للاستماع إلى هذه المقالة بصوت الكاتب:
{play}/audio/Nashiri_Osama_Rewriting_History.mp3{/play}
{enclose Nashiri_Osama_Rewriting_History.mp3}
إن الليبراليين (الجدد) في الكويت وخارجها، لا يتورعون عن استخدام أي وسيلة متاحة تقربهم من أهدافهم بغض النظر عن شرعية أو مشروعية تلك الوسيلة، وذلك تأسيسًا على القاعدة الميكافيلية بأن (الغاية تبرر الوسيلة)!
بينما ينطلق الإسلاميون من القاعدة النبوية بأن (الله طيب ولا يقبل إلا طيبًا) وقول المفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب: (إن شرف الغاية، من شرف الوسيلة التي تستخدمها للوصول إليها).
ولعل محاولة (إعادة كتابة تاريخ الكويت المعاصر) على يد الدكتور أحمد الخطيب إحدى تلك الوسائل، وإن كنا لا نستطيع الجزم بذلك فالنائب المخضرم قد أعلن مؤخرًَا أنه يعتزم إعادة النظر في النسخة الكاملة من مذكراته قبل نشرها في كتاب، وذلك على ضوء الانتقادات والملاحظات التي أبديت عليها.
فالدكتورة (سعاد الصباح) والدكتور (خالد الوسمي) والعم (سليمان ماجد الشاهين) وزير الخارجية السابق، كانوا بعض من انتقدوا الطابع الأحادي والاعتماد على الذاكرة والانطباعات الشخصية في كتابة تلك المذكرات، هذا بجانب ما عرفه العامة من اشتهار الدكتور الخطيب بذكر روايات يكون هو الطرف (الحي) الوحيد من شخصياتها!
وبعيدًا عن هذه المذكرات والضجة المصاحبة لها، ومحاولة جريدة (الجريدة) تبرير الاقتباس منها بمخاوف من المسؤولية القانونية التي قد تترتب على نشرها كاملة، فإنني أود أن أذكر جوانب من الأحداث التي يعمد الليبراليون (الجدد) لتزويرها في تاريخنا المعاصر، من عهد الاستقلال إلى الاحتلال، وامتدادًا لفترتي التحرير ثم التعمير، ومن ذلك ما يلي:
أولاً- تجاهل الماضي الماركسي والاشتراكي والعمالي للتيار الليبرالي (مؤخرًا)، وتجاوز قضية انتقالهم من المعسكر الشرقي الشيوعي إلى المعسكر الغربي الرأسمالي المعاكس بين عشية وضحاها، في هجرة جماعية شملت جميع الرموز والواجهات العلمانية في دولة الكويت!
ثانيًا- تجاوز نزعة العنف والأعمال المسلحة للتيار العلماني في دولة الكويت ودول الخليج، واعتبارها اجتهادات فردية، رغم كونها صدرت من أشخاص ذوي مراتب تنظيمية معلومة للجميع.
ثالثًا- التغطية على سيطرة التيار العلماني على القطاعين الحكوميين الإعلامي والتعليمي في دولة الكويت منذ تأسيسهما وحتى وقتنا الحاضر، عبر وزراء ووكلاء ومدراء متعاقبين، ولا يشكل الخروج عن سيطرتهم سوى حالات استثنائية فردية لا تكاد تذكر.
بينما هم في المقابل يتحدثون عن ارتماء الإسلاميين في أحضان نظام الحكم أو خضوع النظام للإسلاميين، ولا يملكون على ذلك شاهدًا سوى توزير العم يوسف الحجي وهو إسلامي (مستقل) في وزارة وحيدة في حكومة (الحل)، والحادثة التي يستشهدون فيها لا تخلو من الفردية والتأقيت، كما يلزمنا التقصي عن الدور الذي لعبه الدكتور الخطيب نفسه في إقناع العم الحجي بقبول المنصب دون سواه من المرشحين للتوزير آنذاك.
رابعًا- التقليل من الدور الوطني الشجاع للتيار الإسلامي في دولة الكويت، منذ يوم الخميس 2/8 وحتى 26/2، وذلك عبر (لجان التكافل) و(اللجان الشعبية) و(حركة المرابطين) و(الهيئة العالمية) و(اتحاد الطلبة) وغيرها من المؤسسات والشخصيات المحافظة.
فأول بيان شعبي أدان الغزو العراقي وجدد المبايعة لنظام الحكم الشرعي أصدره الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في صبيحة يوم الغزو، والشهيد (سليمان الفايز) عضو اتحاد الطلبة آنذاك شاهد آخر عندما روى بدمائه الزكية تراب الوطن.
بينما طالعتنا قيادات علمانية آنذاك بتصريحات استسلامية مخزية بإذاعات أجنبية عن وجوب التخلي عن جزيرتي (بوبيان) و(وربة) للعدو المحتل!
في الختام: هذه مجرد شواهد بسيطة على مؤامرة علمانية أخرى يحيكها الليبراليين (الجدد)، ولكن حسبنا أن (الحق أبلج والباطل يتلجلج) مهما ملك من أفواه وأقلام، فالكويت كانت وما زالت وستظل بمشيئة الله تعالى دار إسلام وتاريخها القديم والمعاصر يشهد بذلك، والحمد لله أولاً وأخيرًا.