أراضي القرية أصبحت رمزًا لصمود أهالي القرية ورفضهم مصادرة أرضهم، ورمزًا لتواصل نضالهم حتى سقوط الجدار.
وبعد ساعة واحد من انتهاء المسير عاد الأهالي مجددا إلى الموقع المهدد، وقوموا في أقل من ساعة واحدة بإنهاء بناء الغرفة والاعتصام بها لمنع قوات الاحتلال من هدمها، لتصبح الغرفة الثانية التي يبنيها أهالي قري بلعين لحماية أراضيهم المهددة بالمصادرة.
ويقول عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة جدار الفصل العنصري في القرية أن الأهالي وفي السابق نجحوا في تحويل قضية الغرفة الإسمنتية التي أقيمها بالقرب من المباني التي أنشأتها وزارة الإسكانية الإسرائيلية على أراضي القرية إلى قضية رأي عام، وربطوا هدمها الذي تطالب به سلطات الاحتلال بهدم المباني السكنية الإسرائيلية.
ويضيف أن هذا الأسلوب السلمي في المقاومة والمتصدي للجدار أتبت جدواه، ونجح في تقريب كثير من مواطني العالم الغربي إلى القضية الفلسطينية، بل أنهم أصبحوا من أشد المدافعين عنها، وحضروا إلى القرى والبلدات الفلسطينية للوقوف إلى جانب سكانها والتصدي لقوات الاحتلال بشكل باهر.
ويؤكد أبو رحمة أن أهالي القرية سيواصلون نضالهم السلمي حتى يتمكنون من هدم جدار الفصل العنصري أو إبعاده ليقام على حدود العام 1967 وهي الحدود بين الضفة الغربية وإسرائيل التي يعترف بها العالم والتي من المقرر أن تصبح حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ويدعو أبو رحمة كافة القرى والبلدات في الضفة التي تتعرض لبناء جدار الفصل العنصري إلى استنساخ تجربة قريته وتطويرها ليصبح هذا النهج السلمي، أحد طرق الشعب الفلسطيني للوصول إلى حقوقه الشرعية التي يعترف بها العالم والتي أصبح مستعدا للدفاع عنها.