أية أحاسيس تلك التى تملكت الملايين الذين أنشدت فى حقهم أغنية تقول " وين الملايين"، وهم يرون أردوغان يدافع عن حقهم فى دبلوماسية وشجاعة جعلتانا نسجد لله شكراً أن أرانا رجلاً قبل أن نموت ؟! أحاسيس غريبة، هى طبيعية، لكنها أصبحت علينا غريبة، غير مصدقة، وكأنه الحلم، فلطالما عشنا ونعيش الكوابيس. رجل.. ومن تركيا مرة أخرى.. وكأنه لا يكفينا " مهند" وما فعله بقلوب العذارى والمتزوجات كرجل يعرف كيف يتعامل مع النساء ويلمس أوتار الأنوثة بشياكة واحترام بالغين ولو من باب التمثيل، أضف إلى ذلك وسامته وأناقته التى ركعّت المراهقات؟!
فى تقديرى الخاص أردوغان أكثر رجولة بالطبع و" فتنة" من مهند، نعم لقد صنع أردوغان فتنة رهيبة فى أوساط الرجال العرب الأشاوس و" النساء" بالطبع .. فحتى كلمة " فقط" كان ينطقها وكما تقول لى إحدى صديقاتى إنها سمعتها منه وكأنها لم تسمعها من قبل، وبالنسبة إلىّ فقد سعدت أن هذه الكلمة لديهم ولدينا أيضاً.
" آدى الرجالة ولا بلاش" .. جملة سمعتها من أكثر من سيدة وفتاة فى زمن افتقدنا فيه أخلاق الرجال ومواقفهم وأفعالهم، فى زمن نتحرق شوقاً للقاء أمثال هؤلاء، والعيش فى أكنافهم ! جاء أردوغان وشفى صدورنا ولو بكلمات دون أسلحة من السفاح الجالس قبالته، والذى يمثل نيابة عن دولة السفاحين الكذابين المراوغين.
سألتنى إحداهن مازحة: ألا يؤمن أردوغان بالتعدد؟!
فأجبتها بجدية باسمة: ربما يؤمن، وربما يكون التعدد فى حقه مندوباً، ولكننى أظنه من الرجال الذين لا يهتمون كثيراً باثبات الرجولة فى الفراش، فالرجولة لها ميادينها الحقيقية، وما سوى ذلك فشئ آخر وشأن آخر أيضاً ومسمى آخر.
وبعيداً عن الأحاديث النسوية بشأن أردوغان، فنحن نستطيع القول إن :
نجم الدبلوماسية بلا منازع، هو من يطرق الحديد وهو ساخن هكذا. نجم الدبلوماسية بلا منازع، هو من يثق بنفسه إلى هذه الدرجة ويتحلى بهذا القدر من الجسارة والجرأة أمام الرأى العام العالمى، فإن لم تكن هذه هى الفرصة التى جاءته على طبق من ذهب ليفعل ما فعل .. ففيم الفرص؟!
ذكّر أردوغان العالم بقتل الأطفال على شاطئ لاهيا.. ذكرنا بأسرة" هدى غالية" التى قتلت أسرتها على الشاطئ فى يونيو2006.. ذكرنا بأختها الرضيعة " هنادى" التى كانت ترضع من ثدى أمها وطار الرأس الذى كان يرضع فجأة تاركاً ثدى الأم يتيماً .. ولتظل الأم لساعات محتضنة جسد هنادى بلا رأس وهى تبكى فى هستيريا رهيبة، هذه الأم مكثت أسابيع هنا فى مستشفى الفاروق بالمعادى بعد حادث المجزرة، وقد قابلتها حينها وهى تعانى من أزمة نفسية حادة، ودموع لا تتوقف كلما ذكرها أحد بـ " هنادى "، وقد كان هذا أشد عليها من تفتت ذراعها الأيسرالذى كان يحمل رضيعتها.
نستطيع القول إنه كلما غاص الإنسان فى إنسانيته وارتضاها حكماً، وكلما تسلح بأخلاق الرجال البعيدة عن الانتهازية البراجماتية، الظلم، القهر، والعجز.. كلما تحيز الإنسان إلى إنسانيته وكرامته، كلما كسب كثيراً، وخسر أقل. يا ترى ما شكل ومفهوم " الاحتساب" عند أردوغان، يا ترى هل يملك أردوغان عينين، ولساناً وشفتين، وقلباً وعقلاً كالذى يملكه رؤساء الوزارت، والدول، والحكومات لدينا؟!
يا ترى .. يا هل ترى هل يمكن أن يؤسس أردوغان لدبلوماسية جديدة، بإمكاننا أن نسميها دبلوماسية الشجعان؟! والتى لا يمكن أن تشبه أو تتشابه قطعاً، أوأصلاً، أوفصلاً، مع سلام الشجعان؟! تحيات نساء العرب قبل رجالهم إلى أردوغان الذى جعلنا نردد فرحين.. ذهب ، ياقوت، مرجان، أردوغان أحمدك يا رب! فأردوغان وأمثاله أحجارنا الإنسانية الكريمة، أحجار من دم ولحم، أحجار تتنفس كرامة وحرية فى عالم الأصنام.
وتحية لزوجته السيدة أمينة أردوغان التى شغلت بطلّتها المحجبة العالم إبان توليه رئاسة الوزراء عام 2002، ولم تقم بخلعه إرضاء لأحد من المعارضين أو الغاضبين، بل إنها تصاحب الزوج فى جولاته وسفرياته، وتمارس أنشطة قيادية خاصة وهى بحجابها، أليست مفارقة أن اسم زوجة أردوغان" أمينة"، ولم نسمع عن حرملك، وسى السيد أردوغان ؟!
قامت " أمينة" فى ظل أحداث الحرب الأخيرة بعقد قمة نسائية إسلامية لأجل فلسطين فى اسطنبول، وأجهشت بالبكاء حين جاء دورها فى الحديث عن مأساة غزة الإنسانية، وليس كثيرا على زوجة " رجل " أن تقوم بذلك وغيره.. ليس غريباً أن تكون زوجة ذات مبادئ لـ " رجل " كهذا. . لم يخش أن يدافع عن مبادئه أمام العالم ومهما يكن الثمن.