سؤال يجب أن نقف أمامه كثيراً؛ لكي نعمل عقولنا في الإجابة عنه ... فإذا ما قمنا بتحليل الموقف الفعلي الواقعي ... نجد أن الآراء تتباين وتختلف أشد الاختلاف ... لدرجة أننا قد نجد أن الرأي قد يفرضه علينا الآخرون فرضاً ... فإن لم يجدوا بداً من فرض آرائهم علينا ... فيكون هناك وسائل الحيل الدفاعية. منها الهروب من الـمشكلة ... بقولهم: إننا علينا أن نعطي أهل غزة الدافع ليصبروا على هذه الحرب ... فما الاختلاف إلا تبرير لكل المتقاعسين عن فعل شيء ما ... يحاولون أن يصنعوا مجداً زائفاً ... على أطلال وحطام بناءات ... بل وعلى أشلاء أجساد الصغار .... نعم ... لقد كانت الحرب على غزة مريرة ... عاني منها أهل غزة كثيراً ... وفقدوا فيها الكثير من الأحباب والأصدقاء ... فقدوا آلاف الشهداء ... فقدوا الاستقرار ... فقدوا الحب والأمان والطمأنينة ... وهذا قدره الله لهم ... ولكن الإيمان بالقدر لا يمنع أن نفكر ونتدبر في الأمر ... لماذا حدث هذا الأمر ؟ فقد يجيب البعض : بأنه تعنت إسرائيلي صهيوني أمريكي ... فنتساءل:

وهل هو التعنت الإسرائيلي الأمريكي فقط هو الذي وضع أهل غزة في هذا الموقف؟ ... أليس هناك طرفٌ عربي يُساءل عن هذه الأحداث؟ ... يُساءل عن هذه الجرائم المرتكبة في حق أهل غزة ... نعم لا بد أن يحاكم كل من تعاون في إبادة أهل غزة ... من إسرائيليين ... وأمريكان ... وصهاينة ... وحكام عرب ... حاولوا الإتجار بالقضية الفلسطينية وأهل غزة محاصرون ... ويرونهم بأعينهم رأي العين وهم يبادون إبادة جماعية ... ولا يتحرك منهم أحد ... ومن المهازل الكبرى ... أننا وجدنا الحكام العرب ... يتناوبون أطراف الحديث في قممٍ متعددة ... وأهل غزة مازالوا في موضع الخناق ... والقتل والتمثيل بجثثهم ... ما زال العرب يحبون الكلام ... وكأنهم يرون القتال ... وكلٌ منهم يقول قصيدة حماسية مبدوءة بالغزل ... صريحاً أو عفيفاً ... لا فرق ... على عادة العرب قديماً ... يطربون لسماع الكلمات ... فما يزيدهم إلا فرقة ... وتشتتاً .... هذا ماحدث في قمة قطر الميمونة ... أما ما حدث في القمم الرئاسية الأخرى ... فهو مماثل لما حدث في قمة الدوحة ... في حين أن أهل غزة كل يوم يزداد عدد ضحاياهم .... وا غزتااااااااااااه ..........


فكما قيل من قبيل التفكه ... وهذا ما يحدث دائماً في كل مصائبنا ... بقولهم : (غزة وراحت) ... فهل هذا ما استطاع العرب فعله ... وكأنها بالفعل ... وخزة ... وضاع ألمها ... ولم يحس أحدٌ بمأساة أهل غزة.

هل نستطيع أن نقول: إن أهل غزة ... والعرب قد انتصروا في هذه الحرب؟ ...فأتساءل: كيف يكون الرابح في الحرب بكل هذه المعاناة النفسية بعد الحرب؟ من المفترض أن يكون المنتصر أحسن حالاً من حيث الصحة النفسية ، وليس شعباً مدمراً نفسياً ... يحتاج العلاج النفسي لأعوام كثيرة ... حتى يعود لحالة السواء النفسي.

يخدعنا من يقول: إننا انتصرنا في هذه الحرب كعرب ... يخدعنا كل من يقول ... إن أهل غزة صمدوا أمام العدو الغاشم ... ونحن نرى هذه المجازر التي فعلتها إسرائيل خلال هذه الحرب ... نعم علينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة المريرة ... كما حدث في نكسة 1967م حين واجه المصريون معاناتهم المريرة مع الهزيمة ... لمدة ست سنوات كاملة ... فما استكانوا حتى انتقموا انتقاماً جزئياً ممن أذاقوهم طعم الهزيمة ... فجاءت معركة أكتوبر فاتحة خير لاسترداد الأراضي المصرية ... وإن كانت المعاهدات المجحفة للجانب المصري من الإسرائيليين بعد ذلك ... ولكن مصر استطاعت فرض جزءٍ من الهيمنة على أراضيها ... نعم ... كانت هذه الهيمنة بعد أن جلد الشعب المصري ذاته مئات المرات خلال السنوات الست السابقة لمعركة (كيبور) التي لن ينساها أي إسرائيلي ما حيي ... فعلينا أن نعترف بأن الأوضاع العربية المريرة ... والفرقة الماثلة بين العرب بعضهم البعض ... وكذلك الفرقة الماثلة بين طوائف الشعب الفلسطيني هي سببٌ تكمن معه عدم قدرة أهل غزة على الصمود ... هذا بالإضافة إلى العوامل الأخرى من التصارع على السلطة الفلسطينية بين أطرافٍ متناحرة ومتناخرة ... لا قيمة لها لدى الشعب الفلسطيني ... ولك الله يا غزة ... ولك الله يا شعب فلسطين ... حتى تتوحد صفوفك مرة أخرى ... بلا أطراف متناحرة على السلطة والحكم.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية