مرت في الأسبوع الماضي على المغرب والجزائر والعراق أحداثا دموية متشابهة إستهدفت الأبرياء وممتلكاتهم ومؤسسات الدولة والشعب و بنى تحتية رئيسية.
وهي أحداث متكررة ومتواصلة يدفعها الجنون إلى كل إتجاه دون مشروع ولا هدف سوى سفك الدماء البريئة والهدم والتخريب. إن هذا الجنون الدموي أوجده خيار العنف لدى الفئة الضالة للتعبير عن وجودها فحسب، هذا إن كانت بريئة من العمالة لأعداء الإسلام والأمة، وإلا فهي تخدم أغراض وأهداف هؤلاء الأعداء في نهاية الطريق.
إن الثمار المرة المسمومة المحرمة لهذا الجنون هي:
1- حرف إتجاه حركة التطور في الأمة عن مساراتها المعتدلة في ظل تأثيرات قسرية عالمية تجذبها نحو التحلل عن دينها وقيمها وحضارتها.
2- حرمان شعوب الأمة من فرص الأمن والإستقرار والتهيئة والإستعداد للتقدم و الرخاء.
3- عرقلة وتعقيد وتأخير حلول المصالحات الوطنية بين فئات الشعب السياسية والإجتماعية والمذهبية من جهة وبين الشعوب وحكامها من جهة أخرى.
4- محاولة إفشال مشاريع المشاركة السياسية الشعبية التي أثبتت الخيار الإسلامي المعتدل للشعوب وأكدت صلاح النهج الإسلامي المشارك في الحكم.
5- وأد مشاريع الإصلاح السياسي والإقتصادي و وقف محاولات حماية حقوق الإنسان.
6- مضاعفة آلام وهموم ومآسي الأمة.
7- تقديم فرص إضافية لأعداء الأمة الخارجيين والداخليين للتعدي على دين وقيم وحضارة الأمة وتقوية مبررات هؤلاء الأعداء في تقديم و ترويج وتمرير مخططاتهم وأهدافهم.
8- زيادة إتساع الهوة الفاصلة بين الشعوب والحكام مما يمكّن أعداء الأمة من الإستفراد بالحكام من جهة، والتحكم في شؤون الأمة من جهة ثانية، والتسلط على ثرواتها وإستنزافها من جهة ثالثة.
9- تمكين وتحصين دور القوى الأمنية المتسلطة والمتحكمة في القرار السياسي في الكثير من أقطار الأمة وتزويدها بوقود إستمرار تحركاتها وإجراءاتها الظالمة.
كيف نتعاون على البر و التقوى و على نبذ الأثم والعدوان؟ وكيف نحقق التراحم والتعاطف بين أبناء الأمة؟
إن الرؤية تقول أن هناك سبل عشرة تلبي هذين السؤالين المصيريين في تاريخ الأمة الإسلامية المعاصرة:
الأول: إطلاق صيحات وصرخات الإدانة و الإستنكار لممارسات الجنون الدموية دون تردد أو وجل ، ودون مداهنة أو مجاملة.
الثاني: التأكيد بوضوح كامل على هامشية المتطرفين والنهج المتطرف في المسيرة الإسلامية القديمة والحديثة و عدم مشروعية تمثيلها لتوجهات الأمة و مساراتها.
الثالث: مواصلة تحصين تيار الإعتدال والوسطية من التطرف وتأثيراته دون تنازل عن الثوابت العقائدية أو المبادئ السياسية.
الرابع: التركيز والدعوة الصادقة على خيار التغيير السلمي السياسي والإجتماعي و الإقتصادي المؤسس على إيمان عقائدي وديني و المبني على قناعة مبدئية راسخة.
الخامس: التمسك بإستمرار إتخاذ حلول المصالحة الوطنية السياسية والإجتماعية والمذهبية كمدخل رئيسي للخروج من كافة أزمات الأمة.
السادس: الحرص على إنشاء و حماية المشاركة الشعبية والمسار الديموقراطي كأدوات و وسائل لا مناص من توفرها لجميع أبناء الأمة من أجل النهضة والتقدم.
السابع: الدفع بالوسائل السلمية الدستورية والقانونية من أجل المزيد من الإصلاحات السياسية وردم هوة الفصل بين الحكام والشعوب.
الثامن: ضرورة توفير العناية والرعاية للشباب ذكورا و إناثا وإدخالهم في المسارات الرئيسة للمجتمع بعيدا عن الهوامش السياسية والإجتماعية و الإقتصادية ومنحهم فرص المساهمة الحقة في بناء مجتمعاتهم وإعتماد الحوار الديني والسياسي الجاد والمتواصل لحمايتهم من إتجاهات العنف والتطرف.
التاسع: توفير الحماية الكاملة الإعلامية والتربوية والتعليمية لشباب الأمة من إغواءات وضلالات الحضارات العدوانية المادية المنحرفة.
العاشر: تجذير و تأصيل قيم الصبر على المسير و عدم إستعجال الثمرات.