للاستماع إلى هذه المقالة بصوت الكاتب: {play}/audio/Nashiri_Osama_Shamlan.mp3{/play}
{enclose Nashiri_Osama_Shamlan.mp3}
في الثاني من ديسمبر نشرت صحيفة (الوطن) مقالاً للدكتور شملان العيسى، وقد احتوى المقال على عدد من التساؤلات التشكيكية بحملة (أغيثوا غزة) القائمة حاليًا لدعم مواطني قطاع غزة المحاصر من الكيان الصهيوني وحكومات عربية كذلك!
ولأن الدكتور يوصل آراءه للكثيرين سواء عبر مقالاته أو محاضراته الأكاديمية والعامة، ولأنه ابن الشيخ يوسف بن عيسى الذي له أيادٍ بيضاء كثيرة على الكويت، وجب علي أن أحاول الإجابة على أسئلته وتبديد الشبهات الملتبسة عليه.
أولاً. يتساءل الدكتور شملان عن سبب تنظيم (حدس) وهو حزب سياسي لحملة إنسانية:
والكاتب يناقض في هذا كلماته التي ابتدأ فيها مقاله حيث قال: (لذلك جاءت حملة إغاثة غزة من جمعية الإصلاح الاجتماعي)، فهو بهذا يقر أنها من تنظيم جمعية النفع العام الإسلامية هذه.
فلماذا يعود إذن ويحاول ربطها بالحركة الدستورية الإسلامية؟ أم أن محاولة تسييس الحملة قسرًا وتنفير المتبرعين عنها هو الدافع وراء هذا التساؤل المشبوه؟
صحيح أن حركة (حدس) السياسية وجمعية الإصلاح الاجتماعي وغيرهما من الواجهات الوطنية، تنطلق من أساس فكري واحد وهو الفهم الشامل والوسطي لنظام الإسلام في الحياة، ولكنها جهات ذات اختصاصات واهتمامات وقيادات مختلفة.
فالحركة جماعة سياسية أنشئت في (التسعينات) لتنسيق العمل البرلماني الإسلامي، والجمعية دعوية وخيرية أنشئت في (الستينات) ليمارس أعضاؤها الإصلاح الاجتماعي، من خلال اللجان الخيرية والأنشطة التوعوية والرياضية والثقافية وغيرها.
ثانيًا. يكرر الدكتور شملان استفساره عن سبب تنظيم الحملة الإغاثية بعيدًا عن الحكومة الكويتية وبدون استئذانها:
والكاتب قد يهدف من وراء ذلك لتخويف الناس من حملة (أغيثوا غزة) التي أطلقتها لجنة الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي التي يرأسها الدكتور وليد العنجري، غافلاً أن كل حملات اللجان الخيرية تنظم باستئذان وتنسيق مع المسؤولين المختصين في الكويت، بما في ذلك الدعايات والفعاليات المختلفة، وأن جمعية الإصلاح كغيرها من جمعيات النفع العام تخضع لإشراف مالي وإداري من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومن الجمعية العمومية لها.
كما أن الجهات الشعبية يسعها ما لا يسع الحكومات الرسمية، حيث أن لموضوع الحصار ارتباط بدول شقيقة مثل مصر والسعودية ودول أخرى مثل أمريكا والكيان الصهيوني، فهل يريد الدكتور شملان وأد التحركات من خلال ربطها بحكومات قد تجد نفسها مضطرة على التعامل مع حكومة عميلة وفاسدة مثل سلطة (عباس) في الضفة الغربية المحتلة؟
وأحب أن أطمئن الكاتب بأن حكومة الكويت تجدد دوريًا ثقتها ودعمها المباشر وغير المباشر للجان الخيرية التابعة لجمعيات النفع العام الإسلامية المختلفة، وأن (لجنة الرحمة) الكويتية لديها مكتب تنسيق مباشر داخل قطاع غزة يمكنها من الإشراف على مساعدات أهل الكويت والعالم، والتأكد من ذهابها للمستحقين بحسب الأولوية الإنسانية وطلب المتبرعين.
ثالثًا. يسأل الدكتور شملان جمعية الإصلاح عن أخذها الإذن قبل تنظيمها للحملة الإغاثية من حكومة الكيان الصهيوني:
ولا أدري هل يتوقع الكاتب أن تقوم جمعية نفع عام كويتية بالتطبيع مع حكومة دولة عدوة؟ أو يتوقع – وهو أستاذ العلوم السياسية – أن ترحب دولة الاحتلال بجهود تقوم بها جهة ما لإفشال حصارها المنظم على قطاع غزة الفلسطيني؟
إن الحصار من تنظيم الكيان الصهيوني ويهدف إلى إفشال الحكومة المقاومة والشرعية المنتخبة عبر زيادة معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، ولا يتوقع عاقل أن تسمح دولة الاحتلال بدخول مساعدات إنسانية عدا القدر القليل الكافي لتخفيف الضغط الإعلامي والشعبي عن الحكومات الصهيونية والغربية.
والعرب والمسلمون لديهم خياران، إما المشاركة في تلك المجزرة المتواصلة، أو محاولة إيقافها والتخفيف من آثارها، وهو الخيار الذي قررته (رسميًا) جامعة الدول العربية وننتظر منذ زمن طويل تطبيقه (واقعيًا)!
ختامًا: لقد قدمت هذا الرد على مقال الدكتور شملان العيسى، وكلي تفاؤل بأنه سيلاقي أصداء إيجابية عنده، كما أن حملة (أغيثوا غزة) قد لاقت أصداءً إيجابية فجمعت مليون دولار أمريكي في ليلة واحدة عبر قناة (الرسالة) الفضائية، ويستطيع القراء التبرع بالمزيد الكترونيا عبر www.khaironline.net آملاً أن تتضافر جهودنا لفك حصار الأعداء عن غزة والعملاء عن الضفة؟ والله أكبر ولله الحمد.