يبدو أن شباب الجامعة سيكونون النموذج الناجح والقدوة المثلى لنواب مجلس الأمة في رقي الحوار واحترام الرأي الآخر، ففي الوقت الذي شهدت فيه الجلسة الماضية هرجا ومرجا وسبابا وشتائم ما كان ينبغي لها أن تصدر من ممثلي الشعب، كان بعض شباب الكويت يقومون بدور رائد وواعد في جمع أطراف متباينة من الطيف السياسي على طاولة واحدة.

     فقد اختتم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة بالأمس القريب مؤتمره الوطني السياسي الأول تحت عنوان (( وطن واحد )) والذي جمع فيه أكثر من خمسين سياسي ومفكر، وأكثر من ثمانية تكتلات شبابية بالإضافة إلى التيارات الخمسة الرئيسة بالكويت، مسجلين بذلك إنجازا رائعا يعبر عن مدى وعيهم ونضجهم ورغبتهم في التقريب بين الآراء المختلفة.

     من المؤسف أن نسمع نواب مجلس الأمة يتبادلون التهم بسرقة المال العام والاختلاسات بأسلوب متدن وكلمات قاسية، بينما ينظم شباب الجامعة الحلقات النقاشية والبرامج الحوارية بهدف التوعية السياسية وتبادل وجهات النظر حول قضايا تهم الوطن والمواطن، ويجمعون الرموز والأقطاب السياسية المختلفة لتدير حوارا فكريا هادئا عن الواقع السياسي والنظرة المستقبلية للبلاد.

     لسنا ضد محاسبة النواب لبعضهم البعض، بل بالعكس نحن ندعو لأن يكون للأعضاء دورا بارزا في كشف التجاوزات المالية ومعالجة قضايا الفساد بشرط أن يكون ذلك في جو من الاحترام المتبادل.

- - - - - - -

     إصدار نسخ عربية من بعض المجلات الأجنبية جهد طيب، يسهم في إطلاع القراء على الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية للغرب، لكن من غير المقبول بتاتا أن تقوم دار نشر كويتية بترجمة كل ما في المجلة الأجنبية حرفيا بما في ذلك الموضوعات التي تحوي كلمات وعبارات سيئة! كما أنه من غير المقبول أيضا أن تقوم دار النشر ذاتها بوضع جميع الصور الموجودة بالنسخة الأجنبية في النسخة العربية والتي تكون أحيانا خادشة للحياء ومنافية للأخلاق ومخالفة للدين والقيم!!

     إن تبادل الثقافات وتلاقي الحضارات لا يكون بالتقليد الأعمى أو بالانسلاخ عن تعاليم الإسلام والتقاليد العربية الأصيلة .

- - - - - - -

     تفاعلا مع المواضيع التي طرحتها في المقالين السابقين عن أهمية تنظيم البرامج والأنشطة المشجعة على حماية البيئة وعن فكرتي بضرورة إنشاء "صندوق استثماري ورقي" لكل جهة، أقيمت ندوة بعنوان (أهمية الورق وكيفية المحافظة على البيئة) تحت رعاية رئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح تناولت مشروع جمع الورق وتسليمه لشركات تتولى مهمة إعادة تصنيعه، وطرح مسابقة بين المدارس الخاصة والحكومية لتجميع أكبر كمية من الورق.

     مرة أخرى كان شباب الكويت سباقين لخدمة الوطن، فالمشروع ينفذه مجموعة من طلبة مدرسة الرؤية ثنائية اللغة بعد أن أسسوا شركة (الهدف الأخضر) لحماية البيئة.

     كل الشكر للشيخة أمثال ولإدارة مدرسة الرؤية على تبنيهم للمشاريع البناءة، والشكر موصول لأعضاء شركة الهدف الأخضر.

 

 

___________________________________________________________________________________

تم نشر هذا المقال تحت عنوان (شبابنا نموذج لنوابنا) في العدد 69 من صحيفة الحركة الصادر في 21/5/2007

http://www.al-haraka.com/node/6329

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية