وقال سبحانه وتعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} البقرة الآية 112، وقال الله تعالى: {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} البقرة الآية 132.
بهذا الهدي الرباني يؤمن المسلمون، ويعملون بهذا الدين الكامل ويتمتعون بالنعمة التي أنعمها الله عليهم، ويسيرون في نهج الإسلام الذي ارتضاه لهم خالقهم.
أما عبدة الشيطان وأتباع إبليس فهم في مسيرة إبليس لعنه الله يرفعون فيها راياته الثلاث الأولى الاستبداد بالرأي، والثانية اختيار الهوى، والثالثة الاستكبار على خلق الله.
إن أشد الأخطار المتربصة بالدولة والمجتمع هذه الأيام هي التي تهدف إلى هدم دين الدولة وعقيدة المجتمع. أما مصدرها فهو مرشحون أفرادا وتحالفات وقوائم يغلفونها بشعارات براقة تغري البعض وتستهويهم، فتارة يتمسحون بالدولة المدنية وأخرى بالتقدم والرقي وثالثة بالدستورية ورابعة بالواقعية وخامسة بالحريات الخاصة والعامة. يدعمهم في سعيهم المشؤوم تغلغلهم في دهاليز السلطة والحكم، وأقلام منحرفة دأبها التهجم على الدعاة والاستهزاء بأركان الدين، وخزائن أموال ربوية.
إن المجتمع الكويتي المسلم المحافظ سد منيع أمام هذه الدعاوى المنحرفة، ولذا فإن دعاة هدم الدين وتخريب المجتمع المحافظ لا يملكون الشجاعة للإعلان عن حقيقة مآربهم فتاريخهم يفصح عن إمعانهم في تلبيس هذه الحقيقة وتغطيتها ويفضح نهجهم في التدرج في الهدم والتخريب.
إلا أن أضواء المقرات الانتخابية المبهرة والخطب الرنانة لا يمكن أن تخفي مكرهم وخبثهم.
فقد شاءت قدرة العلي العزيز أن تنكشف نواياهم الخبيثة وأن يعرف الناس ما تكنه صدورهم وما تخزنه أدمغتهم من خلال إحدى المرشحات التي تمثلهم حقيقة التمثيل وإن كانت قاصرة في التمثيل السياسي وفي كل الأحوال فهي نموذج لرافعات الرايات الإبليسية الثلاث.
تطالب تلك المرشحة بضرورة أن تكون الكويت دولة مدنية تفصل السياسة عن الدين.
وتدعو إلى عدم فرض الدين الذي يعتمد على علاقة العبد بربه فقط حسب زعمها.
و تطالب بمساواة أنصبة التوريث للمرأة والرجل من خلال الدولة المدنية.
وتدعو إلى السماح بتنظيم الحفلات حيث أنها لا تحتوي أي أمر يسيء إلى الأخلاق على حد زعمها.
و تدعي أن المرأة تعاني من الظلم في الكثير من القوانين ومنها عدم المساواة بينها وبين الرجل.
و تنادي بوجوب ترسيخ مفاهيم الدولة المدنية في الكويت وألا تكون دولة دينية وأن تكون مؤسسات الدولة مدنية لأن دولة المؤسسات قد تحتمل أن تكون دينية أو غير دينية.
وأن تنفصل الدولة عن الدين لأن الدولة كما تدعي لها قوانينها الخاصة ومن حق الرجل في تلك الدولة أن يوصي مثلا بتوزيع ثروته بعد وفاته بالتساوي بين الابن والابنة والدولة المدنية لا ترفض ذلك كما أنها لا تفرض توزيع التركة حسب التشريع الإسلامي أي أن الأمر اختياري وخاضع للشخص نفسه.
وعند التساؤل عن مؤيديها ومسانديها تقول هذه المرشحة:
(لقد لمست الدعم الكبير و تشجيعا من الجمعيات النسائية).
(ولمست الكثير من التأييد من قبل الكثير من الليبراليين الذين يثمنون المرأة ومكانتها في المجتمع ).
وأما عن معارضيها فهي تصرح بما يلي:
(هناك من لا يؤيد طرحي خاصة ممن ينتمون إلى القرون القديمة التي تريدنا أن نقف من حيث ابتدأت البشرية وترفض تطورنا مع ركب الحضارة والتقدم).
