فلسطين ليست مجرد قضية عاطفة وهتافات، فلسطين قضية معتقد وكرامة وعمل:
فيها الأقصى الذي بارك الله حوله وفيها كان مسرى الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه. فهي حق لا يُفرط فيه، فلا يفرط بحقه إلا مهيض الكرامة. هي أيضا قضية عمل، فالقدس تحتاج منا إلى الكثير، القدس لا تعود إلا حين نغير ما بأنفسنا ونعمل صالحا يرضاه الله.
فلنسأل أنفسنا لم جعل الله فلسطين أرض الرباط والمحشر والمنشر وجعل فيها أول القبلتين وثالث الحرمين؟ أليس كل هذا ليخبرنا أنها ليست أرضا عادية؟ هي أرض للجهاد وللاجتهاد أيضا. صحيح أنّ علينا أن نعد "رباط الخيل" وهو الجانب الحربي من الإعداد، ولكن لن ننجح دون "القوّة" حيث يقول رب العزّة "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ..." (الأنفال: 60) فالقوة أتت في الآية قبل رباط الخيل. لذا نحتاج إلى قوة العلم والعمل والإنتاج الحضاري كي نكون أمة فاعلة فكريا وماديا. هنا فقط نكون استكملنا الشروط المطلوبة لنكون لائقين للتصدي لقضية القدس. الاجتهاد لازمة مسبقة للجهاد. ومن غيرنا نحن الشباب يقدر على كل ذلك؟
عندما سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الأقصى قال: "ائتوه فصلوا فيه، فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله". أنىّ لنا أن نأتي الأقصى اليوم لنصلي فيه؟ لكن هلموا نهديه زيتا! وزيت زماننا هذا زيت علم وعمل واجتهاد. أبدعوا شبابنا واجتهدوا علما وعملا، فالأقصى ينتظر زيتكم.
نشرت في كتاب "ماذا قالوا عن الأقصى" الصادر عن لجنة القدس – الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، إبريل 2007 بمناسبة أسبوع الأقصى الرابع تحت شعار" لك يا أقصى العهود".