على مدار كل سنوات الإنسداد يرتفع منسوب الأزمة أكثر عشية الدخول الإجتماعي إلى درجة حصول اهتزازات وتوترات خطيرة، إن على المستوى الإجتماعي أو السياسي أو الأمنى. . ولا يحدث التنفيس عن الاحتقان الحاصل عادة إلا بمواجهات وصدامات . تتم عبر أشكال وصور مختلفة. أحداث أكتوبر. . وإستقالة زروال وغيرها. . عينات على سبيل المثال لا الحصر، عما يرشح عن الدخول الإجتماعى الذي تتراكم وتزدحم عنده الكثيرمن المشاكل والصعوبات، فلا يجد أمامه إلا طريق الانفجار وإلقاء ما يختزنه من حمم لتأخذ الحياة - بعد مشاهد درماتيكية ومآسي وأعباء آخرى ترمى على كاهل المواطن
البائس- . . تأخذ مسارها الطبيعي، كما لو أن هذا الأمر صار حتما مقضيا على . الجزائريين.
الدخول الإجتماعي لهذا العام، يحمل الكثير من الارهاصات المكونة للمشهد القادم، ويقول المراقبون إن الأفق مفتوح على كل الاحتمالات ،خاصة وإن استثنائية الظرف الذي تعيشه البلاد وهي على مقربة من استحقاق الرئاسيات يضفى على المشهد أهمية . قصوى وبالغة وغير مسبوقة.
هناك عناوين مبهمة وأسئلة تطرح نفسها بإلحاح، لكن الإجابة أو الكشف عنها هي . من دون شك مفاتيح لمعرفة خصوصية المشهد القادم
* - هل هناك عنصر جديد في علاقة السلطة مع الفيس؟ هل خروج عباسى هو ثمرة لصفقة سياسية- وبالتحدبد مع بوتفليقة- ستتضح ملامحها في الأيام أو الشهور القادمة. . ؟ هل تبلورت القناعة لدى الطرفين من أجل طي صفحة الماضي الدموية، وفتح الجزائر على مستقبل مشرق أكثر تطورا وإزدهارا،أم أن الأمريتعلق بإستحقاقات . قادمة ليس إلا. . ؟ ثم ما السر في رفع التشميع عن مقرات حركة الوفاء المحظورة . ؟ هل هي خطوة أولى نحو الاعتراف بها واعتمادها. . ؟ هل نحن أمام مشهد سياسي
جديد هو الآن قيد التشكل ، وسيبرز أكثر عبر مصالحة قريبة ظل الرئيس يرددها ولا يعترف إلا بها كما يقول. . ؟
* - ما موقع العروش في حركة الصراع. . ؟ هل دخولها في حوار مع السلطة سيحقق كل طموحاتها في المنطقة؟ وهل في نية السلطة عامل التسوية لانهاء كل القلاقل عبر مصالحة مع الجميع. . ؟ وهل هي الأخرى تخضع لصراع ذوي المصالح؟
*- كيف سينتهي الصراع داخل جبهة التحرير. . ؟ هل الأزمة داخل الآفلان حقيقية وليست سينما كما يقول بعضهم . . هل؟ نحن أمام فتنة وانفجار آخر قد لا يبقي ولا يذر. . هل؟ صارت الجزائر بمؤسساتها مهددة أكثر من أي وقت مضىوهل؟ بات قدر الجزائريين هو المزيد من الدماء والدموع. . ؟
أخيرا- وليس آخرا- فإن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والتوترات العمالية وكل صعوبات العيش التي يعانيها منها المواطن الجزائري هي الأخرى لها علاقة بالاحتقان السياسي. . أليس الحل السياسي هو مفتاح الحل الشامل لكل أشكال الأزمة ومظاهرها وتداعياتها . . ؟
الجزائر الآن صارت في آخر منعطف من مخاض طال أمده، فهل اقتربت ولادتها الجديدة بالشكل الذي يدخل الجزائر في مشهد أكثر استقرار وتطورا وتماسكا. . أم؟ أن الجزائر على أبواب جهنم جديد قد تحرق كل شيء هذه المرة. . ؟ أسئلة تبقى . معلقة، والأيام المقبلة كفيلة بالاجابة عنها