وتزيد بالقول عن المعتدلين في التيارات الدينية:
(هم يقولون ذلك إلا أنهم لا يفعلونه ولم أر أي أمر يدل على الاعتدال فيهم).
هذه المرشحة تعطي مثالاً صارخًا فاضحًا لفكر وفهم ومسعى عدد من المرشحين الذين يجب أن تتصدى جموع الناخبين لمحاسبتهم وسبر غور حقيقتهم وغل أيديهم عن محاولة هدم وتخريب المجتمع الكويتي.
من هم أعداء الدين والعقيدة ؟
إنهم جنس واحد وإن تسموا بمسميات مختلفة مع اختلاف الأزمنة والأمكنة فحينا يطلقون عليهم الليبراليين وحينا آخر علمانيين وتارة تحرريين وأخرى تقدميين وحقيقة الأمر أنهم جميعا لا دينيون.
وأصول فكرهم المنحرف هي:
• إنكار وجود الله جل وعلا عند بعضهم، والبعض الآخر يؤمنون بوجود الله لكنهم ينكرون وجود أية علاقة بين الله وبين مسيرة حياة الإنسان.
• قيام الحياة البشرية على أساس العلم المادي المطلق وتبعا للاختبار والتجريب العقلي.
• الفصل التام بين عالمي الروح والمادة، وتحقير القيم الروحية وتسييد المادية.
• فصل الدين عن كافة شؤون الحياة، خاصة السياسية منها.
• النفعية المادية والواقعية هي ميزان الحياة.
• اعتماد الانتهازية وتبرير كافة الوسائل من أجل الوصول للأهداف.
• الفوضى الأخلاقية والفساد واللهو المنحرف، وهدم كافة أسس ومكونات المجتمع، خاصة الأسرة ودورها في التربية والتقويم والإرشاد.
واتخذ اللادينيون في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نهجًا يظنون أنه يلائم مرحلة نمو هذه المجتمعات، فنرى قواعد ضلالهم وإنحرافهم تتضح فيما يلي:
• التجريح والطعن والتشكيك في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.
• الزعم بأن الإسلام يناقض الحضارة ويدعو إلى التخلف.
• الترويج للربط بين الإرهاب والإسلام.
• الدعوة للإستسلام للعدو الصهيوني والتفريط بالمقدسات.
• مناهضة حق الشعوب في الدفاع عن حقوقها.
• الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي.
• تقليد الأنظمة الاجتماعية والمناهج التربوية اللادينية الغربية.
• تربية الأجيال تربية لا دينية من خلال الإعلام والتعليم والثقافة.
• بناء الاقتصاد على المعاملات الربوية وإشاعة الأنماط الاستهلاكية وتكريس الأنانية والاحتكار والربط الكامل مع الاقتصاديات الغربية.
• إشاعة تعارض الإسلام مع الديمقراطية.
أساليب مواجهة المرشحين اللادينيين:
• نشر الوعي الديني في الممارسة الإنتخابية، والتركيز على السعي لتطبيق الشريعة الإسلامية وحماية الأخلاق العامة، والمحافظة على الهوية الإسلامية للمجتمع الكويتي.
• التعاون والتنسيق بين كافة التيارات الإسلامية والمحافظة، ودعم المرشحين الإسلاميين المستقلين.
• فضح وكشف القواعد والأسس الفكرية المنحرفة للمرشحين اللادينيين.
• تحرك العلماء والمشايخ للدفاع عن الدين ومساندة الدعاة.
المؤشرات الدالة على إمكانية نجاح المواجهة:
• الفشل الذريع للمشروع اللاديني في العالم العربي والإسلامي.
• إرتباط المشروع اللاديني بسلطة الدولة ومحيط النخب دون الجماهير الشعبية.
•تصاعد المد الإسلامي ونجاح مواجهته للقيم اللادينية الغربية.
•اقتران المشروع اللاديني بالاستبداد والتسلط والفساد الحاكم.
•ارتباط المشروع اللاديني بالغزو الاستعماري الغربي والصهيوني.
أيها الناخب الكريم احذر إعداء الدين والعقيدة.